انتقل إلى المحتوى

البعثة النبوية

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠١:١٧، ٢٧ يناير ٢٠٢٥ بواسطة Halimi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب' البعثة النبوية الشريفة هي اليوم الذي بعث فيه الله ذلك النبي -كآخر نبي إلهي- ليهدي الناس ويرشدهم إلى الأبد. وبحسب رأي الشيعة فإن بعثة نبي الإسلام كانت في 27 رجب سنة 40 من سنة الفيل وعمره 40 سنة. عيد المبيت هو أحد أعياد المسلمين العظيمة. ==الدعوة السريَّة== أقام رس...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)


البعثة النبوية الشريفة هي اليوم الذي بعث فيه الله ذلك النبي -كآخر نبي إلهي- ليهدي الناس ويرشدهم إلى الأبد. وبحسب رأي الشيعة فإن بعثة نبي الإسلام كانت في 27 رجب سنة 40 من سنة الفيل وعمره 40 سنة. عيد المبيت هو أحد أعياد المسلمين العظيمة.


الدعوة السريَّة

أقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بمكة ثلاث سنين يَكتُم أمره الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة: مؤسسة النشر الإسلامي، 1363هـ، ج2، ص344. وهو يدعو إلى توحيد الله عزَّ وجلَّ، وذلك لأن أجواء مكة لم تكن في تلك الظروف المناسبة للمجاهرة بالدعوة علناً، فكان في هذه السنوات يدعو سراً كل من يرى فيه استعداداً لقبول دعوته، ويدعوهم إلى توحيد الله والإقرار بنبوته. وفي هذه المدة تناهى خبره إلى أسماع قريش، فكان إذا مر بملأ من قريش قالوا: إن فتى ابن عبد المطلب ليُكلَّم من السماء.

ولكن بما أنه لم يكن يُجاهِر بدعوته في الوسط العام، لذلك لم يكونوا على علمٍ بفحوى دعوته، وبالنتيجة لم يصدر أي رد فعل تجاهه. وفي هذه المدة آمن بدعوته عدد من الأشخاص، ثم إن أحد هؤلاء المسلمين الأوائل وهو الأرقم وضع داره التي كانت تقع عند قاعدة جبل الصفار تحت تَصرُّف الرسول صلى الله عليه واله وسلم، فجعل منها صلى الله عليه واله وسلم بمثابة مقر لهم كانوا يجتمعون فيها أثناء مدة الإستخفاء، إلى أن جاء أمر الله بأن يَصْدَع بالدعوة الحلبي، علي بن برهان الدين، السيرة الحلبية: دار المعرفة، بيروت، ج1، ص456 457. وكانت أمام الرسول صلى الله عليه واله وسلم نقطتان هامتان في هذه المرحلة وهما: 1- بناء النواة الجهادية الأولى للدعوة. 2- حماية هذه النواة والمحافظة عليها.

أول من أسلم من النساء والرجال

يتفق المؤرخون على أن خديجة عليها السلام أول امرأة آمنت برسالة النبيّ صلى الله عليه واله وسلم، لأنها كانت أول من يطلع على الأمر بعد عودة النبيّ صلى الله عليه واله وسلم من غار حراء. وكذلك الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان عمره آنذاك عشر سنوات، أو اثنتي عشرة سنة. وكون الإمام علي عليه السلام أول الناس إسلاماً يُؤيده الكثير من الأدلة ومنها:

1- تصريح النبيّ صلى الله عليه واله وسلم بذلك: قال صلى الله عليه واله وسلم في محضر جماعة من المسلمين: "أولكم وروداً عليَّ الحوض، أولكم إسلاماً، علي بن أبي طالب" الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد: بيروت، دار الكتاب العربي، ج2، ص81.. ونقل كبار العلماء والمحدثين ما يلي: "استنبىء النبي يوم الإثنين وصلى علي يوم الثلاثاء" ابن الأثير، الكامل في التاريخ: دار صادر، بيروت، 1399هـ، ج2، ص57.

2- تصريح الإمام علي عليه السلام: قال عليه السلام: "لم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة" السيد الرضي، نهج البلاغة، الخطبة 192. وتحدث عليه السلام في موضعٍ آخر عن سبقه إلى الإسلام، قائلاً: "اللهم إني أول من أناب، وسمع وأجاب، لم يسبقني إلا رسول الله بالصلاة" السيد رضي، نهج البلاغة، الخطبة 131.. وقد قال هذا الكلام في معرض احتجاجه على خصومه في مناسبات متعددة من دون أن يعترض أحد على ذلك، أو يجرؤ على الإنكار.

3- أورد العلامة الأميني في كتابه الغدير أقوالاً عن العشرات من كبار الصحابة والتابعين وغيرهم، وعن العشرات من مصادر الفريقين، تؤكد أن أمير المؤمنين عليه السلام هو أول الأمة قاطبةً إسلاماً وإيماناً، ومنها ما رواه عن أحمد بن حنبل أن النبيّ صلى الله عليه واله وسلم قال: "علي بن أبي طالب أول أصحابي إسلاماً" موسوعة الغدير للعلامة الأميني الجزء الثالث والعاشر. والذي يبدو من النصوص أن علياً عليه السلام سبق خديجة إلى الإسلام لكونه ملازماً للنبيّ صلى الله عليه واله وسلم لا يُفارقه حتى وهو في غار حراء. والسبق إلى الإسلام أفضلية أكد عليها القرآن الكريم مُعلِناً ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ الواقعة: 10 11.