الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد حسن نصر الله»

سطر ٣٨: سطر ٣٨:


==دور الإمام خميني في تأسيس حزب الله على لسانه==
==دور الإمام خميني في تأسيس حزب الله على لسانه==
في لقائه مع مجلة مسيّر يقول: نحن في سنة ١٩٨٢، بالتحديد إذا أردنا شيئاً يذكّر بالأحداث في إيران، بعد تحرير مدينة خرّمشهر. الإسرائيليّون كانوا قلقين جدّاً من [[الحرب الإيرانيّة العراقيّة]] أو الحرب الصدّاميّة المفروضة على إيران. ولذلك بعد تحرير [[خرّمشهر]]، [[الإسرائيليّون]] أخذوا قرار اجتياح لبنان، وهذا طبعاً له أسبابه ويوجد ارتباط عميق بين انتصارات الجبهة في إيران وبين العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودخلوا إلى جنوب لبنان وإلى منطقة البقاع وإلى جبل لبنان وإلى العاصمة بيروت وضواحي بيروت، إلى هذه المنطقة.
في لقائه مع مجلة مسيّر يقول: نحن في سنة ١٩٨٢، بالتحديد إذا أردنا شيئاً يذكّر بالأحداث في إيران، بعد تحرير مدينة خرّمشهر. الإسرائيليّون كانوا قلقين جدّاً من الحرب الإيرانيّة العراقيّة أو الحرب الصدّاميّة المفروضة على إيران. ولذلك بعد تحرير خرّمشهر، [[الإسرائيليّون]] أخذوا قرار اجتياح لبنان، وهذا طبعاً له أسبابه ويوجد ارتباط عميق بين انتصارات الجبهة في إيران وبين العدوان الإسرائيلي على لبنان. ودخلوا إلى جنوب لبنان وإلى منطقة البقاع وإلى جبل لبنان وإلى العاصمة بيروت وضواحي بيروت، إلى هذه المنطقة.


في ذلك الحين اجتمع مجموعة من العلماء والإخوة والمجاهدين وقرّروا إنشاء [[المقاومة الإسلاميّة]]، وإيجاد تشكيل إسلامي جهادي مقاوم جديد متناسب مع الوضع الجديد أو الاستحقاقات الجديدة بسبب الاجتياح الاسرائيلي. وفي ذلك الحين دخل الى لبنان، هذه المساحة الصغيرة -ليس إلى كل لبنان بل إلى ما يقارب نصف لبنان، أي ٤٠ بالمئة من مساحة لبنان- دخل مئة ألف جندي وضابط إسرائيلي، وأيضاً كانت إلى جانبهم قوات متعدّدة الجنسيّات أمريكية وفرنسيّة وبريطانيّة وإيطاليّة بحجّة الحفاظ على السّلام. وأيضاً كانت هناك ميليشيات وجماعات لبنانية لها صلة بالإسرائيليّين، وتتعاون معهم. أي أنّ الوضع كان سيّئاً جدّاً جدّاً جدّاً. هذه المجموعة من العلماء والمؤمنين والمجاهدين قرّرت أن تبدأ عملاً جهاديّاً جديداً باسم المقاومة الإسلاميّة، الذي أصبح اسمه بعد مدّة قليلة ”حزب الله“.
في ذلك الحين اجتمع مجموعة من العلماء والإخوة والمجاهدين وقرّروا إنشاء [[المقاومة الإسلاميّة]]، وإيجاد تشكيل إسلامي جهادي مقاوم جديد متناسب مع الوضع الجديد أو الاستحقاقات الجديدة بسبب الاجتياح الاسرائيلي. وفي ذلك الحين دخل الى لبنان، هذه المساحة الصغيرة -ليس إلى كل لبنان بل إلى ما يقارب نصف لبنان، أي ٤٠ بالمئة من مساحة لبنان- دخل مئة ألف جندي وضابط إسرائيلي، وأيضاً كانت إلى جانبهم قوات متعدّدة الجنسيّات أمريكية وفرنسيّة وبريطانيّة وإيطاليّة بحجّة الحفاظ على السّلام. وأيضاً كانت هناك ميليشيات وجماعات لبنانية لها صلة بالإسرائيليّين، وتتعاون معهم. أي أنّ الوضع كان سيّئاً جدّاً جدّاً جدّاً. هذه المجموعة من العلماء والمؤمنين والمجاهدين قرّرت أن تبدأ عملاً جهاديّاً جديداً باسم المقاومة الإسلاميّة، الذي أصبح اسمه بعد مدّة قليلة ”حزب الله“.


