٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤: | سطر ٤: | ||
=الإصلاح لغة واصطلاحاً= | =الإصلاح لغة واصطلاحاً= | ||
الإصلاح ( Reform ) ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة( | الإصلاح ( Reform ) ضدّ الإفساد ، وهو من الصلاح المقابل للفساد وللسيّئة(1). | ||
(1)راجع : المصباح المنير ص345 ،القاموس المحيط ج1 ،ص243 . . | |||
وفي القرآن الكريم : ( خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) ( سورة التوبة : 102 ) ، ( وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) ( سورة الأعراف : 56 ) . فالإصلاح هو : التغيير إلى الأفضل ، والحركات الإصلاحية هي : الدعوات التي تحرّك قطاعات من البشر لإصلاح ما فسد في الميادين الاجتماعية المختلفة ، انتقالاً بالحياة إلى درجة أرقى في سلّم التطوّر الإنساني . | |||
والإصلاح : تعديل أو تطوير غير جذري في العلاقات الاجتماعية دون المساس بأُسسها . | والإصلاح : تعديل أو تطوير غير جذري في العلاقات الاجتماعية دون المساس بأُسسها . | ||
سطر ٢١: | سطر ٢٥: | ||
الثالث : التمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة » . | الثالث : التمييز بين ما للحكومة من حقّ الطاعة على الشعب وما للشعب من حقّ العدالة على الحكومة » . | ||
وهكذا مثّلت هذه الحركة الإصلاحية منهاجاً وسطاً بين أهل الجمود والتقليد وبين المتغرّبين المنبهرين بالنموذج الحضاري الغربي ، وكانت دعوتها الإصلاحية شاملة لميادين الفكر الديني واللغة العربية وعلومها وآدابها وعلاقات الحاكمين بالمحكومين . | وهكذا مثّلت هذه الحركة الإصلاحية منهاجاً وسطاً بين أهل الجمود والتقليد وبين المتغرّبين المنبهرين بالنموذج الحضاري الغربي ، وكانت دعوتها الإصلاحية شاملة لميادين الفكر الديني واللغة العربية وعلومها وآدابها وعلاقات الحاكمين بالمحكومين . | ||
ولقد تحوّلت فكرية هذه الدعوة الإصلاحية إلى روح سارية في الكثير من الدعوات والحركات والمشاريع الفكرية للعديد من العلماء والمفكّرين على امتداد العقود التي تلت وعلى امتداد أقاليم عالم الإسلام »( | ولقد تحوّلت فكرية هذه الدعوة الإصلاحية إلى روح سارية في الكثير من الدعوات والحركات والمشاريع الفكرية للعديد من العلماء والمفكّرين على امتداد العقود التي تلت وعلى امتداد أقاليم عالم الإسلام »(2) . | ||
(2)موسوعة الحضارة الإسلامية ص416-417 . | |||
=فلسفة تاريخ الإصلاح في الإسلام= | =فلسفة تاريخ الإصلاح في الإسلام= | ||
سطر ٤٨: | سطر ٥٤: | ||
ولمَن أخضع بدعوته الحكيمة الرفيعة عدوّاً لم تعمل فيه السيوف ولم تقاومه الجنود وحطّم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، فسخّره أصحاب الدعوة بقوّتهم الروحية وإيمانهم القوي للإسلام ، وجعلوه من أتباع محمّد (صلى الله عليه وآله) . . | ولمَن أخضع بدعوته الحكيمة الرفيعة عدوّاً لم تعمل فيه السيوف ولم تقاومه الجنود وحطّم العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ، فسخّره أصحاب الدعوة بقوّتهم الروحية وإيمانهم القوي للإسلام ، وجعلوه من أتباع محمّد (صلى الله عليه وآله) . . | ||
ولمَن أخضع بأدبه القوي وشعره البليغ عقولاً لم تُخضعها المباحث العلمية والفلسفات الدينية ، إلى غير ذلك ، ولكلّ فضلٌ . | ولمَن أخضع بأدبه القوي وشعره البليغ عقولاً لم تُخضعها المباحث العلمية والفلسفات الدينية ، إلى غير ذلك ، ولكلّ فضلٌ . | ||
وما التاريخ إلاّ تأدية الأمانات إلى أهلها ، والحكم بالعدل ، والاعتراف بالفضل ، وقد قام كلّ واحد منهم بدوره ، وساهم بقسطه ; القسط المطلوب منه ، وكلّ كان مرابطاً على ثغر من ثغور الإسلام ، وكلّ كان سهماً مصيباً في كنانة الإسلام . . ولولا هذه الجهود المخلصة ، ولولا هذه الأقساط التي قد لا تُرى إلاّ بمكبّرة التاريخ ، لما وصلت إلينا هذه المجموعة التي نعتزّ بها ونستند إليها ، ونقتبس منها النور سليمة موفورة نتباهى بها على الأُمم والديانات( | وما التاريخ إلاّ تأدية الأمانات إلى أهلها ، والحكم بالعدل ، والاعتراف بالفضل ، وقد قام كلّ واحد منهم بدوره ، وساهم بقسطه ; القسط المطلوب منه ، وكلّ كان مرابطاً على ثغر من ثغور الإسلام ، وكلّ كان سهماً مصيباً في كنانة الإسلام . . ولولا هذه الجهود المخلصة ، ولولا هذه الأقساط التي قد لا تُرى إلاّ بمكبّرة التاريخ ، لما وصلت إلينا هذه المجموعة التي نعتزّ بها ونستند إليها ، ونقتبس منها النور سليمة موفورة نتباهى بها على الأُمم والديانات(3) . | ||
(3)رجال الفكر والدعوة في الإسلام ج1 ،ص52-58 . | |||
=كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته= | =كلام أحد المصلحين الإسلاميين حول الإصلاح وفلسفته= | ||
سطر ١٠٠: | سطر ١٠٨: | ||
11 ـ أن نرفع من شأن العمل قليلاً ، فلا نزعم أنّ المسلم ينجو بمجرّد أقوال يردّدها ، أو تقاليد يُبطنها ، أو حركات يأتي بها ، بل إنّ المسلم : من سلم المسلمون من لسانه ويده بالفعل ، وعمل الأعمال التي حثّ عليها الإسلام ، وتخلّق بالأخلاق التي أمر بها ، وإلاّ كان الدين دعاوي فارغة وألفاظاً مهملة ، أو يقال : كان الدين عبثاً والوحي سدى . | 11 ـ أن نرفع من شأن العمل قليلاً ، فلا نزعم أنّ المسلم ينجو بمجرّد أقوال يردّدها ، أو تقاليد يُبطنها ، أو حركات يأتي بها ، بل إنّ المسلم : من سلم المسلمون من لسانه ويده بالفعل ، وعمل الأعمال التي حثّ عليها الإسلام ، وتخلّق بالأخلاق التي أمر بها ، وإلاّ كان الدين دعاوي فارغة وألفاظاً مهملة ، أو يقال : كان الدين عبثاً والوحي سدى . | ||
12 ـ أن نرفع أيضاً من شأن الأسباب قليلاً ، ونعتبرها مظاهر لإرادة الله تعالى وقدرته ، فلا نهملها إلى حدّ أن نقول : إنّ السمّ لا دخل له في موت من تناوله فمات به ، وإنّ هذا المتناول لو لم يتناوله لمات حتماً ! فإنّ هذا القول يؤدّي إلى تعطيل الحدود والشكّ في حكمة المعبود . | 12 ـ أن نرفع أيضاً من شأن الأسباب قليلاً ، ونعتبرها مظاهر لإرادة الله تعالى وقدرته ، فلا نهملها إلى حدّ أن نقول : إنّ السمّ لا دخل له في موت من تناوله فمات به ، وإنّ هذا المتناول لو لم يتناوله لمات حتماً ! فإنّ هذا القول يؤدّي إلى تعطيل الحدود والشكّ في حكمة المعبود . | ||
13 ـ أن يترك الفقهاء كثيراً من النظريات والمسائل إلى أرباب الاختصاص في علومها ، فلا يكون الفقيه طبيباً ومهندساً وكيمياوياً وقائد حرب . . الخ ، وإنّما يبحث فيما يعلم ، ويدع ما لا يعلم لمن يعلم من الأخصّائيّين المسلمين »( | 13 ـ أن يترك الفقهاء كثيراً من النظريات والمسائل إلى أرباب الاختصاص في علومها ، فلا يكون الفقيه طبيباً ومهندساً وكيمياوياً وقائد حرب . . الخ ، وإنّما يبحث فيما يعلم ، ويدع ما لا يعلم لمن يعلم من الأخصّائيّين المسلمين »(4) . | ||
(4)البينات ج1 ،ص2-8 و13-17 . | |||
هذا ، ولا بدّ في المقام من وقفة قصيرة جدّاً مع موضوع « التجديد » : | هذا ، ولا بدّ في المقام من وقفة قصيرة جدّاً مع موضوع « التجديد » : | ||
فالتجديد كان قائماً على مرّ التاريخ الإسلامي ، خاصّة في عصر الحركة الحضارية نرى ذلك التجديد في الفقه والأُصول والتفسير والحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية . الاجتهاد وشيوع حديث ظهور المجدّدين على رأس كلّ قرن من مظاهر هذا التجديد المستمرّ . | فالتجديد كان قائماً على مرّ التاريخ الإسلامي ، خاصّة في عصر الحركة الحضارية نرى ذلك التجديد في الفقه والأُصول والتفسير والحياة الأدبية والسياسية والاجتماعية . الاجتهاد وشيوع حديث ظهور المجدّدين على رأس كلّ قرن من مظاهر هذا التجديد المستمرّ . | ||
سطر ١١٨: | سطر ١٢٩: | ||
8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات . | 8 ـ الشورى ، أي : مشاركة الأُمّة في صنع القرارات . | ||
9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها . | 9 ـ العدالة الاجتماعية التي تحقّق التكافل الاجتماعي بين الأُمّة كلّها . | ||
10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ ( | 10 ـ إنصاف المرأة لتشارك الرجل في القيام بفرائض وتكاليف العمل العامّ (5). | ||
(5)نقل عن د.محمد عمارة في المعجم الوسيط للساعدي ج1 ،ص93 . | |||
=المصدر= |
تعديل