الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حول الإصلاح الإسلامي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٦١: سطر ٦١:
=كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته=
=كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته=


من ألطف وأطرف ما رأيته في كلمات القوم حول الإصلاح الإسلامي ما جاء في كتاب ‏‏« البيّنات » لصاحبه الشيخ عبد القادر المغربي ، وأنا أنقله هنا على طوله للسبب المتقدّم المذكور ‏آنفاً .  
من ألطف وأطرف ما رأيته في كلمات القوم حول الإصلاح الإسلامي ما جاء في كتاب ‏‏« البيّنات » لصاحبه الشيخ [[عبد القادر المغربي]] ، وأنا أنقله هنا على طوله للسبب المتقدّم المذكور ‏آنفاً .  


يقول : « حصل الانقلاب العجيب في الدولة العثمانية ، وأخذت تتهيّأ لحدوث مثله كلّ من ‏الحكومتين الأفغانية والمراكشية ، فالانقلاب فيهما واقع ما له من دافع ، إن لم يكن الآن فبعد الآن !‏
يقول : « حصل الانقلاب العجيب في الدولة العثمانية ، وأخذت تتهيّأ لحدوث مثله كلّ من ‏الحكومتين الأفغانية والمراكشية ، فالانقلاب فيهما واقع ما له من دافع ، إن لم يكن الآن فبعد الآن !‏
سطر ٦٨: سطر ٦٨:
ولكن رجال الدين يرتابون في أن يكون الإسلام محتاجاً إلى إصلاح ، وكثيرون منهم يرون أنّ ‏الكلام في إصلاحه لغو وباطل ; إذ أنّ الدين الإسلامي لم يكن بالفاسد في يوم من الأيّام حتّى نفكّر في ‏إصلاحه أو نبحث عن طريقة لأجل إصلاحه . . ثمّ يقولون لمريدي الإصلاح : إذا أردتم عمل شيء من ‏هذا القبيل فدونكم إصلاح المسلمين من حيث تعليمهم طرق المعاش وتدريبهم على الأساليب الحديثة ‏في الصناعة والتجارة والزراعة وفنون الاختراع ، أمّا أن تعمدوا إلى الدين الإسلامي نفسه فتقدّموا ‏وتؤخّروا فيه بزعم إصلاحه فإنّه منكر ولا نرضى به ونبذل جهدنا وأرواحنا في مقاومته ومعارضة ‏تنفيذه .‏
ولكن رجال الدين يرتابون في أن يكون الإسلام محتاجاً إلى إصلاح ، وكثيرون منهم يرون أنّ ‏الكلام في إصلاحه لغو وباطل ; إذ أنّ الدين الإسلامي لم يكن بالفاسد في يوم من الأيّام حتّى نفكّر في ‏إصلاحه أو نبحث عن طريقة لأجل إصلاحه . . ثمّ يقولون لمريدي الإصلاح : إذا أردتم عمل شيء من ‏هذا القبيل فدونكم إصلاح المسلمين من حيث تعليمهم طرق المعاش وتدريبهم على الأساليب الحديثة ‏في الصناعة والتجارة والزراعة وفنون الاختراع ، أمّا أن تعمدوا إلى الدين الإسلامي نفسه فتقدّموا ‏وتؤخّروا فيه بزعم إصلاحه فإنّه منكر ولا نرضى به ونبذل جهدنا وأرواحنا في مقاومته ومعارضة ‏تنفيذه .‏
وهذه هي نقطة الخلاف التي يشتدّ عندها تقلّص الشفاه ، ويكثر في النزاع عليها صرير الأسنان .‏
وهذه هي نقطة الخلاف التي يشتدّ عندها تقلّص الشفاه ، ويكثر في النزاع عليها صرير الأسنان .‏
وأوّل مَن تكلّم في وجوب الإصلاح الديني الإسلامي ، أو يقال : أوّل مَن جهر به وأكثر من القول ‏والعمل للوصول إليه هو المرحوم السيّد جمال الدين الأفغاني . ولقد سألته مرّة عن أيّة الطرق نسلك للمّ ‏الشعث وانتشال أُمّتنا الإسلامية من هوّة انحطاطها ، فقال : لا بدّ في الوصول إلى هذا الغرض من ‏‏« حركة دينية » ، قلت : بماذا ؟ قال : حركة دينية ، قلت : وما تعني بالحركة الدينية ؟ ففسّرها لي ‏تفسيراً ينطبق على ما نسمّيه اليوم الإصلاح الديني تارةً ، والإصلاح الإسلامي تارةً أُخرى ، ثمّ قال ‏جمال الدين : « إنّه كما استفادت أُمم الأُوربا ( كذا كان يلفظها بالألف واللام ) بحركة « لوثيروس » ‏الدينية وإصلاحه تعاليم الديانة المسيحية ، كذلك نحن معشر المسلمين يجب علينا أن نستفيد من ‏‏« حركة دينية » نقوم بها ، ويكون من أثرها إصلاح تعاليمنا وتحسين حالة اجتماعنا » ، ثم قال (رحمه ‏الله) : « وليس المراد بإصلاح تعاليمنا أن نجدّد في الدين تعليماً أو نحدث فيه حدثاً لم يأتِ به نبيّنا ‏محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أو نحذف منه تعليماً أو حكماً أتى به ونصّ عليه ، وإنّما المراد أن نرجع في ‏بساطة عقائدنا وسهولة تعاليمنا إلى ما كان عليه الحال في الصدر الأوّل ، فنتوسّع ما شئنا في أُمور ‏الدنيا ومقوّمات عمرانها ، أمّا أُمور الدين فنقف عند حدوده ونصوصه وقفة عواجز ، ثمّ نسعى إلى ‏تعلّمه وتفهّمه من أقرب الطرق وأسهلها ، فلا يقضي أحدنا عمره في تعلّم الدين تعلّماً يُقصينا عنه ‏ويحول بيننا وبين العمل به والاهتداء بهديه » .‏