تزامن ذلك مع قرار سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بإرسال الحرس يعني ”سپاه پاسداران انقلاب اسلامي“، [[حرس الثورة الإسلامية]]، إلى سوريا ولبنان لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي. طبعاً كانت النيّة في البداية أن يقاتل الحرس إلى جانب الجيش السوري والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيّين. لكن بعد مدّة توقّف الهجوم الإسرائيلي عند حدود معيّنة ولم تعد هناك جبهة مواجهة كلاسيكيّة وأصبحت الحاجة ملحّة إلى عمل مقاوم، أي عمل شعبي.
تزامن ذلك مع قرار سماحة الإمام الخميني (قدّس سرّه) بإرسال الحرس يعني ”سپاه پاسداران انقلاب اسلامي“، حرس الثورة الإسلامية، إلى سوريا ولبنان لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي. طبعاً كانت النيّة في البداية أن يقاتل الحرس إلى جانب الجيش السوري والمقاومين اللبنانيين والفلسطينيّين. لكن بعد مدّة توقّف الهجوم الإسرائيلي عند حدود معيّنة ولم تعد هناك جبهة مواجهة كلاسيكيّة وأصبحت الحاجة ملحّة إلى عمل مقاوم، أي عمل شعبي.


في ذلك الحين سماحة [[الإمام الخميني]] (قدّس سرّه) بدّل المهمّة والمأموريّة من المواجهة العسكريّة المباشرة للحرس والقوات الإيرانية التي جاءت إلى سوريا ولبنان إلى مهمّة أخرى هي مساعدة الشباب اللبنانيّين وتدريبهم ليتمكّنوا هم، يعني اللبنانيّون أنفسهم، من قتال المحتلّين وتنفيذ عمليات المقاومة، هذا أوّلاً.
في ذلك الحين سماحة [[الإمام الخميني]] (قدّس سرّه) بدّل المهمّة والمأموريّة من المواجهة العسكريّة المباشرة للحرس والقوات الإيرانية التي جاءت إلى سوريا ولبنان إلى مهمّة أخرى هي مساعدة الشباب اللبنانيّين وتدريبهم ليتمكّنوا هم، يعني اللبنانيّون أنفسهم، من قتال المحتلّين وتنفيذ عمليات المقاومة، هذا أوّلاً.
فأصبح دور الحرس الذي كان يتواجد في ذلك الحين في سوريا وفي منطقة البقاع اللبنانيّة -في بعلبك والهرمل وجنتا- حيث كانت هناك معسكرات تدريب، أصبح دوره استقبال الشباب اللبناني وتدريبه على أساليب القتال وتقديم الدعم اللوجستي لهم من سلاح ومهمات وتوجيه، وطبعاً نفس وجود الحرس أعطى قوّة معنويّة كبيرة للشباب اللبناني وكلّ المقاومين الذين يقفون بوجه إسرائيل.
فأصبح دور الحرس الذي كان يتواجد في ذلك الحين في سوريا وفي منطقة البقاع اللبنانيّة -في بعلبك والهرمل وجنتا- حيث كانت هناك معسكرات تدريب، أصبح دوره استقبال الشباب اللبناني وتدريبه على أساليب القتال وتقديم الدعم اللوجستي لهم من سلاح ومهمات وتوجيه، وطبعاً نفس وجود الحرس أعطى قوّة معنويّة كبيرة للشباب اللبناني وكلّ المقاومين الذين يقفون بوجه إسرائيل.


بعد ذلك اجتمع هؤلاء الإخوة وقرّروا أن يشكّلوا كما قلنا هذا التيّار الكبير والواسع، تم انتداب مجموعة منهم، انتداب ٩ أشخاص، من بينهم كان [[الشهيد السيد عباس الموسوي]] (رضوان الله تعالى عليه)، طبعاً أنا لم أكن من بين التسعة، فأنا في ذلك الوقت كنت جدّاً صغير السّن، كان عمري حوالي الإثنين وعشرين عاماً أو ثلاثة وعشرين عاماً فقط، وهؤلاء التسعة ذهبوا إلى الجمهورية الإسلامية، في ذلك الحين التقوا بالمسؤولين وذهبوا في خدمة الإمام الخميني (قدّس سرّه). وعرضوا على الإمام أن هذه هي أوضاعنا وهذه هي أحوالنا وهذه هي نيتنا، ونحن نؤمن بإمامتك وولايتك وقيادتك، فما هو تكليفنا؟
بعد ذلك اجتمع هؤلاء الإخوة وقرّروا أن يشكّلوا كما قلنا هذا التيّار الكبير والواسع، تم انتداب مجموعة منهم، انتداب ٩ أشخاص، من بينهم كان الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، طبعاً أنا لم أكن من بين التسعة، فأنا في ذلك الوقت كنت جدّاً صغير السّن، كان عمري حوالي الإثنين وعشرين عاماً أو ثلاثة وعشرين عاماً فقط، وهؤلاء التسعة ذهبوا إلى الجمهورية الإسلامية، في ذلك الحين التقوا بالمسؤولين وذهبوا في خدمة الإمام الخميني (قدّس سرّه). وعرضوا على الإمام أن هذه هي أوضاعنا وهذه هي أحوالنا وهذه هي نيتنا، ونحن نؤمن بإمامتك وولايتك وقيادتك، فما هو تكليفنا؟


سماحة الإمام قال أنّ واجبكم هو المقاومة وأن تواجهوا رغم إمكانيّاتكم المتواضعة وعددكم القليل، كان عدد حزب الله قليل جدّاً، إبدأوا من الصّفر، اتّكلوا على الله سبحانه وتعالى، لا تنتظروا أحداً من العالم أن يساعدكم، اعتمدوا على أنفسكم واعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى ناصركم، وأنا أرى أنّ النصر في جبينكم. طبعاً كان أمراً عجيباً في ذلك الوقت، وهو بارك هذا المسار وهذا الخط، وهذه الجلسة التي ذهب فيها الإخوة إلى خدمة الإمام كانت الخطوة التأسيسيّة لبدء مسيرة حزب الله في لبنان، وأصبحت حركتنا تحمل هذا الإسم المبارك. طبعاً في ذلك الحين الإخوة قالوا لسماحة الإمام نحن نؤمن بولايتك وإمامتك وقيادتك، لكنّك مشغولٌ كثيراً وكبيرٌ في السّن، فلا نستطيع أن نزاحمكم دائماً في المسائل [والقضايا]، فنرجو أن تعيّنوا مندوباً لكم يمثّلكم ونرجع إليه في مسائلنا المختلفة التي نحتاج فيها بالرّجوع إليكم. وفي ذلك الحين سماحة الإمام (قدّس سرّه الشريف) عيّن وشخّص سماحة آية الله العظمى [[الإمام الخامنئي]] (دام ظلّه الشريف) عندما كان رئيساً للجمهوريّة. وقال [أنّ] الذي يمثّلني هو سماحة السيّد الخامنئي. ومنذ ذلك الحين بدأت العلاقة بين حزب الله وسماحة السيّد القائد (حفظه الله)، [أي] منذ الساعات الأولى لتأسيس ونشوء حركة حزب الله. وعلى مدار الوقت كنا دائماً على تواصل مع سماحة السيّد القائد وكنا نذهب إلى سماحة الإمام ونقدّم له التقارير عن الأوضاع وكان يبارك عمل المقاومة، فأنا أذكر من جملة الأمور الجميلة في موضوع الاستشهاديّين، تعرفون أنّ التجربة الأولى للعمل الاستشهادي كانت في لبنان، والإخوة هم الذين قاموا بذلك، وقبل أن يُنشر [ذلك] في وسائل الإعلام، أرسل الإخوة مقطع فيديو في ذلك الوقت [يتضمّن] وصايا للاستشهاديّين الذين نفّذوا عمليّات استشهاديّة كبيرة في لبنان زلزلت الاحتلال وقوات الاحتلال، وقُدّم هذا الفيديو لسماحة الإمام وشاهده وعقّب عليه، طبعاً الوصايا جميلة جدّاً وفيها الكثير من الإيمان والمعرفة والعشق والشّوق، قال الإمام (رضوان الله عليه): "هؤلاء الشباب.."