محمد الحامد

الاسم محمّد الحامد
الاسم الکامل محمّد محمود الحامد
تاريخ الولادة 1910م/1328ق
محل الولادة حماة (سوریة)
تاريخ الوفاة 1969م/1389ق
المهنة رجل دین، قاضی
الأساتید الشيخ أبي النصر سليم خلف الحمصي
الآثار نقده كتاب «اشتراكية الإسلام» للسباعي في كتابه «نظرات في اشتراكية الإسلام»، وردود على أباطيل، والتدارك المعتبر لبعض ما في كتاب القضاء والقدر، وحكم اللحية في الإسلام، ورسالة حكم الإسلام في الغناء، والقول في المسكرات، وحكم الإسلام في مصافحة المرآة الأجنبية، وغيره
المذهب فرقه نقشبندیه

محمّد محمود الحامد: أحد أعلام الدعاة المجاهدين في الديار الشامية، ومؤسّس أوّل جمعية إسلامية في سوريا.
ولد سنة 1910 م في مدينة حماة، ونشأ في أُسرة متديّنة فاضلة يتيماً فقيراً، فكان يشتغل في مهنة الخياطة نهاراً، ويدرس على العلماء في المساجد ليلًا. تلقّى العلوم الشرعية على: خاله الشيخ سعيد الجابي، وعلى الشيخ محمّد سعيد النعساني، وتوفيق الصبّاغ، وغيرهم... ثمّ التحق بدار العلوم الشرعية بحماة سنة 1924 م، ثمّ توجّه إلى المدرسة الخسروية الشرعية بحلب سنة 1928 م، وكانت تضمّ جماعة من العلماء المحقّقين، أمثال: الشيخ أحمد الزرقا، وأحمد الكردي مفتي الحنفيّة، وعيسى البيانوني، وإبراهيم السلقيني، وراغب الطبّاخ، ومحمّد الناشد... وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ أبي النصر سليم خلف الحمصي، وسلك طريقة التصوّف، ورحل إلى القاهرة لإكمال دراسته في الأزهر، ونال العالميّة في العلوم الشرعيّة سنة 1942 م، وتخصّص في القضاء.
وحبّب اللَّه إليه طلب العلم، فكان لا يقتصر على الكتب المدرسية المقرّرة، بل يُقبل بشغف عظيم على كتب العلم يحلّ عويصها، ويتمثّل معارفها، ولقد قال عن نفسه: «وإنّي أحمد اللَّه على توفيقه وتيسيره إيّاي للتوسّع العلمي، ووضعه الشغف به في قلبي، حتّى إنّي لأؤثر العلم على اللذائذ المادّية التي يقتتل الناس عليها. ولو أنّي خيّرت بين الملك والعلم لاخترت العلم على الملك والسلطان».
اتّصل خلال إقامته في مصر بالإمام حسن البنّا، وصحبه وتتلمذ في العمل الحركي الدعوي عليه، واشتهر بين الإخوان المصريّين بالشيخ الحموي، وعندما غادر مصر إلى‏
حماة سنة 1944 م كان شديد الحزن على فراق إخوانه بها، وبكى على هذا الفراق في عدّة قصائد، ومنها قوله:
ذبت يا مصر مذ عزمت رحيلًا
ولو استطعت عشت فيك طويلًا


