محسن الأمين

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٠:٢٩، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (محسن_الأمين ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم محسن الأمين‏
الاسم الکامل محسن الأمين‏ الحسيني العاملي
تاريخ الولادة 1867م/1284ق
محل الولادة جبل عامل(لبنان)
تاريخ الوفاة 1952م/1371ق
المهنة مجتهد، متفکر و مصلح، پیشگام تقریب
الأساتید الشيخ محمّد طه آل نجف، والشيخ رضا الهمداني، والشيخ الآخوند الخراساني
الآثار منها: الأجرومية الجديدة، إرجوزة الإرث، إرجوزة في الرضاع، إقناع اللائم على إقامة المآتم، الأوائل والأواخر، البحر الزخّار، تحفة الأحباب، جزيلة المعاني، جناح الناهض، الدرّة البهية، شرح تبصرة العلّامة، كشف الارتياب، كشف الغامض، المجالس السنية، الحصون المنيعة في الردّ على صاحب «المنار»، ضياء العقول، كاشفة القناع، أعيان الشيعة، الدرّ الثمين، المسائل الدمشقية في الفروع الفقهية، أساس الشريعة في الفقه، مناسك الحجّ، حذف الفضول عن علم الأُصول، لواعج الأشجان، نقض الوشيعة، رسالة حقّ اليقين في التأليف بين المسلمين، معادن الجواهر، دعبل الخزاعي، الرحيق المختوم «ديوان شعر».
المذهب شیعه

محسن بن عبد الكريم بن علي بن محمّد الأمين الحسيني العاملي الدمشقي: من مشاهير العلماء، وأحد روّاد التقريب والإصلاح والفكر الإسلامي.
ولد في «شقراء» من أعمال «مرجعيون» سنة 1284 ه، وطوى بعض المراحل الدراسية في بلاده على: السيّد محمّد حسين الأمين، والسيّد جواد مرتضى، والسيّد نجيب الدين العينائي... ثمّ قصد النجف الأشرف سنة 1308 ه، وحضر الأبحاث العالية عند بعض الأعلام، كالشيخ محمّد طه آل نجف، والشيخ رضا الهمداني، والشيخ الآخوند الخراساني.
وبارح النجف سنة 1319 ه، فقطن دمشق، وتصدّى بها للتدريس والإفتاء وفصل النزاعات وإلقاء المواعظ. وانطلاقاً من تفهّمه لحاجات العصر ونظرته التجديدية أنشأ مدارس عديدة للجنسين، ووضع لها بنفسه كتباً حديثة سهلة المطالعة والتناول. وهدف إلى إصلاح المنبر الحسيني وتهذيب الشعائر وإنشاء جيل جديد من الخطباء الواعين، فأفلح في ذلك.
وكان في طليعة المنادين إلى التضامن مع مختلف الطوائف والمذاهب وإلى التسامح والاتّحاد ونبذ الضغائن والأحقاد. كما كان يناوئ الاستعمار، ويحثّ على الجهاد في سبيل اللَّه والدفاع عن كرامة المسلمين.
وامتاز بتحرّره من العصبية والجمود، وهمّته العالية، وصبره وجلده في ميدان البحث العلمي.
توفّي في بيروت سنة 1371 ه تاركاً مؤلّفات كثيرة، منها: الأجرومية الجديدة، إرجوزة الإرث، إرجوزة في الرضاع، إقناع اللائم على إقامة المآتم، الأوائل والأواخر، البحر الزخّار، تحفة الأحباب، جزيلة المعاني، جناح الناهض، الدرّة البهية، شرح تبصرة
العلّامة، كشف الارتياب، كشف الغامض، المجالس السنية، الحصون المنيعة في الردّ على صاحب «المنار»، ضياء العقول، كاشفة القناع، أعيان الشيعة، الدرّ الثمين، المسائل الدمشقية في الفروع الفقهية، أساس الشريعة في الفقه، مناسك الحجّ، حذف الفضول عن علم الأُصول، لواعج الأشجان، نقض الوشيعة، رسالة حقّ اليقين في التأليف بين المسلمين، معادن الجواهر، دعبل الخزاعي، الرحيق المختوم «ديوان شعر».
والحديث عن تقريبياته يحتاج إلى إفراد كتاب كامل في ذلك، وهو بحقّ من أبرز أصحاب الاتّجاه المعروف باتّجاه التقريب الفقهي. ولقد كان واعياً لواقع المسلمين مدركاً لأضرار التشتّت الذي أصاب الأُمّة، والذي ما زالت أضراره وآثاره السيّئة يعاني فيها الملايين من مسلمي هذا الزمان على حدّ تعبير العلّامة الشيخ التسخيري، فلذلك دعا إلى التحصّن بثقافة متينة مطبوعة بطابع وحدوي، لا تشوبها أيّة خرافات ولا ما يثير حفيظة طوائف المسلمين، تستند على دعائم علمية قويّة، تستشفّ شرعيتها من جملة قواسم مشتركة بين جميع المسلمين.
