٢٬٧٩٦
تعديل
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٤٩٧: | سطر ٤٩٧: | ||
كما عرّفه الشيخ تاج الدين الهلالي المفتي العامّ لمسلمي قارّة أُستراليا سابقا بأنّه : انفتاح علمي واستقراء فقهي للتعرّف على أدلّة أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة للوقوف على حجّتهم فيما اختلف فيه من أحكام فقهية ، والغاية منه اتّساع المدارك والأفهام ، ومعرفة أكثر من طريق وبرهان ودليل يصل إلى الغاية التعبّدية لتطبيق النصوص الشرعية . | كما عرّفه الشيخ تاج الدين الهلالي المفتي العامّ لمسلمي قارّة أُستراليا سابقا بأنّه : انفتاح علمي واستقراء فقهي للتعرّف على أدلّة أصحاب المذاهب الإسلامية المختلفة للوقوف على حجّتهم فيما اختلف فيه من أحكام فقهية ، والغاية منه اتّساع المدارك والأفهام ، ومعرفة أكثر من طريق وبرهان ودليل يصل إلى الغاية التعبّدية لتطبيق النصوص الشرعية . | ||
كما عرّفه الدكتور [[محمّد الدسوقي]] المصري أُستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة القطرية بأنّه : محاولة لكسر شوكة التعصّب ، وجمع كلمة الأُمّة على أُصول عقيدتها والمبادئ الأساسية لدينها . | كما عرّفه الدكتور [[محمّد الدسوقي]] المصري أُستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة القطرية بأنّه: محاولة لكسر شوكة التعصّب ، وجمع كلمة الأُمّة على أُصول عقيدتها والمبادئ الأساسية لدينها . | ||
وأخيراً عرّفه الدكتور [[أحمد عبدالرحيم السائح]] الأُستاذ في جامعة [[قطر]] و[[الأزهر]] و[[أُمّ القرى]] بأنّه : اتّحاد أهل الإسلام على الأُصول الإسلامية التي لا يكون المسلم مسلماً إلاّ بها ، وأن ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبغي الغلب بل يبغي الحقّ والمعرفة الصحيحة ، والتركيز على النقاط المشتركة ، كوحدة الغاية ووحدة المنهج ووحدة القيادة ووحدة العقيدة . | وأخيراً عرّفه الدكتور [[أحمد عبدالرحيم السائح]] الأُستاذ في جامعة [[قطر]] و[[الأزهر]] و[[أُمّ القرى]] بأنّه : اتّحاد أهل الإسلام على الأُصول الإسلامية التي لا يكون المسلم مسلماً إلاّ بها ، وأن ينظر الجميع فيما وراء ذلك نظرة من لا يبغي الغلب بل يبغي الحقّ والمعرفة الصحيحة ، والتركيز على النقاط المشتركة ، كوحدة الغاية ووحدة المنهج ووحدة القيادة ووحدة العقيدة . | ||
سطر ٥٢٥: | سطر ٥٢٥: | ||
الأمر الثاني : أنّ الأُصول الأساسية للإسلام لا خلاف فيها بين المسلمين ، فكلّهم يعتقدون بتوحيد الربّ تعالى ، وبنبوّة نبيّنا محمّد والأنبياء قبله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، وبالمعاد ، والجنّة والنار ، وبالصلاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنّ كتابهم واحد ، وقبلتهم واحدة ، إلى غير ذلك من أركان العقيدة والعمل . ولا يخفى أنّ هذه الأُصول المتّفق عليها والمشتركة بين المذاهب الإسلامية هي بالذات ملاك الأُخوّة الإسلامية ومعيار وحدة الأُمّة ، دون غيرها من المسائل المختلف فيها والآراء الخاصّة بكلّ مذهب ، والتي تدخل في معايير المذاهب نفسها دون أصل الإسلام . | الأمر الثاني : أنّ الأُصول الأساسية للإسلام لا خلاف فيها بين المسلمين ، فكلّهم يعتقدون بتوحيد الربّ تعالى ، وبنبوّة نبيّنا محمّد والأنبياء قبله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) ، وبالمعاد ، والجنّة والنار ، وبالصلاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأنّ كتابهم واحد ، وقبلتهم واحدة ، إلى غير ذلك من أركان العقيدة والعمل . ولا يخفى أنّ هذه الأُصول المتّفق عليها والمشتركة بين المذاهب الإسلامية هي بالذات ملاك الأُخوّة الإسلامية ومعيار وحدة الأُمّة ، دون غيرها من المسائل المختلف فيها والآراء الخاصّة بكلّ مذهب ، والتي تدخل في معايير المذاهب نفسها دون أصل الإسلام . | ||
الأمر الثالث : أنّ دعوة الناس إلى وحدة الأُمّة لا يُعنى بها رفض المذاهب كلّها أو بعضها ، كما لايراد بها إدغام المذاهب والمساومة عليها ، وذلك بأخذ شيء من كلّ مذهب ورفض شيء بحيث تكون الحصيلة صفقة مرضية لأتباع المذاهب ، كما لا يُعنى بها تبديل مذهب أو إحداث مذهب جديد في الإسلام ، كما لا يُعنى به الاكتفاء بالمشتركات ورفض موارد الاختلاف والإعراض عنها تماماً . نعم ، لا يراد بالوحدة والتقريب شيئاً من هذه الوجوه المتصوّرة التي ربّما يوجد لكلِّ منها أنصار بين المسلمين الذين يدعون إلى وحدة الأُمّة ، بل يراد التأكيد والركون إلى المشتركات في حقل العقيدة والشريعة باعتبارها الأُصول الأساسية للإسلام ، وكونها معياراً للأُخوّة الإسلامية ووحدة الأُمّة . هذا مع الاحتفاظ بالمذاهب والاحترام المتقابل بين أتباعها فيما وراء هذه الأُصول من المسائل الجانبية الفرعية التي يسوغ الخلاف فيها في إطار الدليل والبرهان ، والتي تعتبر غير ضرورية ، ويكون باب الحوار والاجتهاد فيها مفتوحاً . إنّ الاختلاف في مثل هذه المسائل مقبول ولا ضير فيه ، بل لا مناص منه ، فلكلّ ذي رأي رأيه : ( '''وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ...''' )( سورة هود : 118 ـ 119 ) ، أي : للرحمة ، أو للاختلافات على الخلاف ، حسب تعبير الإمام كاشف الغطاء في إحدى مقالاته . | الأمر الثالث : أنّ دعوة الناس إلى وحدة الأُمّة لا يُعنى بها رفض المذاهب كلّها أو بعضها ، كما لايراد بها إدغام المذاهب والمساومة عليها ، وذلك بأخذ شيء من كلّ مذهب ورفض شيء بحيث تكون الحصيلة صفقة مرضية لأتباع المذاهب ، كما لا يُعنى بها تبديل مذهب أو إحداث مذهب جديد في الإسلام ، كما لا يُعنى به الاكتفاء بالمشتركات ورفض موارد الاختلاف والإعراض عنها تماماً . نعم ، لا يراد بالوحدة والتقريب شيئاً من هذه الوجوه المتصوّرة التي ربّما يوجد لكلِّ منها أنصار بين المسلمين الذين يدعون إلى وحدة الأُمّة ، بل يراد التأكيد والركون إلى المشتركات في حقل العقيدة والشريعة باعتبارها الأُصول الأساسية للإسلام ، وكونها معياراً للأُخوّة الإسلامية ووحدة الأُمّة. هذا مع الاحتفاظ بالمذاهب والاحترام المتقابل بين أتباعها فيما وراء هذه الأُصول من المسائل الجانبية الفرعية التي يسوغ الخلاف فيها في إطار الدليل والبرهان ، والتي تعتبر غير ضرورية ، ويكون باب الحوار والاجتهاد فيها مفتوحاً . إنّ الاختلاف في مثل هذه المسائل مقبول ولا ضير فيه ، بل لا مناص منه ، فلكلّ ذي رأي رأيه : ( '''وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ...''' )( سورة هود : 118 ـ 119 ) ، أي : للرحمة ، أو للاختلافات على الخلاف ، حسب تعبير الإمام كاشف الغطاء في إحدى مقالاته . | ||
الأمر الرابع : قد تبيّن ممّا سبق أنّ المراد بالمذاهب الإسلامية هي المذاهب التي تؤمن بتلك الأُصول الأساسية العقائدية والعلمية التي يلتزم أتباعها بالعمل بها بحيث يمكن أن يدخلوا في إطار الأُمّة الإسلامية ويُعَدّوا مسلمين ، والذين ينكرون أصلاً من تلك الأُصول فنحن لا ندعوهم إلاّ إلى الأخذ بما أخذ به إخوانهم المسلمون ليدخلوا في زمرة الأُمّة الإسلامية . | الأمر الرابع : قد تبيّن ممّا سبق أنّ المراد بالمذاهب الإسلامية هي المذاهب التي تؤمن بتلك الأُصول الأساسية العقائدية والعلمية التي يلتزم أتباعها بالعمل بها بحيث يمكن أن يدخلوا في إطار الأُمّة الإسلامية ويُعَدّوا مسلمين ، والذين ينكرون أصلاً من تلك الأُصول فنحن لا ندعوهم إلاّ إلى الأخذ بما أخذ به إخوانهم المسلمون ليدخلوا في زمرة الأُمّة الإسلامية . | ||
سطر ٥٣١: | سطر ٥٣١: | ||
الأمر الخامس : لا بدّ من تعيين المشتركات والأُصول الأساسية للإسلام ـ وإن كانت معلومةً إجمالاً ـ من قبل نُخبة من علماء المذاهب الإسلامية في مؤتمر عامّ ، وفي لجان تخصّصية مهمّتها تشخيص الأُصول المتّفق عليها ; لتكون معياراً للحكم على من لا يلتزم بها ، أو بشيء منها بأنّه خارج عن الأُمّة أو أنّه غير مسلم . | الأمر الخامس : لا بدّ من تعيين المشتركات والأُصول الأساسية للإسلام ـ وإن كانت معلومةً إجمالاً ـ من قبل نُخبة من علماء المذاهب الإسلامية في مؤتمر عامّ ، وفي لجان تخصّصية مهمّتها تشخيص الأُصول المتّفق عليها ; لتكون معياراً للحكم على من لا يلتزم بها ، أو بشيء منها بأنّه خارج عن الأُمّة أو أنّه غير مسلم . | ||
الأمر السادس : مادام لم يوضّح ويحدّد هذا المعيار ( الكفر والإيمان ) فليس لأحد رمي الآخرين بالكفر ، كما أنّه لايجوز المسارعة في الحكم به على أهل القبلة وعلى كلّ مَن التزم بالأُصول الإسلامية المتّفق عليها ، وحتّى لو شُكّ في التزامه بها ، بل ويجب الاجتناب بشكل قاطع عن تشكيل محكمة من قبلنا لتقسيم الجنّة والنار بين المسلمين ، ولكن وجب أن نوكل هذا الأمر إلى الله | الأمر السادس : مادام لم يوضّح ويحدّد هذا المعيار ( الكفر والإيمان ) فليس لأحد رمي الآخرين بالكفر ، كما أنّه لايجوز المسارعة في الحكم به على أهل القبلة وعلى كلّ مَن التزم بالأُصول الإسلامية المتّفق عليها ، وحتّى لو شُكّ في التزامه بها ، بل ويجب الاجتناب بشكل قاطع عن تشكيل محكمة من قبلنا لتقسيم الجنّة والنار بين المسلمين ، ولكن وجب أن نوكل هذا الأمر إلى الله تعالى، فإنّه الحكم العدل بين عباده : ( '''وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيَما كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ''' )( سورة النحل : 124 ) . | ||
الأمر السابع : المسائل الخلافية يجب أن تُبيّن على يد علماء المذاهب واعتماداً على المصادر المعتبرة عندهم ، ولا يجوز الاستناد إلى الإشاعات والأقوال غير المسندة ، أو إلى ما يروّجه أعداء كلّ مذهب جهلاً وكذباً ضدّ الآخرين ، ولا الاستناد إلى أقوال وأفعال الجهّال من أتباع كلّ مذهب ممّا يرفضه علماء ذلك المذهب والخبراء بأسراره . | الأمر السابع : المسائل الخلافية يجب أن تُبيّن على يد علماء المذاهب واعتماداً على المصادر المعتبرة عندهم ، ولا يجوز الاستناد إلى الإشاعات والأقوال غير المسندة ، أو إلى ما يروّجه أعداء كلّ مذهب جهلاً وكذباً ضدّ الآخرين ، ولا الاستناد إلى أقوال وأفعال الجهّال من أتباع كلّ مذهب ممّا يرفضه علماء ذلك المذهب والخبراء بأسراره . | ||
سطر ٥٨٣: | سطر ٥٨٣: | ||
5 ـ تجنّب الاستفزاز من أحد الطرفين للآخر ، فالحوار المنشود يقتضي أن يتوخّى كلّ من الطرفين في خطاب الآخر تجنّب العبارات المثيرة والكلمات المحدثة للتوتّر في الأعصاب وللإيغار في الصدور ، واختيار الكلمات التي تقرّب ولا تباعد وتجمع ولا تفرّق . | 5 ـ تجنّب الاستفزاز من أحد الطرفين للآخر ، فالحوار المنشود يقتضي أن يتوخّى كلّ من الطرفين في خطاب الآخر تجنّب العبارات المثيرة والكلمات المحدثة للتوتّر في الأعصاب وللإيغار في الصدور ، واختيار الكلمات التي تقرّب ولا تباعد وتجمع ولا تفرّق . | ||
6 ـ البعد عن شطط الغلاة والمتطرّفين من كلا الفريقين الذين يثيرون الفتن في حديثهم | 6 ـ البعد عن شطط الغلاة والمتطرّفين من كلا الفريقين الذين يثيرون الفتن في حديثهم وكتاباتهم، والقرب من المعتدلين من أهل البصيرة والحكمة الذين ينظرون إلى الأُمور بهدوء وعقلانية ووسطية ومن جميع الزوايا ، لا من زاوية واحدة . | ||
7 ـ المصارحة بالحكمة ، فينبغي أن يصارح بعضنا الآخر بالمشاكل القائمة والمسائل المعلّقة والعوائق المانعة ، ومحاولة التغلّب عليها بالحكمة والتدرّج والتعاون المفروض شرعاً بين المسلمين بعضهم مع بعض . | 7 ـ المصارحة بالحكمة ، فينبغي أن يصارح بعضنا الآخر بالمشاكل القائمة والمسائل المعلّقة والعوائق المانعة ، ومحاولة التغلّب عليها بالحكمة والتدرّج والتعاون المفروض شرعاً بين المسلمين بعضهم مع بعض . | ||
سطر ٦٠٩: | سطر ٦٠٩: | ||
7 ـ تصوّر أنّ التقريب يستهدف التذويب وحمل الناس على مذهب واحد ، وهو أمر باطل ، فالتقريب باطل . | 7 ـ تصوّر أنّ التقريب يستهدف التذويب وحمل الناس على مذهب واحد ، وهو أمر باطل ، فالتقريب باطل . | ||
8 ـ تصوّر أنّ التقريب يسهّل الأمر للانتقال من مذهب لآخر ، وبالتالي تخريب المعادلة بين المذاهب . | 8 ـ تصوّر أنّ التقريب يسهّل الأمر للانتقال من مذهب لآخر ، وبالتالي تخريب المعادلة بين المذاهب. | ||
9 ـ تصوّر أنّ التقريب غطاء للتسلّل إلى المذهب الآخر وتبليغ التعاليم المنافية له والتشكيك فيه . | 9 ـ تصوّر أنّ التقريب غطاء للتسلّل إلى المذهب الآخر وتبليغ التعاليم المنافية له والتشكيك فيه . | ||
سطر ٦٥٣: | سطر ٦٥٣: | ||
وهو أمر شهدناه في عصور الظلام الماضية ، ونشهده اليوم أيضاً ، حيث يستغلّ البعض نفوذه ليثير العامّة ، بل ربّما بعض المنتسبين لأهل العلم لتحريك الإحَن والنزاعات الطائفية . | وهو أمر شهدناه في عصور الظلام الماضية ، ونشهده اليوم أيضاً ، حيث يستغلّ البعض نفوذه ليثير العامّة ، بل ربّما بعض المنتسبين لأهل العلم لتحريك الإحَن والنزاعات الطائفية . | ||
يقول أحد الكتّاب المؤرّخين واصفاً بعض حروب الطوائف بتحريك من السلطات الحاكمة : « وكانت لا تمرّ سنة دون عنف بين ما وصف بفرق السنّة وفرق الشيعة في سائر أرجاء المنطقة العربية | يقول أحد الكتّاب المؤرّخين واصفاً بعض حروب الطوائف بتحريك من السلطات الحاكمة : « وكانت لا تمرّ سنة دون عنف بين ما وصف بفرق السنّة وفرق الشيعة في سائر أرجاء المنطقة العربية الإسلامية، فقد تولّى الترك بأنفسهم عام 249 هـ عمليات القمع الطائفي ضدّ الشيعة . . . وكان أكثر الضحايا من منطقة ( الشاكرية ) ب[[بغداد]] ، وبنتيجتها هوجم السجن المركزي وأُحرق أحد الجسرين الواصلين بين جانبي الكرخ والرصافة » . | ||
ويستمرّ في الحديث عن دور حكومات الطوائف في تحريك الفتن في مصر ، وعن الاقتتال الطائفي بعد قيام حركة الزنج في سواد جنوب العراق ، وامتداد النزاع إلى [[المدينة المنوّرة]] وإلى طبرستان ، وتواصلت إلى شمال أفريقيا ، وهكذا . | ويستمرّ في الحديث عن دور حكومات الطوائف في تحريك الفتن في مصر ، وعن الاقتتال الطائفي بعد قيام حركة الزنج في سواد جنوب العراق ، وامتداد النزاع إلى [[المدينة المنوّرة]] وإلى طبرستان ، وتواصلت إلى شمال أفريقيا ، وهكذا . | ||
سطر ٧٦٣: | سطر ٧٦٣: | ||
3 ـ التعرّف على المذاهب من مصادرها ، ولذلك كان من الخطوات العملية للتقريب بين [[المذاهب الفقهية]] والوحدة الإسلامية هو نشر المؤلّفات الأصيلة لرجالات المذاهب وعلمائها ، وتداولها بين كلّ المهتمّين بالتقريب بين أتباع المذاهب ، وتحقيق الوحدة ; لأنّ الأفكار المرسلة والتي تنتشر بين جماهير الأُمّة هي التي تساعد على التمزّق و[[التفرّق]] ، وتقف حجر عثرة في طريق الوحدة، ومن ثمّ كان من الضرورة العلمية وأيضاً من الضرورة لوحدة الأُمّة أن تعرف أحكام المذاهب من مصادرها المعتبرة لا من أقوال خصومها . | 3 ـ التعرّف على المذاهب من مصادرها ، ولذلك كان من الخطوات العملية للتقريب بين [[المذاهب الفقهية]] والوحدة الإسلامية هو نشر المؤلّفات الأصيلة لرجالات المذاهب وعلمائها ، وتداولها بين كلّ المهتمّين بالتقريب بين أتباع المذاهب ، وتحقيق الوحدة ; لأنّ الأفكار المرسلة والتي تنتشر بين جماهير الأُمّة هي التي تساعد على التمزّق و[[التفرّق]] ، وتقف حجر عثرة في طريق الوحدة، ومن ثمّ كان من الضرورة العلمية وأيضاً من الضرورة لوحدة الأُمّة أن تعرف أحكام المذاهب من مصادرها المعتبرة لا من أقوال خصومها . | ||
