تحدّيات الوحدة
أُمور أو أوضاع اجتماعية إنسانية وغير اجتماعية متّصلة بالعالم الإسلامي في الفترة الراهنة مخالفة لما يعتقده أو يطمح إليه هذا العالم في تعامله مع الوجود بأجزائه المختلفة، وتمثّل صعوبات أو تشكّل عوائق أمام تحقيقه للحالة المثلى التي ينبغي أن يكون عليها هذا التعامل (أي: الحالة المثلى المعيارية لثقافته واقتصاده واجتماعه وسياسته الداخلية)، وتهدف في الوقت نفسه هذه الأُمور والأوضاع إلى الهيمنة على ثقافة العالم الإسلامي بالعمل على فرض طرق التعامل مع الوجود بهذه الأوضاع عليه ورسوبها فيه.
والتحدّيات الداخلية ترجع في نشأتها وتجلّياتها إلى عوامل وأوضاع وأسباب قائمة وموجودة في داخل العالم الإسلامي، سواء كانت تلك التحدّيات على مستوى الفرد أو الجماعة.
ومن مظاهر هذه التحدّيات : تفرّق الآراء، واختلاف المفاهيم بين الأشقّاء، وفقدان الثقة بين شعوب الأُمّة بعضها مع بعض، وتناحر الجيران، والتعصّب الطائفي والقبلي والقطري، والبطالة والكساد، والفقر والجوع، والتحزّب والفئوية، وانتشار البدع والضلالات والأساطير والخرافات، والتخاذل والتثبيط، والتذبذب والنفاق، والوهن والاستكانة، والتآمر والعمالة والخيانة، ومعاداة الأشقّاء وممالأة الأعداء، والتأخّر العلمي والاقتصادي والصناعي والعسكري والسياسي، والاستبداد في الحكم، والفساد الإداري والمالي والخلقي والاجتماعي، وسوء استغلال الأموال العامّة، وبعثرة وتضييع ثروات البلاد الإسلامية ومواردها الأوّلية والطبيعية، واللعب بمقدّرات الشعوب، وإشاعة التبذّل والانحلال في النواة الأُولى لكلّ مجتمع (الأُسرة)، وإشاعة التخلّف في وسط المجتمعات الإسلامية وعلى كافّة المستويات، وانتشار ظاهرة الإرهاب المبرمج، والفهم الخاطئ للإسلام الذي هو دين الاعتدال والوسطية، وعدم تنمية استعدادات الفرد وقدراته المختلفة، والتقليد الأعمى لأنواع السلوك والعادات غير الإسلامية، وانتشار العادات الاستهلاكية المبالغ فيها (الإسراف في الأُمور الكمالية)، وعدم تنظيم الوقت واستثماره، وهجرة الأدمغة وأصحاب الكفاءات العلمية، وضعف الوعي بالهوية الثقافية، وقصور المؤسّسات التربوية عن تحقيق الأهداف المنشودة، وترك الاهتمام بلغة القرآن والدين، وعدم مواكبة النظام التعليمي للتقدّم العلمي والتقني، وغيرها الكثير الكثير للأسف.