محسن عبد الحميد
الدكتور محسن عبد الحميد: سياسي وأكاديمي عراقي، كان عضواً في مجلس الحكم العراقي بعد الغزو الأميركي سنة 2003، وشغل منصب رئيس المجلس لشهر مارس/آذار 2004، وهو من الشخصيات البارزة في الحزب الإسلامي العراقي، وداعية إسلامي معروف.
الاسم | محسن عبد الحميد |
---|---|
الاسم الکامل | محسن عبد الحميد |
تاريخ الولادة | 1937م/1356ق |
محلّ الولادة | کرکوك(العراق) |
المهنة | مفكّر إسلامي، وسياسي، وأكاديمي عراقي |
الآثار | العلم ليس كافراً، حركة الإسلام ومفكّروا الغرب، حقيقة البابية والبهائية، تجديد الفكر الإسلامي، المنهج الشمولي في فهم الإسلام، السلسلة البيضاء الوجودية وواجهات الصهيونية، مع رسول اللَّه، زي المرأة وأثره في المجتمع، حول قضية التراث، النظام الروحي في الإسلام ومقوّمات شريعته، اللغة العربية بين شعوبنا، المنهج الشمولي في فهم الإسلام، من المنظومة الغربية إلى المنظومة الإسلامية |
المذهب | سنّي |
الولادة
ولد محسن عبد الحميد في مدينة كركوك سنة 1937 م.
الدراسة
درس الابتدائية والمتوسّطة في مدينة السليمانية، والإعدادية في مدينة كركوك، وتخرّج في قسم اللغة العربية من دار المعلّمين العالية «كلّية التربية حالياً» في بغداد عام 1959 م.
وحصل على درجة الماجستير عام 1968 م، ودرجة الدكتوراه في عام 1972 م من كلّية الآداب في جامعة القاهرة في تفسير القرآن الكريم على رسالته الموسومة «الآلوسي مفسّراً»، ويكون بهذا أوّل طالب يدخل دراسة إسلامية في جامعة القاهرة؛ إذ كانت الدراسات الإسلامية مقتصرة على جامع الأزهر.
ودرس العلوم الإسلامية على علماء أجلّاء، وحصل على الإجازة العلمية من الشيخ مصطفى بن أبي بكر الهرشمي في أربيل عام 1978 م، وأُعطي لقب الأُستاذ الأوّل في كلّية التربية عام 1996 م.
التجربة الفكرية
عرف الدكتور محسن عبد الحميد بنشاطه البارز في الدعوة والإرشاد، حيث ألقى مئات المحاضرات الإسلامية في المساجد والجامعات والمؤسّسات الثقافية ما بين عام 1975 م وعام 2007 م، في العراق وخارجه. وله أكثر من ثلاثين كتاباً في التفسير والعقائد والفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية المعاصرة، كما نشر مئات المقالات في الثقافة الإسلامية في عدد من الجرائد والمجلّات العراقية والعربية والعالمية.
حصل على جائزة بيت الحكمة في بغداد عام 2001 م في حقل الدراسات الإسلامية، كما شارك في تطوير مناهج التربية الدينية في وزارة التعليم العالي ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية في العراق.
عمل مدرّساً للّغة العربية في ثانوية كركوك لمدّة عشر سنوات، وعمل أُستاذاً في كلّية الدراسات الإسلامية التي أغلقها النظام السابق عام 1975 م، وتدرّج في عدّة مناصب وظيفية، منها أُستاذ مادّةّ التفسير والعقيدة والفكر الإسلامي والحديث في جامعة بغداد.
أُوفد إلى المغرب للتدريس في جامعاتها بين عامي 1982 م و1985 م، كما كان أُستاذاً زائراً في جامعة الملك محمّد بن سعود الإسلامية لأربع سنوات متوالية 1981 م- 1985 م.
وهو عضو في وضع مناهج الجهاز العربي لمحو الأُمّية إبّان الثمانينيّات من القرن الماضي، وعضو في بيت الحكمة، وعضو في الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين.
