حرب لبنان في تموز عام 2006
حرب لبان الثانية أو المعروفة بين اللبنانيين بـ"حرب تموز" و"حرب جولائية" بين الإسرائيليين، حيث بدأ إسرائيل بشن العدوان على لبنان بحجة اعتقال جنديين صهيونيين في منطقة الواد الصديق. عملية يوم 12 يوليو 2006، ولكن في الواقع كان الهدف هو تدمير المواهب العسكرية لحزب الله اللبناني إلى الأبد، ونزع سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان، والقضاء على قوة المقاومة الإسلامية في الساحة السياسية، وإضعاف حزب الله اللبناني و للقضاء عليه كأحد العوائق الأساسية أمام تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، وبدأها إسرائيل بدعم البريطاني والفرنسي والأمريكي. واستمرت من 12 يوليو 2006 إلى 14 أغسطس 2006، لمدة 33 يوماً شمال الأراضي المحتلة، ومع طول أمد الحرب التي استمرت 33 يومًا، فقد الجنود والمواطنون الصهاينة معنوياتهم وفقدوا القدرة على مواصلة الحرب مع المقاومة اللبنانية، وبدأت الجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة العمل على إنقاذ تل أبيب، ومن خلال تكثيف الضغوط على الحكومة اللبنانية، ومن خلال صدور القرار 1701 لمجلس الأمن ووفر الأرضية لإنهاء الحرب. ومن أهم إنجازات المقاومة اللبنانية في هذا الحرب هو إفشال مشروع تدمير القوة الصاروخية لحزب الله، وتأريض دبابة ميركافا، وإفشال عقيدة "بن جورين" وإفشال خطة الشرق الأوسط الكبير، واهتزاز البنية العسكرية الإسرائيلية من الداخل، واهتزاز ثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش، والقادة السياسيين في إسرائيل، وظهور أزمة القيادة السياسية في إسرائيل، وفهم محدودية قوة إسرائيل من قبل السياسيين والقادة العسكريون لهذا البلد وعودة السؤال حول وجود إسرائيل وبقائهاهي كانت من أهم إنجازات هذه المعركة بالنسبة لإسرائيل، فخرجت “إسرائيل” بأكبر هزيمة في تاريخها، جراء الضربات التي وجهتها لها المقاومة الاسلامية سواء باستهداف الداخل الصهيوني او بتلقين القوات البرية والبحرية دروسا في المواجهة، كل ذلك تصديقا للمرحلة الجديدة في أمتنا التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعنوانها “ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات”.
خلفية الأحداث
اتفق حزب الله وإسرائيل عام 2004م بعد مفاوضات غير مباشرة على عملية تبادل للأسرى بينهما. وفي هذا التبادل تم إطلاق سراح 436 أسيراً مسلماً من دول مختلفة إلى جانب جثث 59 من رجال المقاومة مقابل أسير واحد على قيد الحياة وجثث ثلاثة إسرائيليين.[١]. وخلافا للاتفاق رفضت إسرائيل أن تتضمن هذه الصفقة (2004م) إطلاق سراح الأسير اللبناني سمير القنطار المعتقل منذ 22 نيسان عام 1979م واثنين آخرين، وربطت ذلك بمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي "رون آراد"، الذي أسقطت طائرته عام 1986م. فأعلن السيد حسن نصرالله يوم إطلاق سراح الأسرى أن السبيل الوحيد للإفراج عن هؤلاء الثلاثة هو أسر جنود آخرين للاحتلال وإجباره على عملية تبادل جديدة [٢].
أهداف الحرب
يمكن أن نقسم أهدافها الى:
الأهداف المعلنة المباشرة
- تدمير حزب الله ونزع سلاحه، بما يسهل عملية انتقال لبنان كليا إلى القبضة الأميركية. وتحرير يد إسرائيل بعد تخليصها من تهديد صواريخ.
- تحرير الأسرى الجنود الإسرائيليين، بعد رفض أي عملية تبادل مع حزب الله.
- تطبيق القرار 1559 بما فيه من نشر الدولة سيطرتها على الجنوب، ونشر الجيش على الحدود في صيغة تجعل منه حرساً للحدود مع إسرائيل.
الأهداف المضمرة الحقيقية
- استعادة قدرة الردع الإسرائيلية بعدما تآكلت منذ العام 2000.
- توفير الظرف المناسب لأميركا للانطلاق إلى الشرق الأوسط الجديد عبر:
تطويع الإرادة السورية للقرار الأميركي عن طريق وضع لبنان برمته في موقع الرفض لها، ثم "المحاصرة لها" بعد اجتثاث الفريق اللبناني الوحيد الذي يجاهر بتحالفه معها. قطع الأطراف الإيرانية الخارجية وإبعاد السيف الذي قد تسله إيران على إسرائيل انطلاقاً من لبنان، وفرض واقع يمكن من التمدد إلى الوضع الإيراني لنقل رسالة واضحة للجميع "انتهى عهد الممانعة للقرار الأميركي في الشرق الأوسط" وعليكم الانصياع ليس في الملف النووي فحسب بل في كل شأن أو أمر يعني إيران داخلياً أو خارجيا، إذا كان من شأنه أن يؤثر على القرار الأميركي في أي وجه.[٤].
