الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الاختلاف بين الأخباريين والأصوليين»

سطر ١٨: سطر ١٨:
ادّعى الأخباريون «قطعية صدور كلّ ما ورد في الكتب الحديثية الأربعة من الروايات؛ لاهتمام أصحابها بتدوين الروايات التي يمكن العمل والاحتجاج بها، وعليه فلا يحتاج الفقيه إلى البحث عن أسناد الروايات الواردة في الكتب الأربعة... أمّا الأصوليون فلهم رأي آخر في ما ورد في [[الكتب الأربعة]]، ويقسّمون الحديث إلى الأقسام الأربعة المشهورة: الصحيح، والحسن، والموثّق، والضعيف، ويأخذون بالأولين أو بالثلاثة الأول دون الأخير».<ref> مقدمة رياض المسائل 1 : 106.</ref>
ادّعى الأخباريون «قطعية صدور كلّ ما ورد في الكتب الحديثية الأربعة من الروايات؛ لاهتمام أصحابها بتدوين الروايات التي يمكن العمل والاحتجاج بها، وعليه فلا يحتاج الفقيه إلى البحث عن أسناد الروايات الواردة في الكتب الأربعة... أمّا الأصوليون فلهم رأي آخر في ما ورد في [[الكتب الأربعة]]، ويقسّمون الحديث إلى الأقسام الأربعة المشهورة: الصحيح، والحسن، والموثّق، والضعيف، ويأخذون بالأولين أو بالثلاثة الأول دون الأخير».<ref> مقدمة رياض المسائل 1 : 106.</ref>
وقد استدلّ زعيم الحركة الأسترآبادي على مدّعاه ومؤرِّخا لتقسيم الحديث أنّ «أول من قسّم أحاديث أُصول أصحابنا ـ  التي كانت مرجعهم في عقائدهم وأعمالهم في زمن الأئمة عليهم ‏السلام وكانوا مجمعين على صحّة نقلها كلّها عنهم عليهم ‏السلام  ـ إلى الأقسام الأربعة المشهورة بين المتأخرين [[العلاّمة الحلّي]] (ت726ه ) أو رجل آخر قريب منه، ثمّ من جاء بعده وافقه كـ : [[الشهيد الأول]] و... والسبب في إحداث ذلك غفلة من أحدثه عن كلام قدمائنا، والسبب في غفلته أُلفة ذهنه بما في كتب العامة».<ref> الفوائد المدنية : 172 ـ 173، وراجع أيضا لمعرفة المزيد عن عقيدة [[الحركة الأخبارية]] هنا الكتب الرجالية المعروفة، ككتاب معجم رجال الحديث 1 : 19 ـ 35.</ref>
وقد استدلّ زعيم الحركة الأسترآبادي على مدّعاه ومؤرِّخا لتقسيم الحديث أنّ «أول من قسّم أحاديث أُصول أصحابنا ـ  التي كانت مرجعهم في عقائدهم وأعمالهم في زمن الأئمة عليهم ‏السلام وكانوا مجمعين على صحّة نقلها كلّها عنهم عليهم ‏السلام  ـ إلى الأقسام الأربعة المشهورة بين المتأخرين [[العلاّمة الحلّي]] (ت726ه ) أو رجل آخر قريب منه، ثمّ من جاء بعده وافقه كـ : [[الشهيد الأول]] و... والسبب في إحداث ذلك غفلة من أحدثه عن كلام قدمائنا، والسبب في غفلته أُلفة ذهنه بما في كتب العامة».<ref> الفوائد المدنية : 172 ـ 173، وراجع أيضا لمعرفة المزيد عن عقيدة [[الحركة الأخبارية]] هنا الكتب الرجالية المعروفة، ككتاب معجم رجال الحديث 1 : 19 ـ 35.</ref>
