عوامل التفرّق الداخلية

عوامل التفرّق الداخلية تتمثّل الأسباب الداخلية للتفرّق في النوازع البشرية المختلفة من قبيل حبّ الرئاسة والتسلّط، وحبّ الذات ولو على حساب حقوق الآخرين، ممّا يدفع إلى الظلم والجور والإقبال على الدنيا بما يتجاوز الحدود الطبيعية، وهذه الأُمور هي الأساس الذي يتولّد عنه النزاع والضغائن والأحقاد، وربّما جرّت إلى التعدّي والطغيان وسفك الدماء وسحق الحرّيات، وما إلى ذلك من التجاوزات التي تفتّت المجتمع وتشتّت الأُمّة، كما أنّ الجهل يشكّل عاملاً مهمّاً في بثّ الفرقة.
وهذا النوع من العوامل لا يخلو منه مجتمع بشري منذ بداية الخليقة وحتّى الآن، ولعلّ من أهمّ أهداف الدين الإسلامي بل الأديان السماوية كافّة معالجة هذه النزاعات البشرية والقضاء عليها، وذلك من خلال البرامج التربوية والقوانين الشرعية.
ونظام العبادات في الإسلام يهدف إلى علاج هذه النقطة عندما يربّي الإنسان على العبودية للّٰه‌والطاعة المطلقة ويحرّره من قيود الشهوات الحيوانية والنوازع النفسانية.
كما أنّ الدراسات الأخلاقية تتكفّل بمعالجة هذا الجانب، ووظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حقيقتها تشكّل حالة من التكافل الاجتماعي للوقاية من تلك الأمراض، ونظام الحدود والتعزيرات أيضاً شرّع لذلك الغرض.