انتقل إلى المحتوى

وحدة الحوزة والجامعة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٦:١٤، ١٨ أغسطس ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' وحدة الحوزة والجامعة من ثمرات الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قام الإمام الخميني بتسمية يوم استشهاد الدكتور مفتح بيوم وحدة الحوزة والجامعة. طرح خطاب وحدة الحوزة والجامعة كان من رؤى الإمام الخميني (رحمه الله) الذي توصل قبل سنوات من ا...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


وحدة الحوزة والجامعة من ثمرات الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قام الإمام الخميني بتسمية يوم استشهاد الدكتور مفتح بيوم وحدة الحوزة والجامعة. طرح خطاب وحدة الحوزة والجامعة كان من رؤى الإمام الخميني (رحمه الله) الذي توصل قبل سنوات من انتصار الثورة الإسلامية إلى نتيجة مفادها أن مسألة مرافقة وتوازي الحوزة والجامعة لبلوغ آفاق تستطيع بناء المجتمع هي مسألة ضرورية.

المقالة الحالية هي بحث حول وحدة الحوزة والجامعة تحاول تحليل ونقد أعماق الأفكار المختلفة في هذا المجال. بعد مرور عدة عقود على بداية الثورة الثقافية، فإن تجاوز الظاهر في النقاش والغوص في عمق أفكار الوحدة أصبح ضرورة لا يمكن إنكارها.



محمد عابد الجابري، كتاب "تكوين العقل العربي"، الصفحة 105.

محمد حامد الجابري وآخرون، كتاب "دروس في الفلسفة"، الصفحة 36.


الخلفيات والخلفية التاريخية

يعود أصل ومنشأ نقاش وحدة الحوزة والجامعة، أو لنقل طرح خطاب وحدة الحوزة والجامعة، إلى رؤية الإمام الخميني (رحمه الله). في الحقيقة، قبل سنوات من انتصار الثورة الإسلامية، توصل الإمام الخميني (رحمه الله) إلى نتيجة مفادها أن مسألة التعاون والتوازي بين الحوزة والجامعة لتحقيق آفاق قادرة على بناء المجتمع هي مسألة ضرورية. وبناءً على ذلك، قدم الإمام (رحمه الله) توصيات في هذا المجال لكل من الحوزويين والأكاديميين. فقد أوصى الحوزويين بضرورة تعزيز تواصلهم مع الأكاديميين وعدم التعامل مع الجامعة بنفي أو دفاع. كما وجّه الإمام (رحمه الله) توصية أخرى للجامعة، عبّر فيها عن استيائه من وجهة النظر القائلة بـ"الإسلام من دون الروحانية"، وطلب من الأكاديميين التقارب مع الحوزة والسير في طريق التكامل.[١]. وبالتالي، نشأت إرادة قوية جدًا بين النخب الحوزوية والأكاديمية الموالية للإمام والثورة، وهذه الإرادة القوية جعلت الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية تسير في طريقها بنجاح.

ضرورة الوحدة

يمكن النظر إلى ضرورة وحدة الحوزة والجامعة من زوايا متعددة:

أولاً: الوحدة والتماسك الاجتماعي

المجتمع بحاجة إلى الوحدة والتماسك الاجتماعي لضمان بقائه، وهذا التماسك يتحقق من خلال التفاعل والتعاون البناء بين المؤسسات الاجتماعية. التحولات التاريخية والاجتماعية والسياسية تتأثر بعمق بهذا الترابط أو الانفصال بين النخب الاجتماعية (وخاصة الحوزويين والأكاديميين). إن وحدة وتفاعل الحوزة والجامعة، قبل أن تكون واجبًا على نخب هاتين المؤسستين العلمية والمعرفية، فهي حق للمجتمع ككل، وتأثير هذا الترابط أو الانفصال سينعكس مباشرة على المجتمع [٢]. ثانيًا: توفير الكوادر البشرية لهيكل النظام الإسلامي مما لا شك فيه أن الحوزات العلمية والجامعات، كمزودين للقوى البشرية، يمثلان ركنين أساسيين ومحددين في هيكل النظام. لذلك، يجب أن تتمتع الحوزة والجامعة بوحدة نظرية وعملية بوصفهما قطبين مؤثرين في النظام الإسلامي. هاتان المؤسستان هما الركيزتان الأصليتان لبناء الكوادر المجتمعية التي تتولى أبرز المناصب الحكومية، مما يجعل السعي الدائم نحو وحدة هاتين المؤسستين العلمية ضرورة للحفاظ على هيكل النظام الإسلامي [٣].

=

ثالثًا: تحقيق إسلامية الجامعات وتجسيد الجامعة الإسلامية === توجيه الجامعة نحو "جعل الدين محورًا" وإضفاء الطابع القيمي على التعليم والبحث، والاهتمام بـ"التوجهات الدينية والقيمية" في المجالات العلمية، يتطلب النظر إلى وحدة الحوزة والجامعة كضرورة وموضوع لا شك فيه. وهذا الأمر مهم لأنه يمكن أن يزيل الأفكار والمعارف والمناهج العلمانية من بيئة العلم والمعرفة.

رابعًا: حركة إنتاج البرمجيات العلمية والدينية

أحد العوامل الرئيسية الممهدة لإنتاج العلم والنظرية وبناء الحضارة وحركة البرمجة الناعمة، هو تطهير الحوارات ثم ضمان بقاء هذه البيئة الصحية والعلمية للمناقشة والحوار. تحتاج الحوزة والجامعة إلى بيئة خالية من الإفراط والتفريط للنمو، مما يجعل وحدة وتقارب هاتين المؤسستين العلمية أكثر ضرورة.

