confirmed
٨٤٤
تعديل
لا ملخص تعديل |
|||
سطر ١٢: | سطر ١٢: | ||
==امامته عليه السلام== | ==امامته عليه السلام== | ||
وقد ظهر امر امامته في عصر ابيه الهادي (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادي والعامة من المسلمين انه الامام المفترض الطاعة بعد ابيه عليهما السلام، لنص منه ع لنص أبيه عليه وإشارته بالخلافة إليه» كالذي رواه علي بن عمرو النوفلي، الذي قال: كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>. اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف بجعفر الكذاب) <ref>الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>. تولی مهامَ الامامة بعد أبيه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فيا مسؤولياته الکبری في أحرج الظروف وأصعب الايام علی اهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسيون - وهم احرص من غيرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدي من اهل بيت رسول لله (ص) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليهم السلام) فکانوا يترصدون أمره وينتظرون أيامه کغيرهم، لا ليسلَموا له مقالد الحکم بل ليقضوا علی آخر أمل للمستضعفين.<ref>[ | وقد ظهر امر امامته في عصر ابيه الهادي (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادي والعامة من المسلمين انه الامام المفترض الطاعة بعد ابيه عليهما السلام، لنص منه ع لنص أبيه عليه وإشارته بالخلافة إليه» كالذي رواه علي بن عمرو النوفلي، الذي قال: كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن <ref>الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.</ref>. اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف بجعفر الكذاب) <ref>الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.</ref>. تولی مهامَ الامامة بعد أبيه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فيا مسؤولياته الکبری في أحرج الظروف وأصعب الايام علی اهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسيون - وهم احرص من غيرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدي من اهل بيت رسول لله (ص) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليهم السلام) فکانوا يترصدون أمره وينتظرون أيامه کغيرهم، لا ليسلَموا له مقالد الحکم بل ليقضوا علی آخر أمل للمستضعفين.<ref>[https://www.tabnak.ir/ar/news/60236/%D9%82%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D مقتبس من موقع تاب ناك]</ref>. | ||
==دوره في إعداد الفكري والذهني والنفسي للغيبة== | ==دوره في إعداد الفكري والذهني والنفسي للغيبة== | ||
الإمام الحسن العسكري عليه السلام قام بأدوار متعددة، أسهمت إسهاماً كبيراً في الحفاظ على الرسالة المحمدية، واهم تلك الأدوار، هما دوران: التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والتصدي للانحرافات العقدية والشبهات التي أُثيرت من لدُن بعض المفكرين والعلماء في ذلك الوقت؛ نتيجة لاختلاطهم بالثقافة الإغريقية، ولولا هذا الدور لتزعزعت ثقة الناس بالقرآن الكريم، وبالإسلام ومفاهيمه.<ref>[ | الإمام الحسن العسكري عليه السلام قام بأدوار متعددة، أسهمت إسهاماً كبيراً في الحفاظ على الرسالة المحمدية، واهم تلك الأدوار، هما دوران: التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والتصدي للانحرافات العقدية والشبهات التي أُثيرت من لدُن بعض المفكرين والعلماء في ذلك الوقت؛ نتيجة لاختلاطهم بالثقافة الإغريقية، ولولا هذا الدور لتزعزعت ثقة الناس بالقرآن الكريم، وبالإسلام ومفاهيمه.<ref>[https://www.taghribnews.com/ar/article/253149/%D9%86%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب]</ref>. | ||
