عبد الله جوادي آملي


الحكيم المتأله سماحة الشييخ عبد الله جوادي الآملي، (الولادة 1351 هـ) هو فيلسوف، وفقيه، ومفسّر القرآن، ومن كبار المدرسين في حوزة قم العلمية، ومن مراجع تقليد الشيعة، ومن الشخصيات التي قلّ نظيرها في العالم الإسلاميّ، ومن ركائز الحوزة العلمية والثقافية لعالم التشيّع والإسلام، هو الحكيم المفكر جامع للمعقول، والمنقول، والمشهود، وإشتغل في التعلّم وتبادل الآراء لسنوات عديدة في كلّ هذه العلوم، ثمّ اشتغل في البحث فيها، ومن ثمّ قام بالتدريس، والتأليف، ثمّ بدأ بتربية التلامذة على مختلف المستويات، بحيث تفوّق المستعدون منهم، وأصبح بعضهم حافظاً للتراث، وأصبحت الحوزة العلميّة الآن تتغذی من المائدة العقليّة والمأدبة النقليّة والضيافة الشهوديّة لهذا الإنسان الجامع وهو مؤسس مؤسسة الإسراء للبحوث في مدينة قم المقدسة، ومن تلامذة الامام الخميني مفجرة الثورة الإسلامية والمفسر والفيلسوف الإسلامي الكبير محمد حسين الطباطبائي وهو من أشهر المفسرين والفلاسفة الشيعة في الوقت الراهن، له عدة مؤلفات منها: تسنيم في تفسير القرآن (معارف القرآن من خلال الحواميم السبع ), (نظرية المعرفة في القرآن الكريم), (تفسير سورة إبراهيم), (العقيدة من خلال الفطرة في القرآن الكريم), (خمس رسائل), (اسرار الصلاة), (جمال المرأة وجلالها), (الحكمة عند الإمام علي في نهجه) بعد انتصار الثورة الإسلامية تولى عدة مسؤوليات، فكان عضو المجلس الأعلى للقضاء، ومجلس خبراء تدوين الدستور، ورابطة مدرسي الحوزة العلمية بقم، ومجلس خبراء القيادة، وفي عقدي السبعينات والثمانينات للقرن الـ 14 من الهجري الشمسي كان إمام جمعة مدينة قم، كما أوصل رسالة الإمام الخميني إلى غورباجف في رحلة له إلى الاتحاد السوفيتي السابق سنة 1367 هـ. ش.ينتهج في الفسلفة الحكمة المتعالية، ويقبل فحوى العلم الديني في دائرتي العلوم الإنسانية والتجريبية، وله فتاوى خاصة تختلف عن الآخرين منها: جواز تقليد المرأة من مجتهدة بلغت المرجعية الدينية، وجواز تغيير الجنس، وطهارة أهل الكتاب.

سيرته الذاتية

ولد آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي في مدينة آمل سنة 1933م، والده المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الميرزا أبو الحسن الجوادي الآملي (من العلماء الروحانيين المشهورين في عصره) كان خطيباً وفقيها متقياً، أجداده أهل فضيلة وعلم، وقد رافقته يد الرعاية الإلهية بهداية العلماء والأفاضل وإرشادهم.

دراسته وأساتذته

دأ بدراسة العلوم الدينية عام 1364هـ في الحوزة العلمية بمدينة آمل، وفي عام 1369هـ وخلال خمس سنوات أكمل مرحلة السطوح لدروس الحوزة وهي الأدب العربي، والمنطق، والفقه، وأصول الفقه وتفسير القرآن، والحديث ثم سافر إلى العاصمة طهران؛ لإكمال دراسته الحوزوية، ودرس في مدرسة مروي، ففي هذه الفترة حضر درس محمد تقي الآملي، وأبو الحسن الشعراني، ومهدي إلهي القمشئي، ومحمد حسين التوني، فكان إلى جانب الفقه والأصول يدرس الفلسفة والعرفان، وفي الوقت ذاته يدرّس الدروس الحوزوية، وفي عام 1374هـ سافر إلى قم المقدّسة، لإكمال دروسه العليا في الحوزة، وأكمل مشواره العلمي للدروس الحوزوية في مراحله العليا عند علمائها آية الله البروجردي، آية الله السيد محمد محقق داماد، والميرزا هاشم الآملي، والإمام الخميني، والعلامة الطباطبائي، واستقرّ بها، حیث یقوم حالياً بتدريس مرحلة البحث الخارج في الفقه، کما یعطی دروسا في تفسير القرآن الكريم في الحوزة العلمية بقم. [١].

