محمد بن سيرين

محمد بن سيرين ولد في زمان خلافة عثمان سنة 33 ه، أُمّه «صفيّة» أَمة أبي بكر بن أبي قحافة . وأصل سيرين من «جرجرايا» ، وقد كان مولى‏ أنس بن مالك، وهو من سبي «عين التمر» الذين أسرهم خالد بن الوليد ، وكان قد سافر إلى‏ «عين التمر» ليحصل على‏ رزقه . وكان أنس بن مالك قد كاتب أباه سيرين على‏ عشرين ألف درهم .

الاسم	محمد بن سيرين
تاريخ الولادة	33 هجري قمري
تاريخ الوفاة	110 هجري قمري
كنيته	أبوبكر .
لقبه	البصري، الأنصاري، إمام المعبِّرين .
طبقته	الثالثة .

ترجمته

وعن بكّار بن محمد: «ولد لمحمد بن سيرين ثلاثون ولداً من امرأةٍ واحدةٍ، لم يبق منهم غير عبدالله بن محمد» . وكان كثير المزاح والضحك ، تقول أُمّ عباد امرأة هشام ابن حسّان: «كنّا نسمع بكاءه بالليل، وضحكه ومزاحه بالنهار» . وعن ثابت، قال لي محمد: «يا أبا محمد، لم يكن يمنعني من مجالستكم إلّا مخافة الشهرة» . وروي: أنّه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وكان يغتسل كلّ يوم . وكان مشهوراً بالوسواس . كما وروي عن بعضهم قال: «كنّا إذا جلسنا إليه حدّثنا وتحدّثنا، وضحك وسأل عن الأخبار، فإذا سئل عن شي‏ءٍ من الفقه والحلال والحرام تغيّر لونه وتبدّل حتّى‏ كأنّه ليس بالذي كان!» .

كما وروي أنّه إذا ذكروا عنده رجلاً بسيّئةٍ ذكره هو بأحسن مايعلم . قال ابن حبّان البُستي: «من أورع أهل البصرة، وكان فقيهاً فاضلاً، حافظاً متقناً» . وقال ابن يونس: «كان ابن سيرين أفطن من الحسن في أشياء» . وروي عن الشعبي أنّه كان يقول: «عليكم بذاك الأصمّ» يعني: ابن سيرين . وعن قريش بن أنس بن حبيب - يعني ابن الشهيد - قال: «كنت عند عمرو بن دينار فذكر طاوساً، فقال: مارأيت أحداً قطّ مثل طاوس، قال: وأيّوب إلى‏ جنبي، فقال: أما والله لو قد رأى‏ محمداً ما حلف على‏ هذا» .

وعن حَفْصة بنت سيرين: «ما رأيته رافعاً صوته عليها- أي: أُمّه - وكان إذا كلّمها كلّمها كالمصغي إليها بالشي‏ء» . وعن ابن عون: «أنّ محمداً كان إذا كان عند أُمّه لو رآه رجلٌ لايعرفه! وظنّ أنّ به مرضاً من خفضة كلامه عندها» .

ولتقواه وورعه ركبه دَيْنٌ، فأُودع السجن مرّةً، وكان سبب ذلك أنّه أخذ زيتاً بأربعين ألف درهم، فوجد في زقٍّ منه فأرةً، فظنّ أنّها وقعت في المعصرة، فصبَّ الزيت كلّه . كان ابن سيرين مشهوراً بتفسير الأحلام، قال الذهبي: «علّامة في التعبير» . وذكروا أنّ الله تعالى‏ رزقه تعبير الرؤيا بسبب مخالفته لهواه، كما صنع بيوسف‏عليه السلام .

موقف الرجاليّين منه

وثّقه رجاليو أهل السنّة؛ كأحمد وابن سعد وابن حِبّان وابن مَعين والعِجْلي والذهبي وابن حجر . وعن هشام بن حسان أنّه كان يقول: «حدّثني أصدق من رأيت (أدركت) من البشر: محمد بن سيرين» . وعن ابن عون، قال: «كان محمد يحدّث بالحديث على‏ حروفه، وكان الحسن صاحب معنىً» .

من روى‏ عنهم ومن رووا عنه

روى‏ عن الإمام الحسن المجتبى ‏عليه السلام. وروى‏ أيضاً عن جماعة، منهم: مولاه أنس، زيد بن ثابت، جُنْدب بن عبدالله البجليّ، حُذيفة، رافع بن خَديج، سَمُرة بن جُنْدب، ابن عمر، ابن عباس، أبو هريرة، عبدالرحمان بن أبي ليلى‏. وروى‏ عنه جماعة، منهم: الشعبي، ثابت البُناني، يونس بن عُبَيد، مالك بن دينار، الأوزاعي، هشام بن حسّان، قتادة، أبو هلال الراسبي، أيوب السَخْتياني. ووردت رواياته في المصادر الروائية لأهل السنّة والشيعة .

من رواياته

روى‏ عن أنس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: «من حسد علياً فقد حسدني، ومن حسدني فقد كفر» .
وروى‏ عن أبي هريرة، عنه ‏صلى الله عليه وآله قال: «أربعة لاتشبع من أربعة: الأرض من المطر، المرأة من الرجل، العين من النظر، العالم من العلم» .

وفاته

توفّي ابن سيرين في البصرة يوم الجمعة 9 شوال سنة 110 ه، وكان عمره 75 أو 77 سنة، بعد مائة يوم من وفاة الحسن البصري، وصلّى‏ عليه النضر بن عمرو المُقري، وقبره بإزاء قبر الحسن البصري. وعند موته كان مديناً بثلاثين ألف درهم، سدّدها عنه ابنه عبدالله .