الوسطية منهجاً وتطبيقاً
إحدى خصائص الإسلام العامّة. والوسطية تعني: التوسّط بين الطرفين، أو الاقتصاد لغةً، أي: الوقوف في موقف الوسط والاتّزان.
وهذا لازمه أنّ الإسلام لا غلو فيه ولا تطرّف، ولا تهاون ولا تقصير، ولا ذلّ ولا استسلام.
ومن مقتضيات الوسطية إقرار الحرّية للمؤمنين ولغير المسلمين في أن يختاروا ما يريدون، ثمّ يكون الحساب على ما اختاروه، فإن أساءوا الاختيار عوقبوا، وإن أحسنوه كوفئوا.
ومن متطلّبات الوسطية الاعتراف بالآخرين وبالتعدّدية الدينية والمذهبية والعرقية.
وتعني الوسطية أيضاً: ضرورة الانفتاح على الآخرين، ومواصلة الحوار معهم، والحوار الهادئ القائم على الاحترام المتبادل يحقّق آثاراً ونتائج طيّبة ونافعة؛ لأنّ سماحة الإسلام تغرس في النفوس الراحة والأمن بعد أداء الواجب والتبليغ.
والوسطية فهم وإدراك، ومعرفة وتكامل وتعامل على أساس من الوعي العميق والتفكير الرفيع والفهم المستنير للسنّة والذكر الحكيم.
والوسطية موقف حضاري مع النفس ومع الآخرين، وهي حلقات وصل للمعرفة وتواصل بين حملتها، وهي حماية من التباعد والتنافر، وهي وسيلة لجذب الأطراف إلى
نقاط الالتقاء والابتعاد عن التقاطع والجفاء، وهي لسان الميزان، وسط بين الرفض المطلق والاستجابة المندفعة والعاطفة غير المنضبطة، وهي العدل بين التفريط والإفراط، بين التساهل في الأداء والتشدّد فيه.