ونقل عن العلاّمة الحلّي قوله: «إنّه كان عند قدمائنا أصحاب الأئمة عليهم ‏السلام كتب وأصول كانت مرجعهم في عقائدهم وأعمالهم، وإنّهم كانوا متمكنين من استعلام أحوال أحاديث تلك الكتب والأصول، ومن أخذ الأحكام عنهم عليهم‏السلام بطريق القطع واليقين، ومن التمييز بين الصحيح وغير الصحيح لو كان فيها غير صحيح. ومن المعلوم أنّ مثلهم لايغفل عن هذه الدقيقة ولايقصّر في رعايتها».<ref> الفوائد المدنية : 175، ولمعرفة الأدلة التي أقامتها الحركة الأخبارية على مدّعاها في هذا المقام راجع : المصدر نفسه : 371 وما بعدها.</ref>
ونقل عن العلاّمة الحلّي قوله: «إنّه كان عند قدمائنا أصحاب الأئمة عليهم ‏السلام كتب وأصول كانت مرجعهم في عقائدهم وأعمالهم، وإنّهم كانوا متمكنين من استعلام أحوال أحاديث تلك الكتب والأصول، <br>
ومن أخذ الأحكام عنهم عليهم‏السلام بطريق القطع واليقين، ومن التمييز بين الصحيح وغير الصحيح لو كان فيها غير صحيح. ومن المعلوم أنّ مثلهم لايغفل عن هذه الدقيقة ولايقصّر في رعايتها».<ref> الفوائد المدنية : 175، ولمعرفة الأدلة التي أقامتها الحركة الأخبارية على مدّعاها في هذا المقام راجع : المصدر نفسه : 371 وما بعدها.</ref>
وأمّا المحدّث البحراني من المرحلة الثانية من مراحل الحركة الأخبارية، فقد ذكر إيراد الاختلاف بين [[الأصوليين والأخباريين]] في وصف مذهبه في المقام بقوله: «والحق الحقيق بالاتباع ما سلكه طائفة من متأخري المتأخرين، كالمجلسي وطائفة ممّن أخذ عنه، فإنّهم سلكوا في طرق الخلاف بين ذينك الفريقين طريقا وسطى بين القولين، ونجدا أوضح من ذينك النجدين (وخير الأمور أوسطها)... من حيث ثبوت صحة تلك الأخبار عندنا، والوثوق بورودها عن أصحاب العصمة صلوات اللّه‏ عليهم».<ref> الحدائق الناضرة 1 : 14 ـ 15.</ref>
وأمّا المحدّث البحراني من المرحلة الثانية من مراحل الحركة الأخبارية، فقد ذكر إيراد الاختلاف بين [[الأصوليين والأخباريين]] في وصف مذهبه في المقام بقوله: «والحق الحقيق بالاتباع ما سلكه طائفة من متأخري المتأخرين، كالمجلسي وطائفة ممّن أخذ عنه، فإنّهم سلكوا في طرق الخلاف بين ذينك الفريقين طريقا وسطى بين القولين، ونجدا أوضح من ذينك النجدين (وخير الأمور أوسطها)... من حيث ثبوت صحة تلك الأخبار عندنا، والوثوق بورودها عن أصحاب العصمة صلوات اللّه‏ عليهم».<ref> الحدائق الناضرة 1 : 14 ـ 15.</ref>
ثمّ تعرض بعد ذلك إلى تعريف الحديث الصحيح والضعيف، بما يظهر منه أ نّه لايؤمن بوجود أخبار آحاد غير مقترنة بما يقطع معه بصدورها عن المعصوم، وعلى هديه تتنوع الأخبار التي وصلت إلينا مدوّنة من المجاميع  الحديثية ـ  على رأي صاحب الحدائق  ـ إلى ثلاثة أنماط، هي:
ثمّ تعرض بعد ذلك إلى تعريف الحديث الصحيح والضعيف، بما يظهر منه أ نّه لايؤمن بوجود أخبار آحاد غير مقترنة بما يقطع معه بصدورها عن المعصوم، وعلى هديه تتنوع الأخبار التي وصلت إلينا مدوّنة من المجاميع  الحديثية ـ  على رأي صاحب الحدائق  ـ إلى ثلاثة أنماط، هي:
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل