الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد علي السيستاني»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''علي السيستاني''' : عالم ديني من أشهر مراجع التقليد ، ومن العلماء المعروفين في [[العراق]] ، وأحد روّاد الوحدة والإصلاح. يعدّ من أبرز تلامذة السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، وهو صاحب الفتوى التاريخية الشهيرة حول الجهاد ضدّ داعش .
'''علي السيستاني''' : عالم ديني من أشهر [[مراجع التقليد]] ، ومن العلماء المعروفين في [[العراق]] ، وأحد روّاد [[الوحدة]] و[[الإصلاح]]. يعدّ من أبرز تلامذة السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، وهو صاحب الفتوى التاريخية الشهيرة حول الجهاد ضدّ [[داعش]] .


[[ملف:علي السيستاني.jpg|تصغير|السيّد علي السيستاني]]
[[ملف:علي السيستاني.jpg|تصغير|السيّد علي السيستاني]]
سطر ٢٦: سطر ٢٦:
=ولادته ونشأته ودراسته=
=ولادته ونشأته ودراسته=


ولد السيّد علي بن باقر بن علي بن محمّد رضا الحسيني السيستاني في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1349 للهجرة في المشهد الرضوي الشريف في أسرة علمية معروفة ، فوالده هو العالم السيد محمد باقر، ووالدته هي العلوية الجليلة كريمة المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي.
ولد السيّد علي بن باقر بن علي بن محمّد رضا الحسيني السيستاني في التاسع من شهر ربيع الأول عام 1349 للهجرة في [[المشهد الرضوي]] الشريف في أسرة علمية معروفة ، فوالده هو العالم السيد محمد باقر، ووالدته هي العلوية الجليلة كريمة المرحوم السيد رضا المهرباني السرابي.


وأسرته -والتي هي من الأسر العلوية الحسينية- كانت تقطن مدينة (اصفهان) في القرن الحادي عشر الهجري، وأول من هاجر منها إلى مشهد الرضا (ع) هو المرحوم( السيد علي ) جدّ السيّد السيستاني، حيث استقرّ فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري ومن ثمّ هاجر الى النجف الأشرف لاكمال دراسته ثم الى سامراء المقدسة للغرض نفسه.
وأسرته -والتي هي من الأسر العلوية الحسينية- كانت تقطن مدينة ([[اصفهان]]) في القرن الحادي عشر الهجري، وأول من هاجر منها إلى مشهد الرضا (ع) هو المرحوم( السيد علي ) جدّ السيّد السيستاني، حيث استقرّ فيه برهة من الزمن في مدرسة المرحوم الملا محمد باقر السبزواري، ومن ثمّ هاجر الى [[النجف]] الأشرف لاكمال دراسته، ثم الى [[سامراء]] للغرض نفسه.


وقد نشأ السيّد السيستاني في مسقط رأسه المشهد الرضوي نشأة عالية، فتدرج في الأوليات والمقدمات ، حيث بدأ -وهو في الخامسة من عمره- بتعلم القرآن الكريم، ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراء والكتابة ونحوهما ، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من استاذه ( الميرزا علي اقا ظالم ).وفي أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية ، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف بـ (نهنگ )، وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند آية الله الميرزا هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الايسي، وقرأ شوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبى القزويني، وحضر في المعارف الالهية دروس المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى أواخر سنة (1365 هـ . ق) كما حضر بحوث الخارج للميرزا مهدي الآشتياني صاحب التعليقة على شرح المنظومة والميرزا هاشم القزويني.
وقد نشأ السيّد السيستاني في مسقط رأسه نشأة عالية، فتدرج في الأوليات والمقدمات ، حيث بدأ -وهو في الخامسة من عمره- بتعلم القرآن الكريم، ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوهما ، فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم أثناء ذلك فن الخط من استاذه ( الميرزا علي اقا ظالم ).وفي أوائل عام (1360 هـ.ق) بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية ، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية كشرح الألفية للسيوطي والمغني لابن هشام والمطول للتفتازاني ومقامات الحريري وشرح النظام عند المرحوم الاديب النيشابوري وغيره من أساتذة الفن، وقرأ شرح اللمعة والقوانين عند المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف بـ (نهنگ )، وقرأ جملة من السطوح العالية كالمكاسب والرسائل والكفاية عند الميرزا هاشم القزويني، وقرأ جملة من الكتب الفلسفية كشرح منظومة السبزواري وشرح الاشراق والاسفار عند المرحوم الايسي، وقرأ شوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبى القزويني، وحضر في المعارف الالهية دروس المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى أواخر سنة (1365 هـ . ق)، كما حضر بحوث الخارج للميرزا مهدي الآشتياني صاحب التعليقة على شرح المنظومة والميرزا هاشم القزويني.


وفي أواخر عام 1368 هـ انتقل الى الحوزة العلمية الدينية في قم المقدسة، فحضر بحوث المرجع السيد حسين الطباطبائي البروجردي في الفقه والاصول، وتلقى عنه الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه السيد محمد  الحجّة الكوهكمري.
وفي أواخر عام 1368 هـ انتقل الى الحوزة العلمية الدينية في [[قم]] المقدسة، فحضر بحوث المرجع السيد [[حسين الطباطبائي البروجردي]] في الفقه والاصول، وتلقى عنه الكثير من خبرته الفقهية ونظرياته في علم الرجال والحديث، كما حضر درس الفقيه السيد محمد  الحجّة الكوهكمري.


وخلال مدّة اقامته في قم راسل السيد علي البهبهاني عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش السيّد بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب السيد البهباني للسيّد رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلاً ٍّ تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام ).
وخلال مدّة اقامته في قم راسل السيد [[علي البهبهاني]] عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش السيّد بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب السيد البهباني للسيّد رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلاً تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة [[الإمام الرضا]] (عليه السلام ).


وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر السيّد مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الامام الحسين ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد الخوئي والشيخ حسين الحلّي ولازمهما مدّة طويلة ، وحضر خلال ذلك ايضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين، منهم السيد الحكيم والسيد الشاهرودي.
وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر السيّد مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل [[كربلاء]] المقدسة في ذكرى أربعين [[الامام الحسين]] ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد الخوئي والشيخ حسين الحلّي ولازمهما مدّة طويلة ، وحضر خلال ذلك ايضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين، منهم السيد [[محسن الحكيم]] والسيد محمود الشاهرودي.


=نبوغه العلمي=
=نبوغه العلمي=
٢٬٧٩٦

تعديل