الروتراكت

الروتراكت: مذهب وتيّار فكري معاصر ترك تأثيره في العالم الإسلامي. وتتناول هذه المقالة بالبحث والتمحيص هذا التيّار من حيث: تعريفه، وتأسيسه، وأفكاره ومعتقداته، وجذوره الفكرية والعقائدية، وانتشاره ومواقع نفوذه، مع ذكر خلاصة للبحث ومراجع للتوسّع.

تمهيد

المذاهب جمع مذهب، وهو: ما يذهب إليه الشخص ويعتقده صواباً ويدين به، سواء أكان ما يذهب إليه صواباً في نفس الأمر أم كان خطأً.. ومعنى هذا أنّ المذاهب تختلف باختلاف مصادرها وباختلاف مفاهيم الناس لها من دينية وغير دينية وما يتبع ذلك من اختلاف في فنونها من فقهية أو لغوية أو رياضية أو علوم عقلية تجريبية أو فلسفات أو غير ذلك.

ويجب معرفة أنّه لا يخلو إنسان أو مجتمع من مذهب يسير بموجبه مهما اختلفت الحضارة أو العقلية للشخص أو المجتمع تمشياً مع سنّة الحياة ومع ما جبل عليه الإنسان الذي ميّزه الله عن بقية الحيوانات بالعقل والتفكير وحبّ التنظيم والسيطرة على ما حوله وابتكار المناهج التي يسير عليها إلى آخر الغرائز التي امتاز بها الإنسان العاقل المفكّر عن غيره من سكّان هذه المعمورة.

وقيل لها: مذاهب فكرية، نسبةً إلى الفكر الذي تميّز به الإنسان عن بقية المخلوقات التي تشاركه الوجود في الأرض، ويعرّف بأّنه صنعة العقل الإنساني ومسرح نشاطه الذهني وعطاؤه الفكري فيما يعرض له من قضايا الوجود والحياة، سواء أكان صواباً أم خطأً.

وقد نسبت المذاهب إلى الفكر؛ لأنّها جاءت من ذلك المصدر (وهو الفكر)، أي: أنّها لم تستند في وجودها على الوحي الإلهي أصلاً أو استعانت به وبما توصّل إليه الفكر من نتائج جاءته إمّا عن طريق الوحي أو التجارب أو أقوال من سبق أو أفعالهم، وقد تكون تلك النتائج صحيحة وقد تكون خاطئة في نفس الأمر.

وأمّا بالنسبة إلى استنادها إلى الوحي فقد لا يكون ذلك، بل ربّما كانت تلك الأفكار محاربة له فتنسب إلى مؤسّسيها، فيقال: الفكر الماركسي أو الفكر الفلسفي اليوناني أو غير ذلك من الأفكار التي تنسب إمّاإلى شخصيات مؤسّسيها أو إلى بلدانهم أو إلى اتّجاهاتهم وغير ذلك.

ومن هنا يتّضح أنّه إذا أطلق لفظ الفكر فإنّ المراد به هو ما يصدر عن العقل من شتّى المفاهيم والمبتكرات الدينية أو الدنيوية.

ومن هنا سمّيت مذاهب فكرية نسبةً إلى المذهب الذي تنسب إليه كلّ طائفة، ونسبةً كذلك إلى أفكارها التي تعتنقها مبتكرة لها أو مقلّدة.

التعريف

الروتراكت هي: أندية اجتماعية ثقافية ترويحية، مرتبطة بمنظّمة الروتاري الدولية التي تسيطر عليها اليهودية العالمية والمنظّمات الماسونية. وتضمّ هذه النوادي طلبة الجامعات وخريّجيها ممّن لا يقلّ عمرهم عن 18 سنة، ولا يزيد عن 28 سنة من الذكور أو الإناث أو من الجنسين حسب ما يقرّره النادي الراعي. ونادي شباب الروتاري منظّمة يرعاها نادي الروتاري، وتهدف ـ كما يزعمون ـ إلى تشجيع التمسّك بالمستويات الخلقية العليا في جميع الأعمال وتنمية القيادة والشعور بالمسؤولية عن طريق خدمة المجتمع وتعزيز التفاهم الدولي والسلام.

