الفرق بين المراجعتين لصفحة: «نظام الملك»

أُضيف ١٧٢ بايت ،  ١٧ أكتوبر ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
سطر ٣٠: سطر ٣٠:
</div>
</div>
'''أبو علي قوام الدين بن علي بن إسحاق الطوسي المعروف بنظام الملك''': وزير، فاضل، ذو فكر وحدوي. وصفه الذهبي بقوله: «عاقل، سائس، خبير، سعيد، متديّن، محتشم، عامر المجلس بالقرّاء والفقهاء».
'''أبو علي قوام الدين بن علي بن إسحاق الطوسي المعروف بنظام الملك''': وزير، فاضل، ذو فكر وحدوي. وصفه الذهبي بقوله: «عاقل، سائس، خبير، سعيد، متديّن، محتشم، عامر المجلس بالقرّاء والفقهاء».
<br>أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد، وأُخرى بنيسابور، وأُخرى بطوس، ورغّب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبَعُدَ صيته.
=حیاته=
<br>وكان أبوه من دهاقين بيهق، فنشأ وقرأ نحواً، وتعانى الكتابة والديوان، وخدم بغزنة، وتنقّلت به الأحوال إلى أن وزر للسلطان ألب آرسلان، ثمّ لابنه ملكشاه، فدبّر ممالِكَه على أتمّ ما ينبغي، وخفّف المظالم، ورفق بالرعايا، وبنى الوقوف، وهاجرت الكبار إلى جنابه، وازدادت رفعته، واستمرّ عشرين سنة.
وكان أبوه من دهاقين بيهق، فنشأ وقرأ نحواً، وتعانى الكتابة والديوان، وخدم بغزنة، وتنقّلت به الأحوال إلى أن وزر للسلطان ألب آرسلان، ثمّ لابنه ملكشاه، فدبّر ممالِكَه على أتمّ ما ينبغي، وخفّف المظالم، ورفق بالرعايا، وبنى الوقوف، وهاجرت الكبار إلى جنابه، وازدادت رفعته، واستمرّ عشرين سنة.
<br>سمع من: القُشيري، وأبي مسلم بن مهربزد، وأبي حامد الأزهري.
=نشاطاته=
<br>روى عنه: علي بن طراد الزينبي، ونصر بن نصر العُكبري، وجماعة.
أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد، وأُخرى بنيسابور، وأُخرى بطوس، ورغّب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبَعُدَ صيته.
<br>قال الذهبي أيضاً: «وكان فيه خير وتقوى، وميل إلى الصالحين، وخضوع لموعظتهم، يُعجبه من يبيّن له عيوب نفسه، فينكسر ويبكي».
=من روي عنهم=
سمع من: القُشيري، وأبي مسلم بن مهربزد، وأبي حامد الأزهري.
=من روي عنه=
روى عنه: علي بن طراد الزينبي، ونصر بن نصر العُكبري، وجماعة.
 
=في كلام الكبار=
قال الذهبي أيضاً: «وكان فيه خير وتقوى، وميل إلى الصالحين، وخضوع لموعظتهم، يُعجبه من يبيّن له عيوب نفسه، فينكسر ويبكي».
<br>مولده في سنة ثمانٍ وأربع مئة للهجرة، وقُتِلَ صائماً في رمضان، أتاه باطني في هيئة صُوفي يُناوله قصّة، فأخذها منه، فضربه بالسكّين في فؤاده، فتَلِف، وقتلوا قاتله، وذلك ليلة جمعةٍ سنة خمس وثمانين وأربع مئة بقرب نهاوند، وكان آخر قوله: «لا تقتلوا قاتلي، قد عَفوتُ، لا إله إلّااللَّه».
<br>مولده في سنة ثمانٍ وأربع مئة للهجرة، وقُتِلَ صائماً في رمضان، أتاه باطني في هيئة صُوفي يُناوله قصّة، فأخذها منه، فضربه بالسكّين في فؤاده، فتَلِف، وقتلوا قاتله، وذلك ليلة جمعةٍ سنة خمس وثمانين وأربع مئة بقرب نهاوند، وكان آخر قوله: «لا تقتلوا قاتلي، قد عَفوتُ، لا إله إلّااللَّه».
