محمد مأمون الشنّاوي

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٠:٣٢، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (محمّد_مأمون_الشنّاوي ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم محمّد مأمون الشنّاوي‏
الاسم الکامل محمّد مأمون سيّد أحمد الشنّاوي
تاريخ الولادة 1885م / 1302هـ
محل الولادة دمیاط / مصر
تاريخ الوفاة 1950م / 1369هـ
المهنة شيخ الجامع الأزهر، وأحد المصلحين
الأساتید ثبت نشده
الآثار ثبت نشده
المذهب سنی

محمّد مأمون سيّد أحمد الشنّاوي: شيخ الجامع الأزهر، وأحد المصلحين.
ولد عام 1885 م، وحفظ القرآن الكريم في قريته وهو في الثانية عشرة من عمره، وأرسله والده إلى الأزهر الشريف بالقاهرة يطلب العلم، فعاش عيشة طلّاب الأزهر، يوجّهه أخوه الأكبر الشيخ السيّد الشنّاوي الذي كان قد سبقه بسنوات إلى المجاورة في الأزهر.
وكاد الشيخ محمّد مأمون يسأم من حياته في الأزهر، وينقطع عن الدراسة، ويترك التعليم، ويعيش في قريته فلّاحاً يزرع الأرض، لولا أنّ والده أخبره أنّه رأى في نومه حلماً يدلّ على أنّه سيكون له ولدان عالمان، فاستبشر محمّد مأمون بهذه الرؤيا وعاد إلى الأزهر، وواصل الدراسة حتّى كان موضع إعجاب شيوخه وأساتذته، وفي طليعتهم الأُستاذ الإمام الشيخ محمّد عبده، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي.
وتقدّم الشاب الشيخ محمّد مأمون لامتحان العالمية، ولكنّه كان قد سبقته وشايات بعض الطلّاب إلى أساتذته بأنّه يتناولهم بالنقد، وأنّه شاعر، إلى غير ذلك، فأخذ أعضاء اللجنة يتحدّونه وهو يتحدّاهم.... وكان الشيخ أبو الفضل الجيزاوي أحد الأعضاء، ولكنّه لم يكن يعرف شيئاً عن الوشايات التي بلغت زملاءه، ورأى هذا العالم الصغير الشاب جديراً بلقب «عالم»، بل مثالًا لإخوانه في سلامة الفهم وسعة المحصول العلمي، فدافع عنه ونال‏
شهادة العالمية عام 1906 م... وممّا يذكر أنّه- وهو يتأهب لامتحان العالمية- أصابه إجهاد شديد من كثرة المذاكرة، فذهب إلى عالم صالح من أولياء اللَّه يستفتيه في أمره، فبشّره هذا الولي بأنّه سيكون عالماً فاضلًا، فقاضياً عادلًا، فإماماً نبيلًا، فرئيساً جليلًا، فشيخاً كبيراً... وتحقّقت النبوءة على مرّ الأيّام!
عيّن مدرّساً بمعهد الإسكندرية الديني بعد تخرّجه من الأزهر، ثمّ اختير عام 1917 م قاضياً شرعياً بعد أن طارت شهرته وذاع صيته، وضرب أحسن الأمثال في جلال الخلق وسعة الأُفق وطول الباع في الإلمام بأسرار علوم الشريعة والدين.
واختير محمّد مأمون الشنّاوي إماماً (للسراي) ثقة بعلمه وخلقه ودينه وفضله، فكان موضع التقدير والإجلال من الجميع. وفي عام 1930 م صدر قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية في عهد شيخه الشيخ الأحمدي الظواهري، وأُنشئت الكلّيات الأزهرية الثلاث: الشريعة واللغة وأُصول الدين، على نظام جامعي راقٍ، فاختير ثلاثة من كبار رجال الدين لتولّي مشيخة الكلّيات الثلاث، وهم: الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي الذي تولّى مشيخة كلّية الشريعة، والأُستاذ الأكبر الشيخ إبراهيم حمروش شيخ معهد الزقازيق الديني حينذاك وقد تولّى مشيخة كلّية اللغة العربية، والشيخ عبدالمجيد اللبّان شيخ القسم العامّ بالأزهر الشريف الذي تولّى مشيخة كلّية أُصول الدين. وكان للشيخ مأمون آثار جليلة في التوجيه العلمي والديني للأساتذة والطلّاب.
ولمّا افتتحت كلّية الشريعة بالأزهر بتاريخ 29/ 3/ 1933 م ألقى الشيخ محمّد مأمون كلمة قيّمة في حفلة الافتتاح صوّر فيها سير النهضة العلمية والدينية في الأزهر عامّة وفي كلّية الشريعة خاصّة.
وفي عام 1934 م منح الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي عضوية جماعة كبار العلماء، ثمّ اختير وكيلًا للأزهر بعد ذلك بعشر سنوات عام 1944 م، وفي عهد وكالته للأزهر فاض الخير على العلماء، وشملهم الإنصاف، وسارت الأُمور في الأزهر في مجراها الطبيعي. كما تولّى منصب رئاسة لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.
وفي عام 1945 م توفّي شيخ الأزهر الشريف الشيخ محمّد مصطفى المراغي، وأُريد اختيار خلف له، وكان من الطبيعي أن يعيّن في منصب المشيخة وكيل الأزهر أو أحد كبار علماء الأزهر الشريف وفي مقدّمتهم الشيخ إبراهيم حمروش ومفتي الديار حينذاك الشيخ عبد المجيد سليم، ولكن الحكومة في عهد النقراشي أصرّت على تعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق في منصب المشيخة الجليلة، فقدّم الشيخ مأمون استقالته من وكالة الأزهر، كما قدّم الشيخ إبراهيم حمروش استقالته من كلّية الشريعة، والشيخ عبدالمجيد سليم استقالته من الإفتاء، وذلك بتاريخ 11/ 12/ 1945 م.
وأصدر كبار الشيوخ- وفي مقدّمتهم الشيخ الشنّاوي- بعد ذلك بيومين بياناً تاريخياً للأُمّة الإسلامية عن الخلاف بين الأزهر الشريف والحكومة في شأن مشيخة الجامع الأزهر، إثر إقدام الحكومة على تعديل قانون الأزهر وتعيين الشيخ مصطفى عبدالرزّاق شيخاً للأزهر، وقد رفع هذا البيان إلى المسؤولين في 13/ 12/ 1945 م.
وفي تاريخ 18/ يناير/ 1948 م عيّن الشيخ محمّد مأمون الشنّاوي شيخاً للأزهر الشريف بعد شيخه مصطفى عبدالرزّاق.
وللشيخ الشنّاوي مآثر خالدة على الأزهر في عهد مشيخته... ففي عهده أُنشِئ معهد محمّد علي الديني بالمنصورة ومعهد منوف، وأُنشئت الوحدة الصحّية للأزهر، وضمّ معهد المنيا وجرجا وسمنود إلى الأزهر، وزادت البعوث الإسلامية إلى الأزهر، كما زادت بعثات الأزهر إلى البلاد العربية والإسلامية.
وفي عهده أُلغي البغاء الرسمي، وجعل الدين مادّة أساسية في المدارس، وحوربت الفوضى الخلقية والاجتماعية والصور الخليعة، وحدّدت الخمور في المحلّات العامّة.
وفي عهده نقلت كلّية اللغة من الصليبة إلى البراموني، ونقلت كلّية الشريعة إلى المباني الجديدة للجامعة الأزهرية، واشترك الأزهر في المؤتمر الثقافي العربي، وتمّت أماني كلّية اللغة في المساواة بينها وبين معاهد اللغة العربية المختلفة، وارتفعت ميزانية الأزهر، وقضي على الفتن المختلفة فيه، إلى غير ذلك من جلائل الأعمال.
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال توفّي الشيخ الشنّاوي عام 1950 م بالإسماعيلية بالتهاب رئوي، وأبّنته الصحف في العالم العربي والغربي في حسرة ولوعة وتقدير.
وفي ذلك تقول جريدة «المصري» عدد 5/ سبتمبر/ 1950 م: «فجعت مصر بل العالم الإسلامي كلّه أمس بوفاة المغفور له الأُستاذ الأكبر محمّد مأمون الشنّاوي شيخ الجامع الأزهر... وقد خسر العالم الإسلامي بوفاته عالماً ثبتاً وحجّة قوية، وفقدت مصر فيه الورع والتقوى والبرّ والخير والإخلاص لدين اللَّه، وفقد الأزهر فيه كبير علمائه وشيخاً من أخلص شيوخه... ظلّ يعمل لخيره، ويواصل السعي لتحقيق رسالته بين ربوع العالم الإسلامي، ولم يقعد به المرض أو النصب يوماً عن مواصلة سعيه وصرف اهتمامه إليه. فقد ساس شؤون الأزهر، وعمل على تقوية ما بينه وبين العالم الإسلامي من روابط، فأوفد البعوث الإسلامية المختلفة إلى ربوع العالم الإسلامي، تنشر مبادئ الإسلام والثقافة الإسلامية، وتقرّب ما بين المسلمين، وتعمل على إزالة الفرقة والخلاف بينهم. وزيادة في تقوية الروابط بين البلاد الإسلامية أرسل فضيلته بعثة إلى إنجلترا لدراسة اللغة الإنجليزية؛ لإرسال أعضائها إلى البلاد العربية الإسلامية التي لا تجيد التخاطب باللغة العربية. ولم يكتف فضيلته بذلك، بل عني أيضاً بربط الجامع الأزهر بجميع المعاهد الإسلامية في بقاع الأرض، فاهتمّ بشؤون التعليم في الباكستان والهند والملايو وأندونيسيا وأفريقيا الجنوبية.
وإلى جوار هذا وذاك عمل على التمكين لأبناء المسلمين بطلب العلم في الأزهر وفتح أبوابه للوافدين، حتّى بلغت البعوث الإسلامية في عهده ما يزيد على ألفي طالب، خصّصت لهم أماكن الدراسة والمسكن اللائق....».
يقول عنه الدكتور محمّد عبدالمنعم الخفاجي: «لقد كان (رحمه اللَّه وطيّب ثراه) كريم الخلق، نبيل النفس، رائعاً في وقاره وهيبته وسمته وصلاحه وورعه وزهده، ذا شخصية قوية بارزة. وكان موضع المهابة من الجميع، يجلّونه ويحترمونه ويرجعون إليه يستفتونه... كان موثوقاً بعلمه ورأيه، واسع الثقافة، كثير الاطّلاع. اشترك في كلّ الأعمال التي كانت‏
تبذل لإصلاح الأزهر وتنظيمه في الربع الثاني من القرن العشرين».

المراجع

(انظر ترجمته في: الأزهر في ألف عام 1: 296- 305 و 2: 381- 382، الأعلام للزركلي 7: 17، شخصيات لها تاريخ لعبد الرحمان المصطاوي: 151- 152، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 796- 797، نثر الجواهر والدرر 2: 1416).