وبالنسبة الى دوره عليه السلام في قضية، التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، فلقد اشترك الإمام العسكري مع أبيه الهادي عليهما السلام، في القيام بدور التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والسبب في القيام بهذا الدور، كي تتهيأ الأمة الإسلامية، ولا تتفاجأ بالغيبة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى إنكار وجود الإمام المهدي عليه السلام، والإنسان بطبيعته إذا تلقى شيئاً بشكلٍ مفاجئ تحدث له ردود فعل متعددة تجاهه؛ ولذلك، نحتاج دائماً إلى التمهيد في جميع أمورنا، كي نتلقى ذلك الشيء الغريب بمقبولية أكبر، ولهذا طرح الإمام العسكري عليه السلام قضية المهدي وإمامته على مختلف الأصعدة وانه الخلف الصالح الذي وعد الله به الامم، وأن يجمع به الكلم، كما اتخذ الإمام العسكري عليه السلام، إجراءات تتناسب والظروف المحيطة بهما. غير أن النقطة الاخرى التي تتلوها في الأهمية هي مهمة إعداد الامة المؤمنة بالإمام المهدي عليه السلام لتقبل هذه الغيبة التي تتضمن انفصال الامة عن الامام بحسب الظاهر وعدم إمكان ارتباطها به وإحساسها بالضياع والحرمان من اهم عنصر كانت تعتمد عليه وترجع إليه في قضاياها ومشكلاتها الفردية الاجتماعية، فقد كان الإمام حصناً منيعاً يذود عن أصحابه ويقوم بتلبية حاجاتهم الفكرية والروحية والمادية في كثير من الأحيان. | وبالنسبة الى دوره عليه السلام في قضية، التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، فلقد اشترك الإمام العسكري مع أبيه الهادي عليهما السلام، في القيام بدور التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والسبب في القيام بهذا الدور، كي تتهيأ الأمة الإسلامية، ولا تتفاجأ بالغيبة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى إنكار وجود الإمام المهدي عليه السلام، والإنسان بطبيعته إذا تلقى شيئاً بشكلٍ مفاجئ تحدث له ردود فعل متعددة تجاهه؛ ولذلك، نحتاج دائماً إلى التمهيد في جميع أمورنا، كي نتلقى ذلك الشيء الغريب بمقبولية أكبر، ولهذا طرح الإمام العسكري عليه السلام قضية المهدي وإمامته على مختلف الأصعدة وانه الخلف الصالح الذي وعد الله به الامم، وأن يجمع به الكلم، كما اتخذ الإمام العسكري عليه السلام، إجراءات تتناسب والظروف المحيطة بهما. غير أن النقطة الاخرى التي تتلوها في الأهمية هي مهمة إعداد الامة المؤمنة بالإمام المهدي عليه السلام لتقبل هذه الغيبة التي تتضمن انفصال الامة عن الامام بحسب الظاهر وعدم إمكان ارتباطها به وإحساسها بالضياع والحرمان من اهم عنصر كانت تعتمد عليه وترجع إليه في قضاياها ومشكلاتها الفردية الاجتماعية، فقد كان الإمام حصناً منيعاً يذود عن أصحابه ويقوم بتلبية حاجاتهم الفكرية والروحية والمادية في كثير من الأحيان. | ||
ولاجل عدم تعرض المؤمنين الذين كانوا قد اعتادوا على الارتباط المباشر بالامام عليه السلام، ولو في السجن او من وراء حجاب وكانوا يشعرون بحضوره وتواجده بين ظهرانيهم ويحسون بتفاعله معهم، فلقد بذل الامام العسكري عليه السلام جهد مضاعف لتخفيف آثارها وتذليل عقباتها، ولهذا مارس الإمام العسكري تبعا للإمام الهادي عليهما السلام، نوعين من الإعداد لتذليل هذه العقبة ولكن بجهد مضاعف وفي وقت قصير جدّا. | ولاجل عدم تعرض المؤمنين الذين كانوا قد اعتادوا على الارتباط المباشر بالامام عليه السلام، ولو في السجن او من وراء حجاب وكانوا يشعرون بحضوره وتواجده بين ظهرانيهم ويحسون بتفاعله معهم، فلقد بذل الامام العسكري عليه السلام جهد مضاعف لتخفيف آثارها وتذليل عقباتها، ولهذا مارس الإمام العسكري تبعا للإمام الهادي عليهما السلام، نوعين من الإعداد لتذليل هذه العقبة ولكن بجهد مضاعف وفي وقت قصير جدّا. | ||
من هنا نجد أنّ الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام مهدا بشكلٍ فاعل ومؤثر لغيبة الإمام المهدي عليه السلام؛ كي لا ينحرف أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام عن خطهم وعن مدرستهم.<ref>[ | من هنا نجد أنّ الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام مهدا بشكلٍ فاعل ومؤثر لغيبة الإمام المهدي عليه السلام؛ كي لا ينحرف أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام عن خطهم وعن مدرستهم.<ref>[https://www.taghribnews.com/ar/article/253149/%D9%86%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب]</ref>. | ||