أهداف الحرب من وجهة نظر سيد المقاومة
من وجهة نظر سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله فإن الأهداف التي كانت لدى إسرائيل منذ بداية هذه الحرب هي:
- تدمير المقاومة.
- قتل أكبر عدد ممكن من قوات المقاومة وتدمير المنشآت والمعدات ونزع سلاحها.
- إخراج حزب الله من معادلات لبنان والمنطقة.
- طرد المقاومة من جنوب نهر الليطاني.
- نزع سلاح المقاومة في جنوب الليطاني.
- تحويل جنوب الليطاني إلى منطقة نائية وغير مأهولة.
- إزالة المقاومة من الحدود.
- فرض تواجد القوات المتعددة الجنسيات التي احتلت العراق آنذاك على الحدود بين لبنان وفلسطين والحدود بين لبنان وسوريا لمنع تشكيل مقاومة جديدة، وكذلك التواجد في المطار والميناء للسيطرة على السيادة لبنان.
- انضمام لبنان إلى المنظومة السياسية الأمنية لأميركا وحلفائها في المنطقة.
- تحسين قوة الردع الإسرائيلية التي انهارت بعد هزيمتها عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة.
- تعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة والعالم.
- إطلاق سراح أسيرين إسرائيليين دون أي شروط.
ولكن الهدف الأكبر والأهم والأوسع نطاقاً الذي خدمته كل هذه الأهداف هو ما كشفت عنه وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك كوندوليزا رايس، والذي كان بمثابة ولادة شرق أوسط جديد، وحينها احتلت الولايات المتحدة أفغانستان والعراق، وكانت سفنها الحربية متواجدة في بحار ومحيطات المنطقة، مما يهدد سوريا أيضاً، وفي الوقت نفسه بادر إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، وكانت خطوته الأولى وهدفه الذي قام به في المنطقة بعد ذلك هو تدمير المقاومة. من أجل غزو سوريا في المراحل القادمة، ومن ثم سحق المقاومة في فلسطين، ثم عزل إيران وإسقاطها أخيراً، ومن ثم سيولد شرق أوسط جديد، مما يعني سيطرة أمريكا وإسرائيل المطلقة على كل شيء في منطقتنا منذ مئات السنين، لكن كل هذه الأهداف الاستراتيجية والتاريخية الكبيرة أحبطت وانهارت، وهذا نصر عظيم.
مراحل الحرب
بدأت الحرب الإسرائيلية على لبنان يوم 12 تموز عام 2006م، ولذلك سمّيت بحرب تموز، واستمرت لمدة 33 يوماً متواصلة، وهو ما دعا البعض ليطلق عليها حرب ال33 يوماً، وتُعرف في الأدبيات الإسرائيلية بحرب لبنان الثانية.[١١] ويمكن تقسيم المعركة إلى مرحلتين أساسيتين بناءً على الاستراتيجية التي اتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي:
=مرحلة الاولى
دمرت إسرائيل كل ما تستطيع تدميره وفقاً لخطتها، واستهدفت كل ما كان معداً من قبلها عبر ما يسمى "بنك الأهداف" وعددها 420 هدفاً تقع في توصيف الأهداف المدنية ذات الصلة بالبنية التحتية اللبنانية، إضافة إلى منازل عدد كبير من المسؤولين في المقاومة الإسلامية ومقرات القيادة، ووسائط الاتصال وهوائيات الإرسال. وكان نصيب الطرقات والجسور كبيراً في عملية التدمير من الجنوب إلى الشمال، وتسبب القصف التدميري بارتكاب المجازر بحق المدنيين بتحطيم البيوت على رؤوس ساكنيها وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، (أحصي عدد القتلى بعد 6 أيام من العدوان فتبين أنه 300 منهم 132 طفلاً دون الثامنة من العمر، ووصل العدد بعد شهر إلى 1126 قتيلا).إلا انها فشلت ولم تستطع تحقيق إهدافها:
- فشل إسرائيلي في تحقيق أهداف الخطة في المرحلة الأولى.
- ظهور قدرات عسكرية هامة لدى المقاومة فاجأت إسرائيل على أكثر من صعيد ميداني عملي أو استخباراتي أو أمني، والأخطر الرد الصاروخي على العمق الإسرائيلي وبشكل دقيق.
- أما على الصعيد العسكري الإستراتيجي فإن فشل سلاح الجو في تحقيق الأهداف المحددة يمكن أن يؤشر إلى عدم جواز اعتماد نظرية "الحسم الجوي للأهداف المركزية" على غرار ما بدأ الترويج له بعد حرب 1967 يوم أخرج سلاح الجو المصري من المعركة، وتسبب في هزيمة الجيش المصري في الحرب كلها. .خطأ استشهاد: إغلاق
</ref>
مفقود لوسم<ref>
.
- ↑ إلياس، يوميات الوعد الصادق، ج1، ص39.
- ↑ مقتبس من موقع ويكي شيعة
- ↑ ده دستاورد جنگ ۳۳ روزه به روایت سیدحسن نصرالله، دفتر حفظ و نشر آثار آیت الله خامنهای.
- ↑ مقتبس من موقع الجزيرة