الفرق بين المراجعتين لصفحة: «ماتريدية»

أُضيف ٢٬٢٨٠ بايت ،  يوم السبت الساعة ٢١:٥٤
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٢: سطر ٢:


==مقدمة عن أبي منصور ماتُریدِي==
==مقدمة عن أبي منصور ماتُریدِي==
التاريخ الدقيق لميلاد أبي منصور ماتُریدِي (مؤسس مذهب ماتُریدية) غير معروف. ومع ذلك، وُلِدَ في قرية ماتُريد أو ماتريت التابعة لمدينة سمرقند، وتوفي في عام 333 هـ (وهو التاريخ المتفق عليه). بعد وفاته، دُفِنَ في مدينة سمرقند. وقد كُتِبَ عنه أنه كان من كبار المتكلمين في زمانه، وكان متمكنًا في فن التفسير والقرآن وعلم الكلام. مكانة ماتُریدِي بين أهل السنة هي بحيث يُعتبر إلى جانب أبي الحسن الأشعري، أحد الشخصيات البارزة في مجال الكلام. كما أن العديد من طوائف أهل السنة تتبع معتقداته الكلامية.
التاريخ الدقيق لميلاد أبي منصور ماتُریدِي (مؤسس مذهب ماتُریدية) غير معروف. ومع ذلك، وُلِدَ في قرية ماتُريد أو ماتريت التابعة لمدينة سمرقند، وتوفي في عام 333 هـ (وهو التاريخ المتفق عليه)<ref> حسینی زبیدی، محمد مرتضی، تاج العروس من جواهر القاموس، بیروت، دار الهدایة، بی تا، ج۷، ص۴۵۶.</ref>. بعد وفاته، دُفِنَ في مدينة سمرقند. وقد كُتِبَ عنه أنه كان من كبار المتكلمين في زمانه، وكان متمكنًا في فن التفسير والقرآن وعلم الكلام<ref> تمیمی، الطبقات السنیه فی تراجم الحنفیه، بیروت، دار النشر النعمانیه، سال ۱۴۱۲ هجری قمری، ج۱، ص۲۷۷.</ref>. مكانة ماتُریدِي بين أهل السنة هي بحيث يُعتبر إلى جانب أبي الحسن الأشعري، أحد الشخصيات البارزة في مجال الكلام. كما أن العديد من طوائف أهل السنة تتبع معتقداته الكلامية<ref> طاش کبری زاده، احمد بن مصطفی، مفتاح السعادة و مصباح السیادة فی موضوعات العلوم، بیروت، دار الکتب العلمیه، بی تا، ج۲، ص۱۳۳.</ref>.


==تاريخ==  
==تاريخ==  
سطر ١٧: سطر ١٧:
المحققون الذين بحثوا في الماتُريدية والأشاعرة توصلوا إلى ثلاث وجهات نظر.
المحققون الذين بحثوا في الماتُريدية والأشاعرة توصلوا إلى ثلاث وجهات نظر.


* الوجهة الأولى يعتقد بعضهم أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين الأشاعرة والماتُريدية وأنهما يتفقان في المبادئ العامة لعلم الكلام. الدكتور فتح الله خليفة وشمس الدين السلفي من مؤيدي هذه النظرية. يكتب الدكتور فتح الله خليفة: "الشيخان من أهل السنة يتبعان منهجًا واحدًا وفي أهم مسائل علم الكلام التي هي موضع خلاف بين الفرق الكلامية متفقان." في الرد عليه، يجب القول إن هذا الادعاء غير دقيق، لأنه من خلال دراسة ومراجعة أعمال هذين المذهبين، نصل إلى اختلافات عديدة بين فهم أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتُريدِي في توضيح المبادئ الكلامية. على سبيل المثال، لا يعطي الأشعري اعتبارًا كبيرًا للفهم العقلي، بل يوجه كل انتباهه نحو النصوص والمتون الدينية. على سبيل المثال، يعتقد في الصفات الخبرية أن الله تعالى له صورة ويد وفقًا لظواهر آيات القرآن. لكن بالنسبة للماتُريدِي، للفهم العقلي مكانة خاصة.
* الوجهة الأولى يعتقد بعضهم أنه لا يوجد اختلاف جوهري بين الأشاعرة والماتُريدية وأنهما يتفقان في المبادئ العامة لعلم الكلام. الدكتور فتح الله خليفة وشمس الدين السلفي من مؤيدي هذه النظرية. يكتب الدكتور فتح الله خليفة: "الشيخان من أهل السنة يتبعان منهجًا واحدًا وفي أهم مسائل علم الكلام التي هي موضع خلاف بين الفرق الكلامية متفقان<ref> ماتریدی ابومنصور، کتاب التوحید، تحقیق و مقدمه دکتر فـتح‌الله خـلیف، ‌ دارالجامعات‌ المصریه، ص 18 مقدمه</ref>." في الرد عليه، يجب القول إن هذا الادعاء غير دقيق، لأنه من خلال دراسة ومراجعة أعمال هذين المذهبين، نصل إلى اختلافات عديدة بين فهم أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتُريدِي في توضيح المبادئ الكلامية. على سبيل المثال، لا يعطي الأشعري اعتبارًا كبيرًا للفهم العقلي، بل يوجه كل انتباهه نحو النصوص والمتون الدينية. على سبيل المثال، يعتقد في الصفات الخبرية أن الله تعالى له صورة ويد وفقًا لظواهر آيات القرآن<ref>ر ک، دائرة‌ المعارف بزرگ اسلامی (مدخل اشعری با ویرایش و اصلاح جملات).</ref>. لكن بالنسبة للماتُريدِي، للفهم العقلي مكانة خاصة.


* الوجهة الثانية تتعلق بأحمد أمين المصري الذي يعتقد أن لون الاعتزال في المذهب الأشعري أكثر وضوحًا، وذلك لأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال. ثم يذكر لإثبات ادعائه أن الأشعري يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما لا يقبل الماتُريدِي ذلك.
* الوجهة الثانية تتعلق بأحمد أمين المصري الذي يعتقد أن لون الاعتزال في المذهب الأشعري أكثر وضوحًا، وذلك لأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال<ref>احمد امین مصری، ظهرالاسلام، نشر دارالکتاب العـربی، چاپ سوم، ج 4، ص 5ـ 91.</ref>. ثم يذكر لإثبات ادعائه أن الأشعري يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما لا يقبل الماتُريدِي ذلك<ref>حمد امین مصری، ظهرالاسلام، نشر دارالکتاب العـربی، چاپ سوم، ج 4، ص 5ـ 91</ref>.


في الرد على أقوال أحمد أمين، يجب القول إن استشهاده يجب أن يكون موجهًا نحو أبي منصور الماتُريدِي الذي يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما أبو الحسن الأشعري يعتقد بوجوب نقلي لمعرفة الله، بالإضافة إلى أن أصل ادعاء أحمد أمين بأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال ومن ثم لديه تفكير اعتزالي، غير صحيح. نعم، قضى الأشعري فترة طويلة في مذهب الاعتزال، لكن هذا لا يعني أنه ظل على نفس المنهج والنهج الاعتزالي.
في الرد على أقوال أحمد أمين، يجب القول إن استشهاده يجب أن يكون موجهًا نحو أبي منصور الماتُريدِي الذي يعتقد بوجوب عقلي لمعرفة الله، بينما أبو الحسن الأشعري يعتقد بوجوب نقلي لمعرفة الله، بالإضافة إلى أن أصل ادعاء أحمد أمين بأن الأشعري قضى فترة طويلة في مذهب الاعتزال ومن ثم لديه تفكير اعتزالي، غير صحيح. نعم، قضى الأشعري فترة طويلة في مذهب الاعتزال، لكن هذا لا يعني أنه ظل على نفس المنهج والنهج الاعتزالي.
سطر ٢٥: سطر ٢٥:
* الوجهة الثالثة، وهي الوجهة التي يختارها العديد من المحققين، تهدف إلى إثبات أن آراء أبي منصور الماتُريدِي تختلف في العديد من المسائل الكلامية عن آراء أبي الحسن الأشعري. نقطة التحول في هذا الاختلاف هي بروز العقل في آراء الماتُريدية، ومن هذه الناحية يقترب الماتُريدية من المعتزلة أكثر من الأشاعرة. لذا يمكننا أن ندعي أن مذهب الماتُريدِي هو في الواقع مزيج من مذهب الأشاعرة والمعتزلة.
* الوجهة الثالثة، وهي الوجهة التي يختارها العديد من المحققين، تهدف إلى إثبات أن آراء أبي منصور الماتُريدِي تختلف في العديد من المسائل الكلامية عن آراء أبي الحسن الأشعري. نقطة التحول في هذا الاختلاف هي بروز العقل في آراء الماتُريدية، ومن هذه الناحية يقترب الماتُريدية من المعتزلة أكثر من الأشاعرة. لذا يمكننا أن ندعي أن مذهب الماتُريدِي هو في الواقع مزيج من مذهب الأشاعرة والمعتزلة.