ولقد مُورِس التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام بشكلٍ جزئي في حياة الإمام الهادي عليه السلام وبشكل أكبر في حياة الإمام العسكري عليه السلام. ولذا، نجد أنّ الإمام الهادي عليه السلام يحتجب عن شيعته ومواليه، فلا يتصدى لإدارة الأمور الاقتصادية أو الإجابة عن أسئلتهم بشكلٍ مباشر، وإنما كان يركز على مبدأ الكفاءة الذاتية في العلم مع التقوى المتوفرة في تلامذته، فهو يرجع الناس إلى من توفرت فيهم مجموعة من المواصفات، كالعلم والتقوى والإيمان، والصبر؛ ليديروا أمور الناس وشؤونهم الخاصة والعامة، ومن أمثلة هؤلاء، أحد أصحاب الإمام الخلص، ومن وكلائه الموثَّقين، الذي كان يتخفى بصورة بائع للسمن، فيقوم بتوصيل الحقوق الشرعية، ويُعطي الإمام الأسئلة التي يحتاج الناس إلى أجوبتها، وقد كانت ممارسة الإمام الهادي عليه السلام لهذا الدور تمهيداً لكي يعتاد أتباع أهل البيت على الارتباط بالإمام المهدي عليه السلام من خلال الوكلاء، وبالتالي، يتهيئون لغيبته، وهذا الدور للإمام الهادي، وإن كان محدوداً وبشكل جزئي إلا أنّ آثاره ونتائجه كانت باهرة ومؤثرة في نطاق واسع.<ref>[ | ولقد مُورِس التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام بشكلٍ جزئي في حياة الإمام الهادي عليه السلام وبشكل أكبر في حياة الإمام العسكري عليه السلام. ولذا، نجد أنّ الإمام الهادي عليه السلام يحتجب عن شيعته ومواليه، فلا يتصدى لإدارة الأمور الاقتصادية أو الإجابة عن أسئلتهم بشكلٍ مباشر، وإنما كان يركز على مبدأ الكفاءة الذاتية في العلم مع التقوى المتوفرة في تلامذته، فهو يرجع الناس إلى من توفرت فيهم مجموعة من المواصفات، كالعلم والتقوى والإيمان، والصبر؛ ليديروا أمور الناس وشؤونهم الخاصة والعامة، ومن أمثلة هؤلاء، أحد أصحاب الإمام الخلص، ومن وكلائه الموثَّقين، الذي كان يتخفى بصورة بائع للسمن، فيقوم بتوصيل الحقوق الشرعية، ويُعطي الإمام الأسئلة التي يحتاج الناس إلى أجوبتها، وقد كانت ممارسة الإمام الهادي عليه السلام لهذا الدور تمهيداً لكي يعتاد أتباع أهل البيت على الارتباط بالإمام المهدي عليه السلام من خلال الوكلاء، وبالتالي، يتهيئون لغيبته، وهذا الدور للإمام الهادي، وإن كان محدوداً وبشكل جزئي إلا أنّ آثاره ونتائجه كانت باهرة ومؤثرة في نطاق واسع.<ref>[https://www.taghribnews.com/ar/article/253149/%D9%86%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب]</ref>. | ||
ثم جاء بعده، الإمام العسكري عليه السلام الذي استطاع أن يمارس الدور بالتمهيدي لغيبة الإمام المهدي بصورة أكبر؛ وفي جوانب متعددة، كإخفاء ولادة الإمام المهدي عليه السلام وإخبار المخلصين من أصحابه بولادته، وإيضاح علاقة الناس بالإمام في غيبته الصغرى، ولم يقتصر الإمام العسكري عليه السلام على هذه الأمور، بل، أوضح وظائف ومهام في عصر الغيبة الكبرى، وأهمها، التأكيد على الارتباط بالعلماء كقيادة ومرجعية للأمة في الأمور الدينية، وذلك، من خلال بيان المؤهلات والخصال، التي يتميزون بها، ولذا، كان عليه السلام يقول: ‹‹فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه››، بل، لم يكتفِ عليه السلام بهذا القدر من بيان صفات العلماء، وإنما أكد على دورهم الكبير، والجهود الجبّارة التي يقومون بها، ولذا، قال عليه السلام: ‹‹لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته...لما بقي أحد إلا ارتدّ عن دين الله›› <ref>المجلسي، بحار الانوالر، ج2، ص6</ref>. | ثم جاء بعده، الإمام العسكري عليه السلام الذي استطاع أن يمارس الدور بالتمهيدي لغيبة الإمام المهدي بصورة أكبر؛ وفي جوانب متعددة، كإخفاء ولادة الإمام المهدي عليه السلام وإخبار المخلصين من أصحابه بولادته، وإيضاح علاقة الناس بالإمام في غيبته الصغرى، ولم يقتصر الإمام العسكري عليه السلام على هذه الأمور، بل، أوضح وظائف ومهام في عصر الغيبة الكبرى، وأهمها، التأكيد على الارتباط بالعلماء كقيادة ومرجعية للأمة في الأمور الدينية، وذلك، من خلال بيان المؤهلات والخصال، التي يتميزون بها، ولذا، كان عليه السلام يقول: ‹‹فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه››، بل، لم يكتفِ عليه السلام بهذا القدر من بيان صفات العلماء، وإنما أكد على دورهم الكبير، والجهود الجبّارة التي يقومون بها، ولذا، قال عليه السلام: ‹‹لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته...لما بقي أحد إلا ارتدّ عن دين الله›› <ref>المجلسي، بحار الانوالر، ج2، ص6</ref>. | ||
فهذه الرواية تُبين الدور العظيم، الذي يقوم به العلماء، والتركيز من لدُن الإمام العسكري عليه السلام على جهود هؤلاء العلماء الحثيثة في عصر الغيبة الكبرى، لحفظ الدين ومعالمه. لقد كان هذا الدور التمهيدي لغيبة الإمام عليه السلام له فائدة عظيمة على المجتمع الموالي، بحيث توافرت فيه الأرضية المناسبة كي يعتاد الناس على غيبة الإمام عليه السلام، وبالتالي، تكون لديهم مقبولية كاملة وفهم واعٍ في الرجوع إلى العلماء والسفراء الذين أُوكلت إليهم الأمور، كما كانوا في عهد الإمامين العسكريين عليهما السلام. ولو لم يمارس الإمام العسكري عليه السلام هذا الدور التمهيدي، لأدى ذلك، إلى أن يُصدم أتباع أهل البيت عليهم السلام بواقع لم يعتادوا عليه في مسيرة الأئمة السابقين، وهذا بدوره سوف يؤثر على عقيدة هؤلاء الموالين في الإمامة، وقد يحرفهم ذلك عقدياً وفكرياً عن خط أهل البيت عليهم السلام. | فهذه الرواية تُبين الدور العظيم، الذي يقوم به العلماء، والتركيز من لدُن الإمام العسكري عليه السلام على جهود هؤلاء العلماء الحثيثة في عصر الغيبة الكبرى، لحفظ الدين ومعالمه. لقد كان هذا الدور التمهيدي لغيبة الإمام عليه السلام له فائدة عظيمة على المجتمع الموالي، بحيث توافرت فيه الأرضية المناسبة كي يعتاد الناس على غيبة الإمام عليه السلام، وبالتالي، تكون لديهم مقبولية كاملة وفهم واعٍ في الرجوع إلى العلماء والسفراء الذين أُوكلت إليهم الأمور، كما كانوا في عهد الإمامين العسكريين عليهما السلام. ولو لم يمارس الإمام العسكري عليه السلام هذا الدور التمهيدي، لأدى ذلك، إلى أن يُصدم أتباع أهل البيت عليهم السلام بواقع لم يعتادوا عليه في مسيرة الأئمة السابقين، وهذا بدوره سوف يؤثر على عقيدة هؤلاء الموالين في الإمامة، وقد يحرفهم ذلك عقدياً وفكرياً عن خط أهل البيت عليهم السلام. | ||
<ref>[ | <ref>[https://www.taghribnews.com/ar/article/253149/%D9%86%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب]</ref>. | ||
==دوره عليه السلام في دفع الشبهات== | ==دوره عليه السلام في دفع الشبهات== | ||
فلقد مارس الإمام العسكري عليه السلام الذود عن حمى الإسلام ودفع الشبهات المثارة من قبل المشككين والمنحرفين، والذين كانوا يتفننون في وضعها وافتعالها، ولا ريب أنّ هذه الشبهات لها أثر كبير في نفسية من يقتنع بها؛ خصوصاً إذا صدرت مثل هذه الشبهات من ذوي الرتب العلمية والشخصيات الكبيرة، التي تملك مجموعة من التلامذة المتعددين، والذين لهم اعتبار علمي ثقيل. ان تصدي الإمام العسكري عليه السلام ومواجهته للشبهات أعطى الحصانة المنيعة لكل فرد من المسلمين، ولو انتشرت الشبهات والكتب الضالة في وسط الأمة الإسلامية آنذاك، لكان مادة دسمة للمستشرقين في العصر الحاضر، كي يلصقوا تهمة تناقض القرآن إلى بعض علماء الإسلام. في الحقيقة ان هذه أهم الأدوار التي قام بها الإمام الحسن العسكري عليه السلام للتمهيد للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. | فلقد مارس الإمام العسكري عليه السلام الذود عن حمى الإسلام ودفع الشبهات المثارة من قبل المشككين والمنحرفين، والذين