الفرقة

من ویکي‌وحدت
مراجعة ٠٦:١٠، ١٣ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (الفرقة ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

العولمة ({L Globalistation , Mondialisation L}‏)أو النظام العالمي الجديد ({L Nouvel Mondial ordre L}‏)تقال دلالياً على محاولة تجميع أو توحيد عناصر شتّى في كلّ موحّد، كما تقال على طريقة تجميع هذه العناصر.
والعولمة : تعبير عن نزوع الشركات والمنشآت المتعدّدة الجنسية إلى وضع استراتيجيات على الصعيد العالمي (الدولي) تفضي إلى قيام سوق عالمية موحّدة.
كما أنّ العولمة : تعبير ثقافي - سياسي عن التواصل الإعلامي والمعلوماتي، بحيث تتجانس عادات العالم، مع تباين تقاليده وموروثاته، وبحيث تتفاعل لغات وآداب وفنون المجتمع الإنساني المقبل، لكنّ هذا الحراك العولمي كما تمارسه الولايات المتّحدة الأمريكية يؤسّس حالياً وظرفياً على الأقلّ لمرحلة من الفوضى العالمية.
والعولمة كمذهب فلسفي - سياسي : عقيدة تهدف إلى تحقيق الوحدة السياسية للعالم
الحالي باعتباره متّحداً إنسانياً واحداً.
وهي كأداء سياسي شمولي تعني : تناول القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها بمنظار عالمي، مثل قضايا البيئة.
وتعدّ العولمة إحدى التحدّيات التي تواجه العالم الإسلامي اليوم وبلا شكّ.
وقد عُقد المؤتمر الدولي السادس عشر للوحدة الإسلامية في طهران تحت عنوان «عالمية الإسلام والعولمة»، لمناقشة هذه الظاهرة وتأثيرها على العالم الإسلامي.
لقد وضح للعالم جميعاً الآثار السلبية التي تركتها هذه الفكرة المخرّبة، ولذلك وصفت العولمة بكثير من الأوصاف، منها : العولمة المتوحّشة، أو العولمة المجنونة، أو العولمة الفخّ، أو وصفت بأنّها إمّا أن تأكل أو تؤكل، وقد ذكرت الدراسات المتنوّعة هذه الآثار السلبية التي يمكن الإشارة إلى بعضها :
1 - سيطرة القوى الكبرى على حركة الاقتصاد العالمي والمصادر الإنتاجية والتبادل المالي والتجارة، حتّى قيل : إنّ هناك 500 شركة تسيطر على 70% من حجم التجارة العالمية، وإنّ هناك 20% فقط يعيشون في اكتفاء ذاتي، في حين يقبع 80% في عالم التبرّعات.
2 - سيطرة أميركا على وسائط نقل المعرفة.
3 - كسر هيبة الدول الصغيرة وقدرتها على النمو.
4 - التدخّل في التقنين الداخلي لباقي الشعوب كما هو الحال في مؤتمرات الأُسرة وغيرها.
5 - الغزو الثقافي لكلّ المناطق، ومحاولة استئصال الثقافات الأُخرى.
6 - التقليل من شأن المحافل الدولية واستغلالها لصالح هيمنة القوى الكبرى، كاستغلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما من المنظّمات لتنفيذ السياسات المصلحية.
7 - تلويث البيئة نتيجة الجشع الذي ابتليت به القوى الكبرى.
8 - تغيير الخارطة السياسية في بعض المناطق، من قبيل : منطقة الخليج، ومنطقة شمال أفريقيا، وروسيا، وتايوان.
أمّا موقف الأُمّة والخطوات العملية التي يجب أن تتّخذها اتّجاه العولمة فيجب أن نقوم بوضع استراتيجية عملية وواضحة وشاملة، ويتعاون الجميع على وضعها أوّلاً، وعلى تنفيذها ثانياً، كما يجب علينا أن نقوم بفضح النظريات التي مهدّت لمثل هذه النظرة التخريبية.
وبالنسبة للاستراتيجية يمكن طرح بعض الخطوات في هذا المجال :
1 - تعرية الجانب الأيديولوجي للهيمنة الأميركية ومقولات هذا الجانب : (القرية الصغيرة، حرّية السوق، حرّية التدخّل وفتح الحدود، وأمثال ذلك).
2 - حذف هيمنة السوق على الجانب السياسي.
3 - تعميق قيم الإنسان الفطرية، مع عرض نظرية الفطرة الإسلامية.
4 - توسيع لغة الحوار بين الأديان.
5 - التأكيد على الهويات الإقليمية وهويات الشعوب، وتوعية الشعوب للاحتفاظ بهوياتها وثقافاتها.
6 - الارتقاء بالقدرة العلمية والتنموية للشعوب.
7 - العمل على إعطاء الحرّيات والحقوق الأصلية للشعوب.
8 - تقوية المؤسّسات الدولية وتعميق استقلالها.
9 - تعميق الثروة الثقافية المتنوّعة.
وفي الإطار الإسلامي يجب علينا بالإضافة لما سبق :
1 - أن نعمّق الحوار بين المذاهب اتّجاهاً لتكوين الوحدة في الموقف الإسلامي.
2 - يجب العمل على تقوية المؤسّسات الشمولية الإسلامية وتفعيلها في الجانب السياسي والاقتصادي والثقافي.
3 - يجب أن نطوّر دراساتنا الإقليمية والعالمية مع الانفتاح على التاريخ.
4 - علينا أن نقوّي كلّ عوامل الصمود والتعاون والوحدة، كمسألة اللغة العربية وتعميق هذه اللغة.
5 - علينا أن نجمع بين الأصالة والمعاصرة في الدراسات الدينية، ونروّج للاجتهاد الجماعي، وغير ذلك، ممّا يؤدّي للوقوف أمام هذا الهجوم العالمي الكبير، على حدّ تعبير سماحة الشيخ التسخيري.