الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أبو هريرة»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢٧: سطر ٢٧:


وبالنظر إلى‏ مجموع الروايات يُعلم أنّ هذا الاسم أُطلق عليه قبل الإسلام في قبيلة «دَوْس»، وقد دعاه النبي ‏صلى الله عليه وآله - باعتبار شهرته بهذه الكنية - فكنّاه أبو هُرَيْرة أو أبو هرّ. وهذه الكنية كانت كما قال هو نفسه: كُنِّيت أبا هُرَيْرة بهرّةٍ صغيرةٍ كنت ألعب بها! كما لُقِّب بشيخ المضيرة لشدة حبّه لطعام المضيرة <ref>3263) المعارف: 277 - 278، مستدرك الحاكم 3: 506، الاستيعاب 4: 1769، 1770، مختصر تاريخ دمشق 29: 181، الإصابة 7: 199.</ref>. يقول الزمخشري: «وكان أبو هريرة يأكل الهريسة والفالوذ، ويقول: هما مادّة الولد! وكان تعجبه المضيرة - مُرَيْقة تُطبخ بلبنٍ وأشياء، وقيل: هي طبيخ يتّخذ من اللبن الماضر - جداً فيأكلها مع معاوية، فإذا حضرت الصلاة صلّى‏ خلف علي‏ عليه السلام، فإذا قيل له قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل! لذا كان يقال له: شيخ المضيرة» <ref>3264) كتب الدكتور محمود أبو ريّة كتاباً بعنوان «شيخ المضيرة» تناول فيه شخصية أبي هريرة بالنقد والتحليل طبع الكتاب في مجلّد واحد لاكثر من طبعة، ومن نشر دار المعارف، مصر.</ref> <ref>3265) ربيع الأبرار 2: 700.</ref>.
وبالنظر إلى‏ مجموع الروايات يُعلم أنّ هذا الاسم أُطلق عليه قبل الإسلام في قبيلة «دَوْس»، وقد دعاه النبي ‏صلى الله عليه وآله - باعتبار شهرته بهذه الكنية - فكنّاه أبو هُرَيْرة أو أبو هرّ. وهذه الكنية كانت كما قال هو نفسه: كُنِّيت أبا هُرَيْرة بهرّةٍ صغيرةٍ كنت ألعب بها! كما لُقِّب بشيخ المضيرة لشدة حبّه لطعام المضيرة <ref>3263) المعارف: 277 - 278، مستدرك الحاكم 3: 506، الاستيعاب 4: 1769، 1770، مختصر تاريخ دمشق 29: 181، الإصابة 7: 199.</ref>. يقول الزمخشري: «وكان أبو هريرة يأكل الهريسة والفالوذ، ويقول: هما مادّة الولد! وكان تعجبه المضيرة - مُرَيْقة تُطبخ بلبنٍ وأشياء، وقيل: هي طبيخ يتّخذ من اللبن الماضر - جداً فيأكلها مع معاوية، فإذا حضرت الصلاة صلّى‏ خلف علي‏ عليه السلام، فإذا قيل له قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل! لذا كان يقال له: شيخ المضيرة» <ref>3264) كتب الدكتور محمود أبو ريّة كتاباً بعنوان «شيخ المضيرة» تناول فيه شخصية أبي هريرة بالنقد والتحليل طبع الكتاب في مجلّد واحد لاكثر من طبعة، ومن نشر دار المعارف، مصر.</ref> <ref>3265) ربيع الأبرار 2: 700.</ref>.
 
=ترجمته=
وينتهي نسبه من أبيه وأُمّه (أُمَيْمَة بنت صَفيح) إلى‏ قبيلة «دَوْس» بطن من الأزد من القحطانية، سكنوا إحدى‏ السروات المطلّة على‏ تُهامة والحيرة والعراق. وقدم أبو هريرة المدينة مهاجراً، وأسلم والنبي ‏صلى الله عليه وآله بخيبر، فشهد خيبر ولم يسهم له. ولمّا أسلم أبو هريرة قال له رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله: ممّن أنت؟ قال: من دَوْس، فوضع رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله يده على‏ جبينه ثم نفضها وقال: ما كنت أرى‏ من دَوْس أحداً فيه خير <ref>3266) المغازي 2: 636، الطبقات الكبرى‏ 4: 327، 328، مختصر تاريخ دمشق 29: 181، معجم قبائل العرب 1: 394، المعرفة والتاريخ 3: 160.</ref>.
وينتهي نسبه من أبيه وأُمّه (أُمَيْمَة بنت صَفيح) إلى‏ قبيلة «دَوْس» بطن من الأزد من القحطانية، سكنوا إحدى‏ السروات المطلّة على‏ تُهامة والحيرة والعراق. وقدم أبو هريرة المدينة مهاجراً، وأسلم والنبي ‏صلى الله عليه وآله بخيبر، فشهد خيبر ولم يسهم له. ولمّا أسلم أبو هريرة قال له رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله: ممّن أنت؟ قال: من دَوْس، فوضع رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله يده على‏ جبينه ثم نفضها وقال: ما كنت أرى‏ من دَوْس أحداً فيه خير <ref>3266) المغازي 2: 636، الطبقات الكبرى‏ 4: 327، 328، مختصر تاريخ دمشق 29: 181، معجم قبائل العرب 1: 394، المعرفة والتاريخ 3: 160.</ref>.


سطر ٨٥: سطر ٨٥:


ويروى‏ أنّ أبا هريرة قال يوماً بشأن علي‏ عليه السلام قولاً، فوصل إليه الخبر، وفي اليوم التالي حدث أن طلب أبو هريرة من الإمام عليه السلام شيئاً، فأجاب طلبه، فاعترض أصحاب الإمام فقال: «إنّي لأستحيي أن يغلب جهله علمي، وذنبه عفوي، ومسألته جودي» <ref>3303) بحار الأنوار 41: 49 نقلاً عن المناقب لابن شهرآشوب.</ref>. ومن بين آلاف الروايات المنقولة عن أبي هريرة، فإنّ هناك عدداً مهماً منها يختصّ بالتعريف بالشخصيات والأماكن والقبائل<ref>3304) ومن هذه القبائل «دوس» ويظهر من هذه الروايات أ نّها لم تكن على‏ خير. أنظر: المسند الجامع 18: 258، 259، مختصر تاريخ دمشق 29: 181.</ref>، كما وأنّ منها ما تشير إلى‏ الحركات الفكرية والسياسية في صدر الإسلام. وتشكّل رواياته حول بني هاشم وأهل البيت‏ عليهم السلام قسماً من هذه المجموعة، ويتصدّى‏ بعضها لبيان فضائلهم، ومن بين أحاديثه في بيان مناقب أهل البيت ‏عليهم السلام يمكن الإشارة إلى‏ مايلي:<br>
ويروى‏ أنّ أبا هريرة قال يوماً بشأن علي‏ عليه السلام قولاً، فوصل إليه الخبر، وفي اليوم التالي حدث أن طلب أبو هريرة من الإمام عليه السلام شيئاً، فأجاب طلبه، فاعترض أصحاب الإمام فقال: «إنّي لأستحيي أن يغلب جهله علمي، وذنبه عفوي، ومسألته جودي» <ref>3303) بحار الأنوار 41: 49 نقلاً عن المناقب لابن شهرآشوب.</ref>. ومن بين آلاف الروايات المنقولة عن أبي هريرة، فإنّ هناك عدداً مهماً منها يختصّ بالتعريف بالشخصيات والأماكن والقبائل<ref>3304) ومن هذه القبائل «دوس» ويظهر من هذه الروايات أ نّها لم تكن على‏ خير. أنظر: المسند الجامع 18: 258، 259، مختصر تاريخ دمشق 29: 181.</ref>، كما وأنّ منها ما تشير إلى‏ الحركات الفكرية والسياسية في صدر الإسلام. وتشكّل رواياته حول بني هاشم وأهل البيت‏ عليهم السلام قسماً من هذه المجموعة، ويتصدّى‏ بعضها لبيان فضائلهم، ومن بين أحاديثه في بيان مناقب أهل البيت ‏عليهم السلام يمكن الإشارة إلى‏ مايلي:<br>
*قراءة آية البراءة، وإبلاغ نداء رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله من قبل علي‏ عليه السلام في الحج سنة 9 ه.<br>
* قراءة آية البراءة، وإبلاغ نداء رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله من قبل علي‏ عليه السلام في الحج سنة 9 ه.<br>
*نزول آية الإكمال في حادثة غدير خم، وتصريح النبي بولاية علي‏ عليه السلام.<br>
* نزول آية الإكمال في حادثة غدير خم، وتصريح النبي بولاية علي‏ عليه السلام.<br>
*قصة إغلاق جميع الأبواب المفتوحة على‏ مسجد النبي صلى الله عليه وآله سوى‏ باب بيت علي عليه السلام.<br>
* قصة إغلاق جميع الأبواب المفتوحة على‏ مسجد النبي صلى الله عليه وآله سوى‏ باب بيت علي عليه السلام.<br>
*أنّ عدد الائمة كعدد نقباء بني إسرائيل، وأنّهم اثنا عشر إماماً <ref>3305) أنظر: كفاية الأثر: 79 - 89، تاريخ بغداد 8: 290، مستدرك الحاكم 3: 125، الغارات 2: 661، مجمع الزوائد 9: 120، تهذيب التهذيب 7: 296، البداية والنهاية 5: 213، 214، أبو هريرة في ضوء مروياته: 72، الغدير 6: 347، العقد الفريد 5: 18، 111، مناقب ابن شهرآشوب 1: 363.</ref>.
* أنّ عدد الائمة كعدد نقباء بني إسرائيل، وأنّهم اثنا عشر إماماً <ref>3305) أنظر: كفاية الأثر: 79 - 89، تاريخ بغداد 8: 290، مستدرك الحاكم 3: 125، الغارات 2: 661، مجمع الزوائد 9: 120، تهذيب التهذيب 7: 296، البداية والنهاية 5: 213، 214، أبو هريرة في ضوء مروياته: 72، الغدير 6: 347، العقد الفريد 5: 18، 111، مناقب ابن شهرآشوب 1: 363.</ref>.


=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref>3306) المعرفة والتاريخ 1: 425، كتاب التاريخ 6: 133، مستدرك الحاكم 3: 513.</ref>=
=من روى‏ عنهم ومن رووا عنه <ref>3306) المعرفة والتاريخ 1: 425، كتاب التاريخ 6: 133، مستدرك الحاكم 3: 513.</ref>=
٣٨٢

تعديل