الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شروط الإجتهاد»

أُضيف ٤٬٦٧٥ بايت ،  ٣٠ يناير ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
والوحيد البهبهاني يرى أنّ علم الأصول من جملة العلوم التي تكون مركزا ومجمعا لما يحصل من الشكوك والتساؤلات، وعلى هذا الأساس فإنّ الاستدلال لايستحكم فيه إلاّ بإزاء القواعد المنطقية. <ref> الفوائد الحائرية : 336.</ref>
والوحيد البهبهاني يرى أنّ علم الأصول من جملة العلوم التي تكون مركزا ومجمعا لما يحصل من الشكوك والتساؤلات، وعلى هذا الأساس فإنّ الاستدلال لايستحكم فيه إلاّ بإزاء القواعد المنطقية. <ref> الفوائد الحائرية : 336.</ref>
وقد ذهب في تأكيده على المنطق إلى حدٍّ اعتبر اجتناب التقليد في الفقه والعلوم المرتبطة به ـ والتي من جملتها علم الأصول ـ منوطا بالحفاظ على قواعد علم المنطق، فيقول: «... والاحتياج إليه لتصحيح المسائل الخلافية وغيرها من العلوم المذكورة، إذ لايكفي التقليد، سيّما في الخلافيات».<ref> الرسائل الأصولية : 111.</ref>
وقد ذهب في تأكيده على المنطق إلى حدٍّ اعتبر اجتناب التقليد في الفقه والعلوم المرتبطة به ـ والتي من جملتها علم الأصول ـ منوطا بالحفاظ على قواعد علم المنطق، فيقول: «... والاحتياج إليه لتصحيح المسائل الخلافية وغيرها من العلوم المذكورة، إذ لايكفي التقليد، سيّما في الخلافيات».<ref> الرسائل الأصولية : 111.</ref>
 
==الشرط الخامس: استقامة الفهم==
بما أنّ عملية الاجتهاد ذات مسار مليء بالمنعطفات، فلا يتمكن من اجتياز كلّ هذه المنعطفات والمسارات الملتوية، إلاّ من تمتع بذهن وقّاد ومنطقي، وفي مقابل ذلك هناك أفراد ـ وبرغم امتلاكهم مستوى عالٍ من العلم ـ يمتازون بالانحراف وعدم الاستقامة؛ لذا لن يصلوا إلى الاجتهاد الواقعي مطلقا، وبعبارة أخرى: فإنّ هذه الأفكار المنحرفة والسلائق الرديئة في الاجتهاد، تفشل بمقدار نجاح العلماء ذوي البصائر في هذا المسير.
يقول الوحيد البهبهاني في هذا الخصوص:
«... أن لايكون معوج السليقة؛ فإنّه آفة للحاسة الباطنة».<ref> الفوائد الحائرية : 337.</ref>
ثمّ يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول: «أعظم الشرايط استقامة الفهم وجودة النظر».<ref> المصدر السابق.</ref>
كما أنّ النراقي اشترط في الاجتهاد عدم الانحراف واعوجاج السليقة، فقال: «...أن لايكون معوج السليقة مخالف الفهم للأكثر... فإنّ اعوجاج السليقة آفة للحاسة الباطنة».<ref> مناهج الأحكام والأصول : 264.</ref>
 
'''صور اعوجاج السليقة والانحراف'''
نواجه صورتين للانحراف هما:
'''(أ) الانحراف الذاتي:''' قد يكون الانحراف ذاتيا ناشئا عن قلة التحرك ووجود خلل في الذهن؛ أشار الوحيد البهبهاني إلى هذه الصورة قائلاً: «قسم يكون ذاتيا»<ref> الفوائد الحائرية : 337.</ref>. ويقول النراقي: «وهو قد يكون ذاتيا».<ref> مناهج الأحكام والأصول : 264.</ref>
'''(ب) الانحراف الناتج عن عوامل تأريخية:''' ويعبّر بعض فقهاء السنّة عن هذا الشرط بسلامة الذهن والفكر والدربة والارتياض في ضبط أصول مسائل الفقه ورد الفروع إليها. <ref> انظر : المستصفى 2 : 202، المجموع شرح المهذّب 1 : 41، 42.</ref>
يجب الإذعان بأنّ الإبداعات الحديثة غير محكومة بالانحراف واعوجاج السليقة الاجتهادي، ولو أ نّها غير منسجمة مع الأساليب المتعارفة، وسوف لن يبتلى بذلك شيء سوى المستجدات في إطار منهج مغاير، بعيدا عن مقتضيات الأفكار التقليدية المتداولة، أو الأبحاث الاجتهادية الحديثة.
أطلق الوحيد البهبهاني على هذا النوع من الانحراف الانحراف العرضي<ref> الفوائد الحائرية : 337.</ref>، وتبعه النراقي. <ref> مناهج الأحكام والأصول : 264.</ref>
 
==الشرط السادس: القدرة على ردّ الفرع إلى الأصل==
إنّ حسن السليقة في ردّ الفرع إلى الأصل قاعدة الاجتهاد الأساسية وعنصر مصيري في نتائجها، لكن بما أنّ القواعد ذات تنوع كثير، ومفاهيم متفاوتة تستخدم في ميادين متعددة، فإنّ استخدامها في عمليات الاجتهاد حسّاس ودقيق جدا؛ ينبغي على المجتهد أحيانا ـ وهو في ميدان القواعد الأصولية ـ أن يجتاز حدود تلك القواعد ويلقي نظرة على القواعد الفقهية، ثمّ لا ينسى نصيبها في استنتاجه النهائي، وقد يقوم بهذا العمل مقابل القواعد الأصولية أحيانا أخرى.
ذهب الى هذا الشرط جماعة من أصوليي السنّة والشيعة<ref> انظر : المستصفى 2 : 202، المجموع شرح المهذّب 1 : 41، 42، مناهج الأحكام والأصول : 264.</ref>، ويظهر من بعض منعه. <ref> روضة الناظر : 191.</ref>
وقد قال النراقي معقّبا على ضرورة عدم الانحراف واعوجاج السليقة: «... ويكون ردّه إلى الأصل صحيحا غالبا عندهم وإن لم يكن الأصل مقبولاً عند البعض».<ref> المصدر السابق.</ref>
 
==المصادر==
==المصادر==


[[تصنيف: شرایط الإجتهاد]][[تصنيف: آيات الأحکام]][[تصنيف: علم اصول الفقه]]
[[تصنيف: شرایط الإجتهاد]][[تصنيف: آيات الأحکام]][[تصنيف: علم اصول الفقه]]
confirmed
١٬٦٣٠

تعديل