الإمام الحسن العسكري (ع) في سطور

الإمام الحسن العسكري عليه السلام، هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وهو الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وقد ظهر امر امامته في عصر ابيه الهادي (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادي والعامة من المسلمين انه الامام المفترض الطاعة بعد ابيه عليهما السلام. تولی مهامَ الامامة بعد أبيه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فيا مسؤولياته الکبری في أحرج الظروف وأصعب الايام علی اهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسيون - وهم احرص من غيرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدي من اهل بيت رسول لله (ص) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليهم السلام) فکانوا يترصدون أمره وينتظرون أيامه کغيرهم، لا ليسلَموا له مقالد الحکم بل ليقضوا علی آخر أمل للمستضعفين. لقد کان الامام العسکري (ع) استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره، وکان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، کما کانت تهفو الی ابيه وجده اللذين عُرف کل منهما بابن الرضا (ع) کل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البيت عليهم السلام وملاحقتها لهم ولشيعتهم. لقد کان الامام ابو محمد الحسن العسکري (ع) في معالي اخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية فقد کان علی جانب عظيم من سمو الاخلاق يقابل الصديق والعدو بمکارم اخلاقه ومعالي صفاته، وکانت هذه الظاهرة من ابرز مکوناته النفسية ورثها عن آبائه وجده رسول الله (ص) الذي وسع الناس جميعا بمکارم اخلاقة. وکان الامام حسن العسکري عليه السلام - بالرغم من حراجة ظروفه السياسية - جادا في الدفاع عن الشريعة ومحاربة البدع وهداية المترددين والشاکين وجذبهم الی حضيرة الدين. مرض الإمام العسكري (ع) في بداية شهر ربيع الأول من سنة 260 هـ، من أثر السم، واستشهد في الثامن من الشهر نفسه، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه الإمام الهادي (ع). المكان الذي يشتهر اليوم بـحرم العسكريين.

ولادته ونسبه ع

هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. وهو الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولد الإمام أبو محمّد الحسن العسكري (ع) في بيت الهداية ومركز الامامة الكبرى، ذلك البيت الرفيع الذي اذهب الله عن أهله الرجس وطهرهم تطهيرا. في شهر ربيع الآخر سنة (232هـ) من الهجرة النبويّة المشرفة في المدينة المنوّرة [١]. وألقابه (ع) وكُناه اُطلق على الإمامين عليّ بن محمّد والحسن بن عليّ (العسكريّان) لأنّ المحلة التي كان يسكنها هذان الإمامان ـ في سامراء ـ كانت تسمى عسكر. و(العسكري) هو اللقب الذي اشتهر به الإمام الحسن بن عليّ (عليه السلام) (ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 94.) وكان يكنّى بابن الرضا ، كأبيه وجدّه، [٢]. وكنيته التي اختص بها هي: (أبو محمّد). [٣].

امامته ع

وقد ظهر امر امامته في عصر ابيه الهادي (ع) وتاکد لدی الخاصة من اصحاب الامام الهادي والعامة من المسلمين انه الامام المفترض الطاعة بعد ابيه عليهما السلام، لنص منه ع لنص أبيه عليه وإشارته بالخلافة إليه» كالذي رواه علي بن عمرو النوفلي، الذي قال: كنت مع أبي الحسن (ع) في صحن داره، فمرّ بنا محمد ابنه، فقلت له: جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال: لا صاحبكم من بعدى الحسن [٤]. اعتقد معظم الشيعة بإمامة الإمام العسكري (ع) إلا أن فريق منهم ذهب إلی إمامة أخيه جعفر (المعروف بجعفر الكذاب) [٥]. تولی مهامَ الامامة بعد أبيه واستمرت إمامته نحو من ست سنوات ، مارس فيا مسؤولياته الکبری في أحرج الظروف وأصعب الايام علی اهل بيت الرسالة بعد أن عرف الحکام العباسيون - وهم احرص من غيرهم علی استمرار حکمهم - أن المهدي من اهل بيت رسول لله (ص) ومن ولد علي ومن ولد الحسين (عليهم السلام) فکانوا يترصدون أمره وينتظرون أيامه کغيرهم، لا ليسلَموا له مقالد الحکم بل ليقضوا علی آخر أمل للمستضعفين.[٦].

