انتقل إلى المحتوى

من زانغزور إلی ممر داوود (ملاحظة)

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١١:٢٩، ٢٦ يوليو ٢٠٢٥ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

من زانغزور إلى ممر داوود صفحة تتناول دراسة ممرات زانغزور وداوود التي تؤثر بشكل عميق في الجغرافيا السياسية والاقتصادية لإيران. يُعتبر ممر زانغزور مسارًا جديدًا للنقل يهدد الاتصالات الاقتصادية لإيران، بينما يمثل ممر داوود مسارًا لوجستيًا عسكريًا يحمل مخاطر أمنية للجناح الغربي لإيران. يتناول هذا التحليل الأبعاد الاستراتيجية لهذه الممرات وآثارها على مستقبل إيران.

انسداد هادئ للتجارة العالمية ومسار يؤدي إلى الحرب مع إيران

في ساحة الشطرنج الجيوسياسية المتغيرة للعالم، لا توجد عمليات مهمة مثل ظهور ممرين - ممر زانغزور وممر داوود - وفي الوقت نفسه، لم تحظَ بالاهتمام الكافي. تمتد هذه المشاريع من القوقاز الجنوبي إلى شمال العراق، وهي ليست مجرد بنية تحتية، بل أداة للنظام الجيوسياسي الجديد. الموضوع لا يقتصر على تغيير صيغة التجارة العالمية وطرق الطاقة، بل يتعلق أيضًا بإعادة تشكيل المشهد الاستراتيجي للحرب المحتملة ضد إيران.

ممر زانغزور: قطع الاتصال بين الشرق والغرب في إيران

ممر زانغزور، الذي يمر عبر محافظة سيونيك في أرمينيا، يُعتبر جسرًا بريًا يربط أذربيجان بمنطقة ناخيتشيفان، ثم إلى تركيا. يدعم هذا الممر تركيا وإسرائيل بقوة، ويتقدم بدعم من مصالح الطاقة الغربية، مما يحرم إيران من مسارات النقل الرئيسية في المنطقة ويقلل من أهميتها الجيوسياسية في طريق الحرير الشرقي - الغربي.

  • التجاوز الاستراتيجي للطاقة: يرتبط مشروع زانغزور ارتباطًا وثيقًا بنقل الطاقة، ويسمح بنقل الغاز من بحر قزوين وآسيا الوسطى إلى أوروبا عبر تركيا، دون المرور عبر إيران وروسيا.
  • اختناق الاقتصاد الإيراني: في السابق، كانت مبادرة "حزام واحد - طريق واحد" الصينية وممر الشمال - الجنوب الروسي تعتمد على إيران، ولكن الآن تتجاوز تدفقات البضائع إيران، مما يعزلها عن أهم الأسواق في أوراسيا.
  • نفوذ إسرائيل والناتو: زادت الوجود العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي في أذربيجان بشكل ملحوظ. يوفر هذا الممر إمكانية جمع المعلومات، وفي المستقبل، إقامة قواعد على الحدود الشمالية لإيران.

ممر داوود: تهديد لوجستي في الجناح الغربي لإيران

إذا كان ممر زانغزور يزعزع استقرار إيران من الشمال، فإن ممر داوود - الذي هو مسار بري جديد من فلسطين المحتلة عبر الأردن وسوريا إلى العراق - يلعب دورًا مزدوجًا: لوجستي وعسكري.

  • الوصول الاستراتيجي لإسرائيل==: يوفر هذا المسار اتصالًا بريًا لإسرائيل مع القوات الأمريكية والحلفاء في كردستان العراق، مما يغير قواعد اللعبة في اللوجستيات والمعلومات ونقل الأسلحة.
  • زعزعة استقرار بلاد الشام==: يعتمد فعالية هذا الممر على تفكك سوريا والعراق، بحيث يجب أن تكون ضعيفة بما يكفي لعدم منع تشكيله.
  • السيطرة على العراق من خلال الوكلاء==: شمال العراق، وخاصة كردستان، أصبح ليس فقط نقطة انطلاق لأمريكا وإسرائيل، بل أيضًا لاستخراج الطاقة بعيدًا عن سيطرة بغداد.

انسداد خريطة التجارة العالمية تحت غطاء التسلح

يمثل هذان الممران استراتيجية الضغط المضاعف:

  • من الشمال== - يقطع ممر زانغزور الشرايين الاقتصادية لإيران ويبعد خطوط الأنابيب والسكك الحديدية والبنية التحتية الرقمية عن طهران.
  • من الغرب== - يوفر ممر داوود مسارًا لوجستيًا عسكريًا للجناح الغربي الضعيف لإيران ويقلل المسافة إلى ساحة المعركة المستقبلية.

هذا ليس مجرد تجارة، بل هو حرب بنيوية.

الصورة الكبرى: حصار وعزل إيران

هذه الممرات ليست مشاريع منفصلة، بل هي جزء من استراتيجية محاصرة منسقة:

- أصبحت أذربيجان في الواقع قاعدة متقدمة لعمليات إسرائيل في شمال إيران.

- تحول شمال العراق إلى منطقة عسكرية ناعمة مع وجود واسع للولايات المتحدة وإسرائيل.

- بلاد الشام، التي تعاني من الحروب والانقسام، تخلق فوضى كافية لتطوير ممر داوود بشكل سري.

في الوقت نفسه، تشير المناورات العسكرية الإيرانية على الحدود مع أذربيجان، وتعميق العلاقات مع روسيا والصين، والسعي لإيجاد مسارات شرقية بديلة، إلى وعي طهران بالفخ الذي أمامها.

هل ستحدث الحرب قريبًا؟ ليس من المؤكد، ولكن ساحة المعركة تُعدّ. الممرات واحدة تلو الأخرى.

المنبع

https://eitaa.com/ostovaa