وأوّل مَن تكلّم في وجوب [[الإصلاح الديني الإسلامي]] ، أو يقال : أوّل مَن جهر به وأكثر من القول ‏والعمل للوصول إليه هو المرحوم السيّد جمال الدين الأفغاني . ولقد سألته مرّة عن أيّة الطرق نسلك للمّ ‏الشعث وانتشال أُمّتنا الإسلامية من هوّة انحطاطها ، فقال : لا بدّ في الوصول إلى هذا الغرض من ‏‏« حركة دينية » ، قلت : بماذا ؟ قال : حركة دينية ، قلت : وما تعني بالحركة الدينية ؟ ففسّرها لي ‏تفسيراً ينطبق على ما نسمّيه اليوم الإصلاح الديني تارةً ، والإصلاح الإسلامي تارةً أُخرى ، ثمّ قال ‏جمال الدين : « إنّه كما استفادت أُمم الأُوربا ( كذا كان يلفظها بالألف واللام ) بحركة « لوثيروس » ‏الدينية وإصلاحه تعاليم الديانة المسيحية ، كذلك نحن معشر المسلمين يجب علينا أن نستفيد من ‏‏« حركة دينية » نقوم بها ، ويكون من أثرها إصلاح تعاليمنا وتحسين حالة اجتماعنا » ، ثم قال (رحمه ‏الله) : « وليس المراد بإصلاح تعاليمنا أن نجدّد في الدين تعليماً أو نحدث فيه حدثاً لم يأتِ به نبيّنا ‏محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أو نحذف منه تعليماً أو حكماً أتى به ونصّ عليه ، وإنّما المراد أن نرجع في ‏بساطة عقائدنا وسهولة تعاليمنا إلى ما كان عليه الحال في الصدر الأوّل ، فنتوسّع ما شئنا في أُمور ‏الدنيا ومقوّمات عمرانها ، أمّا أُمور الدين فنقف عند حدوده ونصوصه وقفة عواجز ، ثمّ نسعى إلى ‏تعلّمه وتفهّمه من أقرب الطرق وأسهلها ، فلا يقضي أحدنا عمره في تعلّم الدين تعلّماً يُقصينا عنه ‏ويحول بيننا وبين العمل به والاهتداء بهديه » .‏
وبهذا الكلام أوضح جمال الدين ما أراده بقوله : « حركة دينية » و« إصلاح ديني » ، فالإصلاح ‏الذي أراده إذاً إصلاح علمي تعليمي محض لا شائبة فيه للحركات الثوروية والمشاغبات الفسادية ، ولا ‏مسحة عليه من المروق والإلحاد .‏
وبهذا الكلام أوضح جمال الدين ما أراده بقوله : « حركة دينية » و« إصلاح ديني » ، فالإصلاح ‏الذي أراده إذاً إصلاح علمي تعليمي محض لا شائبة فيه للحركات الثوروية والمشاغبات الفسادية ، ولا ‏مسحة عليه من المروق والإلحاد .‏
ولكن هل نرى الأشياخ من رجال ديننا يعجبهم قول جمال الدين ويرضيهم تفسيره للحركة الدينية ‏بما ذكر ؟ وهل هم يعترفون بأنّ الدين الإسلامي يلزمه إصلاح ؟
ولكن هل نرى الأشياخ من رجال ديننا يعجبهم قول جمال الدين ويرضيهم تفسيره للحركة الدينية ‏بما ذكر ؟ وهل هم يعترفون بأنّ الدين الإسلامي يلزمه إصلاح ؟
سطر ١٢٦: سطر ١٢٦:
‏2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ‏ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن ‏موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة ‏على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة .‏
‏2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ‏ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن ‏موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة ‏على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة .‏
‏3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية .‏
‏3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية .‏
‏4 ـ الوسطية الإسلامية التي برِئت من الغلو والإغراق في المادّية أو في الروحانية .‏
‏4 ـ [[الوسطية]] الإسلامية التي برِئت من [[الغلو]] والإغراق في المادّية أو في الروحانية .‏
‏5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل .‏
‏5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل .‏
‏6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم ‏المدوّنة .‏
‏6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم ‏المدوّنة .‏
‏7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية .‏
‏7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية .‏
‏8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات .‏
‏8 ـ [[الشورى]] ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات .‏
‏9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها .‏
‏9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها .‏
‏10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (‏6‏).‏
‏10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (‏6‏).‏
٢٬٧٩٦

تعديل