تدريسه

بدأ الشيخ جوادي الآملي تدريسه للعلوم الحوزوية منذ شبابه، وذلك عندما كان يُدرس في حوزة طهران العلمية، في أوائل الثلاثينات من القرن الرابع عشر للهجري الشمسي حتى الوقت الراهن، وهو ما يقارب من ستين سنة، فكان يدرس فيها مختلف الدروس الحوزوية من فقه، وفلسفة، وعرفان، وتفسير القرآن و....، ففي هذا الفترة تمكن من تدريس ثلاث دورات لكتاب الأسفار الأربعة لـملا صدرا في الحوزة العلمية بقم.كما بدأ حلقات درسه في التفسير منذ سنة 1355 هـ ش، وينعقد درسه في التفسير و الفقه في المسجد الأعظم بمدينة قم [٢].

بداية تعرفه على الامام الخميني

من كتاب العشق الإلهي لسماحة آية الله الشيخ جوادي الآملي

إنّ ما ينبغي أن أذكره هو بدء تعرّفي على قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني. إنّ تاريخ ذلك يعود إلى انتقالي من (حوزة طهران) إلى (حوزة قم) وكان بحث (أصول الفقه) وهو من العلوم الاعتبارية حيث تندمج فيه قواعد العقلاء ومسائل العرف، وكان تحليله عميقاً قوياً في استدلاله ولم يكن يسمح أبداً للأوهام والاعتبارات أن تلج فيه.. وهذا ما يكشف عن شخصيته القوية. وقد قيل: (رسولك ترجمان عقلك وكتابك أبلغ ما ينطق عنك). ولقد كان الإمام ينطق بالحكمة التي لا تنبع إلاّ عن رجل حكيم. وكانت سيرته العلمية مطبوعة بطابع الحرّية، لأنه كان حرّاً في تفكيره مستقلاً عن جميع المؤثرات. وكان يرفض، رفضاً قاطعاً مجاملة الرأي العام من أجل حطام الدنيا في زمن كان يتهافت فيه الكبار على مجاملة الجمهور ويعدّون ذلك نجاحاً لهم. في مثل تلك الظروف كان الإمام يستنكر هذا النهج.. فلم يكن في باله أبداً أن يتزلف إلى الأثرياء وأهل الدنيا لتأمين وارد مالي. وكان هذا الاستقلال ونزعته الحرّة جزءاً من جانب التقوى في شخصيته. فلم يكن يهمّه تهافت الطلاب عليه أو انفضاضهم عنه.. فلا تحلّقهم حوله يشعره باللذة، ولا تفرقهم يجعله يحس بالوحشة. وكان ما يبهر طلبته فيه ليس مقامه العلمي فحسب بل روحه الكبيرة ونهجه التحرّري وحكمته. وقد طبعت الموعظة دروسه.. خاصّة في شهر رمضان المبارك وشهر محرم الحرام أو في موسم العطلة الصيفية. كانت دروسه مواعظ ومواعظه دروس وعبر، وكنا نتعامل مع مواعظه كجزء من المنهج الدراسي حيث يتم ضبطه وتسجيله. روح قوية وكلمات تزخر بالعرفان.. كأنه ينهل من نبع سماوي، وكانت شخصيته تنطوي على أبعاد العارف الحكيم حيث العقيدة في قلبه عقد وعهد. ومن هنا كانت كلماته عميقة الأثر في القلوب والنفوس. لم يكن للخدعة والمكر طريق إليه، وكان يعامل أبناءه كما يعامل الآخرين حتى نجد السيد مصطفى على منزلته العلمية المعروفة لم يفتح له حساباً أكثر مما هو مقرّر ولم يدع لأحد حتى نجله الكبير أن يتدخل في شؤونه. سيرته الحرّة، استقلاله وروحه الكبيرة، اجتذبت إليها الطلاب وشدّتهم إلى شخصيته، حتى إذا رحل المرحوم البروجردي عن الدنيا وترك بعده فراغاً واختلافاً فيمن يملأ هذا الفراغ.. كان موقف الإمام (رضوان الله عليه) اعتزال مثل تلك الميادين فملأ الفراغ بخلقه الإلهي.. فهو لم يسع إلى المرجعية بنفسه ولا سعى في الحصول عليها بل جاءت هي بنفسها إليه، فكان زعيماً للثورة وزعيماً للحوزة. وفي مدينة النجف الأشرف (منفاه الثاني) طلبوا منه إذناً لترجمة رسالته إلى اللغة (الأردو) ونشرها في باكستان فتساءل: ـ ألا توجد رسالة عملية هناك؟ وجاء الجواب: أجل توجد رسالة لأحد المراجع! وعندها قال الإمام: ـ إذن تكفي! وعلى امتداد تلك السنوات أدرك الأعداء والأصدقاء على حدّ سواء أن الإمام يعمل في طريق الله.. والله سبحانه أيضاً ولا ريب ينصر عبده المخلص. وقد أعقب رحيل السيد البروجردي إقدام الحكومة على لعبة من لعب الاستعمار فقامت وبذريعة تحرير المرأة بإجراء انتخابات بلدية وكان الهدف الحقيقي استعباد المرأة وفي تلك الفترة ظهرت شيئاً فشيئاً بوادر النهضة. انعقدت اجتماعات وبدأ العلماء يصدرون بيانات مشتركة.. أما ذلك الرجل الذي كان يمارس دوره الإلهي من وراء حجاب فقد كان له في القضية حساب.. رأى أن يعلن مواجهته الصريحة للفساد. وما زلت أتذكر برقية أرسلها أحد المراجع إلى الشاه المقبور حثه فيها على الطلب من حكومته اجتناب الانحراف عن الدين وجاء جواب الشاه: (نتمنى لكم الموفقية في إرشاد العوام). وبادر الإمام إلى تسطير بيان خاطب فيه الشاه قائلاً: (إنك تطلب موفقية المراجع في إرشاد العوام). وفي هذه إشارة صريحة إلى اعتبار الدولة والشاه من ضمن العوام الذين هم بحاجة إلى إرشاد مراجع الدين . وهذا الموقف الفولاذي لم يكن ليتأتى من الآخرين بل أن مجرد قراءة هذه البيانات الثائرة كان يشعرهم بالرعب حتى بدأ غليان الثورة في عام 1342ه.ش واجتازت الثورة مرحلة البيانات والبرقيات وتبادل الزيارات والنداءات الهاتفية وأطل يوم 25 شوال 1382ه.ق المصادف 2/1/1342ه.ش وكانت مذبحة مدرسة (الفيضية) في ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام). عندما أنقض مرتزقة النظام البهلوي المشؤوم على عشرات الطلاب في المدرسة وارتكبوا مذبحة يندى لها جبين الإنسان.. وفي ذلك الجوّ حيث الخوف والرعب يهيمن على الأجواء أعلن الإمام احتجاجه على الحكومة قائلاً: (لقد بيضتم وجه جنكيز المغول). وقد ترك هذا البيان أصداءاً مدوية في كل إيران، فكأنه بعث الحياة في القلوب، وأحيا العلم الإلهي بعد أن أكد على الإمداد الغيبي لله سبحانه. لقد انتزع من روح الطلاّب ذلك الشعور الخائف من الموت والسجن والتشريد والحرمان، وسدّ الطريق على كل تلك المخاوف أن تسلل إلى الحوزة العلمية، ﴿ألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. وكان الخائفون يخوفون الآخرين والذين يشعرون بالرعب ينزوون ويلقنون الناس الانزواء، أما الإمام فكان لا يخاف ويقول للآخرين لا تخافوا. فكان لا يعرف للخوف معنى كان يقول: الإنسان الحرّ وهو يسعى للقاء الله أحرى له أن يلقاه شهيداً). لقد بعث الروح في جسم الحوزة العلمية, حيث تغير حال القرآن من محجور إلى مشهور، واستحالت وعادت السنّة تنبض بالحياة, والدين الإلهي أصبح ديناً مأنوساً يعيش بين الناس في الميادين. وإذا به يرفع بيد (جوهرة) وباليد الأخرى سيفاً، وأصبح القتل والاستشهاد والنفي والإبعاد جزءاً من الدين.. لا في حياة الطلاب بل في سيرة الأساتذة والمدرسين. وكان الإمام إذا ما أطل شهر رمضان المبارك يجعل من رسالة الحوزة العلمية في نشر أحكام الشريعة الإلهية من أجل إنقاذ إيران المستضعفة من الخطر. وقد انطوى خطاب الإمام أيضاً على محور هام هو التأكيد على خطر الصهيونية. وطالما أكد أنه ما دام هذا الخطر قائماً فإن الإسلام في حكم الموتى، وإنه لن ينبعث ما دام هذا السم في أرض إيران الإسلامية. وطالما قال أيضاً: النظام البهلوي عميل لأمريكا وإسرائيل وما دام هذا النظام قائماً فإن الشعب لن ينال الصلاح ولا الفلاح. وشيئا فشيئاً انتشرت تعاليم الإمام المضيئة.. انتشرت لتضيء أفكار الجميع.. كأنها نبع يسقي فسائل المذهب الذابلة.. إنها كالماء الذي تتشربه الأرض فتمدّ جذور الأشجار بالحياة، فتتفتح براعم ويشتد عودها وتنشر ظلالها وتؤتي ثمارها. كان يقول: إن دماءكم تسقي فسائل دينكم فيعلو مجده ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. إنّ دماء الشهداء هي(ثار الله) الذي لا يعرف الفناء وسيبقى يفور حتى يبلغ غايته وهي (لقاء الله) ويكون الدين كله لله. أجل لقد بعث الروح في الحوزة العلمية وانبعثت من جديد روح الشهادة والمنازلة التي رفعت شعار الإسلام. ومن هنا نرى نسبة السجناء ترتفع في شهر رمضان المبارك وشهر محرّم الحرام، فتنحسر الشرور الأخلاقية في هذين الشهرين وترتفع نسبة الاعتقالات في صفوف العلماء وترتفع إحصاءات (الجرائم) السياسية ويرتفع عدد السجناء والمبعدين. ولم يحفظ لهذه الأمة كتابها العزيز إلا شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}. ولم يحفظ لهذه البلاد دينها غير محرّم وصفر حيث الدماء تفور و(ثار الله) ولم يحرس إيران في الحقيقة سوى القرآن والعترة.. هذان الأمران اللذان أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بالتمسك بهما في قوله صلى الله عليه وآله (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي). هذان الأصلان اللذان كانا ينشدان من يتمسك بهما وينطق باسمهما، فلبى الإمام هذا النداء ونهض لمسؤولية الأداء. لقد أنهى الإمام غربتهما، بعد أن نهض بمسؤوليته الإلهية مستعداً لبذل الدماء مستعداً للإبعاد والنفي والتشرّد، من أجل أن يعود الإسلام من غربته إلى أرض الوطن.. وهل وطن الإسلام سوى قلب المسلمين.. نعم نهض من أجل أن يتحقق هدف العودة.. عودة الإسلام إلى القلوب. وكان (قدس سره) يبتعد عن وطنه من أجل أن يعود الإسلام إلى وطنه.. من أجل أن يعود إلى القلوب... وما نراه اليوم هو آثار من جهاد ذلك الإنسان المخلص والروح العظيمة فليحشره الله مع الأنبياء والأولياء. طبعاً مراجع الدين والعلماء والأساتذة حرّروا ووقعوا بيانات وهم أيضاً عانوا الكثير من المشاق(شكر الله سعيهم) وأنهم لم يتركوا قائد الثورة وحيداً. ولذا فإن الإمام وعندما أطلق سراحه في 25 خرداد 1343ه.ش وجاء إلى قم خطب في المسجد الأعظم قائلاً: (إنني أقبل أيدي مراجع التقليد). إن مراجع الدين تعاونوا مع الإمام وواكبوا خطاه ولكن هناك فاصلة كبيرة بينه وبينهم: وما بين بدري وبدر السماء اختلاف الثريا وهذي الثرى ولقد حاول النظام الشاهنشاهي الظالم إضعاف الحوزات العلمية واختراقها ومن ثم إفراغها من محتواها من خلال اجتذاب بعض العلماء وربطهم بالحكم. وقد اتصلوا ببعض العلماء ودعوهم إلى التدريس في الكليات والجامعات فقد اتصلوا بالمرحوم الشيخ محمد تقي الآملي لتدريس العلوم العقلية والنقلية وعندما اعتذر لهم بتقدم سنّه أجابوا أن الطلاب سيحضرون إلى منزلك مع أن هذا لم يكن معمولاً به في نظام الجامعة.. حتى أنه فكر بالسفر خلاصاً من المضايقات. كما اتصلوا بالعلاّمة رفيعي لكنه طردهم وتمثل بقول الشاعر: اغرب وانصب فخاخك لطير آخر فالعنقاء شاهق عشها.. إننا نذكر هذه المواقف لندرك الظروف الخطيرة، التي نهض فيها الإمام ومدى وحشية النظام الشاهنشاهي. فالمرحوم محمد تقي الآملي عاش حياة المنفى منذ نعومة أظفاره, لأن (رضا خان) أراد في البداية إعدام والده، ولكن الحكومة كانت تتهيب ذلك منذ إعدام آية الله الشيخ فضل الله النوري، فكان دمه فائراً في عروق المجتمع ولم تكن الحكومة لتجرأ على تكرار تلك الجريمة، لهذا اكتفت بإبعاد والده ـ والد الشيخ محمد تقي الآملي ـ ولذا عانى الأخير من حياة المنفى في طفولته، ولم يكن أمامه بعد أن حاولت الحكومة مضايقته سوى التوسل بالدعاء. في تلك الأجواء الموحشة نهض الإمام بمسؤوليته وقاد حركة المواجهة ضد الطاغوت، واستطاع بتوفيق الله أن يطوي بساط الظلم وأن يرمي به في وادي النسيان فـ(طوبى له وحسن مآب).[٣].