يكتب أبو زهرة: "في منهج الماتُريدِي، للعقل سلطة عظيمة، لكن الأشاعرة مقيدون بالمنهج النقلي ويؤيدونه بالعقل بطريقة تجعل الأمر واضحًا للإنسان أن الأشاعرة يقعان بين الاعتزال والفقه والحديث، والماتُريدية بين الأشاعرة والمعتزلة." من بين الذين قبلوا الوجهة الثالثة، يمكن الإشارة إلى آراء جعفر سبحاني، وعلي رباني گلپايگاني، ومحمد زاهد كوثرى، مع اختلاف أن الشخص الثالث لا يعتبر الاختلاف بين الأشاعرة والماتُريدية جديًا في العقائد.
يكتب أبو زهرة: "في منهج الماتُريدِي، للعقل سلطة عظيمة، لكن الأشاعرة مقيدون بالمنهج النقلي ويؤيدونه بالعقل بطريقة تجعل الأمر واضحًا للإنسان أن الأشاعرة يقعان بين الاعتزال والفقه والحديث، والماتُريدية بين الأشاعرة والمعتزلة<ref> ابوزهره محمد، تاریخ المذاهب الاسلامیه، دارالفکر‌ العربی، ‌ قاهره، ص 167.</ref>." من بين الذين قبلوا الوجهة الثالثة، يمكن الإشارة إلى آراء جعفر سبحاني<ref> سبحانی جعفر، بحوث فی الملل و النحل، ‌ ج 3، ص 26.</ref>، وعلي رباني گلپايگاني<ref> ربانی گلپایگانی علی، فرق و مذاهب کلامی، مرکز جهانی علوم اسـلامی، قـم، سال 1377، ص 221.</ref>، ومحمد زاهد كوثرى، مع اختلاف أن الشخص الثالث لا يعتبر الاختلاف بين الأشاعرة والماتُريدية جديًا في العقائد.


==ملخص عقائد الماتُريدية==
==ملخص عقائد الماتُريدية==
سطر ٣١: سطر ٣١:


===إثبات وجود الله===
===إثبات وجود الله===
تستند الماتُريدية لإثبات وجود الله ومناقشات التوحيد عمومًا على براهين أشار إليها متكلمون آخرون، مثل برهان الحدوث، برهان الوجوب والإمكان، وبرهان النظام. ومن البراهين المثيرة للاهتمام التي يتحدى بها الماتُريدِي، برهان الشر. فهو يستخدم هذا البرهان، الذي يُستخدم عادةً لنفي وجود الله، لإثبات وجود الصانع. يكتب: "إذا كان العالم قد وُجد من تلقاء نفسه، فيجب أن يُظهر أفضل وأجمل الصفات والحالات، وفي هذه الحالة لم تكن الشرور والقبح موجودة، ووجود هذه الأمور دليل على أن العالم لم يُوجد من تلقاء نفسه، بل وُجد بواسطة كائن آخر."
تستند الماتُريدية لإثبات وجود الله ومناقشات التوحيد عمومًا على براهين أشار إليها متكلمون آخرون، مثل برهان الحدوث، برهان الوجوب والإمكان، وبرهان النظام. ومن البراهين المثيرة للاهتمام التي يتحدى بها الماتُريدِي، برهان الشر. فهو يستخدم هذا البرهان، الذي يُستخدم عادةً لنفي وجود الله، لإثبات وجود الصانع. يكتب: "إذا كان العالم قد وُجد من تلقاء نفسه، فيجب أن يُظهر أفضل وأجمل الصفات والحالات، وفي هذه الحالة لم تكن الشرور والقبح موجودة، ووجود هذه الأمور دليل على أن العالم لم يُوجد من تلقاء نفسه، بل وُجد بواسطة كائن آخر<ref>.ماتريدي، أبو منصور، التوحيد، تحقيق: فتح الله خليفة، ص 17، مصر، الإسكندرية، دار الجامعات، بدون تاريخ.</ref>."