وعبّر عن علاقته بالإمام فقال: «والذي أثّر في نفسي تأثيراً من نوع خاصّ وله يد في تكويني الشخصي سيّدي وأخي في اللَّه وأُستاذي الإمام الشهيد حسن البنّا (أُغدق عليه غيوث الإحسان والكرم)، صحبتُه في مصر سنين، وحديثي عنه لو بسطته لكان طويل الذيل، ولكانت كلماته قطعاً من قلبي، وأفلاذاً من كبدي، وحُرقاً من حرارة روحي، ودموعاً منهلّة منسابة تشكّل سيلًا من فاجع الألم وعظيم اللوعة»... وكان الحامد يذكر الإمام البنّا ويقول: «كم أنا مشتاق إلى وقفة على قبره الشريف أُناجيه عن قرب، وأبثّه أشواقي وأشجاني عن كثب، فإنّ للقرب معناه عند المحبّين».
وكان رفيق رحلة الدرس بمصر مع الحامد بمصر الشيخ مصطفى السباعي، والذي قاد الحركة الإسلامية في سورية بجدارة وتجرّد وإخلاص.
وفي حماة تفرّغ لتعليم العلوم الشرعية وتربية الناشئين ورعاية أهل التقوى، فنشأ على يديه جيل من الشباب المؤمن. وكان يعلم أنّ إعداد الرجال الذين يحملون الفكرة ويثبتون عليها ويُنافحون عنها هو الأساس الذي لا محيد عنه في انتصار الفكرة... لذلك ما فتئ يبذل الجهود في تربية أبناء شعبه على الإيمان والوعي والصلاح والجهاد.
عرف أسرار التشريع وحكمته، ودعا إلى الالتزام بالسنّة ومحاربة البدعة، و حمل السلاح في وجه الاستعمار الفرنسي، وكان في مقدّمة المطالبين بالاستقلال والحرّية لبلاده.
وقد وصف بأنّه داعية خير ووئام بين مواطنيه، يكره الفتن، ويحارب الانحراف بلسانه وقلمه، ويحرص على تطبيق الشريعة في جميع شؤون الحياة... وشهد له أعداؤه قبل أصدقائه بالإنصاف، والجرأة، والأمانة، والورع، ويعود له الفضل في إعادة السلام إلى حماة والمدن السورية سنة 1964 م عندما اعتصم مروان حديد في جامع السلطان الذي هدم فوق‏
أهله وسقطت مئذنته، ثمّ ما تبع ذلك من أحداث، فقام بتهدئة الخواطر على رأس وفد من أهل المدينة، وتصدّى لموجات الإلحاد التي فشت في الجيل الصاعد، وعمل على ردّ الشاردين عن الحقيقة إليها، وعمل على تغذية الشاردين بالعلم الواقي والمعرفة الدارئة، كي تقوى فيهم ملكة المناعة الإيمانية، وكان يرى أنّ الرجوع إلى الإسلام الصحيح هو طريق الخلاص من الانحراف والاختلاف.
وتحدّث الشيخ سعيد حوّى عن صفاته وسجاياه وعبادته وتقواه، فقال: «كان دائم التلاوة لكتاب اللَّه، مداوماً على الذكر اليومي، وكان غزير العبرة كثير البكاء، لم أر بين علماء المسلمين ممّن رأيت وقابلت من ينطبق عليه قول القرآن: «إِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَ بُكِيًّا» (سورة مريم: 58)، إلّاشيخنا الحامد، وشيخنا عبد الفتّاح أبو غدّة... ربّى إخوانه على التمسّك بالنصوص والفقه، كما ربّاهم على حبّ الإمام الشهيد حسن البنّا، وحبّ «الإخوان المسلمين» وحبّ جميع المسلمين، وكان يرى أنّ حسن البنّا مجدّد قرون، وليس مجدّد هذا القرن فحسب، ولقد واطاه على ذلك الأُستاذ الندوي، وكان آية في التحقيق العلمي، وبحراً في العقائد، وفي الفقه، وفي التصوّف، وفي الأُصول، وفي التفسير، والحديث، والتاريخ، وكان بحراً في العلوم كلّها لا تطرق باباً من العلم إلّاوقد أخذ بذؤابته، ويعرف دخنه، وينبّه على الأخطاء المحتملة فيه... وكان شاعراً فصيحاً إذا خطب لا يعدّ عليه خطأ، عفّ اللسان، متأدّباً مع العلماء، وكان لا يسكت على مخطئ يقول أمامه كلمة، بل كان ينصح ويصحّح، وكما كان مع المذهبية ومع التحقيق كان يخشى من دعوى الاجتهاد من كلّ أحد وما يترتّب على ذلك من فوضى في الفتوى، فكان متشدّداً في الفتوى، لا يفتي إلّا إذا درّس ودارس واطمأنّ، وكان مستوعباً لمذاهب أهل السنّة والجماعة في العقائد والفقه، كما كان داركاً لضلالات العصر، عارفاً ببدع الاستغراب، عارفاً بوجهات المستشرقين والمستغربين... وكان ناصحاً مشفقاً يحسّ كلّ مسلم بشفقته ورحمته وخلوص نصيحته، لا يقابل السيّئة بمثلها... وكان حريصاً على وحدة المسلمين، لا يرى أنّ هناك تناقضاً بين المسلمين يبيح لهم أن يدخلوا في خصومات بعضهم مع بعض، وينسوا
الردّة والمرتدّين».
يقول الشيخ علي الطنطاوي عن رحلة صحبه فيها إلى مصر: «وجدته صاحب نكتة، وفي روحه خفّة على القلب، وفي سلوكه أُنس للنفس، وأنا أكره المتزمّتين الذين يتكلّمون الجدّ دائماً، أو يحرصون على «المشيخة» والمشيخة غير العلم، وغير التدريس والتهذيب».
من مؤلّفاته: نقده كتاب «اشتراكية الإسلام» للسباعي في كتابه «نظرات في اشتراكية الإسلام»، وردود على أباطيل، والتدارك المعتبر لبعض ما في كتاب القضاء والقدر، وحكم اللحية في الإسلام، ورسالة حكم الإسلام في الغناء، والقول في المسكرات، وحكم الإسلام في مصافحة المرآة الأجنبية، وغيرها.
توفّي بحماة سنة 1969 م، ودفن بها.
كتب في سيرته الذاتية «العظات والمحامد في سيرة الشيخ محمّد الحامد»، وألّف في سيرته عبد الحميد طهماز «المحامد من حياة العلّامة المجاهد الشيخ محمّد الحامد»، وكتب ابنه الشيخ محمود الحامد «الشيخ محمّد الحامد: حياته وعلمه وجهاده»، وألّف عبد اللَّه الطنطاوي «الإمام المجاهد محمّد الحامد»، والدكتور الشيخ محمّد سعيد رمضان البوطي أفرد فصلًا من كتابه «من الفكر والقلب» للحديث عن سيرة الشيخ محمّد الحامد وتجربته معه.