4 ـ الإمساك عن المطاعن ، ولهذا ينبغي أن تتوقّف حملة الأقلام عن إثارة المشاعر برمي أتباع بعض المذاهب بالفظائع معوّلين في ذلك على بعض الآراء الشاذّة والروايات المدخولة والأفكار المسمومة ; لأنّ الذين يُهاجَمون ويُنتَقدون سيلجأون إلى الدفاع عن أنفسهم ، فتثور الأحقاد ، وتستمرّ الحفائظ ، وتكون أكبر خدمة للأعداء الذين يتربّصون بالأُمّة الدوائر ، فعلى كلّ علماء الأُمّة أن يوصدوا باب [[المجادلات المذهبية]] وما يثير الحفائظ والعصبية ، فهي من أعظم المحرّمات في هذه الظروف التي أحاط بالأُمّة فيها الأعداء من الداخل والخارج . | 4 ـ الإمساك عن المطاعن ، ولهذا ينبغي أن تتوقّف حملة الأقلام عن إثارة المشاعر برمي أتباع بعض المذاهب بالفظائع معوّلين في ذلك على بعض الآراء الشاذّة والروايات المدخولة والأفكار المسمومة; لأنّ الذين يُهاجَمون ويُنتَقدون سيلجأون إلى الدفاع عن أنفسهم ، فتثور الأحقاد ، وتستمرّ الحفائظ ، وتكون أكبر خدمة للأعداء الذين يتربّصون بالأُمّة الدوائر ، فعلى كلّ علماء الأُمّة أن يوصدوا باب [[المجادلات المذهبية]] وما يثير الحفائظ والعصبية ، فهي من أعظم المحرّمات في هذه الظروف التي أحاط بالأُمّة فيها الأعداء من الداخل والخارج . | ||
5 ـ التفريق بين العقيدة التي يجب الإيمان بها وبين المعارف الفكرية التي تختلف فيها الآراء دون أن تمسّ العقيدة ، فبهذا التفريق تجتمع الأُمّة على ما اتّفقت عليه ، ويعذر بعضها بعضاً فيما اختلفت فيه ، ويومئذ يعود المسلمون كما كانوا أُمّة واحدة ، دينها الإسلام ، وكتابها القرآن ، ورسولها محمّد (صلى الله عليه وآله) ، تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتقبل الكلام فيما وراء ذلك على أنّه آراء يدلي كلّ بما يراه منها ، دون أن تسيء إلى وحدة المسلمين ، أو أن تكون عاملاً من عوامل فرقتهم وضعفهم . | 5 ـ التفريق بين العقيدة التي يجب الإيمان بها وبين المعارف الفكرية التي تختلف فيها الآراء دون أن تمسّ العقيدة ، فبهذا التفريق تجتمع الأُمّة على ما اتّفقت عليه ، ويعذر بعضها بعضاً فيما اختلفت فيه ، ويومئذ يعود المسلمون كما كانوا أُمّة واحدة ، دينها الإسلام ، وكتابها القرآن ، ورسولها محمّد (صلى الله عليه وآله) ، تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتقبل الكلام فيما وراء ذلك على أنّه آراء يدلي كلّ بما يراه منها ، دون أن تسيء إلى وحدة المسلمين ، أو أن تكون عاملاً من عوامل فرقتهم وضعفهم . | ||
سطر ٧٩٣: | سطر ٧٩٣: | ||
1 ـ جعل القرآن الكريم دستور الأُمّة ، واعتباره العنصر الرئيس في أُسس أيّ لقاء ، وجعله الحاكم في القضايا بين المسلمين . | 1 ـ جعل القرآن الكريم دستور الأُمّة ، واعتباره العنصر الرئيس في أُسس أيّ لقاء ، وجعله الحاكم في القضايا بين المسلمين . | ||
2 ـ إقامة التقريب بين المذاهب على أساس علمي رصين بعيداً عن العواطف أور ردّات الفعل الآنية ; لأنّ ما يقوم على أُسس علمية يبقى ويستمرّ ، وما يقوم على الظروف الزمانية يفنى ويضمحل . | 2 ـ إقامة التقريب بين المذاهب على أساس علمي رصين بعيداً عن العواطف أور ردّات الفعل الآنية; لأنّ ما يقوم على أُسس علمية يبقى ويستمرّ ، وما يقوم على الظروف الزمانية يفنى ويضمحل . | ||
3 ـ جعل التقريب قائماً على أساس التعاون الجماعي والاجتماعي بعيداً عن السياسات المتقلّبة ، أو الانحياز إلى نظام سياسي معيّن هنا أو هناك ، فالأنظمة السياسية لا تدوم ، والعمل الجماعي يدوم . | 3 ـ جعل التقريب قائماً على أساس التعاون الجماعي والاجتماعي بعيداً عن السياسات المتقلّبة ، أو الانحياز إلى نظام سياسي معيّن هنا أو هناك ، فالأنظمة السياسية لا تدوم ، والعمل الجماعي يدوم . | ||
سطر ٨٠٣: | سطر ٨٠٣: | ||
6 ـ التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب ، وليس اختلاف كفر وإيمان . | 6 ـ التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب ، وليس اختلاف كفر وإيمان . | ||
7 ـ عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات تنافرية ، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل [[الوفاق]] ، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق . | 7 ـ عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات تنافرية ، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل [[الوفاق]] ، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق. | ||
8 ـ عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية ، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي ، وبيان رسالته الواضحة ، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات | 8 ـ عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية ، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي ، وبيان رسالته الواضحة ، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات الحياة، وأنّه يُصلح الإنسان والزمان والمكان . | ||
فرسالة الإسلام جاءت لتجعل حياة الإنسان سعيدة ، وقد وضّح الإسلام سبل النجاة والأمن والاطمئنان للبشر جميعاً ، وللعيش فيما بينهم بسلام ومحبّة وإخاء ، قال تعالى : ( '''وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ''' ) ( سورة الأنبياء : 107 ) ، وأهمّ العالمين المسلمون فيما بينهم ليكونوا رحماء برحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) . | فرسالة الإسلام جاءت لتجعل حياة الإنسان سعيدة ، وقد وضّح الإسلام سبل النجاة والأمن والاطمئنان للبشر جميعاً ، وللعيش فيما بينهم بسلام ومحبّة وإخاء ، قال تعالى : ( '''وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ''' ) ( سورة الأنبياء : 107 ) ، وأهمّ العالمين المسلمون فيما بينهم ليكونوا رحماء برحمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) . | ||