، فكلّهم كانوا من الشباب، قال: "هؤلاء هم أهل العرفان الحقيقي". وكان متأثّراً جدّاً من وصايا هؤلاء الشّهداء. وإلى اليوم الأخير من حياته الشّريفة والكريمة كان دعمه لحزب الله في لبنان ومواكبته وحمايته وعنايته كبيرة جدّاً. قبل وفاته بشهرين أو أقل، وكان الإمام مريضاً جدّاً، وقلّما ما يلتقي بالمسؤولين، طبعاً بالمسؤولين من خارج إيران في الحدّ الأدنى، ذهبت أنا إلى إيران، وكنت في ذلك الوقت قد أصبحت عضواً في شورى حزب الله، ومسؤولاً تنفيذيّاً لحزب الله، فذهبت والتقيت مع [[سماحة السيد القائد]]، ومع سماحة الشيخ هاشمي [رفسنجاني] (رحمه الله)، ومع المسؤولين الآخرين، وقلت: أنا أريد أن ألتقي بسماحة الإمام، وقالوا أنّ الإمام لا يستقبل أحداً وهو مريض جدّاً. فأنا قلت: نحاول، فقالوا: لا مشكلة. فذهبت إلى مكتب الإمام وطلبت موعداً، وكان في ذلك الوقت صديقنا في بيت الإمام الذي يعتني باللبنانيّين كثيراً، كان سماحة الشيخ رحيميان (حفظه الله)، وهو نقل للمرحوم السيد أحمد (رحمة الله عليه)، وفي اليوم الثاني قالوا: تعال. وطبعاً كلّنا تفاجئنا، وذهبت للقاء الإمام (رضوان الله تعالى عليه) ولم يكن هناك أحد. أي أنّه حتى المرحوم السيّد أحمد لم يكن موجوداً، ولم يكن هناك أحد من الجهات المعنيّة، على سبيل المثال وزارة الخارجيّة وحرس الثورة عادةً كانوا يتواجدون معنا في اللقاءات. حتّى سماحة الشيخ رحيميان أدخلني إلى الغرفة عند الإمام وخرج، وبقيت وحدي. طبعاً تهيّبت الموقف كثيراً، والإمام كان يجلس على الكنبة العالية وأنا جلست على الأرض. لكن من شدّة التهيّب كان صوتي لا يخرج، فالإمام قال لي: اقترب. فجلست في جوار الإمام وتحدّثت معه وكان معي رسالة أعطيتها لسماحته وهو أجابني على المطلب الأساسي الذي كنت أنقله إلى سماحته وهو يرتبط ببعض التطوّرات والأحداث في ذلك الحين في لبنان، وبابتسامة كبيرة قال لي: قل لكلّ الإخوة لا تقلقوا، أنا معكم والإخوة في الجمهوريّة الإسلاميّة كلّهم معكم، ونحن سنقف دائماً إلى جانبكم. هذا كان آخر لقاء مع سماحة الإمام.<ref>[https://arabic.khamenei.ir/news/4738 خامنئي:khamenei.ir]</ref>.
سماحة الإمام قال أنّ واجبكم هو المقاومة وأن تواجهوا رغم إمكانيّاتكم المتواضعة وعددكم القليل، كان عدد حزب الله قليل جدّاً، إبدأوا من الصّفر، اتّكلوا على الله سبحانه وتعالى، لا تنتظروا أحداً من العالم أن يساعدكم، اعتمدوا على أنفسكم واعلموا أنّ الله سبحانه وتعالى ناصركم، وأنا أرى أنّ النصر في جبينكم. طبعاً كان أمراً عجيباً في ذلك الوقت، وهو بارك هذا المسار وهذا الخط، وهذه الجلسة التي ذهب فيها الإخوة إلى خدمة الإمام كانت الخطوة التأسيسيّة لبدء مسيرة حزب الله في لبنان، وأصبحت حركتنا تحمل هذا الإسم المبارك. طبعاً في ذلك الحين الإخوة قالوا لسماحة الإمام نحن نؤمن بولايتك وإمامتك وقيادتك، لكنّك مشغولٌ كثيراً وكبيرٌ في السّن، فلا نستطيع أن نزاحمكم دائماً في المسائل [والقضايا]، فنرجو أن تعيّنوا مندوباً لكم يمثّلكم ونرجع إليه في مسائلنا المختلفة التي نحتاج فيها بالرّجوع إليكم. وفي ذلك الحين سماحة الإمام (قدّس سرّه الشريف) عيّن وشخّص سماحة آية الله العظمى [[الإمام الخامنئي]] (دام ظلّه الشريف) عندما كان رئيساً للجمهوريّة. وقال [أنّ] الذي يمثّلني هو سماحة السيّد الخامنئي. ومنذ ذلك الحين بدأت العلاقة بين حزب الله وسماحة السيّد القائد (حفظه الله)، [أي] منذ الساعات الأولى لتأسيس ونشوء حركة حزب الله. وعلى مدار الوقت كنا دائماً على تواصل مع سماحة السيّد القائد وكنا نذهب إلى سماحة الإمام ونقدّم له التقارير عن الأوضاع وكان يبارك عمل المقاومة، فأنا أذكر من جملة الأمور الجميلة في موضوع الاستشهاديّين، تعرفون أنّ التجربة الأولى للعمل الاستشهادي كانت في لبنان، والإخوة هم الذين قاموا بذلك، وقبل أن يُنشر [ذلك] في وسائل الإعلام، أرسل الإخوة مقطع فيديو في ذلك الوقت [يتضمّن] وصايا للاستشهاديّين الذين نفّذوا عمليّات استشهاديّة كبيرة في لبنان زلزلت الاحتلال وقوات الاحتلال، وقُدّم هذا الفيديو لسماحة الإمام وشاهده وعقّب عليه، طبعاً الوصايا جميلة جدّاً وفيها الكثير من الإيمان والمعرفة والعشق والشّوق، قال الإمام (رضوان الله عليه): "هؤلاء الشباب.."، فكلّهم كانوا من الشباب، قال: "هؤلاء هم أهل العرفان الحقيقي". وكان متأثّراً جدّاً من وصايا هؤلاء الشّهداء. وإلى اليوم الأخير من حياته الشّريفة والكريمة كان دعمه لحزب الله في لبنان ومواكبته وحمايته وعنايته كبيرة جدّاً. قبل وفاته بشهرين أو أقل، وكان الإمام مريضاً جدّاً، وقلّما ما يلتقي بالمسؤولين، طبعاً بالمسؤولين من خارج إيران في الحدّ الأدنى، ذهبت أنا إلى إيران، وكنت في ذلك الوقت قد أصبحت عضواً في شورى حزب الله، ومسؤولاً تنفيذيّاً لحزب الله، فذهبت والتقيت مع [[سماحة السيد القائد]]، ومع سماحة الشيخ هاشمي [رفسنجاني] (رحمه الله)، ومع المسؤولين الآخرين، وقلت: أنا أريد أن ألتقي بسماحة الإمام، وقالوا أنّ الإمام لا يستقبل أحداً وهو مريض جدّاً. فأنا قلت: نحاول، فقالوا: لا مشكلة. فذهبت إلى مكتب الإمام وطلبت موعداً، وكان في ذلك الوقت صديقنا في بيت الإمام الذي يعتني باللبنانيّين كثيراً، كان سماحة الشيخ رحيميان (حفظه الله)، وهو نقل للمرحوم السيد أحمد (رحمة الله عليه)، وفي اليوم الثاني قالوا: تعال. وطبعاً كلّنا تفاجئنا، وذهبت للقاء الإمام (رضوان الله تعالى عليه) ولم يكن هناك أحد. أي أنّه حتى المرحوم السيّد أحمد لم يكن موجوداً، ولم يكن هناك أحد من الجهات المعنيّة، على سبيل المثال وزارة الخارجيّة وحرس الثورة عادةً كانوا يتواجدون معنا في اللقاءات. حتّى سماحة الشيخ رحيميان أدخلني إلى الغرفة عند الإمام وخرج، وبقيت وحدي. طبعاً تهيّبت الموقف كثيراً، والإمام كان يجلس على الكنبة العالية وأنا جلست على الأرض. لكن من شدّة التهيّب كان صوتي لا يخرج، فالإمام قال لي: اقترب. فجلست في جوار الإمام وتحدّثت معه وكان معي رسالة أعطيتها لسماحته وهو أجابني على المطلب الأساسي الذي كنت أنقله إلى سماحته وهو يرتبط ببعض التطوّرات والأحداث في ذلك الحين في لبنان، وبابتسامة كبيرة قال لي: قل لكلّ الإخوة لا تقلقوا، أنا معكم والإخوة في الجمهوريّة الإسلاميّة كلّهم معكم، ونحن سنقف دائماً إلى جانبكم. هذا كان آخر لقاء مع سماحة الإمام.<ref>[https://arabic.khamenei.ir/news/4738 خامنئي:khamenei.ir]</ref>.
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٥

تعديل