الفرق بين المراجعتين لصفحة: «هليل، أحمد محمد»

لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر ٤٣: سطر ٤٣:
<br>وشتّان بين وحدة ألّفتها يد اللَّه واعتصمت بحبل اللَّه، وبين وحدة جمعتها المصالح والأهواء! فإنّه لا شكّ مآلها الانهيار؛ لأنّها تقوم على شفير هار.
<br>وشتّان بين وحدة ألّفتها يد اللَّه واعتصمت بحبل اللَّه، وبين وحدة جمعتها المصالح والأهواء! فإنّه لا شكّ مآلها الانهيار؛ لأنّها تقوم على شفير هار.
<br>وإنّ الدارس للسيرة والتاريخ ليتجلّى له بوضوح أنّ أسباب نصر القلّة المؤمنة على الكثرة الكافرة بعد الإيمان باللَّه والثقة به لهو التماسك والاتّحاد في الصفّ المؤمن مقابل تشتّت باد وإن توارى خلف انضمام ظاهري الشكل، فالأحزاب الباغية حينما أتوا إلى المدينة بغية القضاء على الإسلام والمسلمين كانوا كثرة عددية ترهب وترعب، لكنّها كانت تنقصهم الوحدة الجامعة والأُلفة الرابطة، فتشتت الشمل وتفرّق الجمع وتبعثر الصفّ.
<br>وإنّ الدارس للسيرة والتاريخ ليتجلّى له بوضوح أنّ أسباب نصر القلّة المؤمنة على الكثرة الكافرة بعد الإيمان باللَّه والثقة به لهو التماسك والاتّحاد في الصفّ المؤمن مقابل تشتّت باد وإن توارى خلف انضمام ظاهري الشكل، فالأحزاب الباغية حينما أتوا إلى المدينة بغية القضاء على الإسلام والمسلمين كانوا كثرة عددية ترهب وترعب، لكنّها كانت تنقصهم الوحدة الجامعة والأُلفة الرابطة، فتشتت الشمل وتفرّق الجمع وتبعثر الصفّ.
<br>فالأعداد مهما كانت كثرتها إذا كانت أعداداً غير متكاتفة ولا متّحدة كانت كما لا قيمة له؛ لأنّها أشبه ما تكون حينها بغثاء السيل الذي يجري إلى غير هدف معلوم أو مجرى مرسوم. وهذا ما كان يخشاه صلى الله عليه و آله على أُمّته حين قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأُمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتهم»، قالوا: أَو مِن قلّة نحن يومئذٍ يا رسول اللَّه؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، لكنّكم غثاء كغثاء السيل».
<br>فالأعداد مهما كانت كثرتها إذا كانت أعداداً غير متكاتفة ولا متّحدة كانت كما لا قيمة له؛ لأنّها أشبه ما تكون حينها بغثاء السيل الذي يجري إلى غير هدف معلوم أو مجرى مرسوم. <br>
وهذا ما كان يخشاه صلى الله عليه و آله على أُمّته حين قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأُمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتهم»، قالوا: أَو مِن قلّة نحن يومئذٍ يا رسول اللَّه؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، لكنّكم غثاء كغثاء السيل».
<br>إنّ الأُمّة إن لم تتّبع السبيل نفقت هي أنفاق السبل، وإن لم يجمعها الحقّ شعّبها الباطل، وإنّ التاريخ يقول: إنّ الأُمّة لم تحقّق غاياتها وتدرك أمانيها إلّامن خلال الوحدة وفي نطاق الجماعة، كما أنّها لم تضعف ولم تنتكس إلّابسبب الفرقة والاختلاف، وإنّ الاختلاف ليضعف الأُمم القوية ويميت الأُمم الضعيفة، كما أنّ في الاتّحاد قوّة للضعفاء.
<br>إنّ الأُمّة إن لم تتّبع السبيل نفقت هي أنفاق السبل، وإن لم يجمعها الحقّ شعّبها الباطل، وإنّ التاريخ يقول: إنّ الأُمّة لم تحقّق غاياتها وتدرك أمانيها إلّامن خلال الوحدة وفي نطاق الجماعة، كما أنّها لم تضعف ولم تنتكس إلّابسبب الفرقة والاختلاف، وإنّ الاختلاف ليضعف الأُمم القوية ويميت الأُمم الضعيفة، كما أنّ في الاتّحاد قوّة للضعفاء.
<br>وقديماً شرح هذا المعنى حكيم لأبنائه؛ إذ قدّم إليهم حزمة من العصي، فعجزوا عن‏<br>كسرها، ففكّ رباطها فكسروها، ثمّ خلص من هذا المثل العملي إلى الثمرة:<br>كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى‏<br>خطب ولا تتفرّقوا آحاداً<br>تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً<br>وإذا افترقن تكسّرت أفراداً<br><br><br>إنّنا نعيش في عالم سمته التقارب، وشعاره التكتّل، وإنّ الأُمّة لا تستطيع أن تحقّق التنمية المنشودة والقوّة المطلوبة إلّابالاتّحاد، وما لا يتمّ الواجب إلّابه فهو واجب، وإنّ أوجب الواجبات اليوم لهو بناء صفّ الأُمّة، ونشر ثقافة الوحدة، وتعزيز أواصر التماسك، والضرب بيد من حديد على ثقافة الفتنة.
<br>وقديماً شرح هذا المعنى حكيم لأبنائه؛ إذ قدّم إليهم حزمة من العصي، فعجزوا عن‏<br>كسرها، ففكّ رباطها فكسروها، ثمّ خلص من هذا المثل العملي إلى الثمرة:<br>كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى‏<br>خطب ولا تتفرّقوا آحاداً<br>تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسّراً<br>وإذا افترقن تكسّرت أفراداً<br><br><br>إنّنا نعيش في عالم سمته التقارب، وشعاره التكتّل، وإنّ الأُمّة لا تستطيع أن تحقّق التنمية المنشودة والقوّة المطلوبة إلّابالاتّحاد، وما لا يتمّ الواجب إلّابه فهو واجب، وإنّ أوجب الواجبات اليوم لهو بناء صفّ الأُمّة، ونشر ثقافة الوحدة، وتعزيز أواصر التماسك، والضرب بيد من حديد على ثقافة الفتنة.
Write، confirmed، steward، إداريون
٣٬٣٠٦

تعديل