سطر ٨٥١: | سطر ٨٥١: | ||
ب ـ تقدير الرأي والرأي الآخر واحترامهما ; لضرورتهما وأهمّيتهما عند الحوار ، وحين تبادل الرأي ، على أن يسود الحوار العلمي المجرّد كلّ مواقف عمليات التقريب وإن أدّت إلى الاختلاف ، فالاختلاف طبيعي ، وليس بمستنكر في إطار قواعد الاختلاف وآدابه . كما أنّ الدفاع عن الرأي والاستدلال على صحّته حقّ لكلّ عالم ، والردّ المدعم بالدليل العلمي حقّ أيضاً ، وإذا كانت المسألة من المسلّمات في القضايا الجدلية والمنطقية فهي في القضايا والمسائل الفرعية ومجالات الأحكام الاجتهادية من باب الأولى والأحرى . | ب ـ تقدير الرأي والرأي الآخر واحترامهما ; لضرورتهما وأهمّيتهما عند الحوار ، وحين تبادل الرأي ، على أن يسود الحوار العلمي المجرّد كلّ مواقف عمليات التقريب وإن أدّت إلى الاختلاف ، فالاختلاف طبيعي ، وليس بمستنكر في إطار قواعد الاختلاف وآدابه . كما أنّ الدفاع عن الرأي والاستدلال على صحّته حقّ لكلّ عالم ، والردّ المدعم بالدليل العلمي حقّ أيضاً ، وإذا كانت المسألة من المسلّمات في القضايا الجدلية والمنطقية فهي في القضايا والمسائل الفرعية ومجالات الأحكام الاجتهادية من باب الأولى والأحرى . | ||
ج ـ الاتّفاق على المرجع المبدئي والثابت للتحكيم بين الآراء المتحاورة ، وهو الكتاب والسنّة النبويّة الصحيحة ، كما هو مرجع كلّ المذاهب ، والمسلمون متّفقون نظرياً على المرجعية | ج ـ الاتّفاق على المرجع المبدئي والثابت للتحكيم بين الآراء المتحاورة ، وهو الكتاب والسنّة النبويّة الصحيحة ، كما هو مرجع كلّ المذاهب ، والمسلمون متّفقون نظرياً على المرجعية الواحدة، لكنّهم مع التأثّر بالمغريات المادّية والوجاهة الدنيوية والدوافع الخارجية لا يلتزمون أحياناً بما تدعو إليه تلك المرجعية ، ومرجع التقريب على كلّ الأحوال هو الكتاب الكريم والسنّة النبويّة الصحيحة التي ثبتت حجّيتها لدى المسلمين على اختلاف مذاهبهم . | ||
د ـ الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب ; لأنّها الأهمّ والأكثر من نقاط [[الخلاف]] ، ولكونها العامل الجامع المشترك بين متعدّد المذاهب ، ويتحقّق هذا الأمر الأساس من خلال ميادين التأليف والنشر ، والبحث العلمي ، والاستعانة بكلّ وسائل الاتّصال المقروءة والمسموعة والمرئية . | د ـ الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب ; لأنّها الأهمّ والأكثر من نقاط [[الخلاف]] ، ولكونها العامل الجامع المشترك بين متعدّد المذاهب ، ويتحقّق هذا الأمر الأساس من خلال ميادين التأليف والنشر ، والبحث العلمي ، والاستعانة بكلّ وسائل الاتّصال المقروءة والمسموعة والمرئية. | ||
هـ ـ إذا تغلّب الاختلاف على الأفكار والآراء فلا يجوز أن ينعكس كلّياً أو جزئياً على مواقف المسلمين من القضايا العالمية الكبرى ، فالاختلافات الفكرية والفقهية تبيّن بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّها كنز اشتهر به الفقه الإسلامي ، ولها تاريخ طويل ، كما أنّها من سنن الله تعالى في | هـ ـ إذا تغلّب الاختلاف على الأفكار والآراء فلا يجوز أن ينعكس كلّياً أو جزئياً على مواقف المسلمين من القضايا العالمية الكبرى ، فالاختلافات الفكرية والفقهية تبيّن بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّها كنز اشتهر به الفقه الإسلامي ، ولها تاريخ طويل ، كما أنّها من سنن الله تعالى في خلقه، نتج وينتج عنها تفاعل الحركة العلمية وتنوّع قواعد التشريع ، كما نجم عنها النموّ والغنى العلمي والفقهي الذي يباهي به التراث الإسلامي على المستوى الدولي ، لذلك لا عيب ولا خطر في الاختلافات الفقهية والفكرية ، وإنّما الخطر في استثمارها في فصم عُرى الإسلام ومخالفة ما جاء به التشريع السماوي ، والأخطر من ذلك على الأُمّة والوحدة الإسلامية هو الاختلاف في مصادر الإسلام الأساس ; لأنّ هذا النوع من الاختلاف ليس إلاّ الهوان والخسران ، كما يعني وبلا جدل الضعف والتمزّق وهيمنة الأعداء . لذلك فمن أهمّ أُسس التقريب وخطواته العملية الإسراع بتوحيد هويّة الأُمّة الإسلامية ، بتأكيد وحدة مصادرها ومرجعياتها ، والحفاظ على أمنها السياسي والاجتماعي والثقافي والعملي والاقتصادي ; حتّى لا يقوى الاختلاف ويزداد التمزّق ، فيسقط حقّ المسلم في حياة العزّة والمجد الذي هو نعمة من نعم الله على عباده المسلمين . | ||
وبالنظر بموضوعية إلى القضايا الإسلامية ذات الأولويات الكبرى ، والتركيز عليها دون الدخول في جزئياتها ; حتّى لا يستفرغ الجهد في الهوامش والجزئيات ، ومن أهمّها بل ومن أولوياتها الكبرى مسألة التفريق بين المسلمين ، وضراوة التنكيل بشعوبهم ، وخطورة العمل على إخراجهم عن دينهم بأعمال التنصير والتهويد والتجهيل واستغلال حاجاتهم المادّية في هذا العمل الخطير . | وبالنظر بموضوعية إلى القضايا الإسلامية ذات الأولويات الكبرى ، والتركيز عليها دون الدخول في جزئياتها ; حتّى لا يستفرغ الجهد في الهوامش والجزئيات ، ومن أهمّها بل ومن أولوياتها الكبرى مسألة التفريق بين المسلمين ، وضراوة التنكيل بشعوبهم ، وخطورة العمل على إخراجهم عن دينهم بأعمال التنصير والتهويد والتجهيل واستغلال حاجاتهم المادّية في هذا العمل الخطير . | ||
سطر ٨٦١: | سطر ٨٦١: | ||
وباعتبار التقريب عملية متواصلة فلا بدّ من استمرارية الحوار المتأنّي والمتعمّق في مسائل التقريب وقضاياه . | وباعتبار التقريب عملية متواصلة فلا بدّ من استمرارية الحوار المتأنّي والمتعمّق في مسائل التقريب وقضاياه . | ||
ويمكن أن تشمل الخطط التنفيذية إقامة ندوات تخصّصية ، وإحياء حلقات دروس [[الفقه المقارن]] ، وتنظيم اجتماعات رجالات الفكر وعلماء الشريعة وفقهاء الإسلام والمؤرّخين وذوي الاهتمام من فقهاء مختلف أنحاء العالم الإسلامي . | ويمكن أن تشمل الخطط التنفيذية إقامة ندوات تخصّصية ، وإحياء حلقات دروس [[الفقه المقارن]]، وتنظيم اجتماعات رجالات الفكر وعلماء الشريعة وفقهاء الإسلام والمؤرّخين وذوي الاهتمام من فقهاء مختلف أنحاء العالم الإسلامي . | ||
ولتطبيق هذه الوسيلة يجب أن تعدّ خطط عمل تطبيقية تُعنى بها الجهات المعنية داخل كلّ تجمّع إسلامي ، سواء منها ما كان على مستوى البلد الواحد ، أو ما هو على مستوى الجاليات والأقلّيات القاطنة خارج بلدان العالم الإسلامي ، بحيث تشمل تلك الخطط والبرامج والأنشطة التعاونية برامج ثقافية التقريب ، يصحبها حملات توعية إعلامية ، وحوارات فكرية فقهية تناقش فيها وبعمق وموضوعية مسائل التقريب وقضايا توحيد الرأي ، شاملة لمجمل قضايا الاختلافات الفقهية | ولتطبيق هذه الوسيلة يجب أن تعدّ خطط عمل تطبيقية تُعنى بها الجهات المعنية داخل كلّ تجمّع إسلامي ، سواء منها ما كان على مستوى البلد الواحد ، أو ما هو على مستوى الجاليات والأقلّيات القاطنة خارج بلدان العالم الإسلامي ، بحيث تشمل تلك الخطط والبرامج والأنشطة التعاونية برامج ثقافية التقريب ، يصحبها حملات توعية إعلامية ، وحوارات فكرية فقهية تناقش فيها وبعمق وموضوعية مسائل التقريب وقضايا توحيد الرأي ، شاملة لمجمل قضايا الاختلافات الفقهية والفكرية، ويتمّ تنفيذها وفق خطّة زمنية محكمة ، بحيث يبدأ تداوله على المستوى الدولي الإسلامي في إطار أنشطة المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ، ومن ثمّ يتمّ انتقالها وتداولها على المستوى الإقليمي ، تليها أنشطة في المجال نفسه ، تنفّذ على المستوى المحلّي ، تخطيطاً وتنفيذاً ، ومتابعةً وتقويماً ، على أن يسبق ذلك إنشاء هيئة أو مجلس أو جمعية في البلدان الإسلامية وفي مراكز تجمّعات المسلمين ، بحيث تتحدّد مهامّها ومسؤولياتها حول قضايا التقريب ، على أن تكون تابعة للمنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هيكلياً وتنظيمياً ، وتحت مسؤولياتها وإشرافها ، على غرار الأمانة العامّة لاتّحاد جامعات العالم الإسلامي ، على أن تُعنى بإعداد لوائحها وتحدّد مهامّها ومسؤولياتها وبرامج عملها وخططها بنفسها وبعد تكوينها ، ولها أن تستمدّ خبرتها ونشاطها وأوّليات برامجها وأنشطتها من خلال مقترحات رجالات الفكر والفقه الإسلامي وكتّابه وعلمائه ، بالتعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء والهيئات المماثلة القائمة حالياً على الساحة الإسلامية . | ||
ولها أن تستعين بالمهامّ الإجرائية التالية : | ولها أن تستعين بالمهامّ الإجرائية التالية : | ||
سطر ٨٩٥: | سطر ٨٩٥: | ||
==مجالات التقريب== | ==مجالات التقريب== | ||
أمّا مجالات التقارب : فهي المحاور التي يدور التقارب حولها . . والتي : | |||
( منها ) : محور العقائد ، فللمذاهب الإسلامية كافّة رؤية مشتركة واحدة تقريباً حول [[الأُصول العقائدية]] والأركان الإسلامية ، والخلاف في فروعها لا يخلّ بأصل الإسلام والأُخوّة الإسلامية . | ( منها ) : محور العقائد ، فللمذاهب الإسلامية كافّة رؤية مشتركة واحدة تقريباً حول [[الأُصول العقائدية]] والأركان الإسلامية ، والخلاف في فروعها لا يخلّ بأصل الإسلام والأُخوّة الإسلامية . | ||
سطر ٩٠٥: | سطر ٩٠٥: | ||
و( منها ) : محور التاريخ ، فلا ريب في أنّ المسلمين يتّفقون على وحدة المسيرة التاريخية في مفاصلها الرئيسة ، والاختلافات التفصيلية والفرعية يمكن طرحها في جوّ هادئ ، فيتمّ الوصول إلى موارد كثيرة للاتّفاق . | و( منها ) : محور التاريخ ، فلا ريب في أنّ المسلمين يتّفقون على وحدة المسيرة التاريخية في مفاصلها الرئيسة ، والاختلافات التفصيلية والفرعية يمكن طرحها في جوّ هادئ ، فيتمّ الوصول إلى موارد كثيرة للاتّفاق . | ||
وعلى | وعلى أي حال ، يجب أن لا تترك الخلافات آثارها السلبية على المسيرة الحاضرة للأُمّة الإسلامية. | ||
==أهداف التقريب== | ==أهداف التقريب== | ||
سطر ٩٢٥: | سطر ٩٢٥: | ||
لقد تصدّى الإمام علي (عليه السلام) إمام التقريب لكلّ المؤامرات التي دعت إلى سقوط ما بناه النبي (صلى الله عليه وآله) بصلابة وكياسة قلّ نظيرها . | لقد تصدّى الإمام علي (عليه السلام) إمام التقريب لكلّ المؤامرات التي دعت إلى سقوط ما بناه النبي (صلى الله عليه وآله) بصلابة وكياسة قلّ نظيرها . | ||
إنّ خطر الإسلام على الاستكبار العالمي لا يقلّ عن خطر الإسلام في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) ضدّ المشركين . فالعالم الإسلامي بما يمتلك من الثروات ومصادر القوّة وعدد النفوس مهدّد من قبل القوى العظمى ; لمعرفتهم بمنهجية الإسلام المعارضة للظلم والاضطهاد والداعية للعدل والوسطية . فالطريق الوحيد هو التماسك والوحدة واتّباع السبل المؤدّية إلى عدم النزاع والسقوط من | إنّ خطر الإسلام على الاستكبار العالمي لا يقلّ عن خطر الإسلام في زمن الرسول (صلى الله عليه وآله) ضدّ المشركين . فالعالم الإسلامي بما يمتلك من الثروات ومصادر القوّة وعدد النفوس مهدّد من قبل القوى العظمى ; لمعرفتهم بمنهجية الإسلام المعارضة للظلم والاضطهاد والداعية للعدل والوسطية . فالطريق الوحيد هو التماسك والوحدة واتّباع السبل المؤدّية إلى عدم النزاع والسقوط من الداخل، والتقريب يحقّق الهدف المنشود لمواجهة التفرقة ومؤامرات أعداء الاسلام القديمة والجديدة . | ||
2ـ الحفاظ على كيان المسلمين . | 2ـ الحفاظ على كيان المسلمين . | ||
سطر ٩٣٩: | سطر ٩٣٩: | ||
فالوطن الإسلامي يزخر بالثروات الطبيعية المتنوّعة ، وكان ـ ولازال ـ هدفاً لأطماع القوى المستعمرة . فالشرق الأوسط يحتوي على الكثير من مصادر الطاقة والمصادر الجوفية ، وكثير من البقاع الأفريقية بما تحمل من ثروات طبيعية هي جزء من الجسد الإسلامي ، وهناك الكثير من المسلمين في بلاد الغرب ، فالوحدة هي العامل الأساس للوقوف أمام أطماع عصابات السطو الدولية المسلّحة التي تدخل البلاد الإسلامية باسم الدفاع عن الأمن وحقوق الإنسان ، وتسلب المسلمين أمنهم وحقوقهم . | فالوطن الإسلامي يزخر بالثروات الطبيعية المتنوّعة ، وكان ـ ولازال ـ هدفاً لأطماع القوى المستعمرة . فالشرق الأوسط يحتوي على الكثير من مصادر الطاقة والمصادر الجوفية ، وكثير من البقاع الأفريقية بما تحمل من ثروات طبيعية هي جزء من الجسد الإسلامي ، وهناك الكثير من المسلمين في بلاد الغرب ، فالوحدة هي العامل الأساس للوقوف أمام أطماع عصابات السطو الدولية المسلّحة التي تدخل البلاد الإسلامية باسم الدفاع عن الأمن وحقوق الإنسان ، وتسلب المسلمين أمنهم وحقوقهم . | ||
فالاتّحاد عنصر مهمّ ومؤثّر في فضح المؤامرات وإطفاء نارها وإبطال مفعولها . أليس من العجب انتصار المسلمين الأوائل بالعدد والعدّة القليلة على أكبر إمبراطوريتين آنذاك بما لهما من قدرات وإمكانات ؟ ! واليوم تنتهك حرمات المسلمين وتغصب ثرواتهم وأراضيهم الواحدة تلو | فالاتّحاد عنصر مهمّ ومؤثّر في فضح المؤامرات وإطفاء نارها وإبطال مفعولها . أليس من العجب انتصار المسلمين الأوائل بالعدد والعدّة القليلة على أكبر إمبراطوريتين آنذاك بما لهما من قدرات وإمكانات ؟ ! واليوم تنتهك حرمات المسلمين وتغصب ثرواتهم وأراضيهم الواحدة تلو الأُخرى، وهم على عدد وعدّة كثيرة ! | ||
4ـ تحقّق هدف الرسالة المحمّدية . | 4ـ تحقّق هدف الرسالة المحمّدية . | ||
ممّا لا ينبغي الشكّ فيه أنّ حبّ المسلمين لنبي الإسلام يفوق حبّهم لأولادهم وأعراضهم وكلّ شيء | ممّا لا ينبغي الشكّ فيه أنّ حبّ المسلمين لنبي الإسلام يفوق حبّهم لأولادهم وأعراضهم وكلّ شيء لديهم، فهو أبو الأُمّة ونبي الرحمة وصاحب الخلق العظيم . فالاختلاف في العائلة أو القبيلة الواحدة يؤذي كبيرها ، ويلقي غبار الأسى على قلبه ، أما حان وقت الاتّحاد والتكاتف لإفراح قلب رسول الرحمة ، والذي سعى جاهداً لإعلاء كلمة الله وعزّ المجتمع الإسلامي ؟ ! فالنبي (صلى الله عليه وآله) لا يرضى لنا العداوة والشقاق ، فهما من عمل الشيطان :( '''إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ''' ) (سورة المائدة : 91 ) ، فالشيطان هو المنتصر عن طريق الشقاق والنفاق والنزاع والعداوة ، والذي أمرنا به رسول الله (صلى الله عليه وآله) كراراً هو الاتّفاق : ( '''واعْتَصِموا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقوا''' ) ( سورة آل عمران : 103 ) ، ( '''وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَتَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ''' ) ( سورة الأنفال : 46 ) ، ( '''وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِمَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ''' ) ( سورة آل عمران : 105 ) . | ||
فليس من الإنصاف أن نقابل بالاختلاف جهود النبي (صلى الله عليه وآله) على مدى 23 سنة خدمة للأُمّة وتوحيدها ، بل العكس هو الصحيح ، بأن نتجنّب الخلافات والنزاعات المقيتة ونعيد البسمة لشفاه النبي ، و[[الاتّحاد]] هو أقلّ الواجب على كلّ مسلم في المجتمع الإسلامي . يقول الدكتور محمّد الدسوقي : « الوحدة الإسلامية بحكم الفقه واجب شرعي ، وليس مجرّد عمل ترغيبي تبرّعي ، فهو عمل واجب على كلّ مسلم معتقد بوحدانية الله ونبوّة خاتم الأنبياء » . | فليس من الإنصاف أن نقابل بالاختلاف جهود النبي (صلى الله عليه وآله) على مدى 23 سنة خدمة للأُمّة وتوحيدها ، بل العكس هو الصحيح ، بأن نتجنّب الخلافات والنزاعات المقيتة ونعيد البسمة لشفاه النبي ، و[[الاتّحاد]] هو أقلّ الواجب على كلّ مسلم في المجتمع الإسلامي . يقول الدكتور محمّد الدسوقي : « الوحدة الإسلامية بحكم الفقه واجب شرعي ، وليس مجرّد عمل ترغيبي تبرّعي ، فهو عمل واجب على كلّ مسلم معتقد بوحدانية الله ونبوّة خاتم الأنبياء » . | ||
سطر ٩٨١: | سطر ٩٨١: | ||
==سبل مواجهة عوائق التقريب== | ==سبل مواجهة عوائق التقريب== | ||
وأمّا سبل عوائق مواجهة التقريب : فهي طرق مجابهة العوائق والعقبات التي تعترض حركة | وأمّا سبل عوائق مواجهة التقريب : فهي طرق مجابهة العوائق والعقبات التي تعترض حركة التقريب، وذلك بوضع سياسات وبرامج استراتيجية ومرحلية مفيدة . ويمكن تلخيص ذلك بالنقاط التالية : | ||
1 ـ إنّ من واجب كلّ الأطراف الإسلامية الحريصة على الوحدة ، والتي تعي بقوّة وشفّافية معالم خطر الحروب المذهبية التي يصنعها ساسة الغرب بفعل سياساتهم اليومية وتواطؤ فئات من كلّ الاتّجاهات والمذاهب ـ وذلك سواء عن وعي أم غير وعي ـ مع هذه السياسات ، إنّ من واجب هذه الأطراف أن تكشف بوضوح لكلّ القوى الرسمية والسياسية والشعبية النتائج التدميرية للفتنة المذهبية ، وأنّ تتحرّك بقوّة نحو كلّ القوى المعنية بالشأن الإسلامي ; لعمل كلّ ما من شأنه أن يلجم الفتنة ويمنع تداعياتها التي لن ينجو منها أحد ، وحثّها على الأقلّ لعدم التوسّل بالعنوان المذهبي لخدمة سياسات ومصالح لا تخدم مصالح الوطن والأُمّة . أمّا حالة التكفير فلا بدّ من إدانتها وفضحها بكلّ صراحة ، ومن الإقلاع عن التغطية عليها لحسابات ضيّقة ; لأنّ حسابات الأُمّة في وجودها ومصيرها وسلمها ومستقبلها أكبر من أيّة حسابات أُخرى ، هذا عدا عن أيّة صورة مسيئة وخطيرة قدّمها منطق التكفير للإسلام في العالم . | 1 ـ إنّ من واجب كلّ الأطراف الإسلامية الحريصة على الوحدة ، والتي تعي بقوّة وشفّافية معالم خطر الحروب المذهبية التي يصنعها ساسة الغرب بفعل سياساتهم اليومية وتواطؤ فئات من كلّ الاتّجاهات والمذاهب ـ وذلك سواء عن وعي أم غير وعي ـ مع هذه السياسات ، إنّ من واجب هذه الأطراف أن تكشف بوضوح لكلّ القوى الرسمية والسياسية والشعبية النتائج التدميرية للفتنة المذهبية ، وأنّ تتحرّك بقوّة نحو كلّ القوى المعنية بالشأن الإسلامي ; لعمل كلّ ما من شأنه أن يلجم الفتنة ويمنع تداعياتها التي لن ينجو منها أحد ، وحثّها على الأقلّ لعدم التوسّل بالعنوان المذهبي لخدمة سياسات ومصالح لا تخدم مصالح الوطن والأُمّة . أمّا حالة التكفير فلا بدّ من إدانتها وفضحها بكلّ صراحة ، ومن الإقلاع عن التغطية عليها لحسابات ضيّقة ; لأنّ حسابات الأُمّة في وجودها ومصيرها وسلمها ومستقبلها أكبر من أيّة حسابات أُخرى ، هذا عدا عن أيّة صورة مسيئة وخطيرة قدّمها منطق التكفير للإسلام في العالم . | ||
سطر ٩٩٥: | سطر ٩٩٥: | ||
6 ـ اعتماد تربية إسلامية فاعلة تعمل على توجيه المجتمع بكلّ مواقعه على تقبّل الآخر ، واحترام الاختلاف الموجود فيه ، واعتباره مصدر غنى لا مصدر أزمة ومشكلة ، وفي هذا الإطار كم هو مهمّ إشاعة العناوين التوحيدية واعتماد كتاب ديني وحدوي يؤكّد الآراء المشتركة ويعرض الخلافات بحكمة وموضوعية . | 6 ـ اعتماد تربية إسلامية فاعلة تعمل على توجيه المجتمع بكلّ مواقعه على تقبّل الآخر ، واحترام الاختلاف الموجود فيه ، واعتباره مصدر غنى لا مصدر أزمة ومشكلة ، وفي هذا الإطار كم هو مهمّ إشاعة العناوين التوحيدية واعتماد كتاب ديني وحدوي يؤكّد الآراء المشتركة ويعرض الخلافات بحكمة وموضوعية . | ||
7 ـ وضع ظاهرة التحوّل في الانتماء المذهبي عند بعض الأشخاص في حدودها ، وهي حالة حدثت قديماً وراهناً في الاتّجاهين ، وهي ظاهرة غير خطرة عندما تتمّ بوسائلها المشروعة وفي ظروف صحّية ، أي : حين لا تنطلق من خطّة مدروسة تسيء إلى وحدة المسلمين وقوّتهم . | 7 ـ وضع ظاهرة التحوّل في الانتماء المذهبي عند بعض الأشخاص في حدودها ، وهي حالة حدثت قديماً وراهناً في الاتّجاهين ، وهي ظاهرة غير خطرة عندما تتمّ بوسائلها المشروعة وفي ظروف صحّية ، أي: حين لا تنطلق من خطّة مدروسة تسيء إلى وحدة المسلمين وقوّتهم . | ||
8 ـ النظر في جدّية إلى النتائج الوخيمة لتأجيج الخلاف المذهبي ، والذي يبدو أنّه سيتحوّل إلى ذريعة لنفي الدين واستبداله بالعلمانية كحلّ لقضايا المجتمع ! ولإبعاد الدين عن الساحة العامّة ، وإسقاط موقع الإسلام ودوره في صنع المستقبل . | 8 ـ النظر في جدّية إلى النتائج الوخيمة لتأجيج الخلاف المذهبي ، والذي يبدو أنّه سيتحوّل إلى ذريعة لنفي الدين واستبداله بالعلمانية كحلّ لقضايا المجتمع ! ولإبعاد الدين عن الساحة العامّة ، وإسقاط موقع الإسلام ودوره في صنع المستقبل . | ||
سطر ١٬١٢١: | سطر ١٬١٢١: | ||
1.المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب. | 1.المعجم الوسيط فيما يخص الوحدة والتقريب. | ||
تأليف:محمد جاسم الساعدي\نشر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة | تأليف : محمد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م. | ||
2.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح. | 2.موسوعة أعلام الدعوة والوحدة والإصلاح. | ||
تأليف:محمد جاسم الساعدي\نشر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة | تأليف : محمد جاسم الساعدي\نشر : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية-طهران\الطبعة الأولى-2010 م. | ||
كما تمت الاستفادة من الموقع الألكتروني التالي بعد إجراء التصحيحات على المتن : | كما تمت الاستفادة من الموقع الألكتروني التالي بعد إجراء التصحيحات على المتن : |
تعديل