مرتضى العسكري

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٠:٣٣، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (مرتضى_العسكري ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم مرتضى العسكري‏
الاسم الکامل مرتضى‏ محمّد إسماعيل مير محمّد رضي الدين أحمد آل شيخ الإسلام الحسيني الرضوي العسكري
تاريخ الولادة 1911م / 1329هـ
محل الولادة سامراء / العراق
تاريخ الوفاة 2007م / 1428هـ
المهنة علم من أعلام الشيعة، ومفكّر وحدوي
الأساتید الإمام الخميني، والسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، والشيخ محمّد حسين الشريعتمداري، والميرزا خليل الكمرئي
الآثار مائة وخمسون صحابي مختلق، دور الأئمّة في إحياء الدين، معالم المدرستين، عقائد الإسلام في القرآن الكريم، أحاديث أُمّ المؤمنين عائشة، أُسطورة عبداللَّه ابن سبأ، صلاة النبي الأخيرة، الأديان السماوية ومسألة التحريف، السقيفة، طبّ الرضا، مصطلحات إسلامية، على مائدة الكتاب والسنّة
المذهب شیعی

مرتضى‏ محمّد إسماعيل مير محمّد رضي الدين أحمد آل شيخ الإسلام الحسيني الرضوي العسكري: علم من أعلام الشيعة، ومفكّر وحدوي.
ولد السيّد مرتضى‏ سنة 1332 ه (1911 م) في سامرّاء بالعراق، ونشأ يتيم الأب، ودرس في الحوزة العلمية بسامرّاء، وبعد أن أتمّ تحصيلاته الأوّلية هاجر إلى مدينة قم سنة 1350 ه، فالتحق بدرس كبار الأساتذة والعلماء هناك، ومنهم: الإمام الخميني، والسيّد شهاب الدين المرعشي النجفي، والشيخ محمّد حسين الشريعتمداري، والميرزا خليل الكمرئي. فحصل على خلفية علمية ممتازة، وقدم إلى بغداد مع بدايات الحرب العالمية الثانية، وأنشأ بمعية الأُستاذ أحمد أمين (صاحب كتاب التكامل في الإسلام) مدرسة منتدى‏ النشر بالكاظمية سنة 1363 م، وتولّى رئاسة جمعية الصندوق الخيري الإسلامي والتي أسّسها السيّد هبة الدين الشهرستاني عام 1373 ه، وقام بإنشاء بعض المدارس والمراكز الدينية والعلمية، كمدرسة الإمام الجواد والإمام الكاظم والزهراء في بغداد، ومدرسة الإمام الصادق في البصرة، ومدرسة الإمام الباقر في الحلّة، ومدرسة الإمام الحسن في الديوانية. كما أسّس كلّية أُصول الدين في بغداد لتكون نواة جامعة إسلامية متكاملة الاختصاصات.
ومن خلال مبادراته الإصلاحية ومشاريعه التجديدية على صعيد دروس الحوزة العلمية وأساليب التدريس فيها، وكذلك من خلال نشاطه العلمي الواسع ومؤلّفاته النفيسة، غدا السيّد العسكري شخصية علمائية بارزة يشار إليها بالبنان في جميع الأوساط الثقافية في العراق.
وقد تخرّج على يديه جملة من الأفاضل، منهم: السيّد كريم الموسوي، والشيخ عارف البصري، والدكتور محمّد علي آذرشب، والأُستاذ إحسان الأمين، والسيّد سامي البدري، والدكتور كاظم العسكري، والشيخ جواد مروي.
ومن مصنّفاته: مائة وخمسون صحابي مختلق، دور الأئمّة في إحياء الدين، معالم المدرستين، عقائد الإسلام في القرآن الكريم، أحاديث أُمّ المؤمنين عائشة، أُسطورة عبداللَّه ابن سبأ، صلاة النبي الأخيرة، الأديان السماوية ومسألة التحريف، السقيفة، طبّ الرضا، مصطلحات إسلامية، على مائدة الكتاب والسنّة.
وقد أثارت بعض كتبه ضجّة في عالم التحقيق التأريخي، وما هذا إلّالعمق أبحاثه ودرايته التامّة وعقليته المتفتحة.
وكان له نشاط سياسي بارز، وقام بتأسيس جماعة علماء بغداد والكاظمية، وكان أحد المؤسّسين لحزب الدعوة الإسلامية في العراق. وفي عام 1968 م اضطرّ إلى الهجرة من العراق إلى لبنان، ومنه إلى إيران، حيث مارس نشاطه في الدرس والتأليف مع الاضطلاع بمهمّة عمادة كلّية أُصول الدين في طهران وقم. وقام بتأسيس المجمع العلمي الإسلامي في طهران سنة 1979 م، وتوفّي سنة 2007 م (1428 ه) في طهران، ودفن في مدينة قم.
وفي إحدى المرّات سافر السيّد العسكري إلى أرض الكنانة، والتقى‏ مع بعض الشخصيات العلمية هناك... ومن ذلك لقاؤه مع الشيخ أحمد حسن الباقوري، فما أن دخل السيّد وطالع الشيخ الباقوري هيئته حتّى نهض من مجلسه مسرعاً، وضمّه إلى صدره ضمّة أُخوّة واشتياق وهو يردّد: مرحباً، وألف مرحب. ورغم مرض الأُستاذ الباقوري الذي أقعده مدّة طويلة، إلّاأنّه كان يبدو منفتحاً جدّاً لأحاديث التقارب متحمّساً لها، وقد تحدّث عن دوره في دار التقريب. وحين تلقّى هدية السيّد- وهو كتابه «خمسون ومائة صحابي مختلق»- أكبر فيه الروح العلمية التي تدفعه بصبر إلى مثل هذه التحقيقات المبتكرة، ثمّ أهدى للسيّد مجلّة «منبر الإسلام» وفيها قصيدة للشيخ الباقوري يمدح فيها أهل البيت بمناسبة شفائه من مرضه، وتكلّم السيّد العسكري، فشكر الأُستاذ الباقوري على الروح الإسلامية المتفتحة التي يحملها وعلى الغيرة التي يتحلّى بها، ثمّ شرح أهداف زيارته من التعريف بكلّية أُصول الدين، وتبادل المناهج والدراسات والخبرات والبعثات بينها وبين كلّية أُصول الدين في بغداد. وتكرّرت الزيارة للشيخ الباقوري مرّة ثانية، تلقّى فيها مصادر الدراسة في كلّية أُصول الدين ببغداد وهدية من السيّد، ثمّ عقّب السيّد بإبداء رغبته في تبادل المطبوعات والمناهج العلمية بين الكلّية وكلّيات الأزهر، فوعد الشيخ الباقوري بتحقيق ذلك وقال: «إنّ جامعة الأزهر على استعداد لاستقبال طالبين كلّ سنة من طلّابكم على نفقته ورعايته للدراسة في الأقسام العليا، وبالمقابل نرسل لكم طالبين من خرّيجي‏
كلّيات الأزهر للدراسة على حسابكم هناك»، وهذا هو الطريق العملي للانفتاح العلمي والمذهبي والسبيل لوحدة فكرية يؤطّرها الإسلام، وذكر الشيخ الباقوري أمثلة من سعيه في هذا السبيل. وفي نهاية الزيارة أهدى السيّد العسكري مجموعة قيّمة من الكتب العلمية لكلّيات الأزهر.
وفي يوم 24/ 5/ 1968 م حضر الشيخ القمّي سكرتير دار التقريب لزيارة السيّد العسكري في الفندق الذي نزله في القاهرة، وبعد فترة من العناق الحار جلس إلى جنبه، ثمّ بدأت الذكريات القديمة وأحاديث الماضي بينهما، وتكلّم القمّي عن فكرة دار التقريب وعن عطاء الاتّصالات التي أجراها في مصر مع رعيل من العلماء والأنصار وعن العقبات التي واجهت الدار منذ بدء تكوينها، حيث عاشت فترات عصيبة ودقيقة من عمرها الأوّل في حرب نفسية واجهتها بها أجهزة كبيرة وجهود معروفة آنذاك، وذكر أنّ هناك من أصدر فتوى بتحريم التقريب بين المسلمين! ولكنّه حين بلغه نبأها وقدّر مغبّة صدور مثلها اتّصل باللواء محمّد تلفونياً، فأصدر أمره بمسح هذه الفتوى ومنعها، وذكر أنّه لقى عوناً غير محدود من: الشيخ محمّد محمّد المدني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ حسن البنّا، وقد كان الأخير يتبرّع للدار شهرياً بثلاثين جنيهاً، كما هو مدوّن في سجّلاتها، وقد أمر ثلاثة من أتباعه لحماية الشيخ القمّي وحراسته من المتعصّبين من حيث لا يدري، ونقل مراكز عمل الذين لم يتجاوبوا مع فكرة التقريب من الإخوان، وأدخل بنفسه كتباً ونشرات دار التقريب إلى السعودية تحت ستار نشرات الإخوان المسلمين، ومنها جداول لمناسك الحجّ أدرج فيها لأوّل مرّة الفقه الجعفري، ثمّ أفاض في محاولات إجهاض عمله في الداخل والخارج.
بعدها تناول السيّد العسكري أطراف الحديث، ففصّل تجاربه في العمل الإصلاحي سواء ما يخصّ الجانب الذي يشترك فيه مع غيره من إخوانه العلماء في توعية المسلمين، والعمل على درء الأخطار المحدقة بهم، والوقوف أمام تخطيط الجاهلية الحديثة لضرب الإسلام، أو ما ينفرد به من أعماله كإنشاء المؤسّسات التعليمية على اختلاف أنواعها من ابتدائيات وثانويات وكلّيات، أو المؤسّسات الصحّية كالمستشفيات والمستوصفات، أو الاجتماعية كمشروع الرعاية الإسلامية ولجنة تشغيل العاطلين وغيرها، وكذلك شرح جانب عمله‏
على الصعيد العلمي في دراساته الحديثية والتاريخية وغيرها، وأعطى السيّد العسكري رأيه للشيخ القمّي بخصوص بعض القضايا، ورغّب إليه أن يكون مراجع الدين- وبخاصّة في النجف- على علم بأعمال الدار ونشاطاتها؛ لأنّ ذلك أدعى لعملهم على دعمها ومدّها بالعون. وقد ذكر الشيخ القمّي أنّ علاقته بالعلماء كالسيّد البروجردي وغيره لم تكن إلّا علاقة وفاء كما عبّر، ولم يكن كما يتصوّر البعض ناطقاً بلسان أحد وأنّه رجل يملك بعض الضياع من تركة والده ويعيش منها، ولم يمدّ يده في يوم من الأيّام لأحد من رسميّين أو غير رسمييّن، وذكر الشيخ القمّي أنّه يطبع الآن في مطبعة الدار «مجمع البيان» للطبرسي.
وكلّ هذا ممّا يؤكّد الشعور الوحدوي الذي كان يملأ الجوانب الإصلاحية للسيّد العسكري.

المراجع

(انظر ترجمته في: الذريعة 15: 208 و 18: 190 و 24: 205، المنتخب من أعلام الفكر والأدب:
643، العلّامة العسكري: 15- 288، مجلّة «ثقافة التقريب»/ العدد: 4/ سنة 2007 م).