الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التقية»

أُضيف ٤٬٢٤٥ بايت ،  ٢٩ أبريل ٢٠٢٢
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٦٦: سطر ٦٦:
<br>ولعلنا ندرك بصورة أوضح موجبات التقية الفكرية والسياسية إذا تجاوزنا أحداث التاريخ الماضية وانتقلنا إلى المعارضة الفكرية والسياسية المعاصرة التي تخوضها الحركات الإسلامية المعارضة والتزامها بالسرية والتنظيم السري، والتكتم على خططها ومتبنياتها لحماية نفسها من الظلم والتعسف، فما من حركة إسلامية معارضة على امتداد التاريخ الماضي منه والمعاصر تريد تغيير الأوضاع وإصلاح السلطة والمجتمع إلا وتتبنى التقية السياسية الظالمة والمنحرفة عن منهج القرآن وسيرة النبوة الخالدة.
<br>ولعلنا ندرك بصورة أوضح موجبات التقية الفكرية والسياسية إذا تجاوزنا أحداث التاريخ الماضية وانتقلنا إلى المعارضة الفكرية والسياسية المعاصرة التي تخوضها الحركات الإسلامية المعارضة والتزامها بالسرية والتنظيم السري، والتكتم على خططها ومتبنياتها لحماية نفسها من الظلم والتعسف، فما من حركة إسلامية معارضة على امتداد التاريخ الماضي منه والمعاصر تريد تغيير الأوضاع وإصلاح السلطة والمجتمع إلا وتتبنى التقية السياسية الظالمة والمنحرفة عن منهج القرآن وسيرة النبوة الخالدة.
<br>وذلك منطق العقل المتوافق مع حكم الشريعة وإقرارها لمبدأ التقية كما قرأنا في الكتاب والسنة وآراء الفقهاء. من ذلك كله نفهم أن التقية وسيلة دفاعية ضد الظلم والإرهاب، ومن أجل حماية الحق والحفاظ على الموقف الشرعي السليم.
<br>وذلك منطق العقل المتوافق مع حكم الشريعة وإقرارها لمبدأ التقية كما قرأنا في الكتاب والسنة وآراء الفقهاء. من ذلك كله نفهم أن التقية وسيلة دفاعية ضد الظلم والإرهاب، ومن أجل حماية الحق والحفاظ على الموقف الشرعي السليم.
 
=التقية ومسؤولية الاصلاح=
... يدوم هذا المقال
قد [[التبادر|يتبادر إلى أذهان البعض]] ممن لا يستوعب المفاهيم القرآنية وتنظيم الشريعة للعلاقة بين الأحكام والمواقف والأمر الواقع، أن التقية فكرة تحول المسلم إلى إنسان متعايش مع الأمر الواقع مع ما فيه من ظلم وفساد وانحراف، وأنها تربية تفرز الازدواجية واصطناع التوافق، فتقود إلى النفاق، والرضا بكل ما يحيط بها فتنصرف عن مواجهة الظلم ومحاربة الفساد والانحراف تحت ستار الخوف على المال والنفس والكرامة، غير أن هدف التقية هو معاكس لهذا الفهم تماما، إذ هي شرعت لتمكن المسلم الذي يعيش في ظروف القهر والإرهاب الفكري وأجواء الانحراف المسلطة عليه بالقوة، شرعت لتمكنه من المقاومة والعمل على التغيير بشكل بعيد عن أعين القوى المتحكمة والمتسلطة، فمفهوم التقية، هو مفهوم التكتم السري في العمل السياسي والفكري الذي لا يروق للحكام المنحرفين والقوى المعادية للاتجاه السليم.
<br>ومفهوم التقية لا يلغي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل يتحول عمل الفرد والجماعة التي ترى الفساد السياسي والفكري ولا تستطيع الإعلان عن مواجهته، يتحول العمل عندها إلى عمل سري، وإعداد بعيد عن أنظار المتسلطين، فإذا توفرت القدرة على التغيير، تم الإعلان عن المواجهة المكشوفة والصراع الواضح لتغيير البناء السياسي والفكري والاجتماعي على أساس منهج القرآن ودعوته.
<br>وعندما تكون التضحية بالمال والنفس مجدية للدفاع عن الحق وإقامة الإسلام، تجب التضحية عندئذ، ولا تقية في ذلك، فإن من أهداف الجهاد بالمال والفكر والنفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو مواجهة الأوضاع غير الطبيعية في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان المسلم، لذلك حرم الفقه الإسلامي التعاون مع الحاكم الظالم الفاسق، إذا كان في هذا التعاون وتولي الوظائف للسلطة هدم الإسلام وسفك للدماء، ولو كلف الإنسان دمه وماله.
<br>لذلك جاء في قول الإمام الباقر ( عليه السلام ): ( فإذا بلغ الدم التقية ) أي أن من حق المسلم المضطهد والمكره أن يستجيب للأوضاع الاجتماعية، ولإرهاب السلطة ويتعاون معها في حدود دفع الضرر الأعظم عن نفسه بالموازنة بين أهون الضررين، فإذا نتج عن تجاوبه وتعاونه مع السلطة المكرهة له سفك دماء الآخرين وهدم الإسلام، فلا يجاز له التعاون مع الطغاة والظلمة، ولو أدى رفضه إلى قتله وسفك دمه، ومصادرة أمواله.
<br>وهكذا يتضح لنا من خلال التعريف بمفهوم التقية أنه تشريع إسلامي شرع في عهد الدعوة، وفيه نص من [[الکتاب]] و [[السنة]]، وله دواعيه وموجبات العمل به في مسيرة الحياة البشرية مما دعا أئمة [[أهل البيت]] وحركتهم التغييرية إلى العمل بهذا المبدأ لمواجهة السياسة الظالمة والانحراف عن منهج القرآن وقيمه، وليس هو من مبتكرات [[الشيعة|الفكر الشيعي]] ولا من مختصاته كما يتصور البعض من الناس.


=المصادر=
=المصادر=
[[تصنيف: المصطلحات الفقهية]]
[[تصنيف: المفاهيم الإعتقادية]]
[[تصنيف: المفاهيم الإعتقادية]]
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل