القاديانية (الاحمدية)

من ویکي‌وحدت
مراجعة ١٠:١٥، ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ بواسطة Negahban (نقاش | مساهمات)

القاديانية فرقة ظهرت على يد ميرزا غلام أحمد القادياني في إقليم البنجاب الهندي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، الذي ادعى أنّه المسيح المعهود، والمهدي الموعود في وقت واحد، وتأثر بالغرب غاية التأثر، وغلف دعوته بشعارات التجديد للإسلام، والإصلاح والتقدم، ومع أنها نشأت تحت مظلة الإسلام إلا أن العلماء المسلمين يرون أنها مارقة عنه، بينما تجادل طائفة الأحمدية -التي تطورت عنها- بأنها جزء من أمة الإسلام، فالقاديانية هم أتباع ميرزا غلام أحمد القادياني، وسموا بذلك نسبة إلى البلد الذي ولد فيه، فهم في أفريقيا وغيرها من البلاد الإسلامية يسمون أنفسهم: (أحمدية)نسبة لمتنبئهم أحمد القادياني، أما في الباكستان والهند فيعرفون بالقاديانية.

مؤسس هذه الفرقة

لد المؤسس غلام أحمد بن مرتضى بن محمد عام 1839م أو 1840م في قرية قاديان من إقليم البنجاب في الهند لأسرة عُرفت عن الولاء للمستعمر الإنجليزي، حيث كان أبوه غلام مرتضى صاحب رابطة وثيقة بالحكومة الإنجليزية، وكان صاحب كرسي في ديوانها، وفي سنة 1851م انضم أبوه إلى معاونة الإنجليز ضد بني قومه ودينه، وأمدهم بخمسين جنديًّا وخمسين فرسًا. تلقى غلام أحمد مبادئ المنطق والعلوم الدينية، كما تعلم الطب القديم من والده الذي كان طبيباً ماهراً، ثم عمل في محكمة حاكم المديرية في سيالكوت ما بين عامي 1864 و1868.وأعلن وهو في الأربعين من عمره أنه موضع وحي وإلهام إلهي، وأنه ممن يبعثهم الله كل مائة عام لتجديد دين الإسلام، وادعى أنه مكلف من الله ليقوم بذلك وأخذ يمين الولاء من الشعب، كان يعتقد أن مناهضيه يُقتلون على نحو غير طبيعي، وعندما انتشر الطاعون شُفي المرضى بأعجوبة على يده، واعتبر هذه الأمور دليلاً على حقانيته [١]. واعترف غلام أحمد بأنه قضى معظم حياته في استحسان الحكومة البريطانية وانتصارهاوحارب القساوسة المسيحيين عندما كانوا يقومون بدعاية واسعة النطاق في شبه القارة الهندية، وكتب في ذلك كتاب "البراهين الأحمدية" لقد ترك غلام أحمد أكثر من سبعين مجلدا من الكتب والرسائل والمقالات باللغات الأردية والعربية والفارسية، وقد تم جمعها في اثنين وعشرين مجلدا ونشرها أتباعه في باكستان باسم موسوعة خزائن الروحانية.[٢].

منشأ ظهورها

لقد أقلقت بريطانيا حركة الإمام الشهيد ( أحمد بن عرفات ) ( 1842 م ) الذي استطاع حمل مشعل الجهاد والمقاومة، وبثّ روح النخوة الإسلامية ، والحماس الديني في صدور المسلمين في الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادي في بلاد الهند ، وقد عانت منهم الحكومة الانجليزية مصاعب جمة ، وكانوا موضع اهتمامها ، كما رأت الحكومة الانجليزية أنّ دعوة السيد جمال الدين الحسيني، الشهير بالأفغاني، أخذت بالانتـشار في العالم الإسلامي بشكل مذهل ، فكان لابدّ من مواجهة ذلك الشخص بشخص من داخل المسلمين أنفسهم يستطيع التأثير فيهم ، وتشويش عقائدهم، وقد أجاد هذا الدور الميرزا غلام أحمد القادياني بأداء، رائع خدم الاستعمار الانجليزي كثيراً.وكان يرى أن الحكومة البريطانية تعتبر جميع شرائح الشعب متساوية في الحرية والمساوات وتلاحظ كمال الإنصاف والعدالة في هذا الصدد، فهم يعيشون في راحة تحتة رئاسة المستعمر البريطاني ولهذا السبب كان يدعو لقادة إنجلترا وشيوخها واعتبر وجوب طاعة الحكومة البريطانية [٣][٤].

إضطرابات الفكرية لدى مؤوسسها

وكان ميرزا غلام أحمد مضطرب الأفكار والعقيدة، وطموحاً إلى أن يؤسس ديانة جديدة، ويكون له أتباع مؤمنون به ، ويكون له مسجد، واسم في التأريخ مثل ما كان للنبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، وقد وجد الانجليز فيه القابلية لأن يكون وكيلاً لهم يعمل بين المسلمين لمصلحتهم ، ولم يزل يتدرج في التجديد إلى المهدوية ، ومن المهدوية إلى المسيحية ، ومن المسيحية إلى النبوة، حتى تمّ ما أراده الانجليز ، وقد صرّح في بعض كتاباته بأنّه : ( غرس غرسته الحكومة الانجليزية ) ، كتب ذلك في التماسه الذي قدّمه إلى حاكم مقاطعة البنجاب الانجليزي في 14 شباط 1898 م [٥].

خدمته لإنجليز

لقد قدّم الميرزا غلام أحمد للانجليز خدمة متواصلة وقد عبر بكل وضوح عما يدين به للحكومة الانجليزية من الولاء . ومما جاء به في كتابه ( ترياق القلوب ) : ( لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الانجليزية ونصرتها ، وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر ( الانجليز ) من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضه إلى بعض لملأ خمسين خزانة ، وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ، ومصر، والشام، وكابل )[٦].

مؤلفاته وكتبه

لقد ترك غلام أحمد أكثر من سبعين مجلدا من الكتب والرسائل والمقالات باللغات الأردية والعربية والفارسية، وقد تم جمعها في اثنين وعشرين مجلدا بعنوان الخزائن الروحانية ونشرها أتباعه في باكستان، وقد ألَّف العديد من الكتب المعتمدة لدى أتباعه لنشر دعوتهم، من أهمها: براهين أحمدية، نجم الهدى حقیقة المهدى نور الحق، حقيقة الوحي، تحفة الندوة، الأربعين، تبليغ الرسالة، توضيح المرام، الدر الثمين، فتح إسلام، إزالة أوهام، خطبة الهامیه مكتوبات أحمدية [٧].

الأفكار والمعتقدات

  • عقيدتهم في المسيح : أنّه لم يصلب ولكنه مات ظاهرياً ودفن في قبر، خرج منه ، وهاجر إلى الهند ، وإلى كشمير على وجه التحديد، ليعلم الإنجيل وتعاليمه، وأنّه توفي بعد أن بلغ من العمر مئة وعشرين سنة، وان قبره لم يزل موجوداً هناك
  • الجهاد في نظر القاديانية ليس معناه اللجوء إلى العنف باستخدام أدوات الحرب ضد غير المسلمين، وإنما هو وسيلة سلمية للإقناع .
  • في كتاب ( حقيقة النبوة ) لميرزا أحمد الخليفة الثاني : جاء إنّ ( غلام احمد القادياني ) أفضل من بعض أولي العزم!!
  • يرون أنّه لا فرق بين أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) وتلاميذ ميرزا غلام أحمد ، إلاّ أنّ أولئك رجال البعثة الأولى، وهؤلاء رجال البعثة الثانية .
  • للقاديانية رئيس يلقبونه : أمير المؤمنين، وخليفة المسيح الموعود ، والمهدي المعهود .
  • يدّعي ( ميرزا غلام أحمد أنّه المهدي، ويذكر أنّه حلّ في عيسى ( عليه السّلام ) ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) على السواء ، فهو نبيّ ![٨].
  • يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.
  • يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ".
  • يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن
  • يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه.
  • كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية : كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.
  • ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!![٩].

موقف المسلمين عنهم

قام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة.

وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين[١٠].

المقر الرئسي لهذه الفرقة

تتخذ القاديانية من العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيسياً لها، حيث يجتمع فيها كل عام عشرات الألوف من أتباعها قادمين من مختلف أنحاء العالم، فيما يشبه كرنفالاً ضخماً أو موسم حج جامع، ويرددون أثناء اجتماعهم -الذي يستغرق بضعة أيام- ابتهالات وتضرعات بشكل متواصل، ويستمعون إلى مواعظ وإرشادات من علماء الجماعة ودعاتها.

ويشكل هذا اللقاء السنوي فرصة للالتقاء وتقويم مسيرة "الدعوة" على امتداد عام كامل، وفي اليوم الأخير يتجمع الحاضرون في باحة واحدة ويجددون "البيعة على الطاعة المطلقة لخليفة الجماعة". ويتعهدون بمواصلة نشر دعوتهم وخدمتها بسلسلة كبيرة من المؤسسات التعليمية والصحية والتجارية.[١١]. ولنشر دعوتها عبر مختلف أنحاء العالم أنشأت الجماعة القاديانية -خلال تسعينيات القرن العشرين- أول قناة تليفزيونية "إسلامية" تبث برامج ذات طابع ديني على مدار الساعة، وبأكثر من 15 لغة عالمية من بينها اللغة العربية، وتغطي جميع أقطار العالم.[١٢].

اهم منشورات هذه الفرقة

ومن أهم مجلات وصحف هذه الطائفة: مجلة التقوى الشهرية الصادرة باللغة العربية؛ مراجعة مجلة الأديان(Reviwe of Religions) باللغة الإنجليزية، ومجلة Lemessage باللغة الفرنسية؛ ومجلة Derislas باللغة الألمانية؛ ومجلة سينار الإسلام باللغة الإندونيسية، وجريدة الفضل اليومية باللغة الأردية - صحيفة العلمي الأسبوعية باللغة الأردية، وجريدة بدر الأسبوعية باللغة الأردية.[١٣].

مؤلفات ضد هذه الفرقة

  • ومن الكتب التي انتشرت ضد هذه الفرقة:
  • القاديانية والقديانية (جماعة علماء باكستان)،
  • تبديد أوهام شرح المرام في الأرض علي القاديانية تأليف الشيخ سليمان ظاهر العاملي،
  • موقف الأمة الاسلامية من القاديانية (جمع من المؤلفين)
  • وفي سنة 1363هـ. أصدرت فتوى من جميع علماء الدين الإسلامي في شبه القارة الهندية بتكفير القاديانيين.[١٤].

الهوامش