===الأفعال الاختيارية===  
===الأفعال الاختيارية===  
تميل الماتُريدية في ما يتعلق بالأفعال الاختيارية للبشر إلى الأمر بين الأمرين أكثر من الأشاعرة. من وجهة نظر هذا المذهب، الإنسان هو الفاعل الحقيقي لأفعاله، لأنه يخلق الفعل بإرادة وقدرة منحها الله له بشكل مباشر، وهذا الخلق لا يعني الخلق بمعناه الحقيقي، حيث يعتقدون أن فعل الإنسان غير فعل الله. فعل الله له جانب خلقي، وفعل الإنسان له جانب كسب ووصف. على سبيل المثال، الجلوس والقيام هو فعل الإنسان، لكن أصله خلقه الله. لذا، فإن ذات الجلوس والقيام، التي تنشأ من الحركة، هي مخلوقة من الله، لكن الجلوس والقيام الناتجان عن إرادة واختيار الإنسان يتعلقان بفعل الإنسان. يمكن القول باختصار إن الله يخلق أصل الفعل، بينما الإنسان يعد العنوان بفعل نيته ويخلقه بقدرة مُعطاة من الله. لذا، فإن إنشاء أي فعل من قبل الله مرتبط بنية الإنسان. بناءً على ذلك، في نظر الماتُريدية، معيار الجزاء (الثواب والعقاب) هو نية الفعل وتنفيذه، لأن "إنما الأعمال بالنيات."
تميل الماتُريدية في ما يتعلق بالأفعال الاختيارية للبشر إلى الأمر بين الأمرين أكثر من الأشاعرة. من وجهة نظر هذا المذهب، الإنسان هو الفاعل الحقيقي لأفعاله، لأنه يخلق الفعل بإرادة وقدرة منحها الله له بشكل مباشر، وهذا الخلق لا يعني الخلق بمعناه الحقيقي، حيث يعتقدون أن فعل الإنسان غير فعل الله. فعل الله له جانب خلقي، وفعل الإنسان له جانب كسب ووصف. على سبيل المثال، الجلوس والقيام هو فعل الإنسان، لكن أصله خلقه الله. لذا، فإن ذات الجلوس والقيام، التي تنشأ من الحركة، هي مخلوقة من الله، لكن الجلوس والقيام الناتجان عن إرادة واختيار الإنسان يتعلقان بفعل الإنسان. يمكن القول باختصار إن الله يخلق أصل الفعل، بينما الإنسان يعد العنوان بفعل نيته ويخلقه بقدرة مُعطاة من الله. لذا، فإن إنشاء أي فعل من قبل الله مرتبط بنية الإنسان. بناءً على ذلك، في نظر الماتُريدية، معيار الجزاء (الثواب والعقاب) هو نية الفعل وتنفيذه، لأن "إنما الأعمال بالنيات<ref> باقتباس من الموسوعة الكبرى الإسلامية، مركز دائرة المعارف الكبرى الإسلامية، الجزء 17، ص 6426.</ref>."


تعتقد الماتُريدية، على عكس الأشاعرة، أن التكليف ما لا يطاق (تكليف القيام بعمل يفوق قدرة الشخص) يتعارض مع العدالة والحكمة الإلهية، بينما يعتقد الأشاعرة أن الله يمكنه إجبار عباده على تكاليف تفوق طاقتهم.
تعتقد الماتُريدية، على عكس الأشاعرة، أن التكليف ما لا يطاق (تكليف القيام بعمل يفوق قدرة الشخص) يتعارض مع العدالة والحكمة الإلهية، بينما يعتقد الأشاعرة أن الله يمكنه إجبار عباده على تكاليف تفوق طاقتهم.


