٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''علي السيستاني''' : عالم ديني من أشهر مراجع التقليد ، ومن العلماء المعروفين في [[العراق]] ، وأحد روّاد الوحدة والإصلاح. يعدّ من أبرز تلامذة السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، وهو صاحب الفتوى التاريخية الشهيرة حول الجهاد ضدّ داعش . | '''علي السيستاني''' : عالم ديني من أشهر مراجع التقليد ، ومن العلماء المعروفين في [[العراق]] ، وأحد روّاد الوحدة والإصلاح. يعدّ من أبرز تلامذة السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي ، وهو صاحب الفتوى التاريخية الشهيرة حول الجهاد ضدّ داعش . | ||
[[ملف:علي السيستاني.jpg|تصغير|السيّد علي السيستاني]] | [[ملف:علي السيستاني.jpg|تصغير|السيّد علي السيستاني]] | ||
سطر ١٥: | سطر ١٤: | ||
|- | |- | ||
|الأساتذة | |الأساتذة | ||
|[[أبو القاسم الخوئي]]\[[ | |[[أبو القاسم الخوئي]]\[[حسين البروجردي]]\[[حسين الحلّي]] | ||
|- | |- | ||
|التلاميذ | |التلاميذ | ||
سطر ٢٤: | سطر ٢٣: | ||
|} | |} | ||
</div> | </div> | ||
=ولادته ونشأته ودراسته= | =ولادته ونشأته ودراسته= | ||
سطر ٣٨: | سطر ٣٦: | ||
وخلال مدّة اقامته في قم راسل السيد علي البهبهاني عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش السيّد بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب السيد البهباني للسيّد رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلاً ٍّ تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام ). | وخلال مدّة اقامته في قم راسل السيد علي البهبهاني عالم الأهواز الشهير ومن اتباع مدرسة المحقق الطهراني، وكان موضوع المراسلات بعض مسائل القبلة حيث ناقش السيّد بعض نظريات المحقق الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها ، وبعد تبادل عدّة رسائل كتب السيد البهباني للسيّد رسالة مؤرخة في ( 7/ رجب /1370 هـ ) ــ وهو شاب في الواحدة والعشرين من العمر ــ يثني فيها على مهارته العلمية واصفاً اياه بـ (عمدة العلماء المحققين ونخبة الفقهاء المدققين) وموكّلاً ٍّ تكميل البحث إلى حين اللقاء به عند التشرّف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام ). | ||
وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر السيّد مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الامام الحسين ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد الخوئي | وفي أوائل عام (1371 هـ ) غادر السيّد مدينة قم متجهاً إلى موئل العلم والفضل للحوزات العلمية النجف الأشرف، فوصل كربلاء المقدسة في ذكرى أربعين الامام الحسين ( عليه السلام ) ثمّ توجّه إلى النجف الأشرف فسكن ( مدرسة البخارائي العلمية )، وحضر البحوث الفقهية والاصولية للعلمين الكبيرين السيد الخوئي والشيخ حسين الحلّي ولازمهما مدّة طويلة ، وحضر خلال ذلك ايضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين، منهم السيد الحكيم والسيد الشاهرودي. | ||
=نبوغه العلمي= | =نبوغه العلمي= | ||
لقد برز السيد السيستاني في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على | لقد برز السيد السيستاني في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على اقرانه، وذلك في قوّة الإشكال وسرعة البديهة وكثرة التحقيق والتتبع ومواصلة النشاط العلمي وإلمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية، ومما يشهد على ذلك أنه منح من بين زملاه واقرانه في عام 1380 هـ وهو في الحادية والثلاثين من عمره ـ ( شهادة الاجتهاد المطلق ) من قبل استاذيه السيد الخوئي والشيخ الحلي، ولم يمنح السيد الخوئي شهادة الاجتهاد إلا لنادرٍ من تلامذته، كما لم يمنح الشيخ الحلي اجازة الاجتهاد المطلق لغير السيّد، وقد كتب له ايضاً شيخ محدّثي عصره آغا برزك الطهراني شهادة يطري فيها على مهارته في علمي الرجال والحديث، وهي مؤرخة كذلك في عام 1380 هـ. | ||
=تدريسه= | =تدريسه= | ||
سطر ٥٢: | سطر ٥٠: | ||
وابتدأ ( دام ظلّه ) بإلقاء محاضراته في علم الأصول من شعبان عام (1384 هـ )، وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام ( 1411 هـ )، ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام 1397 هـ وإلى اليوم. | وابتدأ ( دام ظلّه ) بإلقاء محاضراته في علم الأصول من شعبان عام (1384 هـ )، وقد أكمل دورته الثالثة في شعبان عام ( 1411 هـ )، ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والأصولية من عام 1397 هـ وإلى اليوم. | ||
وقد خرّج بحثه | وقد خرّج بحثه عدّة من الفضلاء البارزين وبعضهم من أساتذة البحث الخارج : كالشيخ مهدي مرواريد، والسيد مرتضى المهري، والسيد حبيب حسينيان، والسيد أحمد المددي، والشيخ مصطفى الهرندي ،والسيد هاشم الهاشمي، وغيرهم من أفاضل أساتذة الحوزات العلمية. | ||
=منهجه في البحث والتدريس= | =منهجه في البحث والتدريس= | ||
سطر ١٠٢: | سطر ١٠٠: | ||
=أخلاقياته= | =أخلاقياته= | ||
يقول عنه الدكتور محمّد حسين الصغير: «شغلته المهمّة العلمية عن مظاهر الدنيا، وأوقفته الظاهرة الشرعية عند حدودها، لم يعبأ بملبس أو مأكل، ولم ينظر إلى دار أو عقار، ولم يتمتع من الأصدقاء والخلصاء، ولم تستهوه مجالس الترويح عن النفس بالأحاديث والنوادر، اختصّ بأفراد قلائل من العلماء يستمع إليهم ويستمعون منه، لم يحضر مجلساً علمياً إلّاللمذاكرة، ولم يعتد المجالات التي تستوعب بعض الوقت، كلّ وكده وجهده وكدحه خالص لعلم أهل البيت، مع وقار ظاهر، واتّزان معروف، ونظرة صائبة. | |||
<br>عاش فقيراً ومازال فقيراً والملايين بين يديه؛ لسدّ احتياج الفقراء، وإعلاء شأن الدين، ورعاية الحوزات العلمية، ومعالجة المرضى، وإحياء المشاريع النافعة، والإصلاح بين المتخاصمين. | <br>عاش فقيراً ومازال فقيراً والملايين بين يديه؛ لسدّ احتياج الفقراء، وإعلاء شأن الدين، ورعاية الحوزات العلمية، ومعالجة المرضى، وإحياء المشاريع النافعة، والإصلاح بين المتخاصمين. | ||
<br>عاش منعزلًا حتّى لا يعرفه أكثر من طلّابه وعلية القوم، وهو معهم وخارج عنهم، لا يتّصل إلّالماماً ولا يتعايش مع الآخرين إلّالواذاً، فالعلم فوق كلّ شيء، وهو أكبر من كلّ شيء، ويضحّي من أجله بكلّ شيء، حتّى عدّ من الزاهدين في الحياة والمتفرّغين للعلم والعمل الصالح، بعيداً عن كلّ المعوّقات التي تشغله عن الاشتغال والتحصيل ومتابعة المعارف. | <br>عاش منعزلًا حتّى لا يعرفه أكثر من طلّابه وعلية القوم، وهو معهم وخارج عنهم، لا يتّصل إلّالماماً ولا يتعايش مع الآخرين إلّالواذاً، فالعلم فوق كلّ شيء، وهو أكبر من كلّ شيء، ويضحّي من أجله بكلّ شيء، حتّى عدّ من الزاهدين في الحياة والمتفرّغين للعلم والعمل الصالح، بعيداً عن كلّ المعوّقات التي تشغله عن الاشتغال والتحصيل ومتابعة المعارف. | ||
سطر ١٢٠: | سطر ١١٨: | ||
=المصدر= | =المصدر= | ||
(انظر ترجمته في: مع علماء النجف الأشرف 2: 535- 536، المنتخب من أعلام الفكر والأدب: | (انظر ترجمته في: مع علماء النجف الأشرف 2: 535- 536، المنتخب من أعلام الفكر والأدب : 33، أساطين المرجعية العليا: 341- 396، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 394- 395، موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح 1: 775-778). |
تعديل