التكاتف

التكاتف: التضامن والتعاون والمساعدة المتبادلة والفورية عندما تدعو الحاجة إلى ذلك، انطلاقاً من روابط ووشائج مشتركة، وأيّ روابط ووشائج مشتركة موجودة بكثرة كما هو الموجود بين المسلمين؟!

صورة تعبيرية

تعريف التكاتف

يُعرف التكاتف حسب علم الاجتماع بأنّه: آلية متميّزة يتشارك بها عدد من الأفراد من أجل الحصول على نتيجةٍ مشتركةٍ وفعّالة وإيجابية. وهذا التكاتف يشمل جميع مجالات الحياة؛ حيث يجب التكاتف سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً وعملياً، فذلك يزيد من قوّة المجتمع، ويجعله في قمّة عالية من الأخلاق.

الحثّ على التكاتف

توجد الكثير من أقاويل الشخصيات التي تحثّ على التكاتف؛ فقد قال (وايت آيزنهاور): "يمكن للقوّة فقط أن تتكاتف، أمّا الضعف فلا يسعه إلّا أن يتوسّل".

أمّا دينياً فقد حثَّ الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على التكاتف بين المسلمين، وذكر ذلك في الكثير من أحاديثه ومواقفه.

أقسام التكاتف

ينقسم التكاتف إلى نوعين:

الأوّل: التكاتف المباشر، والذي يتمّ بين الأفراد وجهاً لوجه.

الثاني: التكاتف غير المباشر، والذي يتمّ عبر تقديم الخدمات والمنتجات والأدوات المختلفة لأفراد المجتمع.

أهمّية التكاتف في المجتمع

تكمُن أهمّية التكاتف في المجتمع من خلال ما يلي:

1.ظهور أفراد يحملون صفاتٍ أخلاقيّة عالية؛ فالتكاتف سبيلٌ لمحبّة كلّ فرد للفرد الآخر، وتقديم له جميع السبل الممكنة لمُساعدته، فذلك يُقوّي المجتمع ويجعله ذا هيبةٍ أمام أعدائه، فيخافون من قوّة أفراده ولا يطمعون في السيطرة عليه.

2.زيادة العلم والمعرفة في المجتمع؛ فالتكاتف يُساهم في مناقشة الأفكار العلمية والمعارف الثقافية بين الأفراد، وبالتالي الزيادة عليها أو تصحيحها إن كان فيها شيء غير مؤكّد، فدائماً نرى أنّ المجتمعات المُتكاتفة تكون أكثر تطوّراً علميّاً وتكنولوجيّاً، وأفرادها يكونون على مستوىً عال من المعرفة.

3.كسب رضا الله تعالى، وخاصّةً إن كان التكاتف ناتجاً بقصدٍ ديني، وبذلك يتمّ بناء مجتمع إسلامي أخلاقي قادر على مواجهة جميع التحدّيات.

4.القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة في المجتمع؛ ففي التكاتف يزداد الاستثمار، فتزداد فرص العمل، كما أنّ الأغنياء يُصبحون متكاتفين مع الفقراء، ويقدّمون لهم سبل الراحة في العيش.

5.السرعة في إنجاز الأعمال، وبذلك يتمّ توفير ساعات عديدة من الوقت يستفيد منها المجتمع بعملٍ آخر.

6.توفير الجهد والتعب؛ فعندما يتكاتف أفراد المجتمع على أمر ما فإنّ جهده سيتوزّع عليهم جميعاً، أمّا إن قام به شخص واحد فسيتحمّل كلّ المجهود والتعب وحده، ومع ذلك قد لا يُتقنه بسبب قلّة النصائح.

7.القضاء على ظاهرة الأنانية بين أفراد المجتمع، والتي لها أثر سلبي على الفرد نفسه وعلى أفراد مجتمعه.

8.انتعاش المجتمع مادّياً، وجعله ذا اقتصادٍ قويّ، وينتج ذلك من التكاتف التجاري بين الأفراد.

المصدر

المقال مقتبس مع تعديلات من موقع: www.mawdoo3.com