===صفات الله===  
===صفات الله===  
يتفق جميع المتكلمين الإسلاميين استنادًا إلى القرآن والسنن على أن الله له أوصاف مثل العلم والقدرة والحياة. يعتقد المعتزلة والإمامية أن صفات ذات الله هي عين ذاته، بينما يعتبر الأشاعرة هذه الصفات زائدة على الذات، ويعتقدون أن الصفات المتعلقة بالذات قديمة، والصفات المتعلقة بالفعل حادثة. بينما تعتقد الماتُريدية بعينية الذات والصفات وتعتبر الصفات الفعلية قديمة، وهي في هذا الموضوع تتفق مع الإمامية والمعتزلة.
يتفق جميع المتكلمين الإسلاميين استنادًا إلى القرآن والسنن على أن الله له أوصاف مثل العلم والقدرة والحياة. يعتقد المعتزلة والإمامية أن صفات ذات الله هي عين ذاته، بينما يعتبر الأشاعرة هذه الصفات زائدة على الذات، ويعتقدون أن الصفات المتعلقة بالذات قديمة، والصفات المتعلقة بالفعل حادثة. بينما تعتقد الماتُريدية بعينية الذات والصفات وتعتبر الصفات الفعلية قديمة، وهي في هذا الموضوع تتفق مع الإمامية والمعتزلة<ref> ر، صابري حسين، تاريخ فرق إسلامي، طهران، منشورات سمت، الجزء 1، الطبعة الثانية، 1384، ص 299.</ref>.


===الحسن والقبح العقلي===  
===الحسن والقبح العقلي===  
لا يؤمن الأشاعرة بالحسن والقبح العقلي، بل يعتبرونه شرعيًا ومتوافقًا مع تشخيص الشارع، ويقولون بناءً على ذلك إنه من الناحية العقلية ممكن أن يُدخل الله المطيعين والمؤمنين إلى الجحيم والعاصين والكافرين إلى الجنة، لكن لأن الله وعد بأن الناس مسؤولون عن الأفعال التي يقومون بها، ومن ثم يستحقون الثواب أو العقاب. بينما تؤمن الماتُريدية، مع الإمامية والمعتزلة، بالحسن والقبح العقلي، وتعتقد أنه يمكن اكتشاف الحكم الإلهي من خلال حكم العقل، لأن العقل يكشف الحقيقة. لذا، وفقًا لحكم العقل، الله عادل ويعطي كل شخص ما يستحقه. وبالتالي، فإن عقاب عباد الله المطيعين من الناحية الشرعية والعقلية غير ممكن.
لا يؤمن الأشاعرة بالحسن والقبح العقلي، بل يعتبرونه شرعيًا ومتوافقًا مع تشخيص الشارع، ويقولون بناءً على ذلك إنه من الناحية العقلية ممكن أن يُدخل الله المطيعين والمؤمنين إلى الجحيم والعاصين والكافرين إلى الجنة، لكن لأن الله وعد بأن الناس مسؤولون عن الأفعال التي يقومون بها، ومن ثم يستحقون الثواب أو العقاب. بينما تؤمن الماتُريدية، مع الإمامية والمعتزلة، بالحسن والقبح العقلي، وتعتقد أنه يمكن اكتشاف الحكم الإلهي من خلال حكم العقل، لأن العقل يكشف الحقيقة. لذا، وفقًا لحكم العقل، الله عادل ويعطي كل شخص ما يستحقه<ref>باقتباس من ثقافة العقائد والمذاهب الإسلامية، كتبها جعفر سبحاني، ج 4</ref>. وبالتالي، فإن عقاب عباد الله المطيعين من الناحية الشرعية والعقلية غير ممكن.


==متكلمون بارزون من الماتريدية==  
==متكلمون بارزون من الماتريدية==  
٦٢

تعديل