<br>قال ابن خلِّكان: «قد دخل نظام الملك على المقتدي باللَّه، فأجلسه، وقال له: يا حسن، رضي اللَّه عنك، كرضى أمير المؤمنين عنك».
<br>قال ابن خلِّكان: «قد دخل نظام الملك على المقتدي باللَّه، فأجلسه، وقال له: يا حسن، رضي اللَّه عنك، كرضى أمير المؤمنين عنك».
سطر ٤٢: سطر ٤٨:
<br>قيل: إنّه ما جلس إلّاعلى وضوء، وما توضّأ إلّاتنفّل، ويصوم الاثنين والخميس، جدّد عمارة خوارزم، ومشهد طوس، وعمل مشفىً، نابه عليه خمسون ألف دينار، وبنى أيضاً مدارس بمرو وهراة وبلخ والبصرة وأصبهان، وكان حليماً رزيناً جواداً، صاحب فتوّة واحتمال ومعروف كثير إلى الغاية، ويُبالغ في الخضوع للصالحين. وقيل: كان يتصدّق كلّ صباح بمئة دينار.
<br>قيل: إنّه ما جلس إلّاعلى وضوء، وما توضّأ إلّاتنفّل، ويصوم الاثنين والخميس، جدّد عمارة خوارزم، ومشهد طوس، وعمل مشفىً، نابه عليه خمسون ألف دينار، وبنى أيضاً مدارس بمرو وهراة وبلخ والبصرة وأصبهان، وكان حليماً رزيناً جواداً، صاحب فتوّة واحتمال ومعروف كثير إلى الغاية، ويُبالغ في الخضوع للصالحين. وقيل: كان يتصدّق كلّ صباح بمئة دينار.
<br>قال ابن عقيل: «بهر العقول سيرة النظام جوداً وكرماً وعدلًا وإحياءً لمعالم الدين، كانت أيّامه دولة أهل العلم، ثمّ خُتِمَ له بالقتل وهو مارٌّ إلى الحجّ في رمضان، فمات مَلِكاً في الدنيا، مَلِكاً في الآخرة».
<br>قال ابن عقيل: «بهر العقول سيرة النظام جوداً وكرماً وعدلًا وإحياءً لمعالم الدين، كانت أيّامه دولة أهل العلم، ثمّ خُتِمَ له بالقتل وهو مارٌّ إلى الحجّ في رمضان، فمات مَلِكاً في الدنيا، مَلِكاً في الآخرة».
<br>يقول الدكتور يحيى الخشّاب في مقالةٍ له نشرتها مجلّة «[[رسالة الإسلام]]» القاهرية حول أفكار الوزير نظام الملك الوحدوية ما نصّه: «.... كان نظام الملك بعيد النظر، واسع الأُفق، شديد الإحساس بما يدور ببلاده ومن حول بلاده، رأى الأُمّة الإسلامية مقسّمة إلى خلافات ثلاث: <br>
 
=آرائه الوحدوية=
يقول الدكتور يحيى الخشّاب في مقالةٍ له نشرتها مجلّة «[[رسالة الإسلام]]» القاهرية حول أفكار الوزير نظام الملك الوحدوية ما نصّه: «.... كان نظام الملك بعيد النظر، واسع الأُفق، شديد الإحساس بما يدور ببلاده ومن حول بلاده، رأى الأُمّة الإسلامية مقسّمة إلى خلافات ثلاث: <br>
خلافة بغداد، وخلافة مصر، وخلافة الأندلس، ورأى العالم المسيحي يتآمر على هذه الأُمّة المسلمة، وتتربّص بها الدوائر، وكان ذلك عصر التمهيد للحروب الصليبية.
خلافة بغداد، وخلافة مصر، وخلافة الأندلس، ورأى العالم المسيحي يتآمر على هذه الأُمّة المسلمة، وتتربّص بها الدوائر، وكان ذلك عصر التمهيد للحروب الصليبية.
<br>وكانت البلاد الإسلامية قد أُصيبت يومئذٍ من التفرّق والتعصّب بداء عضال قد تغلغل في صميمها، وأصبح العلماء فيها مولعين بالجدال والمناظرات، وأن يتحدّى بعضهم بعضاً<br>في المجالس والمدارس... كانوا يختلفون في الفقه والكلام خلافات حادّة، ويحتربون حرباً مضنية، ويجرّون وراءهم العامّة جرّاً، حتّى كثرت الفرق وتباينت، وكلّ فرقة تبغي الغلب والظفر بخصومها، <br>
<br>وكانت البلاد الإسلامية قد أُصيبت يومئذٍ من التفرّق والتعصّب بداء عضال قد تغلغل في صميمها، وأصبح العلماء فيها مولعين بالجدال والمناظرات، وأن يتحدّى بعضهم بعضاً<br>في المجالس والمدارس... كانوا يختلفون في الفقه والكلام خلافات حادّة، ويحتربون حرباً مضنية، ويجرّون وراءهم العامّة جرّاً، حتّى كثرت الفرق وتباينت، وكلّ فرقة تبغي الغلب والظفر بخصومها، <br>
سطر ٥٤: سطر ٦٢:
وكان عنده أبو محمّد التميمي ورجل آخر أشعري، فقاله له القزويني: «أيّها الصدر، لقد اجتمع عندك رؤوس أهل النار»، قال نظام الملك: «وكيف ذلك»؟ قال: «أنا [[معتزلي]]، وهذا مشبِّه- يعني:<br>التميمي- وذلك أشعري، وبعضنا يكفّر بعضاً»! فضحك النظام.
وكان عنده أبو محمّد التميمي ورجل آخر أشعري، فقاله له القزويني: «أيّها الصدر، لقد اجتمع عندك رؤوس أهل النار»، قال نظام الملك: «وكيف ذلك»؟ قال: «أنا [[معتزلي]]، وهذا مشبِّه- يعني:<br>التميمي- وذلك أشعري، وبعضنا يكفّر بعضاً»! فضحك النظام.
<br>والمغزى من هذه الواقعة أنّ العلماء وصلوا إلى حدّ التفكّه بأخبار الخلاف في مجلسه، وأخرجوا الأمر فيه مخرج المزح والدعابة، وشتّان بين هذا وما كان من قبل من عنف وحدّة وقطيعة.
<br>والمغزى من هذه الواقعة أنّ العلماء وصلوا إلى حدّ التفكّه بأخبار الخلاف في مجلسه، وأخرجوا الأمر فيه مخرج المزح والدعابة، وشتّان بين هذا وما كان من قبل من عنف وحدّة وقطيعة.
<br>وقد استعان نظام الملك على دعوته أيضاً بوسيلة نعتبرها حديثة في خدمة المبادئ والدعوة لها، هي إنشاء المدارس، وحشد العلماء لها؛ كي تكون مصدراً للإقناع والتعليم والدفاع... وهذا ما فعله نظام الملك، فقد أقام المدارس النظامية، وافتتح نظامية بغداد بنفسه، وأشرف على هذه المدارس وأولاها رعايته، وتوسّع في إنشائها، ووقف عليها الأموال التي تضمن استمرارها من بعده.
=الإستعانة بإنشاء المدارس في الدعوة=
وقد استعان نظام الملك على دعوته أيضاً بوسيلة نعتبرها حديثة في خدمة المبادئ والدعوة لها، هي إنشاء المدارس، وحشد العلماء لها؛ كي تكون مصدراً للإقناع والتعليم والدفاع... وهذا ما فعله نظام الملك، فقد أقام المدارس النظامية، وافتتح نظامية بغداد بنفسه، وأشرف على هذه المدارس وأولاها رعايته، وتوسّع في إنشائها، ووقف عليها الأموال التي تضمن استمرارها من بعده.
<br>ومع أنّها كانت في أوّل أمرها غير مرضية من العامّة وبعض العلماء، <br>
<br>ومع أنّها كانت في أوّل أمرها غير مرضية من العامّة وبعض العلماء، <br>
فقد درّس بها كثير من الأئمّة وأفاضل الأُمّة، كأبي بكر الشاشي، وحجّة الإسلام الغزالي، وأبي نصر بن الصبّاغ، وأبي إسحاق الشيرازي، وغيرهم.
