انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الأخباري»

أُضيف ٧٬٣٦٠ بايت ،  ٢٥ فبراير ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤١: سطر ٤١:
وهكذا تكلم جملة من المحقّقين غير الأخباريين تحت هذا النمط، حيث ادّعى بعض أنّه وقد مني علم الأصول بعد الشيخ جمال الدين(م1011ق) بصدمة عارضت نموّه وعرّضته لحمله شديدة؛ وذلك نتيجة لظهور حركة الأخبارية في أوائل القرن الحادي عشر على يد الميرزا محمد أمين الأسترآبادي واستفحال أمر هذه الحركة بعده. <ref> المعالم الجديدة للأصول : 98.</ref>
وهكذا تكلم جملة من المحقّقين غير الأخباريين تحت هذا النمط، حيث ادّعى بعض أنّه وقد مني علم الأصول بعد الشيخ جمال الدين(م1011ق) بصدمة عارضت نموّه وعرّضته لحمله شديدة؛ وذلك نتيجة لظهور حركة الأخبارية في أوائل القرن الحادي عشر على يد الميرزا محمد أمين الأسترآبادي واستفحال أمر هذه الحركة بعده. <ref> المعالم الجديدة للأصول : 98.</ref>
وأنّه قد «تعاظم أمر الأخباريين وانتشرت كلمتهم على يد عميدهم محمد أمين الأسترآبادي ، حتى قيام  عميد مدرسة الأصول في عصره الأستاذ البهبهاني».<ref> القرآن الكريم وروايات المدرستين 3 : 33.</ref>
وأنّه قد «تعاظم أمر الأخباريين وانتشرت كلمتهم على يد عميدهم محمد أمين الأسترآبادي ، حتى قيام  عميد مدرسة الأصول في عصره الأستاذ البهبهاني».<ref> القرآن الكريم وروايات المدرستين 3 : 33.</ref>
وأنّ هناك أصولاً فكرية للحركة الأخبارية، حيث «يدّعي الأخباريون أنّ خطهم الفكري في استنباط الحكم الشرعي يعود إلى الفقهاء الأوائل... ويعدُّ الأمين الأسترآبادي أبرز علماء هذه المدرسة ورائدها، وهناك علماء آخرون بنفس الاتجاه، كالشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي(م1076ق)، و[[الحرّ العاملي]]، و[[الفيض الكاشاني]]، و[[الشيخ يوسف البحراني]] مؤلّف «الحدائق الناضرة».<ref> مقدمة رياض المسائل 1 : 104 ـ 105 بتصرّف. وراجع : تأريخ الفقه الإسلامي وأدواره : 394 ما بعدها.</ref>
وأنّ هناك أصولاً فكرية للحركة الأخبارية، حيث «يدّعي الأخباريون أنّ خطهم الفكري في استنباط الحكم الشرعي يعود إلى الفقهاء الأوائل... ويعدُّ الأمين الأسترآبادي أبرز علماء هذه المدرسة ورائدها، وهناك علماء آخرون بنفس الاتجاه، كالشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي(م1076ق)، و [[الحرّ العاملي]]، و [[الفيض الكاشاني]]، و [[الشيخ يوسف البحراني]] مؤلّف «الحدائق الناضرة».<ref> مقدمة رياض المسائل 1 : 104 ـ 105 بتصرّف. وراجع : تأريخ الفقه الإسلامي وأدواره : 394 ما بعدها.</ref>
هذه أنماط مختلفة للتعريف بالأخباري وبالأخباريين، والنمط الأخير في التعريف هو المنظور عادةً وغالبا عند إطلاقه في علم الأصول، وعند مناقشة العلماء الأصوليين للأخباريين.
هذه أنماط مختلفة للتعريف بالأخباري وبالأخباريين، والنمط الأخير في التعريف هو المنظور عادةً وغالبا عند إطلاقه في علم الأصول، وعند مناقشة العلماء الأصوليين للأخباريين.
نعم، عمّم بعض<ref> منية السائل : 238.</ref> مصطلح الأخباري لمقلّد العالم الأخباري، إلاّ أنّه مبني على المسامحة ظاهرا.
نعم، عمّم بعض<ref> منية السائل : 238.</ref> مصطلح الأخباري لمقلّد العالم الأخباري، إلاّ أنّه مبني على المسامحة ظاهرا.
==وجه التسمية بالأخباري==
الكلام عن الأخبارية كفرقة طبعا، إلاّ أنّ الجامع بينها هو لحاظ النسبة للأخبار، الأمر الذي كان ملحوظا في المعنى اللغوي كما تقدم.
وقد ذكر بعض الأكابر أنّ وجه تسمية هذه الفرقة وأفرادها أحد أمرين:
'''الأول:''' كونهم عاملين بتمام الأقسام من الأخبار، من الصحيح، والحسن، والموثّق، والضعيف من غير أن يفرّقوا بينها في مقام العمل في قبال المجتهدين.
'''الثاني:''' أ نّهم لمّا أنكروا ثلاثة من الأدلة الأربعة، وخصوا الدليل بالواحد منها يعني: الأخبار، فلذلك سموا بالاسم المذكور. <ref> القلائد على الفرائد 1 : 51.</ref>
وفيما سيأتي من المطالب توضيح لهذين الوجهين وحقيقة المراد منهما.
وبناءً على ما مضى فإنّ الأخباري يركّز على الأخبار، ولهذا سمّي بها، فيعتقد أنّ العقل وإن كان يميز بين الخير والشر، إلاّ أنّ تشخيصه ليس بحجّة، كما أنّ الأخبار في الكتب الأربعة قطعية الصدور، إلاّ ما لا يعمل به الشيخ في التهذيب، كما لا يعمل بالقرآن الكريم إلاّ بمدد من الروايات، كما لا يعمل بالظن ولا معنى عنده لتقسيم الناس إلى مجتهد ومقلِّد، بل على الجميع العمل بالأخبار.
==الأخباريون تأريخياً==
يدَّعي الأخباريون أنّ جذور حركتهم تمتد إلى عصر الأئمة عليهم‏ السلام<ref> الفوائد المدنية : 97. راجع : المعالم الجديدة للأصول : 102.</ref>، بل ادّعى بعضهم أ نّها ترجع إلى عصر النبي(ص)، فهو رئيس الأخباريين. <ref> الفوائد الطوسية : 446.</ref>
إلاّ أنّ هذه الدعوى واجهت الرفض المطلق، وأ نّها تستهدف كسب طابع من الشرعية للحركة، وكتوجيه لهذا الرفض ذُكر أنَّ ما سبق من تأريخ للأخباريين لاينهض ليكوّن جذورا للحركة؛ فإنَّ هناك فرقا جوهريا بين الأخبارية التي نادى بها الأمين الأسترابادي رائد الحركة الأخبارية، وبين الأخبارية في عصر الأئمة عليهم‏السلام، وهو أنّ الأخبارية في عصر الأئمة كانت تعني ممارسة الأخبار وتدوينها ونقلها دون إعمال الدقة في صحيحها وسقيمها.
وأمّا الأخبارية التي تبنّاها الأسترآبادي، فهي أخبارية منهجية لها أسسها ودعائمها<ref> المعالم الجديدة للأصول : 102، تأريخ الفقه الإسلامي وأدواره : 385 وما بعدها.</ref>، وأنّ من سبق كان محدّثا، والمحدّثون غير الأخباريين<ref> مقدمة رياض المسائل 1 : 104 ـ 105.</ref>، الأمر الذي يؤكّده واحد من أكبر زعماء الأخباريين، حيث ذكر في معرض كلامه عن الأسترآبادي: أ نّه أول من فتح باب الطعن على المجتهدين، وتقسيم الفرقة إلى أخباري ومجتهد. <ref> لؤلوة البحرين : 117 ـ 118.</ref>
والأصوليون وإن اتفقوا على رفض ما ادّعاه الأسترآبادي من جذور لحركته، إلاّ أ نّهم يتفقون على أنّ الأخبارية كحركة وتيار قد مرّت بمرحلتين.
===المرحلة الأولى: الأخبارية المتطرّفة===
والتي يمثّلها [[الأمين الأسترآبادي]] وأكثر من جاء بعده من الأخباريين إلى زمان المحدّث البحراني. والملامح الكلية لهذه المرحلة هى أ نّه «ينكر على الناس أن يركنوا إلى العقل وتفكيره، ويلتجأ إلى تفسير التعبّد بما جاء به الشارع المقدّس، بمعنى الاقتصار على الأخبار الواردة في الكتب الموثوق بها في كلّ شيء والجمود على ظواهرها، ثم ادّعى ترقّي أخباريي هذه المرحلة إلى ادّعاء أنّ كلّ تلك الأخبار مقطوعة الصدور على ما فيها من اختلاف، بل عدم الأخذ بظواهر [[القرآن]] وحده من دون الرجوع إلى الأخبار الواردة، ثمّ ضربوا بعد ذلك علم الأصول عرض الجدار بادّعاء أنّ مبانيه كلّها عقلية لاتستند إلى الأخبار... ثمّ ينكرون الاجتهاد و [[جواز التقليد]]».<ref> مقدمة جامع السعادات 1 : 9 بتصرّف.</ref>
===المرحلة الثانية: الأخبارية المعتدلة===
التي يمثّلها المحدّث البحراني، حيث ذكر أ نّه كان في أول الأمر ممّن ينتصر لمذهب الأخباريين، وأ نّه قد أكثر البحث فيه مع بعض المجتهدين: «إلاّ أنّ الذي ظهر له ـ بعد إعطاء التأمل حقّه في المقام وإمعان النظر في كلام علمائنا الأعلام ـ هو إغماض النظر عن هذا الباب، وإرخاء الستر دونه والحجاب».<ref> الحدائق الناضرة 1 : 167 بتصرّف.</ref>
الأمر الذي جعل بعض المحقّقين يقول في حقه وحق الملامح الكلية للمدرسة في هذه المرحلة أ نّه: «المحقّق الكامل المحدّث الفقيه... وكان غالبا على طريقة أصحابنا المجتهدين، وأنّ كتبه مشحونة من أقوالهم وتحقيقاتهم في أحكام الدين... وأكثر من الطعن والقدح والرد على الأمين الأسترآبادي... وقد ذهب أو مال في جملة من المطالب الأصولية، وكثير من المسائل الفرعية إلى خلاف ما اختاره كثير منهم أو معظمهم».<ref> مقابس الأنوار : 18 بتصرّف، وراجع لمعرفة الملامح الكلية للمدرسة في هذه المرحلة ما ذكره الفضلي في كتابه : هكذا قرأتهم 2 : 145 و ما بعدها . و أبوالقاسم گرجي : تاريخ فقه و فقها : 237.</ref>
نعم، ذهب بعض إلى أنّ للحركة مرحلة ثالثة بعد مرحلة الشيخ يوسف البحراني، تتمثل بالميرزا محمد الأخباري، الذي كان شديدا جدا مع الأصوليين<ref> أدوار الاجتهاد : 244.</ref>، إلاّ أنّ الصحيح أ نّه لايمثّل المدرسة الأخبارية، بل هو أحد الشخصيات المتطرفة لهذه المدرسة.


==المصادر==
==المصادر==


[[تصنيف: الأخباريون]][[تصنيف: حرکة الأخبارية]][[تصنيف: المباني الفکرية للأخباريين]]
[[تصنيف: الأخباريون]][[تصنيف: حرکة الأخبارية]][[تصنيف: المباني الفکرية للأخباريين]]
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل