عبدالله بن إدريس بن يزيد

    من ویکي‌وحدت
    الاسم عبداللَّه بن إدريس بن يزيد [١]
    كنيته أبو محمد [٢].
    نسبه الأوْدي، الزَعافري [٣].
    لقبه الكوفي [٤].
    طبقته الثامنة [٥].

    عبداللَّه بن إدريس بن يزيد يعدّ من رواة أهل الكوفة وقرّائها المشهورين، وقد عُرف بحفظ الحديث والإكثار منه، وإمامة أهل السنّة والجماعة [٦]، ينتهي نسبه إلى‏ مِذحَج [٧]، ومن أجداده: «أود» و«زعافر» ولذا لقِّب بالأودي والزعافري [٨].

    ويُعدّ أبوه إدريس بن يزيد الأودي من الرواة المشتركين أيضاً [٩]. ولعبداللَّه رواية عن أبيه وردت في الكافي [١٠]، وجاء فيها: عبداللَّه بن إدريس، عن أبيه إدريس بن عبداللَّه الأودي، والصحيح: عن أبيه إدريس أبي عبداللَّه الأودي. ولعلّ هذا جعل البعض يترجم له ولأبيه مرّتين.

    وكذا نسبه إلى‏ الأزد تبعاً لبعض نسخ الكافي، ولعلّه تصحيف «الأود» كما في قاموس الرجال؛ ولأنّ الأزدي نسبةً إلى‏ أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان. والأودي نسبةً إلى‏ أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج، وينتهي كذلك نسبه إلى‏ زيد بن كهلان [١١].

    وعلى‏ كلّ حال فإنّ اسم هذه الشخصية غير معروف في المصادر الشيعية [١٢]، وأمّا المصادر الرجالية لأهل السنّة فلم تغفل عن ذكر عبداللَّه بن إدريس، وقالوا عنه: إنّه ولد سنة 115 ه في عهد خلافة هشام بن عبد الملك، وفي سنة وفاة الحكم بن عُتيبة، وإنّ جدّه يزيد كان ممّن شهد الدار يوم قُتل عثمان بن عفان [١٣].

    كان عبداللَّه أحد الأئمة الأعلام، ومن جِلّة المقرئين، قرأ على‏ الأعمش وعلى‏ نافع [١٤]. وكان يقول في قراءة حمزة التي كان علي بن المديني يذمّها تبعاً لرأيه ما أستجيز أن أقول لمن يقرأ لحمزة: إنّه صاحب سُنّة [١٥].

    قال عنه الذهبي: «أبو محمد الأودي الكوفي، الإمام الحافظ المقرئ القدوة، شيخ الإسلام» [١٦].

    وكان عبداللَّه من المعارضين لحكم هارون الرشيد بشدّة، ويتجنّب التقرّب إليه، وفي يومٍ دعاه هارون مع بعض علماء الكوفة - منهم: حفص بن غياث - إلى‏ بغداد، وطلب منهم أن يتسلّموا منصب القضاء بالكوفة، فأبوا جميعاً سوى‏ حفص بن غياث. وفي هذا اللقاء قال هارون لعبداللَّه: وددت أنّي لم أكن رأيتك! قال ابن إدريس: وأنا وددت أ نّي لم أكن رأيتك. وقال لحفص: يا حفص، قد علمت حين دخلت إلى‏ سوق أسد، فخضّبت لحيتك ودخلت الحمّام، أ نّك ستلي القضاء، لا واللَّه لا كلّمتك حتّى‏ تموت، فما كلّمه حتّى‏ مات [١٧].

    وذكر أنّه ردّ هدية هارون، وقال: عندي قوصرة ملكاية، وراوية من حوض الربابين، ودبّة زيت، ما أحد أغنى‏ منّي [١٨].

    وكان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، وكانت بينه وبين الإمام مالك صداقة، وقد قيل: إنّ جميع ما يرويه مالك في الموطّأ: «بلغني عن علي» فيرسلها، أ نّه سمعها من عبداللَّه بن إدريس [١٩].

    موقف الرجاليّين منه

    هو مجهول عند الشيعة، فذكر المحقّق الخوئي: أ نّه لم يُطرح في غير رجال الطوسي، وورد أيضاً في سند رواية في الكافي. وبعد الشيخ الطوسي كان المحقّق التستري هو أوّل من أشار إليه، ونقل عن المسترشد أ نّه كان يحمل على‏ علي‏عليه السلام [٢٠]. وأمّا أهل السنّة فقد وثّقه رجاليّوهم، وقبلوا روايته [٢١]. من روى‏ عنهم ومن رووا عنه [٢٢]: روى‏ عن جماعة، منهم: أبوه أدريس، عمه داود بن يزيد، الأعمش، ابن جُرَيج، الحسن بن فُرات القزّاز، شُعبة بن الحجّاج، ليث بن أبي سُلَيم، هشام بن عُروة. وروى‏ عنه جماعة، منهم: مالك وهو من شيوخه، عبداللَّه بن المبارك، يحيى‏ بن آدم، أحمد، ابن معين، إسحاق بن راهويه، أبو سعيد الأشجّ، أبو كُرَيب محمد بن العلاء. وقد وردت رواياته في بعض الكتب الروائية، كالصحاح الستّة، والكافي للكليني [٢٣].

    من رواياته

    نقل الذهبي بإسناده عن عبداللَّه بن إدريس عن النبي ‏صلى الله عليه وآله - بثلاث وسائط - أنّه‏ صلى الله عليه وآله قال: «إنّ في الليل ساعة، لايوافقها رجل مسلم يسأل اللَّه تعالى‏ فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلّا أعطاه إيّاه، وذلك كلّ ليلة» [٢٤].

    وفاته

    توفّي عبد اللَّه في الكوفة في عهد هارون الرشيد عام 192.[٢٥]

    المراجع

    1. مجمع الزوائد: نور الدين الهيثمي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408 ه .
    2. المحبّر: محمد بن حبيب البغدادي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.
    3. المحلّى‏ بالآثار: ابن حزم الأندلسي، دار الفكر، بيروت.
    4. مختصر تاريخ دمشق: ابن منظور، دار الفكر، بيروت، 1404 ه .
    5. مرآة العقول: محمد باقر المجلسي، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1363.
    6. المراجعات: عبدالحسين شرف الدين العاملي، دار المرتضى‏، بيروت.
    7. )مروج الذهب: علي بن الحسين المسعودي، مؤسسة دار الهجرة، قم، 1404 ه .
    8. مستدركات علم رجال الحديث: الشيخ علي النمازي، حسينية عماد زاده، أصفهان، 1412 ه .
    9. مستدرك الوسائل: المحدّث النوري الطبرسي، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، قم، 1408 ه .
    10. المسترشد: محمد بن جرير بن رستم الطبري، مؤسسة الثقافة الإسلامية لكوشانپور، قم، 1415 ه .
    11. مسند أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت.
    12. مسند الإمام الرضا عليه السلام : داود بن سليمان بن يوسف الغازي، مكتب الإعلام الإسلامي، قم، 1418 ه .
    13. المسند الجامع: أبو اللحم أنس بن مالك، دار الجيل، بيروت، 1413 ه .
    14. مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال: أقا بزرك الطهراني، دار العلوم، بيروت، 1408 ه .
    15. المعارف: عبداللَّه بن مسلم ابن قتيبة الدينوري، منشورات مكتبة الشريف الرضي، قم، 1415 ه .
    16. معالم العلماء: محمد بن علي بن شهرآشوب،، قم.
    17. معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
    18. معجم رجال الحديث: أبو القاسم الخوئي، ط 5، 1413 ه .
    19. معجم قبائل العرب: عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1402 ه.
    20. المعجم الكبير: سليمان بن أحمد الطبراني، منشورات مكتبة ابن تيمية، القاهرة.
    21. معجم المفسّرين: عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1403 ه .
    22. المعجم الموحّد: محمود درياب النجفي، مجمع الفكر الإسلامي، قم، 1414 ه .
    23. معجم المؤلّفين: عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1408 ه .
    24. المعرفة والتاريخ: يعقوب بن سفيان البسوي، منشورات رئاسة ديوان الأوقاف، بغداد، 1394 ه .
    25. المغني: ابن قدامة، دار الكتاب العربي، بيروت.