الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد علي السيستاني»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٨٨: سطر ٨٨:
=مسيرته الجهادية=
=مسيرته الجهادية=


كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولى من تسلمه السلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الأجانب، ولاقى السيّد عناءاً بالغاً من جرّاء ذلك وكاد ان يسفّر عدّة مرّات وتمّ تسفير مجاميع من تلامذته وطلاّب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثمّ كانت الظروف القاسية جدّاً أيّام الحرب العراقية- الإيرانية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصرّ على البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية إيماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار.
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الأشرف منذ السنين الأولى من تسلمه السلطة في العراق ، وقد قام بعمليات تسفير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر الطلاب الأجانب، ولاقى السيّد عناءً بالغاً من جرّاء ذلك وكاد ان يسفّر عدّة مرّات وتمّ تسفير مجاميع من تلامذته وطلاّب مجلس درسه في فترات متقاربة ، ثمّ كانت الظروف القاسية جدّاً أيّام الحرب العراقية- الإيرانية ، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصرّ على البقاء في النجف الأشرف وواصل التدريس في حوزته العلمية إيماناً منه بلزوم استمرار المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفادياً للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار.


وفي عام 1411 هـ عندما قضى النظام على الانتفاضة الشعبانية اعتقل السيّد ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ مرتضى البروجردي والشهيد الميرزا علي الغروي، وقد تعرّضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية، إلى أن فرّج الله عنهم ببركة أهل البيت ( عليهم السلام ).
وفي عام 1411 هـ عندما قضى النظام على [[الانتفاضة الشعبانية]] اعتقل السيّد ومعه مجموعة من العلماء كالشهيد الشيخ [[مرتضى البروجردي]] والشهيد [[الميرزا علي الغروي]]، وقد تعرّضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية، إلى أن فرّج الله عنهم ببركة أهل البيت ( عليهم السلام ).


وعندما وجد النظام أنّ محاولاته ضدّ السيّد قد باءت جميعاً بالفشل خطّط لاغتياله وتصفيته ، وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخطّطات.
وعندما وجد النظام أنّ محاولاته ضدّ السيّد قد باءت جميعاً بالفشل خطّط لاغتياله وتصفيته ، وقد كشفت وثائق جهاز المخابرات عن عدد من هذه المخطّطات.


وهكذا بقي السيّد رهين داره منذ أواخر عام 1418 هـ حتى أنّه لم يتشرف بزيارة جدّه الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) طوال هذه الفترة.
وهكذا بقي السيّد رهين داره منذ أواخر عام 1418 هـ حتى أنّه لم يتشرف بزيارة جدّه الإمام [[أمير المؤمنين]] ( عليه السلام ) طوال هذه الفترة.


وقد تعرّض لضغوط كثيرة من أجهزة النظام وأزلامه، ولكنه قاوم جميع الضغوطات، إلى أن منّ الله على العراقيين بزوال النظام.
وقد تعرّض لضغوط كثيرة من أجهزة النظام وأزلامه، ولكنه قاوم جميع الضغوطات، إلى أن منّ الله على العراقيين بزوال النظام.
سطر ١٠٠: سطر ١٠٠:
=أخلاقياته=
=أخلاقياته=


يقول عنه الدكتور محمّد حسين الصغير: «شغلته المهمّة العلمية عن مظاهر الدنيا، وأوقفته الظاهرة الشرعية عند حدودها، لم يعبأ بملبس أو مأكل، ولم ينظر إلى دار أو عقار، ولم يتمتع من الأصدقاء والخلصاء، ولم تستهوه مجالس الترويح عن النفس بالأحاديث والنوادر، اختصّ بأفراد قلائل من العلماء يستمع إليهم ويستمعون منه، لم يحضر مجلساً علمياً إلّاللمذاكرة، ولم يعتد المجالات التي تستوعب بعض الوقت، كلّ وكده وجهده وكدحه خالص لعلم أهل البيت، مع وقار ظاهر، واتّزان معروف، ونظرة صائبة.
يقول عنه الدكتور [[محمّد حسين الصغير]]: «شغلته المهمّة العلمية عن مظاهر الدنيا، وأوقفته الظاهرة الشرعية عند حدودها، لم يعبأ بملبس أو مأكل، ولم ينظر إلى دار أو عقار، ولم يتمتع من الأصدقاء والخلصاء، ولم تستهوه مجالس الترويح عن النفس بالأحاديث والنوادر، اختصّ بأفراد قلائل من العلماء يستمع إليهم ويستمعون منه، لم يحضر مجلساً علمياً إلّاللمذاكرة، ولم يعتد المجالات التي تستوعب بعض الوقت، كلّ وكده وجهده وكدحه خالص لعلم أهل البيت، مع وقار ظاهر، واتّزان معروف، ونظرة صائبة.
<br>عاش فقيراً ومازال فقيراً والملايين بين يديه؛ لسدّ احتياج الفقراء، وإعلاء شأن الدين، ورعاية الحوزات العلمية، ومعالجة المرضى، وإحياء المشاريع النافعة، والإصلاح بين المتخاصمين.
<br>عاش فقيراً ومازال فقيراً والملايين بين يديه؛ لسدّ احتياج الفقراء، وإعلاء شأن الدين، ورعاية الحوزات العلمية، ومعالجة المرضى، وإحياء المشاريع النافعة، والإصلاح بين المتخاصمين.
<br>عاش منعزلًا حتّى لا يعرفه أكثر من طلّابه وعلية القوم، وهو معهم وخارج عنهم، لا يتّصل إلّالماماً ولا يتعايش مع الآخرين إلّالواذاً، فالعلم فوق كلّ شي‏ء، وهو أكبر من كلّ شي‏ء، ويضحّي من أجله بكلّ شي‏ء، حتّى عدّ من الزاهدين في الحياة والمتفرّغين للعلم والعمل الصالح، بعيداً عن كلّ المعوّقات التي تشغله عن الاشتغال والتحصيل ومتابعة المعارف.
<br>عاش منعزلاً حتّى لا يعرفه أكثر من طلّابه وعلية القوم، وهو معهم وخارج عنهم، لا يتّصل إلّا لماماً ولا يتعايش مع الآخرين إلّا لواذاً، فالعلم فوق كلّ شي‏ء، وهو أكبر من كلّ شي‏ء، ويضحّي من أجله بكلّ شي‏ء، حتّى عدّ من الزاهدين في الحياة والمتفرّغين للعلم والعمل الصالح، بعيداً عن كلّ المعوّقات التي تشغله عن الاشتغال والتحصيل ومتابعة المعارف.
<br>إذا حضر محفلًا علمياً بدأ البحث العلمي، أو اجتمع بصديق له عرض عليه مسألة مشكلة للتوصّل إلى الحلول، وإذا أدّى واجباً اجتماعياً اقتصر على إسقاط الغرض دون التبذير بالزمن، فيه بساطة الأتقياء، وعليه سيماء الصالحين، ولديه فكر المتيقّظ الحذر، وعنده الخبرة الكافية بمعاصريه كما هي في الرجال ومدارك التعديل، يعطي نفسه فسحة يتروّح فيها على نهر الفرات في الكوفة، سائراً ومفكّراً، ومجدّداً للنشاط والحيوية، يقابل بالسلام ليس غير، وتقابله بالتحيّة فحسب، فالرجل في فكر دائم بما يبني به كيان الأُمّة في صرحها العلمي: النجف الأشرف، وهو معني بالشأن العلمي منذ شبابه الأوّل، حتّى كهولته، وهو عنفوانها اليوم وإن تجاوز السبعين من العمر المديد.
<br>إذا حضر محفلاً علمياً بدأ البحث العلمي، أو اجتمع بصديق له عرض عليه مسألة مشكلة للتوصّل إلى الحلول، وإذا أدّى واجباً اجتماعياً اقتصر على إسقاط الغرض دون التبذير بالزمن، فيه بساطة الأتقياء، وعليه سيماء الصالحين، ولديه فكر المتيقّظ الحذر، وعنده الخبرة الكافية بمعاصريه كما هي في الرجال ومدارك التعديل، يعطي نفسه فسحة يتروّح فيها على نهر الفرات في الكوفة، سائراً ومفكّراً، ومجدّداً للنشاط والحيوية، يقابل بالسلام ليس غير، وتقابله بالتحيّة فحسب، فالرجل في فكر دائم بما يبني به كيان الأُمّة في صرحها العلمي: النجف الأشرف، وهو معني بالشأن العلمي منذ شبابه الأوّل، حتّى كهولته، وهو عنفوانها اليوم وإن تجاوز السبعين من العمر المديد.
<br>لقد منّ اللَّه سبحانه وتعالى على الطائفة الإمامية في العالم، إذ قيّض لها مرجعاً عظيم التدبير، حديد النظر، جدّي المعالجة، بصير الرؤية، نافذ البصيرة، يتطلّع إلى الأُفق البعيد في منظور معاصر، ويفيد من الماضي خبرة الناقد الواعي، ومن خلال هذين الملحظين تجلّت له الحقائق مرتبطة بالمناخ الواقعي الذي يزن الأُمور، فكان دقيق الميزان فيما يقرّر، مصيباً فيما يرى‏، تسدّده العناية الإلهية في معايشة عصره بمفارقاته ومضاعفاته المتلاحقة، دقيق الميزان في العدل، شديد الورع في المال، واضح الزهد».
<br>لقد منّ اللَّه سبحانه وتعالى على الطائفة الإمامية في العالم، إذ قيّض لها مرجعاً عظيم التدبير، حديد النظر، جدّي المعالجة، بصير الرؤية، نافذ البصيرة، يتطلّع إلى الأُفق البعيد في منظور معاصر، ويفيد من الماضي خبرة الناقد الواعي، ومن خلال هذين الملحظين تجلّت له الحقائق مرتبطة بالمناخ الواقعي الذي يزن الأُمور، فكان دقيق الميزان فيما يقرّر، مصيباً فيما يرى‏، تسدّده العناية الإلهية في معايشة عصره بمفارقاته ومضاعفاته المتلاحقة، دقيق الميزان في العدل، شديد الورع في المال، واضح الزهد».