التأسيس

في عام 1917م بدأ الروتاري يعني بشؤون الشباب، فأنشأ صندوقاً خاصّاً لذلك الغرض، وأصبح هذا الصندوق فيما بعد نواة لهذه المؤسّسة.

أوصى مؤتمر الروتاري الدولي عام 1967م/ 1968م بإنشاء أندية للشباب من طلبة الجامعات وخرّيجيها، ويسمح لأندية الروتاري بإنشاء أندية الروتراكت في حدود منطقتها لإتاحة الفرصة أمام الشباب للدراسة في بلد غير بلده.

وقد دلّت إحصائية خاصّة عن أندية الروتراكت عن العام الروتاري 1983م/ 1984م على أنّه تمّ إنشاء 134 نادياً في شتّى أنحاء العالم هذا العام وحده، وقد وصل عدد الأندية في العالم 4305 نادياً، تتبع 4011 نادياً من أندية الروتاري المنتشرة في 90 دولة من دول الروتاري، ووصل عدد أعضاء الروتراكت إلى 86000 عضوٍ.

وقد أنشئت نوادي الروتراكت في بعض البلاد العربية والإسلامية.

الأفكار والمعتقدات

من الأهداف المعلنة لنوادي الروتراكت: إتاحة الفرصة للشباب للدراسة في بلد غير بلده، أي: إعطاء منح دراسية على هيئة بعثات من المنطقة الروتارية 245 التي تضمّ جمهورية مصر العربية والسودان ولبنان والبحرين والأردن وقبرص. وهذه المنح خاصّة بأبناء أعضاء الروتاري، وتخضع لتنظيم الروتاري العالمي. وللخداع يشترط في الشباب المتقدّم للحصول على المنحة أن يكون متمسّكاً بدينه الإسلامي! وأن يكون متسامحاً!

ومن نشاط هذه النوادي: مشروع تبادل الشباب المريب، الذي يتمّ فيه اختلاط الشباب من الجنسين.

ومن شروط المشروع:

ـ تفضيل من كان عضواً في أحد أندية شباب الروتاريّين، أو أن يكون والده روتاريّاً.

ـ السفر في الإجازة الصيفية، ومدّة الإقامة ثلاثة أسابيع، ويتكفّل الطالب بمصاريف سفره في الذهاب والعودة، ومصاريف الإقامة يتحمّلها النادي المضيف.

ـ أن يتراوح سنّ الطالب أو الطالبة بين 18 سنة و22 سنة.

ـ أن يكون حاصلاً على الشهادة الثانوية على الأقلّ، وأن يكون ملمّاً بلغة البلد المسافر إليه.

ـ يشترط أن يكون ولي الأمر مستعدّاً لاستضافة طالب أو طالبة في منزله لمدّة مماثلة للمدّة التي يقضيها ابنه أو ابنته في الخارج.

ومن تطبيقات هذا المشروع: سفر وفد صهيوني من الكيان اليهودي في فلسطين المحتلّة يوم 24/1/1981م برئاسة (دافيد روزلين) مدير العلاقات التربوية والعلمية في وزارة خارجية الكيان الصهيوني إلى مصر العربية المسلمة لبلورة تفاصيل تبادل الشباب، وتألّفت المجموعة الأولى من 50 طالباً إسرائيليّاً لقضاء العطلة الصيفية بين الأسر العربية المسلمة في مصر، واستضاف الكيان الصهيوني مجموعة مماثلة من الشباب المسلم لقضاء الإجازة الصيفية بين الأسر اليهودية. وقد تمّ الاتّفاق على ذلك سابقاً أثناء محادثات (إسحاق نافون) في أواخر عام 1980م بهدف تطبيع العلاقات!

ومن الأهداف المعلنة أيضاً: خلق روح القيادة الاجتماعية في الشباب، والشعور بالمسؤولية لدى المواطنين، وغرس المثل العليا للأخلاقيّات، وبحث مشاكل المجتمع الصحّية والتعليمية..

