الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد أبو الفضل الجيزاوي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
'''محمّد أبو الفضل الجيزاوي''': من شيوخ الأزهر الشريف، كان شافعي المذهب وصاحب إصلاحات عديدة.
'''محمّد أبو الفضل الجيزاوي''': من شيوخ الأزهر الشريف، كان شافعي المذهب وصاحب إصلاحات عديدة.


يعدّ الأزهر أعلى مؤسّسة دينية في مصر، بل يعتبره الكثيرون أعلى مرجعية مؤسّسية لأهل السنّة في [[العالم الإسلامي]] بأكمله، لذا فإنّ منصب شيخ الأزهر يحتلّ مكانة كبرى وسط المناصب الدينية في العالم لمسلمي [[أهل السنّة]]. وشيخ الأزهر كمنصب بدأ رسميّاً عام 1101هـ، وتعاقب عليه حتّى الآن اثنان وأربعون عالماً، كان أوّلهم الشيخ [[محمّد بن عبد الله الخراشي]]. وكان تنصيب شيخ الأزهر يتمّ باتّفاق شيوخ الجامع الأزهر وعلمائه، فإذا أجمعوا أمرهم على اختيار أحد العلماء أخطروا ديوان أفندي سكرتير عامّ ديوان القاهرة، ليقوم بإبلاغ الباشا العثماني (الوالي) باسم الشيخ الجديد الذي وقع عليه الاختيار. ونتناول في هذا المقال حقبة الشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي الشافعي.
<div class="wikiInfo">
[[ملف:النواوي.jpg|تصغير|النواوي والأزهر]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |محمّد الجيزاوي‏
|-
|الاسم الکامل
| data-type="AuthorStandardName" |محمّد أبو الفضل الجيزاوي الشافعي
|-
|تاريخ الولادة
| data-type="AuthorBirthDate" |1847م / 1263هـ
|-
|محلّ الولادة
| data-type="AuthorBirthPlace" |[[الجيزة]]/ [[مصر]]
|-
|الوفاة
|data-type="AuthorBirthDate" |1927م / 1346هـ/ [[القاهرة]]
|-
|المهنة
| data-type="AuthorOccupation" |شيخ الجامع الأزهر، وفقيه
|-
|الأساتذة
| data-type="AuthorTeachers" |[[محمّد الإنبابي]]، [[محمّد عليش]]، [[علي مرزوق العدوي]]، [[إبراهيم السقّا]]، [[شرف الدين الموصفي]]، [[محمّد العشماوي]]
|-
|المدرسة الأمّ
| data-type="AuthorTeachers" |جامعة الأزهر
|-
|الآثار
| data-type="AuthorWritings" |الطراز الحديث في فنّ مصطلح الحديث، تحقيقات شريفة وتدقيقات منيفة
|-
|المذهب
| data-type="AuthorReligion" |سنّي
|}
</div>


=مدخل حول الأزهر ومشيخته=
=مدخل حول الأزهر ومشيخته=
سطر ١٥: سطر ٤٧:
=اسمه وميلاده=
=اسمه وميلاده=


ولد الشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي الشافعي فى 1263هـ/1847م، بقرية وراق الحضر من أعمال مركز أمبابة- إحدى مدن محافظة الجيزة حالياً.  
ولد الشيخ محمّد أبو الفضل الجيزاوي الشافعي فى 1263هـ/1847م، بقرية وراق الحضر من أعمال مركز إمبابة- إحدى مدن محافظة الجيزة حالياً.  


=نشأته ومراحل تعليمه=
=نشأته ومراحل تعليمه=


نشأ الجيزاوي على التربية الدينية، حيث دخل الكُتّاب المعدّ لتحفيظ القرآن الكريم ببلده سنة 1269هـ/ 1852م، فحفظه بتمامه سنة 1272هـ/ 1855م، ثمّ التحق بالأزهر في أواخر السنة التالية، واشتغل أوّلًا بتجويد القرآن الكريم وحفظ المتون، وتلقّى بعض الدروس، ثمّ لازم الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس، وتلقّى العلوم العربية من نحو، وصرف وبيان ومعان وبديع وعلم أصول الفقه وأصول الدين والتفسير والحديث والمنطق على أكابر المشايخ الموجودين في ذاك الوقت.. فممّن تلقّى عليه الفقه والحديث شيخ السادة المالكية في ذاك الوقت الشيخ محمّد عليش، والشيخ علي مرزوق العدوي، ومن الذين تلقّى عليهم علوم البلاغة وأصول الفقه والمنطق والحديث الشيخ إبراهيم السقّا والشيخ الأنبابي، وممّن تلقّى عليهم أيضاً الحديث والتفسير الشيخ شرف الدين الموصفي والشيخ محمّد العشماوي وغيرهم من أجلّاء الأساتذة الأعلام.  
نشأ الجيزاوي على التربية الدينية، حيث دخل الكُتّاب المعدّ لتحفيظ القرآن الكريم ببلده سنة 1269هـ/ 1852م، فحفظه بتمامه سنة 1272هـ/ 1855م، ثمّ التحق بالأزهر في أواخر السنة التالية، واشتغل أوّلًا بتجويد القرآن الكريم وحفظ المتون، وتلقّى بعض الدروس، ثمّ لازم الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس، وتلقّى العلوم العربية من نحو، وصرف وبيان ومعان وبديع وعلم أصول الفقه وأصول الدين والتفسير والحديث والمنطق على أكابر المشايخ الموجودين في ذاك الوقت.. فممّن تلقّى عليه الفقه والحديث شيخ السادة المالكية في ذاك الوقت الشيخ محمّد عليش، والشيخ علي مرزوق العدوي، ومن الذين تلقّى عليهم علوم البلاغة وأصول الفقه والمنطق والحديث الشيخ إبراهيم السقّا والشيخ الإنبابي، وممّن تلقّى عليهم أيضاً الحديث والتفسير الشيخ شرف الدين الموصفي والشيخ محمّد العشماوي وغيرهم من أجلّاء الأساتذة الأعلام.  


وداوم على الاشتغال بالعلم مطالعة وحضوراً إلى سنة 1287هـ، فأمره الشيخ الأنبابي بالتدريس فاعتذر، فألحّ عليه فامتثل أمره، وابتدأ بقراءة كتاب الأزهرية في النحو للشيخ خالد الأزهري في أواخر شهر صفر من تلك السنة.
وداوم على الاشتغال بالعلم مطالعة وحضوراً إلى سنة 1287هـ، فأمره الشيخ الإنبابي بالتدريس فاعتذر، فألحّ عليه فامتثل أمره، وابتدأ بقراءة كتاب الأزهرية في النحو للشيخ خالد الأزهري في أواخر شهر صفر من تلك السنة.