موقفه من ولاية الفقيه

يعد سماحة الشيخ جوادي الآملي من المعتقدين بولاية الفقيه، وطرح لإثباتها في كتابه "ولاية الفقيه، ولاية الفقاهة، والعدالة" ثلاثة أدلة، وهي: دليل "عقلي محض"، و"مركب من العقل والنقل (أي الرواية)"، و"نقلي محض"، وفي تبيين دليل المركب من العقل والنقل ورد أن هناك أحكام اجتماعية وسياسية كالحج والجهاد والحدود والتعزيرات وهناك قانونين مالية كالأنفال والخمس في الإسلام، ولا يمكن تطيبقها في عصر غيبة المعصوم إلا بإدارة الفقيه الجامع للشرائط، هذا من جانب، ومن جانب آخر العقل يحكم أن الله لم يترك المجتمع الإسلامي في عصر الغيبة دون ولي، وعليه فإن الفقهاء الجامعين للشرائط في هذا العصر هم خلفاء المعصومين، وأنهم يتولون قيادة المجتمع الإسلامي وزعامته [٤].

فتاواه الخاصة

تطرق جوادي الآملي في كتابه توضيح المسائل خلافا لبقية الكتب التي كتبت على هذا النمط إلى أحكام الفرق، والانتخابات، وتذهيب القرآن، وحقوق التأليف والنشر، ونقل الحق في استلام القرض للآخرين، تسديد القرض بناء على التضخم، التشريح، تغيير الجنس، العزاء، الإغاثة في الأحداث، وأحكام أهل الكتاب.ويعد جواز تقليد المرأة من مجتهدة أعلم بين النساء،[٢٥] وجواز تغيير الجنس،[٢٦] وشرعية حق الطباعة، والترجمة، والنشر، وانتاج الأقراص الإلكترونية،[٢٧] من فتاواه الخاصة. [٥].