ويظهر أنّ هذه الأهداف المخادعة تعلن للسذّج من أفراد المجتمع، أو للحصول على الترخيص من الدولة. أمّا الهدف الحقيقي لهذه النوادي فهو: إفساد الجيل المسلم أخلاقيّاً، وإبعاده عن قيم دينه وتعاليمه.. وتستخدم في ذلك الحفلات الموسيقية الراقصة (التي تسميها الخيرية)، والسهر إلى ما بعد منتصف الليل مع الاختلاط بكلّ أشكاله، وشرب الخمر المسموح به في هذه الحفلات، وقضاء الإجازات مع عائلات لا تتقيّد بالأخلاق الإسلامية، والاتّصالات الفاجرة بين الجنسين أثناء الرحلات والأسفار الترويحية أو الدراسية.

ومن هذه الحفلات الفاسدة: ما أقامه شباب نادي روتراكت بالإسكندرية في نادي سبورتنج، وحضره مجموعة من الضيوف البريطانيّين من أصدقاء وشباب الروتراكت وعدد كبير من سيّدات ورجال المجتمع المسلم! وأحيا الحفل الفنّان عمر خورشيد وفرقة الجاز، ورقص على أنغامها الشباب والزهرات، واستمرّ الحفل إلى ما بعد منتصف الليل.. وقد نشرت إحدى المجلّات صوراً خليعة لعضوات النادي بأوضاع غير أخلاقية وشبه عارية!

ومن أهدافها: إلهاء الشباب في أنشطة سياحية وترفيهية منحرفة تشغلهم عن القضايا المصيرية التي تهمّ أمّتهم، وأهمّها قضية فلسطين واحتلال اليهود لها.كما أنّ من أهدافها: إنشاء جيل روتاري يصل إلى درجة المسؤولية في بلده؛ لتنفيذ المخطّطات الروتارية الصهيونية الخطيرة.

الجذور الفكرية والعقائدية

نوادي الروتراكت تتبع نادي الروتاري الدولي ذا الخلفية الماسونية اليهودية. وبالتالي فإنّ جميع أنشطة النادي مخطّطة من قبل الماسونية العالمية، وتقوم بخدمة اليهودية العالمية.

الانتشار وأماكن النفوذ

تأسّست نوادي الروتراكت في الولايات المتّحدة الأمريكية بتوجيه من الروتاري الدولي سنة 1961م، وانتشرت بعد ذلك في أوروبّا، وصار لها فروع في نواح كثيرة من العالم، ولها فرع في فلسطين المحتلّة وبعض البلاد العربية.

الخلاصة

إنّ أندية الروتراكت ترتبط بمنظّمة الروتاري الدولية التي تسيطر عليها اليهودية العالمية، كما أنّ هذه الأندية تعتبر وكراً للماسونية، ويسيطر عليها اليهود، وهدفهم من ذلك السيطرة على العالم عن طريق القضاء على الأديان وإشاعة الفوضى الأخلاقية وتسخير أبناء البلاد للتجسّس على أوطانهم باسم الإنسانية. ولذلك يحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها، كما نصّت عليه الفتوى التي أصدرها الأزهر في 25 شعبان 1405هـ. وتعتبر أندية الأنتراكت والروتراكت وجهان لعملة واحدة، فعلى الشباب المسلم الحذر من ألاعيب التضليل الصهيوني والانخداع بالشعارات البرّاقة التي تضع السمّ في الدسم وتنشر الفساد وخراب الذمم.

مراجع للتوسّع

ـ الروتاري في قفص الاتّهام، أحمد عبد الله ـ دار الاعتصام ـ القاهرة 1987م.

ـ شرخ في جدار الروتاري، أحمد عبد الله ـ دار الاعتصام ـ القاهرة 1988م.

ـ شهادات روتارية، حسين عمر حمادة ـ دار قتيبة ـ دمشق 1982م.

ـ مجلّة "أكتوبر"، القاهرة ـ في 16/12/1980م.

ـ مجلّة "الجندي المسلم"، الرياض ـ العدد: 55 ربيع الأوّل 1410هـ ـ أكتوبر 1989م.

ـ حقيقة أندية الروتاري، من رسائل جمعية الإصلاح الاجتماعي ـ الكويت.

مراجع أجنبية: - Rotary and its Brothers, Charles. F. Marden. 1963 1. - My Road to Rotary, Ranl. P. Harris. - Rotary Service.

المصدر

المقالة مقتبسة مع تعديلات من الموقعين التاليين:

www.dorar.net/www.marefa.org