يقول السيّد الأمين: «قد يساء فهم المقصود من فكرة التقارب، فيقال: إنّها تدعو إلى ترك البحث حول أحقّية هذا المذهب أو ذلك، وذلك لأنّنا لا نستطيع أن نحافظ على الأُخوّة إلّا بترك هذا النمط من البحوث... إلّاأنّ هذا غفلة عن أنّ هذه الدعوة لا تقبل مادام كلّ طرف ملتزماً بمذهبه ويراه هو الحقّ، ولا يمكن لأحد أن يتخلّى عن اعتقاده من دون دليل أو برهان. إنّ الذي يجب أن يدعى إليه الطرفان: التعاون، وتحرّي الأدلّة العلمية، والتمسّك بالآداب الإسلامية، وتجنّب التصرّفات غير اللائقة الباعثة على التنفّر».
كما يقول: «يقول البعض: إنّ هذا الأمر التقريبي يتنافى مع ما في الدين من أمر واجب، وهو التولّي والتبرّي وإنكار المنكر بالقلب واليد واللسان؛ لأنّ المقصود منهما أن يصدرا من العبد بنية خالصة للَّه‏تعالى... ولذا فإنّ من قام بعمل قبيح علينا أن نشعره بعدم الارتياح من ذلك، وأن نسعى لمنعه منه، ولا يجوز لنا إلحاق الأذى به خارج إطار الأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والتعامل معه بخشونة، وإنّما علينا أن نتعامل معه برأفة، وننهاه عن المنكر
ونأمره بالمعروف باللين والنصيحة».
وكان يكثر من رفع شعار الوحدة، ذلك أنّ الفقيه- كالسيّد الأمين- عندما يصل من خلال استنباطه إلى وجوب الوحدة فسوف يكون له في شعار الوحدة طعم خاصّ ومتميّز، فالوحدة من الشعارات المحبّبة والخطيرة... محبّبة؛ لأنّه- أي: شعار الوحدة- يوجد شعوراً عامّاً بأهمّية قضية الوحدة؛ إذ أنّ المسلمين قاطبة يشعرون أنّ نقطة الضعف في مواقفهم إنّما هو التشتّت والفرقة المستشرية فيهم... وكونه خطيراً؛ فلأنّ الفكر أيّ فكر- لو كان تجريدياً محضاً لا يعني بواقع الناس ولا يعيش همومهم ينزوي لا محالة ولو بعد حين، بعكس ما لو كان يؤثّر في حياة الناس ويتفاعل معهم، فإنّه سيشكّل منعطفاً تاريخياً فيخلد. فقضية الوحدة الإسلامية قضية مهمّة وخطيرة حيثما يوجد واقع يشغله مسلمون، ويكفي أن يلقي المرء نظرة على خارطة العالم ومقدار ما يشغله المسلمون منها من مواقع استراتيجية ليدرك جيّداً أهمّية موقفهم الحضاري.
وقد تصدّى السيّد للخرافات ذات الآثار السلبية على المجتمع الإسلامي وبشجاعة كبيرة رغم العقبات التي واجهها وما خلّفته من متاعب جمّة، وليس هذا بجديد على الفقيه والباحث والمصلح والمحقّق، حيث اكتسح الخرافات ورمى بها عرض الحائط، وأسّس مكانها مواقع عمل مشتركة جعلت تملأ الفراغات الحاصلة جرّاء قمع الخرافات والأساطير التي كانت قد عشعشت في أذهان الكثير من الناس... كتبت جريدة «العصر الجديد» ضمن مقال في مقام إطراء منزلته والثناء على شخصيته: «لقد حمل البسطاء من الجعفريّين أن يتركوا الخرافات التي جاءت من الخارج وأدخلتها على مذاهب السنّة ومذاهب الشيعة مجتمعة».
هذا، وهناك منهج اجتهادي للتقريب؛ إذ ليس كلّ منهج بسيط في الاجتهاد متمكّناً من العمل في ميدان هذا الاتّجاه العظيم الفقهي، فالاجتهاد في هذا المجال إنّما هو بالعمل على استيحاء روح الإسلام من خلال مفاهيمه العامّة، ولا موجب للوقوف على دقائق نصوصه للبحث عن أدلّة الوحدة. ومثل هذا الاتّجاه يرى في حركة الفقه المعاصر امتداداً لحركة
الأنبياء والأئمّة عليهم السلام الشاملة لكلّ شؤون الحياة الإنسانية العامّة والخاصّة، والتي تركّز على اهتمام الشارع بكلّ حوادث الحياة البشرية، والعمل على تصحيح مسارها الخاطئ. فيرى هذا الاتّجاه ضرورة تقنين الحركة التقريبية وفق الشريعة السمحاء، وإيجاد السبل الصالحة لتطوير وسائل انتشاره، وبيان وجهة نظر الشارع المقدّس في مقرّراته وأهدافه وبرنامج أعماله، ووضع الحلول والأجوبة لكافّة المسائل والمشكلات التي تواجه الواقع الوحدوي.