وجهات النظر

توجد عدة وجهات نظر حول هذا الموضوع، نذكر بعضًا منها:

  • الرأي الأول: أن وحدة الحوزة والجامعة تعني الوحدة المطلقة بين هاتين المؤسستين العلمية في جميع الجوانب.
  • الرأي الثاني: أن تعمل المؤسستان معًا على دراسة القضايا العلمية والاجتماعية، مع استقلالية كل منهما في السعي لنشر الثقافة وتكامل المجتمع الإسلامي.
  • الرأي الثالث: يركز على تعزيز الجوانب الفعالة في كلا المؤسستين ضمن هيكل موحد جديد.
  • الرأي الرابع: يرى أن المقصود بالوحدة هو الوحدة في العمل الاجتماعي والسياسي بين هاتين المؤسستين العلمية والمعرفية.وبالتالي، هناك تفسير للوحدة التنظيمية والعضوية يقترح دمج إدارة الحوزة والجامعة، بينما يرى تفسير آخر أنه إذا تمكن الحوزويون والأكاديميون من العمل معًا بشكل جيد في مجال التفاعل الاجتماعي، فإن مسألة الوحدة تكون قد تحققت إلى حد كبير. ومن المنظور البراغماتي العملي، يمكن توحيد الوظائف النهائية للمؤسستين. لقد طرحنا هذه الآراء بشكل موجز للإطلاع فقط، ونترك التفصيل والاستمرار لفرصة أخرى [٤].

الإنجازات في خطاب الوحدة

إذا قمنا بتقييم موضوع وحدة الحوزة والجامعة تقييمًا منصفًا على أرض الواقع، سنلاحظ نجاحات وإنجازات نسبية يمكن الإشارة إليها على النحو التالي:

  • تقليص الفجوة في المناهج التعليمية والبحثية بين هاتين المؤسستين العلميتين.
  • تبادل الأساتذة والطلاب وتشكيل مجموعات تعليمية وبحثية جديدة في الحوزة والجامعة.
  • ظهور تخصصات علمية جديدة ذات رؤية شمولية مقارنة بين الرؤى المطروحة.
  • طرح واسع النطاق لقضايا العلوم الإنسانية والاجتماعية في الحوزات العلمية.
  • تعميم النظرة القيمية والمقارنة في طرح القضايا العلمية بالجامعات.
  • جهود مشتركة لإنتاج الفكر وتأليف الكتب العلمية وإصدار المجلات.
  • تفاعل وتكامل بين أساتذة ونخب الحوزة والجامعة في ترسيخ الثورة الإسلامية وتحقيق إنجازات متعددة في المجالات الحكومية المختلفة.
  • ومن بين الإجراءات الملموسة التي تم تنفيذها:
  • عقد المؤتمرات والندوات العلمية وتبادل الآراء بين الحوزويين والأكاديميين.
  • إصدار القوانين واللوائح والتعاميم، وإدراج مواد المعارف الإسلامية والأخلاق والنصوص الدينية في المناهج الجامعية.
  • إنشاء مراكز ومؤسسات تعليمية وبحثية مثل:
  • معهد البحوث الحوزوية والجامعية (مكتب تعاون الحوزة والجامعة)
  • مؤسسة "في طريق الحق"
  • جامعة الإمام الصادق (ع)
  • جامعة الباقر العلوم (ع)
  • المدرسة العليا للشهيد مطهري
  • حيث يتم تقديم تعليم متكامل فيها.[٥].مسار الوحدة في العقدين الأول والثاني للثورة: ركزت جهود الوحدة في هذين العقدين على:
  • تعزيز التواصل بين الحوزة والجامعة.
  • تحقيق تفاهم متبادل ورفع سوء الفهم.
  • التعرف على مناهج وبيئات كل منهما.
  • توحيد الصفوف في مواجهة الاستبداد والاستكبار العالمي.
  • هذه الجهود أثمرت في إرساء حكومة دينية، وحققت نجاحات نسبية في العقد الثاني بفضل استثمارات كبيرة. وأصبح خطاب الوحدة بين الحوزة والجامعة خطابًا رائدًا متغلغلاً في نسيج النظام والمجتمع خلال هذين العقدين، حيث لعب أدوارًا أساسية مثل:
  • إقامة نظام الحكم.
  • صياغة الدستور.
  • تأسيس سلطات الجمهورية الإسلامية.

الخلاصة: لتقييم موضوع الوحدة، يجب مقارنة الوضع قبل الثورة بما بعده. والإنجازات التي تحققت - كما ذكرنا بعضها - تشير إلى نجاح نسبي لا يمكن تجاهله.

  1. السيد عباس نبوّي، مجلة "پگاه حوزه" (صحوة الحوزة)، ناشر: مكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية في قم، 31 خرداد 1382 (2003/06/21)، العددان 96-97، الصفحة 28
  2. عليرضا أعرافي، جريدة "رسالت" (الرسالة)، 30 آذر 1382 (2003/12/21)، الصفحة 11
  3. عليرضا أعرافي، جريدة "رسالت" (الرسالة)، 30 آذر 1382 (2003/12/21)، الصفحة 11
  4. مجهول المؤلف، مقال منشور في مجلة "پگاه حوزه" (صحوة الحوزة)، مكتب الإعلام الإسلامي التابع للحوزة العلمية في قم، الصفحتان 22-23
    • إنشاء مكتب ممثل الولي الفقيه في الجامعات والذي أصبح ملجأً لحل المشكلات العقائدية وغيرها لدى الأكاديميين. زكريا فؤاد، مجلة "المستقبل العربي"، مقال بعنوان "الفلسفة والدين في المجتمع العربي"، العدد 76، سنة 1985، الصفحة 111