٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦١: | سطر ٦١: | ||
=كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته= | =كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته= | ||
من ألطف وأطرف ما رأيته في كلمات القوم حول الإصلاح الإسلامي ما جاء في كتاب « البيّنات » لصاحبه الشيخ عبد القادر المغربي ، وأنا أنقله هنا على طوله للسبب المتقدّم المذكور آنفاً . | من ألطف وأطرف ما رأيته في كلمات القوم حول الإصلاح الإسلامي ما جاء في كتاب « البيّنات » لصاحبه الشيخ [[عبد القادر المغربي]] ، وأنا أنقله هنا على طوله للسبب المتقدّم المذكور آنفاً . | ||
يقول : « حصل الانقلاب العجيب في الدولة العثمانية ، وأخذت تتهيّأ لحدوث مثله كلّ من الحكومتين الأفغانية والمراكشية ، فالانقلاب فيهما واقع ما له من دافع ، إن لم يكن الآن فبعد الآن ! | يقول : « حصل الانقلاب العجيب في الدولة العثمانية ، وأخذت تتهيّأ لحدوث مثله كلّ من الحكومتين الأفغانية والمراكشية ، فالانقلاب فيهما واقع ما له من دافع ، إن لم يكن الآن فبعد الآن ! | ||
سطر ٦٨: | سطر ٦٨: | ||
ولكن رجال الدين يرتابون في أن يكون الإسلام محتاجاً إلى إصلاح ، وكثيرون منهم يرون أنّ الكلام في إصلاحه لغو وباطل ; إذ أنّ الدين الإسلامي لم يكن بالفاسد في يوم من الأيّام حتّى نفكّر في إصلاحه أو نبحث عن طريقة لأجل إصلاحه . . ثمّ يقولون لمريدي الإصلاح : إذا أردتم عمل شيء من هذا القبيل فدونكم إصلاح المسلمين من حيث تعليمهم طرق المعاش وتدريبهم على الأساليب الحديثة في الصناعة والتجارة والزراعة وفنون الاختراع ، أمّا أن تعمدوا إلى الدين الإسلامي نفسه فتقدّموا وتؤخّروا فيه بزعم إصلاحه فإنّه منكر ولا نرضى به ونبذل جهدنا وأرواحنا في مقاومته ومعارضة تنفيذه . | ولكن رجال الدين يرتابون في أن يكون الإسلام محتاجاً إلى إصلاح ، وكثيرون منهم يرون أنّ الكلام في إصلاحه لغو وباطل ; إذ أنّ الدين الإسلامي لم يكن بالفاسد في يوم من الأيّام حتّى نفكّر في إصلاحه أو نبحث عن طريقة لأجل إصلاحه . . ثمّ يقولون لمريدي الإصلاح : إذا أردتم عمل شيء من هذا القبيل فدونكم إصلاح المسلمين من حيث تعليمهم طرق المعاش وتدريبهم على الأساليب الحديثة في الصناعة والتجارة والزراعة وفنون الاختراع ، أمّا أن تعمدوا إلى الدين الإسلامي نفسه فتقدّموا وتؤخّروا فيه بزعم إصلاحه فإنّه منكر ولا نرضى به ونبذل جهدنا وأرواحنا في مقاومته ومعارضة تنفيذه . | ||
وهذه هي نقطة الخلاف التي يشتدّ عندها تقلّص الشفاه ، ويكثر في النزاع عليها صرير الأسنان . | وهذه هي نقطة الخلاف التي يشتدّ عندها تقلّص الشفاه ، ويكثر في النزاع عليها صرير الأسنان . | ||
وأوّل مَن تكلّم في وجوب الإصلاح الديني الإسلامي ، أو يقال : أوّل مَن جهر به وأكثر من القول والعمل للوصول إليه هو المرحوم السيّد جمال الدين الأفغاني . ولقد سألته مرّة عن أيّة الطرق نسلك للمّ الشعث وانتشال أُمّتنا الإسلامية من هوّة انحطاطها ، فقال : لا بدّ في الوصول إلى هذا الغرض من « حركة دينية » ، قلت : بماذا ؟ قال : حركة دينية ، قلت : وما تعني بالحركة الدينية ؟ ففسّرها لي تفسيراً ينطبق على ما نسمّيه اليوم الإصلاح الديني تارةً ، والإصلاح الإسلامي تارةً أُخرى ، ثمّ قال جمال الدين : « إنّه كما استفادت أُمم الأُوربا ( كذا كان يلفظها بالألف واللام ) بحركة « لوثيروس » الدينية وإصلاحه تعاليم الديانة المسيحية ، كذلك نحن معشر المسلمين يجب علينا أن نستفيد من « حركة دينية » نقوم بها ، ويكون من أثرها إصلاح تعاليمنا وتحسين حالة اجتماعنا » ، ثم قال (رحمه الله) : « وليس المراد بإصلاح تعاليمنا أن نجدّد في الدين تعليماً أو نحدث فيه حدثاً لم يأتِ به نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أو نحذف منه تعليماً أو حكماً أتى به ونصّ عليه ، وإنّما المراد أن نرجع في بساطة عقائدنا وسهولة تعاليمنا إلى ما كان عليه الحال في الصدر الأوّل ، فنتوسّع ما شئنا في أُمور الدنيا ومقوّمات عمرانها ، أمّا أُمور الدين فنقف عند حدوده ونصوصه وقفة عواجز ، ثمّ نسعى إلى تعلّمه وتفهّمه من أقرب الطرق وأسهلها ، فلا يقضي أحدنا عمره في تعلّم الدين تعلّماً يُقصينا عنه ويحول بيننا وبين العمل به والاهتداء بهديه » . | وأوّل مَن تكلّم في وجوب [[الإصلاح الديني الإسلامي]] ، أو يقال : أوّل مَن جهر به وأكثر من القول والعمل للوصول إليه هو المرحوم السيّد جمال الدين الأفغاني . ولقد سألته مرّة عن أيّة الطرق نسلك للمّ الشعث وانتشال أُمّتنا الإسلامية من هوّة انحطاطها ، فقال : لا بدّ في الوصول إلى هذا الغرض من « حركة دينية » ، قلت : بماذا ؟ قال : حركة دينية ، قلت : وما تعني بالحركة الدينية ؟ ففسّرها لي تفسيراً ينطبق على ما نسمّيه اليوم الإصلاح الديني تارةً ، والإصلاح الإسلامي تارةً أُخرى ، ثمّ قال جمال الدين : « إنّه كما استفادت أُمم الأُوربا ( كذا كان يلفظها بالألف واللام ) بحركة « لوثيروس » الدينية وإصلاحه تعاليم الديانة المسيحية ، كذلك نحن معشر المسلمين يجب علينا أن نستفيد من « حركة دينية » نقوم بها ، ويكون من أثرها إصلاح تعاليمنا وتحسين حالة اجتماعنا » ، ثم قال (رحمه الله) : « وليس المراد بإصلاح تعاليمنا أن نجدّد في الدين تعليماً أو نحدث فيه حدثاً لم يأتِ به نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أو نحذف منه تعليماً أو حكماً أتى به ونصّ عليه ، وإنّما المراد أن نرجع في بساطة عقائدنا وسهولة تعاليمنا إلى ما كان عليه الحال في الصدر الأوّل ، فنتوسّع ما شئنا في أُمور الدنيا ومقوّمات عمرانها ، أمّا أُمور الدين فنقف عند حدوده ونصوصه وقفة عواجز ، ثمّ نسعى إلى تعلّمه وتفهّمه من أقرب الطرق وأسهلها ، فلا يقضي أحدنا عمره في تعلّم الدين تعلّماً يُقصينا عنه ويحول بيننا وبين العمل به والاهتداء بهديه » . | ||
وبهذا الكلام أوضح جمال الدين ما أراده بقوله : « حركة دينية » و« إصلاح ديني » ، فالإصلاح الذي أراده إذاً إصلاح علمي تعليمي محض لا شائبة فيه للحركات الثوروية والمشاغبات الفسادية ، ولا مسحة عليه من المروق والإلحاد . | وبهذا الكلام أوضح جمال الدين ما أراده بقوله : « حركة دينية » و« إصلاح ديني » ، فالإصلاح الذي أراده إذاً إصلاح علمي تعليمي محض لا شائبة فيه للحركات الثوروية والمشاغبات الفسادية ، ولا مسحة عليه من المروق والإلحاد . | ||
ولكن هل نرى الأشياخ من رجال ديننا يعجبهم قول جمال الدين ويرضيهم تفسيره للحركة الدينية بما ذكر ؟ وهل هم يعترفون بأنّ الدين الإسلامي يلزمه إصلاح ؟ | ولكن هل نرى الأشياخ من رجال ديننا يعجبهم قول جمال الدين ويرضيهم تفسيره للحركة الدينية بما ذكر ؟ وهل هم يعترفون بأنّ الدين الإسلامي يلزمه إصلاح ؟ | ||
سطر ١٢٦: | سطر ١٢٦: | ||
2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة . | 2 ـ التجديد الذي يؤدّي إلى تحرير الفكر من القيود ، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمّة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارف الدين إلى ينابيعها الأُولى ، واعتبار الدين من ضمن موازين العقل البشري ، وإصلاح أساليب اللغة العربية ، والتمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب ، وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة . | ||
3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية . | 3 ـ الإصلاح بالإسلام ، لا بالمشاريع الغريبة على البيئة الإسلامية . | ||
4 ـ الوسطية الإسلامية التي برِئت من الغلو والإغراق في المادّية أو في الروحانية . | 4 ـ [[الوسطية]] الإسلامية التي برِئت من [[الغلو]] والإغراق في المادّية أو في الروحانية . | ||
5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل . | 5 ـ العقلانية المؤمنة التي تجمع بين العقل والنقل . | ||
6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة . | 6 ـ الوعي بسنن الله الكونية التي تحكم عوالم المخلوقات ، وجعل هذه السنن علماً من العلوم المدوّنة . | ||
7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية . | 7 ـ الدولة في الإسلام مدنية ـ إسلامية ، لا كهنوتية ولا علمانية . | ||
8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات . | 8 ـ [[الشورى]] ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات . | ||
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها . | 9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها . | ||
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (6). | 10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (6). |
تعديل