فقد درّس بها كثير من الأئمّة وأفاضل الأُمّة، كأبي بكر الشاشي، وحجّة الإسلام الغزالي، وأبي نصر بن الصبّاغ، وأبي إسحاق الشيرازي، وغيرهم.
سطر ٦٧: سطر ٧٦:
<br>أفلا نتعظ بالغرب، وندعو دعوة الحقّ، ونتآخى ونتآزر، ونعمل بمبادئ ديننا، ونقيم قواعد الاجتماع والسياسة في دنيانا على أساس ممّا أوصانا به الإسلام المجيد؟!<br>إنّما ندعو إلى العمل بما في الإسلام من مبادئ قويمة، كلّ دولة في حدودها ولمصالحها، يشدّ بعضنا أزر بعض إذا عرض لنا أمر أمام جماعة الأُمم، ويؤثر بعضنا البعض‏<br>إذا وجب الإيثار، ويشجّع بعضنا البعض؛ لتنمو مواردنا، وتعمل الأيدي العاطلة فينا، وليكن الإسلام جامعاً بيننا وهدياً لنا. ورحم اللَّه نظام الملك، أوّل من نصر هذا الرأي، وعمل له».
<br>أفلا نتعظ بالغرب، وندعو دعوة الحقّ، ونتآخى ونتآزر، ونعمل بمبادئ ديننا، ونقيم قواعد الاجتماع والسياسة في دنيانا على أساس ممّا أوصانا به الإسلام المجيد؟!<br>إنّما ندعو إلى العمل بما في الإسلام من مبادئ قويمة، كلّ دولة في حدودها ولمصالحها، يشدّ بعضنا أزر بعض إذا عرض لنا أمر أمام جماعة الأُمم، ويؤثر بعضنا البعض‏<br>إذا وجب الإيثار، ويشجّع بعضنا البعض؛ لتنمو مواردنا، وتعمل الأيدي العاطلة فينا، وليكن الإسلام جامعاً بيننا وهدياً لنا. ورحم اللَّه نظام الملك، أوّل من نصر هذا الرأي، وعمل له».


== المراجع ==
= المراجع =
(انظر ترجمته في: الإكمال لابن ماكولا 7: 357، الأنساب للسمعاني 3: 21- 22، المنتظم 16: 302- 307، التدوين في أخبار قزوين 2: 419- 422، الكامل في التاريخ 8: 161- 163، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 5 و 3: 365، وفيات الأعيان 2: 128- 131، تاريخ الإسلام للذهبي 33: 23- 24، دول الإسلام 2: 13، سير أعلام النبلاء 19: 94- 96، العبر 3: 307- 308، الوافي بالوفيات 8: 261- 264، مرآة الجنان 3: 103- 105، طبقات الشافعية الكبرى 4: 309- 328، البداية والنهاية 12: 140- 141، شذرات الذهب 3: 373- 375، روضات الجنّات 3: 82- 85، أعيان الشيعة 1: 192 و 5: 165- 169، الأعلام للزركلي 2: 202، مواقف الشيعة 3: 92، موسوعة الأعلام 4: 274).
(انظر ترجمته في: الإكمال لابن ماكولا 7: 357، الأنساب للسمعاني 3: 21- 22، المنتظم 16: 302- 307، التدوين في أخبار قزوين 2: 419- 422، الكامل في التاريخ 8: 161- 163، اللباب في تهذيب الأنساب 2: 5 و 3: 365، وفيات الأعيان 2: 128- 131، تاريخ الإسلام للذهبي 33: 23- 24، دول الإسلام 2: 13، سير أعلام النبلاء 19: 94- 96، العبر 3: 307- 308، الوافي بالوفيات 8: 261- 264، مرآة الجنان 3: 103- 105، طبقات الشافعية الكبرى 4: 309- 328، البداية والنهاية 12: 140- 141، شذرات الذهب 3: 373- 375، روضات الجنّات 3: 82- 85، أعيان الشيعة 1: 192 و 5: 165- 169، الأعلام للزركلي 2: 202، مواقف الشيعة 3: 92، موسوعة الأعلام 4: 274).
<br>
<br>
٤٬٩٤١

تعديل