القرامطة

القرامطة هي إحدى الفروع المنبثقة عن فرقة إسماعيلية ومنسوبة إلى رجل يُدعى حمدان قرمط.

وجه التسمية

يختلف المؤرخون حول وجه التسمية "قرمط": يذكر الطبري وثابت بن سنان الصابي في تاريخ أخبار القرامطة أن هذه الكلمة تعني "كَرْمَتي" أي ذو العينين الحمراء. بينما يعبّر ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" عن كَرْمَتي بمعنى قوة البصر وحدّة البصر. يبدو أن هذه الكلمة مُستعارة من اللهجة الآرامية المحلية في مدينة واسط، حيث تعني "المُدَلِّس". يقول كارل فولدرس في هذا السياق إن كلمة قرمط لها جذر يوناني "قرّماطا" Grammata بمعنى حرف. كما أن اسم قرمط يُطلق على خط خاص يُسمى النسخي، والأبجدية السرّية لقرمط موجودة أيضًا في النصوص اليمنية.

مآخذ مرتبطة بالقرامطة

كتاب "المقالات والفرق"

أول مصدر وصل إلينا حول القرامطة هو كتاب "المقالات والفرق" تأليف سعد الدين أبي خلف الأشعري القمي (توفي عام 301 هجري) الذي اعتبرهم منشقين عن فرقة "المباركية". "تاريخ أخبار القرامطة" تأليف ثابت بن سنان هو من المصادر المهمة حول هذه الفرقة، ويشير مرارًا إلى علاقة القرامطة بـ الفاطميين في أفريقيا.

كتاب "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"

مصدر آخر يحتوي على مواضيع تتعلق بالقرامطة هو كتاب "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين" تأليف أبو الحسن الأشعري. كما يتحدث كتاب "الفرق والتواريخ" المنسوب إلى محمد غزالي عن هذه الفرقة بأخبار مثيرة للاهتمام. من بين المستشرقين الذين قاموا بأبحاث غزيرة حول هذه الفرقة، ميخائيل يان دخويه (توفي عام 1909 ميلادي) الذي نشر كتابًا بعنوان "قرامطة البحرين والفاطميون" عام 1886 في ليدن بهولندا. بالإضافة إلى ذلك، واحدة من أحدث المقالات التي كُتبت عن القرامطة هي دراسة جديدة بعنوان "قرمطى" التي ظهرت في الطبعة الأخيرة من "دائرة المعارف الإسلامية" بقلم ولفريد مادولونغ.

تاريخ وعقائد

يكتب محمد بن إسحاق النديم: عندما فرّ عبد الله بن ميمون القداح من البصرة إلى سلمية، استقبله هناك رجل يُدعى حمدان بن أشعث المعروف بقرمط. كان لديه زراعة وتربية أبقار في قرية تُدعى "قس بهرام"، وبفضل ذكائه، سرعان ما حصل على رئاسة وأرسل دعاة إلى مناطق الكوفة. في أواخر القرن الثالث هجري، أسس مؤيدو حمدان قرمط دولة في البحرين برئاسة رئيسهم السري المعروف بصاحب الظهور، الذي كان مكان إقامته مجهولًا، وكان مركزها الأحساء. لم يقتصر نشاط القرامطة على بين النهرين وخوزستان فحسب، بل شاركوا أيضًا في الثورات في البحرين واليمن وسوريا. كان عدد القرامطة في البحرين أكبر من عدد المحاربين البدو العرب، واعتُبروا خطرًا كبيرًا على الخلافة العباسية. كانت معظم قيادات القرامطة من الإيرانيين، وفي عام 288 هجري، هزموا جيش الخليفة بالكامل خارج البصرة. بعد عام أو عامين، نهبوا صاحب الناقة ومن بعده أخاه صاحب الشامة أو صاحب الخال في سوريا حتى أبواب دمشق. هاجم "زكروية" وهو من القرامطة قافلة من الحجاج، وقد قيل إن عشرين ألف شخص قُتلوا في هذه المأساة. في عام 312 هجري، هاجم أبو طاهر جنّابي "أبو سعيدية" الذي كان ابنًا وخليفة له، البصرة واستولى على غنائم كثيرة. بعد عدة أشهر، هاجم قافلة الحجاج وقتل ألفين ومئتين من الرجال وثلاثمئة امرأة. لم يمض وقت طويل حتى نهب القرامطة الكوفة في ستة أيام. في اليوم الثامن من ذي الحجة عام 317 هجري، هاجم أبو طاهر القرمطى مكة واستولى عليها ونهبها وقتل عدة آلاف من الحجاج وأسر عددًا منهم، ولأن القرامطة اعتبروا زيارة الكعبة نوعًا من عبادة الأوثان، أمروا بنزع حجر الأسود من جدار الكعبة وتقطيعه إلى نصفين وأخذوه معهم إلى الأحساء، وبعد عشرين عامًا بوساطة الخليفة الفاطمي القائم أو المنصور، أعيد إلى مكة. تُشير المصادر إلى أن القرامطة نشأوا من "المباركية" وكانوا أتباع رجل يُدعى قرمطية من أهل سواد العراق. تشكل العرب البدو غالبية القرامطة، وكان لديهم في تنظيمهم مجلس أعلى يرتدون فيه الثياب البيضاء، وكان يُطلق عليهم "عقدانية" الذين كانوا يتحكمون في حلّ الأمور. اعتبر القرامطة من يعبد الأضرحة والقبور والأحجار ويقبل حجر الأسود كافرين، وحرّموا الإفراط في أكل اللحم. اعتبر القرامطة أن الإيمان هو الوسيلة الوحيدة للنجاة والتحرر من القيود الأخلاقية، وكانوا مؤيدين لحكم الشعب على الشعب وأخذ أموال المخالفين، وأسسوا جمهورية فاسدة استبدادية. أثبت دخويه في كتابه "أخبار القرامطة" أن القرامطة كانت لهم علاقة بالفاطميين في مصر. الدليل على علاقات القرامطة والفاطميين هو أن الكتب القديمة ذكرت القرامطة والفاطميين كمرادفين لبعضهما، وإذا وُصف شخص بأنه "قرمطى"، كان المقصود أنه يتبع المذهب الإسماعيلي. بشكل عام، كانت حكومة القرامطة جمهورية اشتراكية[١] [٢] [٣].

صفحات خارجیة

إسماعيلية

الهوامش

  1. محمد جواد مشکور، فرهنج فرق إسلامي، مشهد، انتشارات آستان قدس رضوي، سنة 1993 م، الطبعة الثانية، ص 358 مع تعديل وترتيب وإصلاح العبارات.
  2. نفسه، تاريخ الشيعة والفرق الإسلامية حتى القرن الرابع الهجري، طهران، سنة 1983 م، الطبعة الثالثة، ص 215-221.
  3. رضا رضا زاده لنگرودي، فهرست تحليلية لحركة القرامطة، ذكرى فخرائي، انتشارات نشر نو، سنة 1984 م.