التقية
التقية: هذه دراسة تعريفية في مفهوم التقية في الفكر الإسلامي لإزالة الغموض الذي اكتنف هذه المفردة الفكرية، وتوضيح الرؤية والفهم العملي في مدرسة أئمة أهل البيت لمفهوم التقية، وقطع الطريق على من يتربصون بوحدة المسلمين الدوائر ويكرسون جهدهم في إثارة الشبهات، وتفريق الصف.
آيات القرآن حول التقية
إن من المفاهيم العقيدية التي اتفق المسلمون جميعا على ورودها في القرآن الكريم والسنة المطهرة هو مفهوم التقية، كما يتبين لنا ذلك من قول تعالى: ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) وقوله ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) وقوله: ( يكتم إيمانه ). وإليك بعض النصوص القرآنية:
الآية الاولی:«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير».[١]
الآية الثانية:«وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه...».[٢]
الآية الثالثة:«من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم».[٣]
التقية في اللغة
الوقاية: حفظ الشئ مما يؤذيه ويضره، يقال وقيت الشئ أقيه وقاية ووقاء.[٤] ووقى الشئ وقيا ووقاية وواقية: صانه عن الأذى وحماه... والتقية الخشية والخوف. والتقية عند بعض الفرق الإسلامية: إخفاء الحق ومصانعة الناس في غير دولتهم تحرزا من التلف.[٥]
تقاة: أصله وقاة، فأبدلت الواو المضمومة تاء استثقالا لها، لأنهم يفرون منها إلى الهمزة تارة، وإلى التاء تارة أخرى... ووزن تقاة فعلة، مثل تؤدة، وتخمة ونكأة وهي مصدر اتقى تقاة، وتقية، وتقوى، واتقاء[٦] وهكذا يتضح لنا معنى التقية في اللغة: وهو حفظ الشئ ووقايته من الضرر.
التقية في الاصطلاح
إن مصطلح التقية، هو مصطلح إسلامي قد نطق به الوحي لفظا ومعنى، مقترنا بتحدثه مفسرة. قال تعالى:
«لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير».[٧]
عند تفسير الشيخ الطوسي لهذه الآية قال: روى الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لأحدهما أتشهد أن محمد رسول الله ؟ قال: نعم، قال: أفتشهد أني رسول الله ؟ قال: نعم، ثم دعا بالآخر فقال له: أفتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال: نعم، فقال له: أفتشهد أني رسول الله ؟ قال: إني أصم قالها ثلاثا، كل ذلك تقية فتقول ذلك، فضرب عنقه فبلغ ذلك[٨] فقال: أما هذا المقتول فمضى على صدقه وتقيته، وأخذ بفضلها فهنيئا له، وأما الآخر فقبل رخصة الله، فلا تبعة عليه.[٩]
ثم علق الشيخ الطوسي على هذه الرواية قائلا: فعلى هذا، التقية رخصة، والإفصاح بالحق فضيلة. وظاهر أخبارنا يدل على أنها واجبة، وخلافها خطأ.[١٠]
... يدوم هذا المقال
المصادر
- ↑ سورة آل عمران: آية 28 .
- ↑ سورة المؤمن ( غافر ): آية 28 .
- ↑ سورة النحل: آية 106 .
- ↑ الراغب الأصفهاني / المفردات في غريب القرآن .
- ↑ المعجم الوسيط
- ↑ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 434 .
- ↑ سورة آل عمران : آية 28 .
- ↑ يعني بلغ النبي محمدا (صلى الله عليه وآله) .
- ↑ الطوسي / التبيان في تفسير القرآن 2 : 435 .
- ↑ المصدر السابق