انتقل إلى المحتوى

المعصوم

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٨:١١، ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' '''المعصوم''' هو الشخص الذي يمتلك ملكة العصمة. والعصمة تعني وجود أمر في الإنسان المعصوم يحفظه من الوقوع فيما لا يجوز، مثل الخطأ والمعصية. =من هو المعصوم؟= المعصوم هو من يمتلك ملكة العصمة. =ما هي العصمة؟= في الاصطلاح: «العصمة هي القوة التي تمنع صاحبها من ارتكاب ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

المعصوم هو الشخص الذي يمتلك ملكة العصمة. والعصمة تعني وجود أمر في الإنسان المعصوم يحفظه من الوقوع فيما لا يجوز، مثل الخطأ والمعصية.

من هو المعصوم؟

المعصوم هو من يمتلك ملكة العصمة.

ما هي العصمة؟

في الاصطلاح: «العصمة هي القوة التي تمنع صاحبها من ارتكاب الذنب والخطأ، بحيث لا يترك الواجب ولا يرتكب الحرام، مع أنه قادر على ترك الواجب وفعل الحرام».[١]

أقسام العصمة

الوقاية من الخطأ والعصيان نوعان:

1- الوقاية والعصمة الكلية، في جميع مراحل العمر (من الولادة حتى النهاية) من كل سهو ونسيان وعصيان وخطأ في تعلم وتعليم وتنفيذ الدين الإلهي. وهذا الأمر قد تحقق فقط في الملائكة والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وليس لدينا دليل على تحقق ذلك في غيرهم.[٢]

2- العصمة النسبية، التي تختلف شدتها وضعفها بين الأشخاص، وقد تتوفر إلى حد ما بعد الجهد والرياضة والتهجد، وتحفظ الإنسان بسبب ذلك، دون ضمان استمرارها طوال العمر. ولهذا يمكن نسبتها للآخرين أيضًا، وتسمى في الأشخاص العاديين «ملكة العدل»، أي الشخص الذي لا يُرى منه زلة عمدية أو كبيرة.[٣]

من هم المعصومون؟

1. الأنبياء (عليهم السلام)

2. الأئمة (عليهم السلام):

عصمة الأئمة لا تختلف عن عصمة الأنبياء؛ فهم معصومون منذ الولادة[٤]، والفرق أنهم بدلاً من تلقي الوحي وتبليغه، يشرحون ويفسرون المعارف الوحيانية.[٥]

3. الملائكة الإلهية:

قال الإمام العسكري (عليه السلام): «الملائكة بحول الله محفوظون من الكفر والقبيح».[٦] كما قال تعالى: «إِنَّ مَلَائِكَةَ اللَّهِ مَعْصُومُونَ مَحْفُوظُونَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْقَبَائِحِ بِأَلْطَافِ اللَّهِ» [٧] وقال أيضًا إن الملائكة مثل الأنبياء والأئمة.[٨]

4. العصمة لغير المجموعات الثلاثة السابقة (لأن العصمة لا تلزم النبوة أو الإمامة، فقد يكون الإنسان معصومًا وليس نبيًا) مثل السيدة فاطمة (سلام الله عليها) والسيدة مريم (سلام الله عليها):

تشهد بعض آيات القرآن على طهارة ونقاء مريم: «يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ»[٩] ويؤكد المفسرون دلالة هذه الآية على عصمتها.[١٠] كما تدل آية التطهير على عصمة السيدة فاطمة (عليها السلام).

5. بعض البشر المخلصين قد يصلون إلى درجات معينة من العصمة، أي العصمة من الذنب.[١١] لأن مصدر العصمة هو الإرادة والاختيار، فالعصمة الشاملة خاصة بفئة معينة من أولياء الله، لكن بعض المؤمنين المتقين يمكنهم بفضل تزكية النفس والرياضة أن يكونوا محصنين من ارتكاب الذنوب في كثير من أفعالهم، وهذا أمر اختياري.[١٢] في الواقع، الملكة الراسخة في فعل الأوامر واجتناب المحرمات وعدم الإصرار على الصغائر، وهذه تسمى أحيانًا «ملكة العدل».

دليل العصمة للمعصوم

1- علم المعصوم بعواقب الخطأ:

العصمة نتيجة علم المعصوم بعواقب الذنب؛ فمعرفة المعصوم وعقله بأثر الذنوب تجعله لا يخضع لقوى أخرى بل يسيطر عليها.[١٣]

2- عشق المعصوم لله:

المعصوم بسبب مرتبة معرفته بالله وحبه لجمال وكمال الحق لا يسمح لنفسه بأن تخطو خطوة ضد رضاه، فحب الإنسان للخالق وإدراك جماله وجلاله ومعرفته بنعمه اللامتناهية يخلق في روحه خضوعًا وتواضعًا لا يدعوه للتفكير في الذنب فضلاً عن ارتكابه.[١٤]

هاتان النظريتان تتفقان على أن المعصوم يمتلك ملكة تمنع العصيان والتمرد والخطأ، وتحفظه من الذنب والزلة.

صفات المعصوم بالإضافة إلى العصمة

كل صفات المعصوم واردة في آيات القرآن عن الأنبياء (عليهم السلام)، لذا يجب على القادة الإلهيين والأئمة المعصومين (عليهم السلام) أن يمتلكوا بالإضافة إلى العلم والعصمة الصفات التالية:

1- «صدق القول»؛ لأنه بدونها لا يتحقق الثقة والاطمئنان اللازمان للصلة الروحية بين الأتباع والقادة.

2- «الوفاء بالعهود والمواثيق»؛ لأن جزءًا هامًا من دعوتهم قائم على الوعود التي يقطعونها للناس، وإن لم يكونوا صادقين تهتز ثقة الناس بهم.

3- «الأمانة في حفظ الودائع والأحكام الإلهية وإبلاغها»؛ وهي ركن من أركان الثقة والاطمئنان.

4- «المحبة والرحمة الشديدة تجاه الناس»؛ فمن دونها لا يقبل القائد على المشاق والجهود الشاقة في قيادة الناس، خاصة الجهلاء والمتعصبين.

5- «الإخلاص والتخلص الكامل من الأهواء وعدم انتظار مكافأة مادية»؛ فبدونها يفقد الدعوة والجاذبية.

6- «الإحسان إلى الأصدقاء وحتى الأعداء»؛ وهي من مظاهر صفات الرحمن الرحيم، وتربط الأتباع بالقادة روحيًا.

7- «الشجاعة الفائقة وعدم الخوف إلا من الله»؛ وهي صفة أساسية للمبلغين في القرآن، وهي سر النجاح في القيادة.

8- «التوكل التام على الله»؛ لأن القائد الإلهي كثيرًا ما يكون وحيدًا وسط فساد عظيم، فلا يمكنه الاستمرار من دون الاعتماد على الله.

9- «اللين وحسن الخلق»؛ وهي صفة وردت في القرآن عن النبي (صلى الله عليه وآله)، ويجب أن يتصف بها كل قائد إلهي، وإلا فالقسوة والغلظة تفرق الناس وتعرقل الهدف.

10- «النجاح في الابتلاءات الشديدة»؛ فالقرآن يربط منصب الإمامة بإجتياز هذه الابتلاءات كما في قصة إبراهيم (عليه السلام).

بالفعل، يجب أن ينجو القادة المعصومون من محن الابتلاءات ليكونوا أهلًا لقيادة الجسد والروح والظاهر والباطن لكل المؤمنين.[١٥]

الهوامش

  1. جعفر سبحاني، ملل ونحل، قم، مركز إدارة الحوزة العلمية، 1372، الطبعة 1، ج 6، ص 288.
  2. انظر: مصباح يزدي، معارف القرآن، ج 4 و5 (الطريق والدليل)، ص 212 - 147؛ تعليم العقائد، ج 2، ص 260 - 232، الدرس 26 - 24.
  3. مقتبس من موقع إسلام كويست
  4. دليل المعرفة، محمد تقي مصباح يزدي، ص 673
  5. منشور عقائد الإمامية، ص110 و111؛ برسم العصمة، حسن يوسفان، ص 43.
  6. بحار الأنوار، ج 56، ص 321.
  7. بحار الأنوار، ج 56، ص 322.
  8. بحار الأنوار، ج 56، ص 322.
  9. آل عمران، 42.
  10. الميزان، ج 3، ص 217.
  11. انظر: ولاية نامه، علامه طباطبائي، ترجمة همایون همتی، ص 48 – 55.
  12. منشور عقائد الإمامية، ص 116.
  13. نفس المصدر، ج 5، ص 78.
  14. سبحاني، جعفر، المنشور الأبدي، ج 5، ص 14.
  15. مقتبس من كتاب: رسالة القرآن، مکارم شيرازي، ناصر، بمشاركة علماء وفضلاء، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1386 ش، الطبعة السادسة، ج 9، ص 157.