دوره ع في إعداد الفكري والذهني والنفسي للغيبة

الإمام الحسن العسكري عليه السلام قام بأدوار متعددة، أسهمت إسهاماً كبيراً في الحفاظ على الرسالة المحمدية، واهم تلك الأدوار، هما دوران: التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والتصدي للانحرافات العقدية والشبهات التي أُثيرت من لدُن بعض المفكرين والعلماء في ذلك الوقت؛ نتيجة لاختلاطهم بالثقافة الإغريقية، ولولا هذا الدور لتزعزعت ثقة الناس بالقرآن الكريم، وبالإسلام ومفاهيمه.[٧]. وبالنسبة الى دوره عليه السلام في قضية، التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، فلقد اشترك الإمام العسكري مع أبيه الهادي عليهما السلام، في القيام بدور التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام، والسبب في القيام بهذا الدور، كي تتهيأ الأمة الإسلامية، ولا تتفاجأ بالغيبة، وبالتالي يؤدي ذلك إلى إنكار وجود الإمام المهدي عليه السلام، والإنسان بطبيعته إذا تلقى شيئاً بشكلٍ مفاجئ تحدث له ردود فعل متعددة تجاهه؛ ولذلك، نحتاج دائماً إلى التمهيد في جميع أمورنا، كي نتلقى ذلك الشيء الغريب بمقبولية أكبر، ولهذا طرح الإمام العسكري عليه السلام قضية المهدي وإمامته على مختلف الأصعدة وانه الخلف الصالح الذي وعد الله به الامم، وأن يجمع به الكلم، كما اتخذ الإمام العسكري عليه السلام، إجراءات تتناسب والظروف المحيطة بهما. غير أن النقطة الاخرى التي تتلوها في الأهمية هي مهمة إعداد الامة المؤمنة بالإمام المهدي عليه السلام لتقبل هذه الغيبة التي تتضمن انفصال الامة عن الامام بحسب الظاهر وعدم إمكان ارتباطها به وإحساسها بالضياع والحرمان من اهم عنصر كانت تعتمد عليه وترجع إليه في قضاياها ومشكلاتها الفردية الاجتماعية، فقد كان الإمام حصناً منيعاً يذود عن أصحابه ويقوم بتلبية حاجاتهم الفكرية والروحية والمادية في كثير من الأحيان.

ولاجل عدم تعرض المؤمنين الذين كانوا قد اعتادوا على الارتباط المباشر بالامام عليه السلام، ولو في السجن او من وراء حجاب وكانوا يشعرون بحضوره وتواجده بين ظهرانيهم ويحسون بتفاعله معهم، فلقد بذل الامام العسكري عليه السلام جهد مضاعف لتخفيف آثارها وتذليل عقباتها، ولهذا مارس الإمام العسكري تبعا للإمام الهادي عليهما السلام، نوعين من الإعداد لتذليل هذه العقبة ولكن بجهد مضاعف وفي وقت قصير جدّا. من هنا نجد أنّ الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام مهدا بشكلٍ فاعل ومؤثر لغيبة الإمام المهدي عليه السلام؛ كي لا ينحرف أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام عن خطهم وعن مدرستهم.[٨].

ولقد مُورِس التمهيد لغيبة الإمام المهدي عليه السلام بشكلٍ جزئي في حياة الإمام الهادي عليه السلام وبشكل أكبر في حياة الإمام العسكري عليه السلام. ولذا، نجد أنّ الإمام الهادي عليه السلام يحتجب عن شيعته ومواليه، فلا يتصدى لإدارة الأمور الاقتصادية أو الإجابة عن أسئلتهم بشكلٍ مباشر، وإنما كان يركز على مبدأ الكفاءة الذاتية في العلم مع التقوى المتوفرة في تلامذته، فهو يرجع الناس إلى من توفرت فيهم مجموعة من المواصفات، كالعلم والتقوى والإيمان، والصبر؛ ليديروا أمور الناس وشؤونهم الخاصة والعامة، ومن أمثلة هؤلاء، أحد أصحاب الإمام الخلص، ومن وكلائه الموثَّقين، الذي كان يتخفى بصورة بائع للسمن، فيقوم بتوصيل الحقوق الشرعية، ويُعطي الإمام الأسئلة التي يحتاج الناس إلى أجوبتها، وقد كانت ممارسة الإمام الهادي عليه السلام لهذا الدور تمهيداً لكي يعتاد أتباع أهل البيت على الارتباط بالإمام المهدي عليه السلام من خلال الوكلاء، وبالتالي، يتهيئون لغيبته، وهذا الدور للإمام الهادي، وإن كان محدوداً وبشكل جزئي إلا أنّ آثاره ونتائجه كانت باهرة ومؤثرة في نطاق واسع.[٩].

ثم جاء بعده، الإمام العسكري عليه السلام الذي استطاع أن يمارس الدور بالتمهيدي لغيبة الإمام المهدي بصورة أكبر؛ وفي جوانب متعددة، كإخفاء ولادة الإمام المهدي عليه السلام وإخبار المخلصين من أصحابه بولادته، وإيضاح علاقة الناس بالإمام في غيبته الصغرى، ولم يقتصر الإمام العسكري عليه السلام على هذه الأمور، بل، أوضح وظائف ومهام في عصر الغيبة الكبرى، وأهمها، التأكيد على الارتباط بالعلماء كقيادة ومرجعية للأمة في الأمور الدينية، وذلك، من خلال بيان المؤهلات والخصال، التي يتميزون بها، ولذا، كان عليه السلام يقول: ‹‹فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه››، بل، لم يكتفِ عليه السلام بهذا القدر من بيان صفات العلماء، وإنما أكد على دورهم الكبير، والجهود الجبّارة التي يقومون بها، ولذا، قال عليه السلام: ‹‹لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته...لما بقي أحد إلا ارتدّ عن دين الله›› [١٠].

فهذه الرواية تُبين الدور العظيم، الذي يقوم به العلماء، والتركيز من لدُن الإمام العسكري عليه السلام على جهود هؤلاء العلماء الحثيثة في عصر الغيبة الكبرى، لحفظ الدين ومعالمه. لقد كان هذا الدور التمهيدي لغيبة الإمام عليه السلام له فائدة عظيمة على المجتمع الموالي، بحيث توافرت فيه الأرضية المناسبة كي يعتاد الناس على غيبة الإمام عليه السلام، وبالتالي، تكون لديهم مقبولية كاملة وفهم واعٍ في الرجوع إلى العلماء والسفراء الذين أُوكلت إليهم الأمور، كما كانوا في عهد الإمامين العسكريين عليهما السلام. ولو لم يمارس الإمام العسكري عليه السلام هذا الدور التمهيدي، لأدى ذلك، إلى أن يُصدم أتباع أهل البيت عليهم السلام بواقع لم يعتادوا عليه في مسيرة الأئمة السابقين، وهذا بدوره سوف يؤثر على عقيدة هؤلاء الموالين في الإمامة، وقد يحرفهم ذلك عقدياً وفكرياً عن خط أهل البيت عليهم السلام. [١١].

دوره ع في دفع الشبهات

فلقد مارس الإمام العسكري عليه السلام الذود عن حمى الإسلام ودفع الشبهات المثارة من قبل المشككين والمنحرفين، والذين كانوا يتفننون في وضعها وافتعالها، ولا ريب أنّ هذه الشبهات لها أثر كبير في نفسية من يقتنع بها؛ خصوصاً إذا صدرت مثل هذه الشبهات من ذوي الرتب العلمية والشخصيات الكبيرة، التي تملك مجموعة من التلامذة المتعددين، والذين لهم اعتبار علمي ثقيل. ان تصدي الإمام العسكري عليه السلام ومواجهته للشبهات أعطى الحصانة المنيعة لكل فرد من المسلمين، ولو انتشرت الشبهات والكتب الضالة في وسط الأمة الإسلامية آنذاك، لكان مادة دسمة للمستشرقين في العصر الحاضر، كي يلصقوا تهمة تناقض القرآن إلى بعض علماء الإسلام. في الحقيقة ان هذه أهم الأدوار التي قام بها الإمام الحسن العسكري عليه السلام للتمهيد للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.

لقد كان الامام العسكري عليه السلام، استاذ العلماء وقدوة العابدين وزعيم المعارضة السياسية والعقائدية في عصره، وكان يشار إليه بالبنان وتهفو إليه النفوس بالحب والولاء، كما كانت تهفو الي ابيه وجده اللذين عُرف كل منهما بابن الرضا عليه السلام، كل هذا رغم معاداة السلطة لاهل البيت عليهم السلام وملاحقتها لهم ولشيعتهم. من هنا فلقد ازداد غيض المعتمد من إجماع الامة - سنة وشيعة - علي تعظيم الامام (ع) وتبجيله وتقديمة بالفضل علي جمع العلويين والعباسيين في الوقت الذي كان المعتمد خليفة غير مرغوب فيه لدي الامة. فأجمع رأيه علي الفتك بالامام واغتياله فدسَ له السمَ ، وقضي نحبه صابرا شهيدا محتسبا ، في الثامن من ربيع الاول عام 260 للهجرة، وعمره الشريف دون الثلاثين عاما، ودفن الامام العسكري عليه السلام الي جانب ابيه الامام الهادي عليه السلام في سامراء.[١٢].

دوره ع في هداية مواليهم في عصر الغيبة

الامام الحسن العسكري ع كان لعب دورا مهماً في هداية الشيعة ومواليهم إلى إمام واجب الطاعة في عصر الغيبة منها:

النص على الإمام وتعريف شيعته به

عن محمد بن عبد الجبار قال: قلت لسيدي الحسن بن علي عليه السلام يا ابن رسول اللّه، جعلني اللّه فداك أحب أن أعلم من الإمام وحجة اللّه على عباده من بعدك؟ فقال عليه السلام :"إن الإمام وحجة اللّه من بعدي ابني، سمي رسول اللّه صلى الله عليه وآله وكنيته الذي هو خاتم حجج اللّه واخر خلفائه". قال: ممن هو يا بن رسول اللّه؟ قال عليه السلام :"من ابنة قيصر ملك الروم، ألا إنه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر" [١٣]. وكذلك عن يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وهو جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل، فقلت سيدي، من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، في خده الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمد عليه السلام ثم قال لي: هذا صاحبكم، ثم وثب فقال له:" يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يا يعقوب، انظر من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحداً"[١٤].

التأكيد على الصبر وانتظار الفرج

إن انتظار فرج الإمام من العبادات بل من أفضل الأعمال كما في الأحاديث المباركة. فإن أول ما يتوجب على الإنسان هو الصبر عند طول الغيبة وما يؤكد على ذلك الرسالة التي أرسلها الإمام إلى علي بن الحسين بن بابويه القمي: التي جاء فيها:(عليك بالصبر وانتظار الفرج). قال النبي صلى الله عليه وآله :"أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج".[١٥].

التحذير من الشك والضعف

قال عليه السلام :"إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط شوك القتاد بيده"[١٦].

التمهيد العملي للغيبة

والمقصود بذلك أن الإمام عين وكلاء وسفراء من خاصة أصحابه لتبليغ تعليماته وأحكامه إلى شيعته، وذلك بأسلوب التوقيعات والمكاتبات، وهذا يعتبر تمهيداً عملياً لما سيحصل في زمن الغيبة الصغرى.

تعريف مدرسة الفقهاء للأمة

اتسم عصر الإمام العسكري ومن قبله عصر الإمامين الهادي والرضا عليهما السلام باتساع رقعة التشيع، واتضاح معالم المدرسة الشيعية، ولذلك دعوا إلى اتباع مدرسة الفقهاء التي تميزت عما سواها، بعدة أمور منها:

  • اعتماد الكتاب والسنة مصدراً للتشريع الإسلامي.
  • الرجوع في تعلم الأحكام إلى المعصوم إن أمكن.
  • الرجوع إلى الفقهاء الثقات حيث لا يمكن أو يتعسر الرجوع إلى الإمام المعصوم.
  • الإفتاء بنص الرواية أو بتطبيق القاعدة المستخلصة من الرواية [١٧] .

وقد أيد الإمام العسكري جملة من الكتب الفقهية والأصول في عصره أو قبل عصره وقد أحصيت أسماء أصحاب الإمام ورواة حديثه فبلغوا، 213 شخصاً. منهم:أحمد بن إسحاق الأشعري القمي: وهو من الأصحاب المقربين للإمام عليه السلام ، ويعد كبير القميين وكان يحمل مسائل أهل قم إليه عليه السلام . أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري. وهو من أحفاد جعفر الطيار ومن أعظم رجال أهل بيته وأهل بغداد وكانت له منزلة رفيعة ومقام محمود عند الأئمة عليهم السلام. عبد اللّه بن جعفر الحميري. من أبرز رجال قم المقدسة له كتاب (قرب الإسناد). أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري. وهو النائب الأول للإمام القائم عجل اله تعالى فرجه الشريف . وكان من كبار وكلاء الإمام الهادي عليه السلام والعسكري عليه السلام.[١٨].

اعتقاله ع

إنّ استدعاء الإمام وأبيه بأمر من المتوكل العباسي إلى سامراء يعد بحد ذاته نوعاً من الحبس وفرض الإقامة الجبرية عليهما للتمكن من السيطرة على حركة الإمامين، ومع ذلك تعرضا للاعتقال والمعاملة القاسية، وقد سجلت الوثائق التاريخية ذلك منها ما وراه الصيمري في كتاب الأوصياء حيث يقول: رأَيتُ خطَّ أَبي مُحمَّد لمَّا خرج من حبسِ المعتمد «يرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُون (سورة الصف الآية 8)وروى الشيخ المفيد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حبس أبو محمد عند علي بن أوتامش (أو بارمش) وكان شديد العداوة لآل محمد غليظاً على آل أبي طالب. وقيل له افعل به وافعل. قال: فما أقام إلاّ يوماً حتى وضع خديه له، وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً له وإعظاماً، وخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم قولاً فيه.[١٩].

شهادته ع

وكانت شهادته في 8 ربيع الأول، لعام 260 هـ.[١٣] وهناك من ذهب إلى القول بأنّها كانت في جمادى الأولى من نفس العام [٢٠]. أمر الإمام أبو محمّد العسكري (ع) والدته بـالحجّ في سنة 259 هـ، وعرّفها ما يناله في سنة 260 هـ، ثمّ سلّم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح إلى ولده المهدي (ع)، فخرجت أمّ أبي محمّد إلى مكّة ومعها الإمام المهدي.[٢١]. وقبض الإمام العسكري (ع) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه (ع) [٢٢]. وقال الشيخ الطبرسي (ت: 548 هـ): وذهب كثير من أصحابنا إلى أنّه مضى مسموماً وكذلك أبوه وجدّه وجميع الأئمةع خرجوا من الدنيا بالشهادة، واستدلوا على ذلك بما روي عن الإمام الصادق (ع ): ما منّا إلاّ مقتول أو شهيد [٢٣].

حرم العسكريين (ع)

هو المكان الذي دفن فيه الإمامان العاشر والحادي عشر للإمامية والذي يقع في مدينة سامراء العراقية. ويقع سرداب إلى جانب المرقد يسمى بـسرداب الغيبة الذي اشتهر على أنه مكان اختفاء الحجة بن الحسن (عج) وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين ما بين عامي 1426 هـ و1428 هـ ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح. كما وقد خضع الدمار الناتج عن الهجمات إلى إعادة الإعمار والتجديد.[٢٤].


الهوامش

  1. المفيد، مسار الشيعة، ص 52.
  2. ابن شهر آشوب، مناقب، ج 4، ص 421.
  3. المفيد، الإرشاد، باب تاريخ الإمام الحسن العسكري (ع)
  4. الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 324.
  5. الأشعری، المقالات والفرق، ص 101.
  6. مقتبس من موقع تاب ناك
  7. مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب
  8. مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب
  9. مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب
  10. المجلسي، بحار الانوالر، ج2، ص6
  11. مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب
  12. مقتبس من موقع وكالة انباء للتقريب
  13. الحر العاملي، إثبات الهداة: ج 3 ص 569 ب‍ 32 ف‍ 44
  14. الصدوق، كمال الدين: ج2، الباب 38.
  15. المجلسي، البحار، ج٥٢، ص١٢٢ / ١ و ح ٢ وص ١٢٨ / ٢١ وص ١٢٥ / ١١.
  16. النعماني، الغيبة للنعماني، ص169، ح11
  17. محمد جواد الطبسي، حياة الإمام العسكري، ص325
  18. الطوسي، الفهرست، ص174
  19. المفيد، الإرشاد، ص342؛ الكليني؛ ج 1، ص 508
  20. ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 2، ص 94.
  21. المفيد، الارشاد، ص 510
  22. الطبرسي، إعلام الوري بأعلام الهدي، ج 2ص 131-132
  23. الطبرسي، إعلام الوري بأعلام الهدي، ج 2ص 131-132
  24. مقتبس من موقع ويكي شيعة