يقول سماحة الشيخ التسخيري: «إنّنا نعتقد بضرورة تحرّك الاجتهاد في هذا الطريق لمواجهة الحالات المستحدثة والوقائع الكثيرة التي يزخر بها الواقع، على أساس شريعة اللَّه تعالى النازلة على لسان نبيّنا محمّد صلى الله عليه و آله وما تسالم عليه المسلمون من أدلّة وأحكام واستدلالات شرعية وعقلية بما يوافق الكتاب والسنّة المطهّرة الصحيحة دون الخضوع للضغوط المختلفة، وتجاوز العراقيل النفسية والاجتماعية، والتي تعمل على تكريس الآراء السابقة، وعدم الإصغاء إلى البعض الذي ذهب بعيداً عن واقع التقريب».
إنّ حركة الاجتهاد الفقهي المطلوب اتّخاذها لمعالجة مشكلة «تقنين» التقريب على أساس الشريعة الغرّاء، يجب أن تنهض بالمستوى المطلوب، وذلك من خلال مواجهة الحاجات المطروحة في الساحة بحلول عميقة ومناسبة في هذا العصر، لكي يشعر الإنسان المسلم بوجود أجوبة لكلّ تساؤلاته العملية من هذه الناحية، قد هيّأها فقهاء أعلام معروفون بالورع والنزاهة، فتطمئن لها نفسه، وتبرأ ذمّته من كلّ إبهام أو إشكال قد ينقدح بذهنه، فلا يحسّ بالحرج وهو يرافق أخاه المسلم على غير مذهبه في بعض الامتثالات، كأن يكون في الصلاة أو الصيام أو الجهاد أو الحجّ أو الزكاة... ويمكن مشاهدة هذا المنهج في حركة العلّامة الأمين الفقهية، إذ يقول: «.... فإنّ شريعتنا سهلة سمحة تدعو إلى العدل والإحسان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والتجاوز على حقوق الآخرين، ولا يعتبر هذا الأمر خاصّاً بمجموعة أو فرقة من الناس، فقد أمرت الشريعة الجميع بالوفاء بالعهد وأداء الأمانة وحتّى بالنسبة إلى أهل الذمّة والمعاهدين مع المسلمين».
يقول الشيخ التسخيري في وصف السيّد الأمين: «لقد كان المرحوم الأمين فقيهاً واعياً
لواقع المسلمين، مدركاً لأضرار التشتت الذي أصاب الأُمّة، ومازالت أضراره وآثاره السيّئة يعاني منها الملايين من مسلمي هذا الزمان، فلذلك دعا إلى التحصّن بثقافة متينة مطبوعة بطابع وحدوي، لا تشوبها أيّة خرافات ولا ما يثير حفيظة طوائف المسلمين، تستند على دعائم عملية قوية، تستشفّ شرعيتها من جملة قواسم مشتركة بين جمع المسلمين».
يقول السيّد الأمين من شعر له:
قالوا بأنّ الحُرّ ليس مقيّداً
أولى به التحطيم للأقيادِ
كذبوا فقد أمسوا عبيد هواهمُ‏
وغدوا من الشهوات في استعباد
إنّ الجواد إذا خلا عن رائضٍ‏
عند السباق يكون غير جواد
عجباً لقوم نابذوا الإسلام عن‏
جهل وفرط تعصّب وعناد
أسدى لكم من فضله مدنيّةٌ
أمست لكم كالعقد في الأجياد
وأُخوّةٌ ما بينكم تُمحى بها
منكم سخائم هذه الأحقاد

المراجع

(انظر ترجمته في: تكملة أمل الآمل: 328- 329، معارف الرجال 2: 184- 186، أعيان الشيعة 10: 333- 446، الأعلام للزركلي 5: 287، شعراء الغري 7: 255- 273، هكذا عرفتهم 1: 205- 224، ملحق موسوعة السياسة: 56- 57، مع علماء النجف الأشرف 2: 338- 339، موسوعة طبقات الفقهاء 14: 503- 506، معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة 3: 970- 972، معجم الشعراء للجبوري 4: 279- 280، رجالات التقريب: 239- 250، موسوعة الأعلام 4: 133- 134، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 69- 70).