الديوبندية

    من ویکي‌وحدت
    مراجعة ٢٢:٢٠، ١٨ مارس ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' الديوبندية هي طائفة من الأحناف في شبه القارة الهندية، تتخذ منهجاً عقدياً أقرب إلى المذهب الأشعري الماتريدي، إلا أنها تختلف في تكوينها العقدي عن شريكتها طائفة البريلوية الصوفية التي تتميز بالكثير من المخالفات العقدية، فقد جاء في تعريف دار العلوم على لسان...')
    (فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


    الديوبندية هي طائفة من الأحناف في شبه القارة الهندية، تتخذ منهجاً عقدياً أقرب إلى المذهب الأشعري الماتريدي، إلا أنها تختلف في تكوينها العقدي عن شريكتها طائفة البريلوية الصوفية التي تتميز بالكثير من المخالفات العقدية، فقد جاء في تعريف دار العلوم على لسان أبناء هذه الطائفة في (تأريخ دار العلوم بديوبند): دار العلوم مسلمة دينياً، أهل السنة والجماعة فرقةً، حنفية مذهباً، صوفيةً مشرباً، ماتريدية أشعرية كلامياً، جشتية سلوكاً، بل هي جامعة السلاسل، ولي اللهية فكراً، قاسمية أصولاً، رشيدية فروعاً، ديوبندية نسبة و”ديوبند” هي بلدة في ولاية أوترا براديش، اكتسبت شهرتها بفضل الجامعة الإسلامية الشهيرة “دار العلوم”- أو كما تسمى أيضا أزهر الهند- التي تأسست فيها عام 1857، على يد مجموعة من العلماء، من بينهم محمد قاسم الناتوتوي، رشيد أحمد الكنكوهي، أشرف علي التهانوي، وخليل أحمد السهرنفوري، وذلك عقب ثورة 1857–58 الهندية ضد الاستعمار البريطاني، وعارضت الحركة تأثير الثقافات غير الإسلامية على المسلمين في جنوب آسيا، وسعت إلى الحفاظ على التعاليم الإسلامية التقليدية، شهدت هذه المدرسة التي أسستها مجموعة من العلماء المسلمين نمواً واسعاً حتى أصبحت أكبر المعاهد الدينية للمذهب الحنفي حيث سرعان ما تبنّت جميع المدارس في كل من الهند وبنغلادش وباكستان، وافغانستان ووروسيا، وبحسب رئيس جمعية بريطانيا الشيخ حافظ اكرام الحق رباني “ظهرت هذه المدرسة لحماية الإسلام من التأثير الغربي في شبه القارة الهندية وابتلاعه للديانة الإسلامية”، وينتسب زعماء حركة طالبان إلى هذه الطائفة ذات المنهج الماتريدي.

    نشأتها وتأسيسها

    خلفية تاريخية لتأسييها

    لنشأة

    على الرغم من أن الاستعمار البريطاني كان مسيطرًا على شبه القارة الهندية بكل ما فيها من أعراق وديانات، فإن المسلمين على وجه الخصوص كانوا مستهدفين أكثر من غيرهم، ذلك أنهم كانوا أصحاب السلطة، فمنهم انتزع البريطانيون الأمر، وقد بذلوا محاولات عديدة، فكان القتل والصلب للآلاف منهم، والحرق والتدمير والتخريب لمدارسهم.أما غير المسلمين فإنهم رأوا أن شيئًا كبيرًا لم يتغير، فقد كانوا تحت الحكم الإسلامي (المفارق دينيَّا) وهم اليوم تحت الحكم البريطاني (المفارق عرقيًا)، لذلك سارعوا إلى القبول بهذا الأخير، وتعاملوا معه. استفزَّ البريطانيون المسلمين بإلغاء اللغة الفارسية، التي كانت اللغة الرسمية ولغة أوساط العلم، واستبدلوا بها اللغة الإنجليزية، ونظروا نظرة دونية إلى من لا يعرفها من المسلمين ووسموه بالجهل، وهم الذين كانوا الطبقة العلمية العالية! لهذا هجر المسلمون اللغة الإنجليزية ولم يتعلموها وترتب على ذلك أن صارت الأفضلية لغير المسلمين في تولي الوظائف الحكومية والمناصب الإدارية[6]. كان المسلمون هم أكثر شعوب وأقوام شبه القارة، وبسبب القرارات التي اتخذت ضدهم تدهور وضعهم الاقتصادي تدهورًا كبيرًا[7]. ونتيجة للظروف التي تعرض لها المسلمون وتفاعلهم معها، ظهرت مدرستان فكريتان:

       مدرسة مبهورة
    

    رأت أن الحل الوحيد للخلاص هو التماهي مع الحضارة والفكر الغربي، وكان من زعمائها نواب عبد اللطيف (ت: 1893م)، والسيد أحمد خان (ت:1898م). قد تمثلت أهداف هؤلاء في ثلاثة أمور:

       تعليم اللغة الإنجليزية للمسلمين.
       اقتباس الأخلاق والقيم الثقافية الأوروبية.
       جعل المسلمين موالين للحكم البريطاني.
    
    ولتحقيق هذه الأهداف بذلوا جهودًا متنوعة فكرًا وكتابة وعملًا.
    

    مدرسة ناقدة

    آمنت أن البريطانيين لم يأتوا للحكم أو لنهب ثروات الناس فحسب، وإنما إلى ما هو أكثر وأخطر من ذلك، أتوا لتجهيلهم ونشر الإلحاد وتشويه الهوية الوطنية [١]. وكان رواد هذه المدرسة أولئك الذين استندوا إلى فكر مجدد الألف الثاني الشيخ أحمد السرهندي وشاه ولي الله الدهلوي. ومؤسسو المدرسة الديوبندية ينتسبون إلى هذه المدرسة [٢].




    المصادر

    1. د محمود احمد غازی۔ “محاضرات التعلیم” پاکستان۔ کراتشی۔ زوار اکیڈمی: 2012) 292۔
    2. المدرسة الديوبندية في شبه القارة الهندية، مقتبس من موقع دار العلوم الهند