الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمّار الطالبي»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
<div class="wikiInfo">
<div class="wikiInfo">
[[ملف:عمّار الطالبي.jpg|250px|تصغير|مركز|عمّار الطالبي]]
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
{| class="wikitable aboutAuthorTable" style="text-align:Right" |+ |
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عمّار الطالبي‏
!الاسم!! data-type="AuthorName" |عمّار الطالبي‏
سطر ٤٧: سطر ٤٨:
<br>ويعتقد أنّ استخلاص نتائج أبحاث الغربيّين وتطبيقها على المجتمعات الإسلامية هو من أكبر الأخطاء التي نرتكبها، ذلك أنّ النظريات الاجتماعية والنفسية الغربية نبتت في مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.
<br>ويعتقد أنّ استخلاص نتائج أبحاث الغربيّين وتطبيقها على المجتمعات الإسلامية هو من أكبر الأخطاء التي نرتكبها، ذلك أنّ النظريات الاجتماعية والنفسية الغربية نبتت في مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا.
<br>ويرى أنّ مشكلة المسلمين ليست في وجود الإمكانيات، وإنّما في توجيه هذه الإمكانات وحسن التصرّف بها.
<br>ويرى أنّ مشكلة المسلمين ليست في وجود الإمكانيات، وإنّما في توجيه هذه الإمكانات وحسن التصرّف بها.
<br>يقول: «ليست الأخلاق هي التي تؤسّس الدين وتبرّره كما يزعم فلاسفة التنوير، وإنّما الدين هو الذي يؤسّس الأخلاق ويبرّرها، ويعتقد الفيلسوف كنط أنّ الأخلاق تؤدّي إلى الدين. إنّ الواجب يقتضي أنّ تكون إنسانياً لا أسيراً لغرائزك وخوفك، فالأخلاق تتمثّل في هذا الإلزام الكلّي الذي يشمل الأنا والآخر معاً، فالقيم الأخلاقية تتّسع إلى أُفق الإنسانية قاطبة، فلا تكون الجماعة منغلقة في نطاق ثقافتها الخاصّة وقوميتها وتقاليدها الاجتماعية، بخلاف السياسة فإنّها سياسة لخدمة مصالح شعب معيّن ودولة معيّنة لا تعدوها، فالقيم الأخلاقية هي التي تجسّد آدمية الآدمي وهوية الإنسانية، <br>
<br>يقول: «ليست الأخلاق هي التي تؤسّس الدين وتبرّره كما يزعم فلاسفة التنوير، وإنّما الدين هو الذي يؤسّس الأخلاق ويبرّرها، ويعتقد الفيلسوف كنط أنّ الأخلاق تؤدّي إلى الدين. <br>
إنّ الواجب يقتضي أنّ تكون إنسانياً لا أسيراً لغرائزك وخوفك، فالأخلاق تتمثّل في هذا الإلزام الكلّي الذي يشمل الأنا والآخر معاً، فالقيم الأخلاقية تتّسع إلى أُفق الإنسانية قاطبة، فلا تكون الجماعة منغلقة في نطاق ثقافتها الخاصّة وقوميتها وتقاليدها الاجتماعية، بخلاف السياسة فإنّها سياسة لخدمة مصالح شعب معيّن ودولة معيّنة لا تعدوها، فالقيم الأخلاقية هي التي تجسّد آدمية الآدمي وهوية الإنسانية، <br>
وتدعو للانفتاح على كلّ آدمي، فهي مواطنة عالمية، وليست مواطنة لدولة معيّنة، وهذا ما ينمّ على نضج الإنسان وكماله الروحي.
وتدعو للانفتاح على كلّ آدمي، فهي مواطنة عالمية، وليست مواطنة لدولة معيّنة، وهذا ما ينمّ على نضج الإنسان وكماله الروحي.
<br>ولكنّ السياسة أوقعت البشرية في خوف من الأسلحة النووية في الحروب، وتسرّب الإشعاع، والانحباس الحراري، وتلوّث البيئة، وما إلى ذلك من أنواع الخوف والقلق وانعدام الأمن.
<br>ولكنّ السياسة أوقعت البشرية في خوف من الأسلحة النووية في الحروب، وتسرّب الإشعاع، والانحباس الحراري، وتلوّث البيئة، وما إلى ذلك من أنواع الخوف والقلق وانعدام الأمن.
سطر ٥٤: سطر ٥٦:
<br>ولهذا ذهب طه عبد الرحمان إلى القول: إنّ الأصل في كلّ شي‏ء هو الرحمة بحيث تكون هي أوّل الأشياء على الإطلاق، ويأتي إسم «الرحمان» بعد اسم الجلالة «اللَّه» مباشرة في البسملة، وقد يرادفه كما في قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (سورة الإسراء: 110)، فكلّ شي‏ء إنّما هو أثر من آثار رحمة اللَّه، والمؤمن يتشبّه بأخلاق اللَّه، ويتخلّق بالإحسان الذي يعمّ كلّ شي‏ء، وعليه‏<br>يتأسّس كلّ خلق وكلّ سلوك ربّاني جدير باستخلاف الإنسان.
<br>ولهذا ذهب طه عبد الرحمان إلى القول: إنّ الأصل في كلّ شي‏ء هو الرحمة بحيث تكون هي أوّل الأشياء على الإطلاق، ويأتي إسم «الرحمان» بعد اسم الجلالة «اللَّه» مباشرة في البسملة، وقد يرادفه كما في قوله تعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ (سورة الإسراء: 110)، فكلّ شي‏ء إنّما هو أثر من آثار رحمة اللَّه، والمؤمن يتشبّه بأخلاق اللَّه، ويتخلّق بالإحسان الذي يعمّ كلّ شي‏ء، وعليه‏<br>يتأسّس كلّ خلق وكلّ سلوك ربّاني جدير باستخلاف الإنسان.
<br>لكن هل القيم الأخلاقية وحدها كافية لأن يسود الأمن؟ إنّ الإنسان بجانب كونه حيواناً اجتماعياً لا يحيى حياة إنسانية إلّافي مجتمع، فإنّه أيضاً حيوان أناني شديد الحبّ للخير لنفسه، ولذلك احتاج الناس إلى تدبير آخر نسمّيه سياسة وسلطة، يقول اللَّه تعالى:<br>لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ‏ (سورة الحديد: 25)، فبجانب الكتاب والميزان- أي: الأحكام والقانون من أجل سيادة العدل- أشارت الآية إلى الحديد، إلى استعمال السلطة التي تردع الذين هم أسرى لأهوائهم وأنانيتهم لا يراعون قانوناً ولا خلقاً ولا ديناً، فيقطعون السبيل، ويعتدون، ويسفكون الدماء، لذلك كلّه احتاج الناس إلى سبيل آخر بعد القيم والقوانين، وهو السلطة التي تستعمل القوّة والحديد لإلزام هؤلاء بالقانون.
<br>لكن هل القيم الأخلاقية وحدها كافية لأن يسود الأمن؟ إنّ الإنسان بجانب كونه حيواناً اجتماعياً لا يحيى حياة إنسانية إلّافي مجتمع، فإنّه أيضاً حيوان أناني شديد الحبّ للخير لنفسه، ولذلك احتاج الناس إلى تدبير آخر نسمّيه سياسة وسلطة، يقول اللَّه تعالى:<br>لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ‏ (سورة الحديد: 25)، فبجانب الكتاب والميزان- أي: الأحكام والقانون من أجل سيادة العدل- أشارت الآية إلى الحديد، إلى استعمال السلطة التي تردع الذين هم أسرى لأهوائهم وأنانيتهم لا يراعون قانوناً ولا خلقاً ولا ديناً، فيقطعون السبيل، ويعتدون، ويسفكون الدماء، لذلك كلّه احتاج الناس إلى سبيل آخر بعد القيم والقوانين، وهو السلطة التي تستعمل القوّة والحديد لإلزام هؤلاء بالقانون.
<br>وغاية التدبير السياسي معالجة التنازع بين الناس، وصراع المصالح المختلفة بطريقة نتفادى بها العنف والخوف وسفك الدماء، ومعنى هذا: أنّنا نحتاج إلى دولة كي يصبح الناس غير خاضعين للحالة الطبيعية الخارجة عن كلّ قانون وكلّ شريعة وكلّ قيمة أخلاقية، تضمن أن يتحاكم الناس إلى القانون والعدل، وهذا معنى السياسة التي تدير هذا التنازع، وتمنعه من أن يصبح عدواناً وعنفاً. فالسياسة بهذا المعنى إنّما هي إدارة سلمية للصراع لا حرب فيها ولا عنف يقوم به أحد الأطراف أو جميعها، وتعالج هذا على صعيد المجتمع كلّه، فهي فنّ حياة متوازنة في دولة واحدة، يقتضي هذا سلطة وحكماً تعالج بهما المواجهات، وتسوّى على أساس قانون يحسم به النزاع، وعدم اتّفاق المصالح والآراء بين الأحزاب وفئات المجتمع المختلفة، ولا سبيل لغير هذا إلّاالعنف والمقاتلة. والسياسة إنّما غايتها تدبير ذلك كلّه تدبيراً متوازناً يتلافى به أن تقع الفوضى والعدوان وسبل العنف. فلا وجود لسياسة دون سلطة معترف بها تضمن هذا التوازن، وتمنع العدوان على الأشخاص وحقوقهم».
<br>وغاية التدبير السياسي معالجة التنازع بين الناس، وصراع المصالح المختلفة بطريقة نتفادى بها العنف والخوف وسفك الدماء، ومعنى هذا: أنّنا نحتاج إلى دولة كي يصبح الناس غير خاضعين للحالة الطبيعية الخارجة عن كلّ قانون وكلّ شريعة وكلّ قيمة أخلاقية، تضمن أن يتحاكم الناس إلى القانون والعدل، وهذا معنى السياسة التي تدير هذا التنازع، وتمنعه من أن يصبح عدواناً وعنفاً. <br>
فالسياسة بهذا المعنى إنّما هي إدارة سلمية للصراع لا حرب فيها ولا عنف يقوم به أحد الأطراف أو جميعها، وتعالج هذا على صعيد المجتمع كلّه، فهي فنّ حياة متوازنة في دولة واحدة، يقتضي هذا سلطة وحكماً تعالج بهما المواجهات، وتسوّى على أساس قانون يحسم به النزاع، وعدم اتّفاق المصالح والآراء بين الأحزاب وفئات المجتمع المختلفة، ولا سبيل لغير هذا إلّاالعنف والمقاتلة. والسياسة إنّما غايتها تدبير ذلك كلّه تدبيراً متوازناً يتلافى به أن تقع الفوضى والعدوان وسبل العنف. فلا وجود لسياسة دون سلطة معترف بها تضمن هذا التوازن، وتمنع العدوان على الأشخاص وحقوقهم».
<br>
<br>
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل