مقوّمات التنوير الإسلامي
متطلّبات الوسطية والتسامح، والتي منها: إقرار الحرّية للمؤمنين ولغير المسلمين في أن يختاروا ما يريدون، ثمّ يكون الحساب على ما اختاروه، فإن أساؤوا الاختيار عوقبوا، وإن أحسنوه كوفئوا وجوزوا الجزاء الأحسن؛ لاتّضاح الأُمور وظهور الحقّ وانكشاف زيف الباطل.
ومن مقتضيات الوسطية والتسامح أيضاً: الاعتراف بالآخرين وبالتعدّدية الدينية والمذهبية والعرقية والفلسفية في العالم، فكلّ ما يعارض هذا التوجّه يؤدّي إلى الإخلال بالثقة وزرع التهمة وسوء الظنّ والحول دون ممارسة ظاهرة السماحة والتقارب والتعايش السلمي والودّي الذي عامل به المسلمون غيرهم، فظاهرة الاختلاف وضع قائم، وعلى الرغم من الاختلاف فلا بدّ من التعارف والتعاون في عالم الدنيا وترك حصيلة الاختلاف للحساب في الآخرة.
ومن مقتضياتها أيضاً: ضرورة الانفتاح على الآخرين ومواصلة الحوار معهم القائم على الاحترام المتبادل والذي يحقّق الآثار والنتائج الطيّبة والمرضية.