نشاطاته الاجتماعية والسياسية

إن كان سماحة الشيخ منشغلا في النشاطات العلمية أكثر من سائر النشاطات الأخرى، إلا أنه تلمذ على يد الإمام الخميني لمدة 15 سنة وكان لديه مشاركات سياسية واجتماعية قبل انتصار الثورة الإسلامية وبعدها، فكان قبل الثورة من مروجي أفكار الإمام الخميني، ولعدة مرات منع من الخطابة، واعتقل لهذا السبب.[٦] ومن نشاطاته بعد الثورة الإسلامية أنه عضو المجلس الأعلى للقضاء الإيراني، وإعداد لائحة القوانين القضائية، وعضو مجلس خبراء القيادة في دورتين تشريعيتين، وعضو رابطة مدرسي الحوزة العلمية بقم.[٧]

وفي سنة 1376 هـ بعد خطابة لآية الله المنتظري حضر جوادي الآملي في جمع طلاب العلوم الدينية المحتجين على المنتظري في المسجد الأعظم، وفي سنة 1378 هـ. ش احتجاجا على نشر صور كاريكاتير مسيئة لمصباح يزدي انتقد السياسات الثقافية للدولة آنذاك وألقى كلمة في جمع المعتصمين، وكان جواد الآملي من أئمة جمعة مدينة قم في العقد السبعين والثمانین من القرن الرابع عشر من الهجري الشمسي، واستقال من عمله، وذلك سنة 1388 هـ ش.[٨]. وكذلك بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، قام بعدة رحلات تبليغية خارج البلد إلى أمريكا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وسويسرا والنمسا والاتحاد السوفيتي السابق وسوريا ولبنان، وكان أهمها رحلة إلى موسكو. في عام 1367 شمسي الموافق 1988م لعرض وشرح رسالة الإمام الخميني إلى ميخائيل غورباتشوف زعيم الاتحاد السوفييتي الاشتراكي السابق، وكذلك زيارته إلى نيويورك في العام. 1379 شمسي الموافق 2000م كان لتقديم رسالة قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله خامنئي إلى اجتماع ألفية الأديان.[٩]. ومن ضمن نشاطاته:

  • بعد انتصار الثورة الإسلامية تولى عدة مسؤوليات مهمة ، فكان عضواً في المجلس الأعلى للقضاء ، و أيضاً في مجلس خبراء تدوين الدستور ، و أيضاً في رابطة مدرسي الحوزة العلمية بقم ، و أيضاً في مجلس خبراء القيادة .
  • و تولى إمامة الجمعة لسنوات طويلة لمدينة قم المقدسة .
  • أوصل رسالة الإمام الخميني إلى غورباجف في رحلة له إلى الاتحاد السوفيتي السابق .
  • يشرف سماحته على مؤسسة الإسراء الدولية للعلوم الوحيانية في الحوزة العلمية .
  • يشرف أيضاً على مؤسسة الإمام الحسن العسكري عليه السلام للتعليم العالي في الحوزة العلمية [١٠].

مؤلفاته وكتبه

کتبه کثیره تبلغ مائة کتاب منها:

  • تفسير التسنيم فی 80 مجلد، طبع منه 70 جلدا.
  • الحياة العرفانية للإمام علي
  • الحماسة والعرفان
  • الامام المهدي الموجود الموعود
  • دب فناء المقربين شرح زيارة الجامعة الكبيرة ثلاثة اجزاء
  • الإسلام والبيئة
  • الحياة الخالدة في علم الأخلاق
  • ولاية الإنسان في القرآن
  • الحكمة النظرية والعملية في نهج البلاغة
  • عليّ بن موسى الرضا ع والفلسفة الإلهية
  1. مقتبس من موقع سماحته
  2. مقتبس من موقع سماحته
  3. مقتبس من موقع الامام الخميني
  4. جوادی آملی، ولایت فقیه، 1378، ص168
  5. مقتبس من موقع ويكي الشيعة
  6. بندعلی، مهر استاد، النسخة الإلكترونية، 1391ش، ص191 و 192.
  7. بندعلی، سعید، مهر استاد، النسخة الإلكترونية، 1391ش، ص204.
  8. مقتبس من موقع سماحته
  9. مقتبس من موقع سماحته
  10. مقتبس من موقع سماحته