حركة المهدية في السودان
حركة المهدية في السودان هي حركة نشأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لمقاومة الاستعمار في السودان.
تشكيل الحركة
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسبب تصاعد المنافسات الاستعمارية وأهمية جغرافية السودان، زاد هجوم وسيطرة الاستعمار الغربي على السودان وأفريقيا بشكل عام، حتى مع تراجع قوة الزعماء المحليين والحكام الأتراك المصريين في السودان، ورافق ذلك زيادة حضور الأوروبيين. وفي الواقع، كانت أحد أسباب هذا التوسع هو الموقع الجغرافي للسودان الذي سهل على المستعمرين الوصول إلى مركز أفريقيا، وارتباط نهر النيل بموقع السودان الذي زاد من أهميته للمستعمرين. وفي ظل هذه الظروف، كانت السودان حينها تحت سلطة وسيطرة المصريين، لكنها فعلياً أصبحت تحت سيطرة المستعمرين الغربيين، ففي عام 1874، استلم الجنرال جوردون البريطاني إدارة بعض مناطق السودان. وكان هؤلاء الحكام الغربيون يتعاونون مع المصريين، ويفرضون ضرائب كبيرة على الشعب، ويغتنون من التجارة، ويقومون بسرقة واستعمار واستغلال سكان المناطق السودانية. وفي ظل هذا الوضع، اندلعت موجة من الثورات ضد الأوروبيين والحكم المصري-الأوروبي في السودان.[١]
أسباب تشكيل الحركة
بالإضافة إلى المستعمرين البريطانيين والجنود الأتراك والمصريين، كان الحكام المحليون في السودان يضغطون على السكان عن طريق فرض ضرائب كثيرة، بالتعاون مع هولاء. وفي ظل هذه الظروف، يمكن القول إن السودان، حتى أوائل القرن التاسع عشر، كان تحت ظلم واستبداد ثلاثة أطراف: المستعمرين الغربيين، والوكلاء المصريين والتركيين، والحكام المحليين. وقد تسببت هذه الضغوط الاقتصادية والثقافية في تصاعد المعارضة والاحتجاجات المتفرقة، التي تحولت منذ بداية عقد الثمانينيات من القرن التاسع عشر إلى ثورة واسعة.[٢]،
قيادة الحركة
نظراً للظروف في السودان، ظهرت حركة محمد أحمد المهدي، والانتفاضة العامة للمسلمين. ويمكن العثور على جذور ونشأة هذه الحركة في الظروف الصعبة التي كانت تمر بها السودان. وبسبب توسع النفوذ وزيادة القواعد الاستعمارية، استجاب شعب السودان المسلم والمضطهد لهذه التحديات، وبدأ حركته بأهداف معادية للاستعمار ومصلحية (مثل حركات الإسلام الأخرى). أما عن بداية وتطور هذه الثورة، فهي كانت في البداية مركزة على المنطقة الجنوبية من المناطق العربية في السودان ومنطقة الكردفان، وكان تحرير هذه المنطقة أول إنجاز كبير لانتفاضة المهدي، ثم توسعت الحركة تدريجياً إلى بقية أجزاء السودان.[٣] قاد محمد أحمد المهدي الحركة في السودان، التي بدأ بشكل جدي منذ عام 1881. بعد ظهور استياء الشعب من ظلم وفساد الحكام المحليين والمستعمرين في السودان، تولى محمد أحمد قيادة المحتجين، وادعى أنه هو قائد الإسلام ومهدها، ووعد أتباعه بالمساواة والعدالة، وطرد الأجانب.[٤]
تعاليم ومواقف الحركة المهدية
تعاليم ومواقف الحركة المهدية، تعود الجذور الفكرية لحركة محمد أحمد المهدي إلى، من جهة، تعاليم التصوف والطریقة الصوفية المبطنة بالرغبة الإصلاحية والاجتماعية، ومن جهة أخرى، إلى تعاليم ونظريات سید جمالالدین الأسدآبادی.
سقوط الدولة المهدية
سقوط الدولة المهدية تزامن مع تدهور الحركة المهدية بسبب خلافات داخلية في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، وتصاعد نشاطات المستعمرين في أفريقيا، وتصاعد المواجهات بين القوات البريطانية والمصرية التي كانت تعيد نشاطها في شمال السودان، وقد استطاعوا، بامتلاك أسلحة متطورة، هزيمة قوات الحركة بقيادة عبد الله، وسيطروا على مركز الدولة المهدية.
نتائج الحركة المهدية
نتائج الحركة المهدية في السودان، تمكنت من إقامة حكومة إسلامية، وكان توجهها العدالة، خاصة في نهاية محمد أحمد المهدي، وأوائل خلافة عبد الله خليفته.
الهوامش
- ↑ سيد أحمد موثقي، (1374) الحركات الإسلامية المعاصرة، طهران: سمت، 245-244
- ↑ سيدهادي خسروشاهی، (1390) حركة السودان الإسلامية: التاريخ والأهداف، من البداية حتى الآن، طهران: المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية 14-
- ↑ بي. إم. هالت و م. دبليو. دالي، (1366) تاريخ السودان بعد الإسلام، ترجمة محمد تقی اکبری، طهران: مؤسسة البحوث الإسلامية، 95
- ↑ مراجع أخرى مشابهة، ستة