كانوا يتفننون في وضعها وافتعالها، ولا ريب أنّ هذه الشبهات لها أثر كبير في نفسية من يقتنع بها؛ خصوصاً إذا صدرت مثل هذه الشبهات من ذوي الرتب العلمية والشخصيات الكبيرة، التي تملك مجموعة من التلامذة المتعددين، والذين لهم اعتبار علمي ثقيل. ان تصدي الإمام العسكري عليه السلام ومواجهته للشبهات أعطى الحصانة المنيعة لكل فرد من المسلمين، ولو انتشرت الشبهات والكتب الضالة في وسط الأمة الإسلامية آنذاك، لكان مادة دسمة للمستشرقين في العصر الحاضر، كي يلصقوا تهمة تناقض القرآن إلى بعض علماء الإسلام. في الحقيقة ان هذه أهم الأدوار التي قام بها الإمام الحسن العسكري عليه السلام للتمهيد للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. | ||
لقد كان الامام العسكري عليه السلام، استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، كما كانت تهفو الي ابيه وجده اللذين عُرف كل منهما بابن الرضا عليه السلام، كل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البيت عليهم السلام وملاحقتها لهم ولشيعتهم. من هنا فلقد ازداد غيض المعتمد من إجماع الامة - سنة وشيعة - علي تعظيم الامام (ع) وتبجيله وتقديمة بالفضل علي جمع العلويين والعباسيين في الوقت الذي كان المعتمد خليفة غير مرغوب فيه لدي الامة. فأجمع رأيه علي الفتك بالامام واغتياله فدسَ له السمَ ، وقضي نحبه صابرا شهيدا محتسبا ، في الثامن من ربيع الاول عام 260 للهجرة، وعمره الشريف دون الثلاثين عاما، ودفن الامام العسكري عليه السلام الي جانب ابيه الامام الهادي عليه السلام في سامراء.<ref>[ | لقد كان الامام العسكري عليه السلام، استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، كما كانت تهفو الي ابيه وجده اللذين عُرف كل منهما بابن الرضا عليه السلام، كل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البيت عليهم السلام وملاحقتها لهم ولشيعتهم. من هنا فلقد ازداد غيض المعتمد من إجماع الامة - سنة وشيعة - علي تعظيم الامام (ع) وتبجيله وتقديمة بالفضل علي جمع العلويين والعباسيين في الوقت الذي كان المعتمد خليفة غير مرغوب فيه لدي الامة. فأجمع رأيه علي الفتك بالامام واغتياله فدسَ له السمَ ، وقضي نحبه صابرا شهيدا محتسبا ، في الثامن من ربيع الاول عام 260 للهجرة، وعمره الشريف دون الثلاثين عاما، ودفن الامام العسكري عليه السلام الي جانب ابيه الامام الهادي عليه السلام في سامراء.<ref>[https://www.taghribnews.com/ar/article/253149/%D9%86%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب]</ref>. | ||
== دوره ع في هداية مواليهم في عصر الغيبة== | == دوره ع في هداية مواليهم في عصر الغيبة== | ||
سطر ٧٤: | سطر ٧٤: | ||
==حرم العسكريين (ع)== | ==حرم العسكريين (ع)== | ||
هو المكان الذي دفن فيه الإمامان العاشر والحادي عشر للإمامية والذي يقع في مدينة سامراء العراقية. ويقع سرداب إلى جانب المرقد يسمى بـسرداب الغيبة الذي اشتهر على أنه مكان اختفاء الحجة بن الحسن (عج) | هو المكان الذي دفن فيه الإمامان العاشر والحادي عشر للإمامية والذي يقع في مدينة سامراء العراقية. ويقع سرداب إلى جانب المرقد يسمى بـسرداب الغيبة الذي اشتهر على أنه مكان اختفاء الحجة بن الحسن (عج) | ||
وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين ما بين عامي 1426 هـ و1428 هـ ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. كما وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد.<ref>[ | وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين ما بين عامي 1426 هـ و1428 هـ ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. كما وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد.<ref>[https://ar.wikishia.net/view/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85#cite_note-14 مقتبس من موقع ويكي شيعة]</ref>. | ||
== الهوامش == | == الهوامش == |