=مرجعيته وأثرها في العراق=
=مرجعيته وأثرها في العراق=


السيّد اليوم من أكبر مراجع الدين للشيعة في العالم، وله دور كبير في حفظ السلام والوئام بين أطياف الشعب العراقي الذي عانى‏ الويلات في الفترة الأخيرة، وركّز في تصريحاته على لزوم التمسّك والاعتصام بحبل اللَّه وعدم التفرّق والتشتّت، حتّى لا يصبح البلد وأهله طعمة جاهزة بيد الاستعمار والاحتلال، وأكّد على وحده الصفّ والشارع العراقي مقابل الطائفية والمذهبية التي أرادت لها موطأ قدم في أرض الرافدين، فأطال اللَّه عمره الشريف ومتّع المسلمين ببركات وجوده.
السيّد اليوم من أكبر مراجع الدين للشيعة في العالم، وله دور كبير في حفظ السلام والوئام بين أطياف الشعب العراقي الذي عانى‏ الويلات في الفترة الأخيرة، وركّز في تصريحاته على لزوم التمسّك والاعتصام بحبل اللَّه وعدم [[التفرّق]] والتشتّت، حتّى لا يصبح البلد وأهله طعمة جاهزة بيد الاستعمار والاحتلال، وأكّد على وحده الصفّ والشارع العراقي مقابل [[الطائفية]] و[[المذهبية]] التي أرادت لها موطأ قدم في [[أرض الرافدين]].


ويقول السيّد السيستاني من كلام له حول شأن الوحدة: «تمرّ الأُمّة الإسلامية بظروف‏ عصيبة، وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها. ويدرك الجميع- والحال هذه- مدى‏ الحاجة إلى رصّ الصفوف، ونبذ الفرقة، والابتعاد عن النعرات الطائفية، والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضت عليها قرون متطاولة، ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضياً ومقبولًا لدى الجميع، فلا ينبغي إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولا سيّما أنّها لا تمسّ أُصول الدين وأركان العقيدة.... فينبغي لكلّ حريص على رفعة الإسلام ورقي المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوتّرات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية؛ لئلّا تؤدّي إلى مزيد من التفرّق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الأعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الإسلامية والاستيلاء على ثرواتها».
ويقول السيّد السيستاني من كلام له حول شأن الوحدة: «تمرّ [[الأُمّة الإسلامية]] بظروف‏ عصيبة، وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها. ويدرك الجميع- والحال هذه- مدى‏ الحاجة إلى رصّ الصفوف، ونبذ [[الفرقة]]، والابتعاد عن النعرات الطائفية، والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضت عليها قرون متطاولة، ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضياً ومقبولاً لدى الجميع، فلا ينبغي إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولا سيّما أنّها لا تمسّ أُصول الدين وأركان العقيدة.... فينبغي لكلّ حريص على رفعة الإسلام ورقي المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل [[التقريب]] بينهم والتقليل من حجم التوتّرات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية؛ لئلّا تؤدّي إلى مزيد من التفرّق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الأعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الإسلامية والاستيلاء على ثرواتها».


=مؤلّفاته=
=مؤلّفاته=
٢٬٧٩٦

تعديل