لازم الشيخ أبو الفضل الجيزاوي التدريس وقرأ جميع كتب الفقه الْمُتَداول قراءتها في ذلك الوقت مرّات عديدة، وكذلك كتب العلوم العربية، وعلم أصول الدين، وعلم أصول الفقه، والمنطق مرّات عديدة لطبقات كثيرة من الطلّاب، ورُزِقَ حظوة إقبال الكثير من الطلبة عليه في كلّ درس، حتّى تخرَّج عليه غالب أهل الأزهر، وكان أوّل من أحيا كتاب الخبيصي في المنطق بتدريسه مِراراً، وكتاب القطب على الشمسية، وكتاب ابن الحاجب في الأصول بشرح العضد وحاشيتي السعد والسيّد، فقد درَّسَهُ في الأزهر مرّتين لجَمْعٍ عظيم من الطلبة الذين صاروا بعد ذلك من أكابر العلماء، ومرّة في الإسكندرية في مدّة مشيخته لعلمائها، وكتب على الشرح والحاشيتين حاشية طبعت سنة 1332هـ وتمّ تداولها بين العلماء والطلّاب، وقرأ المطوّل وكتب على شرحه وحاشيته نحواً من خمس وأربعين كرّاسة، وقرأ البيضاوي ولم يتمّه، وكتب شرحاً على أوائله نحواً من سبع عشرة كرّاسة.
لازم الشيخ أبو الفضل الجيزاوي التدريس وقرأ جميع كتب الفقه الْمُتَداول قراءتها في ذلك الوقت مرّات عديدة، وكذلك كتب العلوم العربية، وعلم أصول الدين، وعلم أصول الفقه، والمنطق مرّات عديدة لطبقات كثيرة من الطلّاب، ورُزِقَ حظوة إقبال الكثير من الطلبة عليه في كلّ درس، حتّى تخرَّج عليه غالب أهل الأزهر، وكان أوّل من أحيا كتاب الخبيصي في المنطق بتدريسه مِراراً، وكتاب القطب على الشمسية، وكتاب ابن الحاجب في الأصول بشرح العضد وحاشيتي السعد والسيّد، فقد درَّسَهُ في الأزهر مرّتين لجَمْعٍ عظيم من الطلبة الذين صاروا بعد ذلك من أكابر العلماء، ومرّة في الإسكندرية في مدّة مشيخته لعلمائها، وكتب على الشرح والحاشيتين حاشية طبعت سنة 1332هـ وتمّ تداولها بين العلماء والطلّاب، وقرأ المطوّل وكتب على شرحه وحاشيته نحواً من خمس وأربعين كرّاسة، وقرأ البيضاوي ولم يتمّه، وكتب شرحاً على أوائله نحواً من سبع عشرة كرّاسة.
سطر ٣١: سطر ٦٣:
ثمّ استقال منها وعُيِّن بها ثانياً في 9 من ذي القعدة سنة 1324هـ الموافق 24 من ديسمبر سنة 1906م في أواخر مشيخة الشربيني، ثمّ عُيِّن وكيلاً للأزهر في 18 من صفر سنة 1326هـ الموافق 21 من مارس سنة 1908م، ثمّ صدر الأمر بتعيينه شَيْخاً للإسكندرية ومكث بها 8 سنوات، ثمّ صدر الأمر بتعيينه شيخاً للأزهر في 14 من ذي الحجّة سنة 1335هـ الموافق 30 من سبتمبر سنة 1917م، ورئيساً للمعاهد الدينية، ثمّ أضيفت إليه مشيخة السادة المالكية في 20 من صفر سنة 1336هـ الموافق 4 من ديسمبر سنة 1917م.
ثمّ استقال منها وعُيِّن بها ثانياً في 9 من ذي القعدة سنة 1324هـ الموافق 24 من ديسمبر سنة 1906م في أواخر مشيخة الشربيني، ثمّ عُيِّن وكيلاً للأزهر في 18 من صفر سنة 1326هـ الموافق 21 من مارس سنة 1908م، ثمّ صدر الأمر بتعيينه شَيْخاً للإسكندرية ومكث بها 8 سنوات، ثمّ صدر الأمر بتعيينه شيخاً للأزهر في 14 من ذي الحجّة سنة 1335هـ الموافق 30 من سبتمبر سنة 1917م، ورئيساً للمعاهد الدينية، ثمّ أضيفت إليه مشيخة السادة المالكية في 20 من صفر سنة 1336هـ الموافق 4 من ديسمبر سنة 1917م.


وقد كان في مُدَّة وكالة الجامع الأزهر وعضوية مجلس الإدارة ومشيخة علماء الإسكندرية مُلازِماً التدريس للكتب المطوّلة، منها كتاب المواقف في علم الكلام وكتاب ابن الحاجب في علم أصول الفقه وغيرها.
وقد كان في مُدّة وكالة الجامع الأزهر وعضوية مجلس الإدارة ومشيخة علماء الإسكندرية مُلازِماً التدريس للكتب المطوّلة، منها كتاب المواقف في علم الكلام وكتاب ابن الحاجب في علم أصول الفقه وغيرها.


ولكن مشيخة الأزهر والأحداث التي مرّت بمصر وبالأزهر في عهده شغلته عن التدريس، كما شغلته عن التأليف والكتابة، فقد عاصر أحداث الثورة المصرية سنة 1919م وما تلاها من صراع عنيف بين الشعب ومستعمريه وبين الأحزاب السياسية وبين الزعماء والملك، كما شاهد اندلاع الثورة الشعبية من ساحة الأزهر واشتراك رجال الدين المسيحي مع كبار علماء الأزهر في مقاومة الاستعمار، واستطاع الشيخ الإمام أن يقود سفينة الأزهر في غمار هذه الأمواج والعواصف حتّى لقي ربّه سنة 1346هـ الموافق سنة 1927م.
ولكن مشيخة الأزهر والأحداث التي مرّت بمصر وبالأزهر في عهده شغلته عن التدريس، كما شغلته عن التأليف والكتابة، فقد عاصر أحداث الثورة المصرية سنة 1919م وما تلاها من صراع عنيف بين الشعب ومستعمريه وبين الأحزاب السياسية وبين الزعماء والملك، كما شاهد اندلاع الثورة الشعبية من ساحة الأزهر واشتراك رجال الدين المسيحي مع كبار علماء الأزهر في مقاومة الاستعمار، واستطاع الشيخ الإمام أن يقود سفينة الأزهر في غمار هذه الأمواج والعواصف حتّى لقي ربّه سنة 1346هـ الموافق سنة 1927م.
٢٬٧٩٦

تعديل