الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حسن البنا»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
==النشاطات==
==النشاطات==
انضمّ لبعض الجمعيات الدينية التي أسّسها هو بنفسه، ك[[جمعية الأخلاق الأدبية|جمعية «الأخلاق الأدبية»]] و[[جمعية منع المحرّمات|جمعية «منع المحرّمات»]]، ثمّ انضمّ إلى طريقة صوفية «الإخوان الحصافية»، ممّا أصّل في نفسه معاني الصفاء والزهد والتجرّد، وساهم في تأسيس [[الجمعية الحصافية الخيرية|الجمعية «الحصافية الخيرية» لمقاومة المحرّمات والنشاط التبشيري المسيحي، وتخرّج من الثانوية، وكان ترتيبه الخامس على الجمهورية المصرية، والتحق عام 1923 م بدار العلوم في [[القاهرة]]، وتخرّج منها سنة 1927 م، وكان ترتيبه الأوّل، وساهم في تحرير [[صحيفة الفتح|صحيفة «الفتح»]] الإسلامية.
انضمّ لبعض الجمعيات الدينية التي أسّسها هو بنفسه، ك[[جمعية الأخلاق الأدبية|جمعية «الأخلاق الأدبية»]] و[[جمعية منع المحرّمات|جمعية «منع المحرّمات»]]، ثمّ انضمّ إلى طريقة صوفية «الإخوان الحصافية»، ممّا أصّل في نفسه معاني الصفاء والزهد والتجرّد، وساهم في تأسيس [[الجمعية الحصافية الخيرية|الجمعية «الحصافية الخيرية» لمقاومة المحرّمات والنشاط التبشيري المسيحي، وتخرّج من الثانوية، وكان ترتيبه الخامس على الجمهورية المصرية، والتحق عام 1923 م بدار العلوم في [[القاهرة]]، وتخرّج منها سنة 1927 م، وكان ترتيبه الأوّل، وساهم في تحرير [[صحيفة الفتح|صحيفة «الفتح»]] الإسلامية.
<br>أسّس مع ستّة آخرين جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 م للتعريف بالإسلام الصحيح، واختار لنفسه لقب المرشد العامّ، وتخرّج مدرّساً بالقاهرة عام 1932 م، فانتقل مركز نشاط الجماعة إليها، وأصدر [[صحيفة الإخوان المسلمين|صحيفة «الإخوان المسلمين»]]، واتّجه صراحة صوب ميدان السياسة سنة 1938 م، وأصدر [[صحيفة النذير|صحيفة «النذير»]]، وأنشأ [[معهد حراء الإسلامي]] و[[معهد أُمّهات المؤمنين]].
 
<br>وقعت أعمال عنف وأحداث اغتيال سياسي وعمليات نسف نُسبت للجماعة، فحلّتها<br>وزارة النقراشي سنة 1948 م، فاغتيل الآخير في نفس السنة، وردّت الحكومة المصرية باغتيال الشيخ البنّا سنة 1949 م.
أسّس مع ستّة آخرين جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 م للتعريف بالإسلام الصحيح، واختار لنفسه لقب المرشد العامّ، وتخرّج مدرّساً بالقاهرة عام 1932 م، فانتقل مركز نشاط الجماعة إليها، وأصدر [[صحيفة الإخوان المسلمين|صحيفة «الإخوان المسلمين»]]، واتّجه صراحة صوب ميدان السياسة سنة 1938 م، وأصدر [[صحيفة النذير|صحيفة «النذير»]]، وأنشأ [[معهد حراء الإسلامي]] و[[معهد أُمّهات المؤمنين]].
<br>وقد كان البنّا يرى‏ أنّ الإصلاح يجب أن يحظى‏ بشكل ومحتوىً محلّي ولا يكون تقليداً للغرب ومفاهيمه وفلسفته. ويرى‏ أنّ [[الوحدة الإسلامية|الوحدة]] هي القاعدة الأساسية للحركات الإسلامية، ولا يتيسّر للحركات الانتصار دون إزالة عوامل وعناصر التشتّت والتفرقة بين أبناء [[الأُمّة الإسلامية]]. وقد عدّ الاستعمار أو كما يقول هو معبّراً عنه بالاستخراب عنصراً مخرّباً لوحدة الأُمّة، ومن ثمّ طالب بإزالته بمختلف صوره.
 
وقعت أعمال عنف وأحداث اغتيال سياسي وعمليات نسف نُسبت للجماعة، فحلّتها<br>وزارة النقراشي سنة 1948 م، فاغتيل الآخير في نفس السنة، وردّت الحكومة المصرية باغتيال الشيخ البنّا سنة 1949 م.
 
وقد كان البنّا يرى‏ أنّ الإصلاح يجب أن يحظى‏ بشكل ومحتوىً محلّي ولا يكون تقليداً للغرب ومفاهيمه وفلسفته. ويرى‏ أنّ [[الوحدة الإسلامية|الوحدة]] هي القاعدة الأساسية للحركات الإسلامية، ولا يتيسّر للحركات الانتصار دون إزالة عوامل وعناصر التشتّت والتفرقة بين أبناء [[الأُمّة الإسلامية]]. وقد عدّ الاستعمار أو كما يقول هو معبّراً عنه بالاستخراب عنصراً مخرّباً لوحدة الأُمّة، ومن ثمّ طالب بإزالته بمختلف صوره.


==نشاطاته الوحدوية==
==نشاطاته الوحدوية==
وقد كان من جملة أبرز المهتمّين بحركة [[التقريب بين المذاهب الإسلامية]] وضمن المؤسّسين الأوائل لجماعة التقريب بالقاهرة، وحواره الجاد مع [[آية اللَّه الكاشاني]] معروف للجميع، والذي قيل: إنّه أحد الأسباب التي دعت الحكومة المصرية إلى اغتياله، بالإضافة إلى دعمه [[القضية الفلسطينية|للقضية الفلسطينية]].
وقد كان من جملة أبرز المهتمّين بحركة [[التقريب بين المذاهب الإسلامية]] وضمن المؤسّسين الأوائل لجماعة التقريب بالقاهرة، وحواره الجاد مع [[آية اللَّه الكاشاني]] معروف للجميع، والذي قيل: إنّه أحد الأسباب التي دعت الحكومة المصرية إلى اغتياله، بالإضافة إلى دعمه [[القضية الفلسطينية|للقضية الفلسطينية]].
<br>وتجدر هنا الإشارة إلى نقطتين وذكريان تاريخيتان بشأن الدور التقريبي للشيخ حسن البنّا:<br>كان آية اللَّه [[السيّد رضا الصدر]] من العلماء المعروفين في الحوزة العلمية في قم (نجل المرحوم آية اللَّه السيّد [[صدر الدين الصدر]] والأخ الأكبر [[إمام موسى‏ الصدر|للإمام موسى‏ الصدر]])، حيث كان يقدّم دروساً في الأخلاق لطلّابه في ليالي الخميس في بيته (وقد طبعت كلماته في تلك الليالي في عدد من المجلّات)، وفي عام 1375 ه تحدّث السيّد الصدر حول أسرار الحجّوآثاره الاجتماعية ودوره في إيجاد [[الوحدة الإسلامية]] بين طوائف المسلمين، فقال: «أثّر التبليغ والإعلام السيّئ من جانب السلفيّين [[الوهابيّين]]، فاحتجّ بعض المصريّين في أحد المراسم التي أُقيمت في موسم الحجّ- والتي كان قد حضرها حسن البنّا- من منطلق عدم معرفتهم لحقيقة التشيّع على [[الشيعة]] المشاركين في الحجّ، وعندما عرف المرحوم حسن البنّا بالأمر حضر في مركز تجمّع الحجّاج المصريّين، وألقى كلمة تنويرية محذّراً فيها من مغبّة هذا الشي‏ء، وقال: لا يحقّ لأيّ فرد أن يهاجم المسلمين الآخرين، وأضاف بعد ذلك‏<br>في كلمته قائلًا: إنّ الفرق الموجود بين بعض [[أهل السنّة]] وبين الشيعة هو أنّ الشيعة يحبّون [[أهل البيت|أهل بيت الرسول]] صلى الله عليه و آله» أكثر من غيرهم، وهذا الشي‏ء أداء لهم للدين، فينبغي أن يشكّل هؤلاء القدوة لنا نحن المصريّين الذين لنا ولاء لأهل البيت عليهم السلام، ثمّ أضاف آية اللَّه الصدر قائلًا: «لقد لعبت هذه الكلمة للشيخ حسن البنّا دوراً أساسياً في تغيير التعامل مع الشيعة».
 
<br>خاطرة أُخرى كان يرويها المرحوم العلّامة الشيخ [[محمّد تقي القمّي]] مؤسّس «[[دار التقريب بين المذاهب الإسلامية]]» في مصر، فكان يقول: «بعد مقتل [[أبي طالب اليزدي]] في [[الحجاز]] من جانب السعوديّين توقّفت زيارة الإيرانيّين للحجّ عدّة أعوام، وبعد بذل المزيد من الجهود لإزالة الشبهات قامت دار التقريب بطباعة كتيّب مناسك الحجّ اعتماداً على [[المذاهب الأربعة]] لأهل السنّة و[[مذهب الشيعة الإمامية]]؛ ليتّضح وجود الإجماع الكلّي بين [[المذاهب الإسلامية]] في مسائل الحجّ كذلك، لكنّ المؤسف هو أنّ المسؤولين عن الحجّ منعوا نقل هذه المناسك إلى الحجاز، وعندما طرح هذا الموضوع على الشيخ حسن البنّا- والذي كان من مؤسّسي دار التقريب- طرح حلّاً ملفتاً للنظر لنقل مناسك الحجّ للمذاهب الخمسة، وهو الأمر بطبع كافّة مسائل الحجّ وفق آراء فقهاء المذاهب الإسلامية في الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الإخوان المسلمين، ثمّ بعث الصحف بواسطة الحجّاج المصريّين إلى الحجاز، وتمّ توزيعها على الحجّاج، وترك ذلك أثراً بالغاً في إيجاد الوحدة بين المسلمين».
وتجدر هنا الإشارة إلى نقطتين وذكريان تاريخيتان بشأن الدور التقريبي للشيخ حسن البنّا:<كان آية اللَّه [[السيّد رضا الصدر]] من العلماء المعروفين في الحوزة العلمية في قم (نجل المرحوم آية اللَّه السيّد [[صدر الدين الصدر]] والأخ الأكبر [[إمام موسى‏ الصدر|للإمام موسى‏ الصدر]])، حيث كان يقدّم دروساً في الأخلاق لطلّابه في ليالي الخميس في بيته (وقد طبعت كلماته في تلك الليالي في عدد من المجلّات)، وفي عام 1375 ه تحدّث السيّد الصدر حول أسرار الحجّوآثاره الاجتماعية ودوره في إيجاد [[الوحدة الإسلامية]] بين طوائف المسلمين، فقال: «أثّر التبليغ والإعلام السيّئ من جانب السلفيّين [[الوهابيّين]]، فاحتجّ بعض المصريّين في أحد المراسم التي أُقيمت في موسم الحجّ- والتي كان قد حضرها حسن البنّا- من منطلق عدم معرفتهم لحقيقة التشيّع على [[الشيعة]] المشاركين في الحجّ، وعندما عرف المرحوم حسن البنّا بالأمر حضر في مركز تجمّع الحجّاج المصريّين، وألقى كلمة تنويرية محذّراً فيها من مغبّة هذا الشي‏ء، وقال: لا يحقّ لأيّ فرد أن يهاجم المسلمين الآخرين، وأضاف بعد ذلك‏<br>في كلمته قائلًا: إنّ الفرق الموجود بين بعض [[أهل السنّة]] وبين الشيعة هو أنّ الشيعة يحبّون [[أهل البيت|أهل بيت الرسول]] صلى الله عليه و آله» أكثر من غيرهم، وهذا الشي‏ء أداء لهم للدين، فينبغي أن يشكّل هؤلاء القدوة لنا نحن المصريّين الذين لنا ولاء لأهل البيت عليهم السلام، ثمّ أضاف آية اللَّه الصدر قائلًا: «لقد لعبت هذه الكلمة للشيخ حسن البنّا دوراً أساسياً في تغيير التعامل مع الشيعة».
 
خاطرة أُخرى كان يرويها المرحوم العلّامة الشيخ [[محمّد تقي القمّي]] مؤسّس «[[دار التقريب بين المذاهب الإسلامية]]» في مصر، فكان يقول: «بعد مقتل [[أبي طالب اليزدي]] في [[الحجاز]] من جانب السعوديّين توقّفت زيارة الإيرانيّين للحجّ عدّة أعوام، وبعد بذل المزيد من الجهود لإزالة الشبهات قامت دار التقريب بطباعة كتيّب مناسك الحجّ اعتماداً على [[المذاهب الأربعة]] لأهل السنّة و[[مذهب الشيعة الإمامية]]؛ ليتّضح وجود الإجماع الكلّي بين [[المذاهب الإسلامية]] في مسائل الحجّ كذلك، لكنّ المؤسف هو أنّ المسؤولين عن الحجّ منعوا نقل هذه المناسك إلى الحجاز، وعندما طرح هذا الموضوع على الشيخ حسن البنّا- والذي كان من مؤسّسي دار التقريب- طرح حلّاً ملفتاً للنظر لنقل مناسك الحجّ للمذاهب الخمسة، وهو الأمر بطبع كافّة مسائل الحجّ وفق آراء فقهاء المذاهب الإسلامية في الصحيفة الرسمية الناطقة باسم الإخوان المسلمين، ثمّ بعث الصحف بواسطة الحجّاج المصريّين إلى الحجاز، وتمّ توزيعها على الحجّاج، وترك ذلك أثراً بالغاً في إيجاد الوحدة بين المسلمين».


=أصوله الموضوعة للوحدة=
=أصوله الموضوعة للوحدة=
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٢

تعديل