حضر عدّة مؤتمرات فكرية وعلمية عالمية في العراق والبلاد العربية والإسلامية وفي أوروبّا، وناقش أكثر من مائة وخمسين رسالة ماجستير ودكتوراه في جامعات العراق وخارجه، وأشرف على أكثر من أربعين رسالة ماجستير ودكتوراه.
ساهم محسن عبد الحميد مع جمع من علماء العراق في التوقيع على وثيقة مكّة عام 2006 م، وهي وثيقة اتّفق فيها على وقف الأعمال الطائفية في العراق، ونالت تأييد ورضا معظم علماء المسلمين.
الآثار
من مؤلّفاته: العلم ليس كافراً، حركة الإسلام ومفكّروا الغرب، حقيقة البابية والبهائية، تجديد الفكر الإسلامي، المنهج الشمولي في فهم الإسلام، السلسلة البيضاء الوجودية وواجهات الصهيونية، مع رسول اللَّه، زي المرأة وأثره في المجتمع، حول قضية التراث، النظام الروحي في الإسلام ومقوّمات شريعته، اللغة العربية بين شعوبنا، المنهج الشمولي في فهم الإسلام، من المنظومة الغربية إلى المنظومة الإسلامية، منهاج الشاب المسلم في أُسرته، أُسرتك أيّها المسلم، موقف اليهود من الإسلام والمسلمين، المرأة في ظلّ الحضارة الغربية، منهج التغيير الاجتماعي في الإسلام، الإسلام والتنمية الاجتماعية.
التجربة السياسية
اعتقل عام 1966 م في مديرية الأمن العامّة في بغداد مع أعضاء قيادة الحزب الإسلامي العراقي يومئذٍ، ثمّ أُطلق سراحه. وأثناء إقامته في القاهرة اعتقل لمدّة 55 يوماً إثر سوء العلاقة بين العراق ومصر آنذاك.
وقد أُودع السجن أيّام حكم الرئيس العراقي صدّام حسين، ثمّ أُطلق سراحه بعد تدخّل شخصيات إسلامية وعربية، وبالرغم من ذلك لم يغادر العراق، بل كان يقول قولته المشهورة: «واللَّه، لو وضعوا المشنقة في باب داري لن أُغادر العراق!».
كان عضواً في مجلس الحكم الانتقالي الذي شكّل عام 2003 م بعد سقوط نظام صدّام حسين، حيث كان ممثّلّاً فيه عن الحزب الإسلامي العراقي (حيث يشغل منصب رئيس مجلس شورى الحزب وأهل السنّة)، وغدا رئيساً للمجلس الانتقالي سنة 2004 م.
دعا إلى المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي، مؤكّداً ضرورة استيعاب البعثيّين ممّن لم تتلطّخ أيديهم بدماء العراقيّين. ووافق على قانون إدارة الدولة المؤقّت حينها، ووصفه بأنّه دستور لكلّ العراقيّين وليس للسنّة أو الشيعة أو غيرهم.
وأكّد احترامه لفكرة الفدرالية نظامَ حكم للعراق في إشارة إلى مطالبة الأكراد بنظام فدرالي كردي، وقال ضمن هذا الإطار: "نريد الفدرالية التي تجمع ولا تفرّق، والفدرالية التي لا تؤدّي للتجزئة"، مشدّداً على أنّ العراق يجب أن يكون موحّداً.
قبس من كلامه الوحدوي
يقول د.محسن عبد الحميد: «إنّ المسلمين لم يختلفوا في أُصول الأخلاق التي تشكّل القيم العليا الفردية والاجتماعية في الحياة، وهي التي تقارب بينهم، وتصوغهم صياغة موحّدة، وترسم ملامح مجتمعاتهم المعروفة لأهل الدنيا كلّها، وهذه الأخلاق الأصيلة التي يحبّها اللَّه تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) جديرة بأن توحّد بين أبناء الأُمّة الواحدة، ولكن ببيان حقائقها وخصائصها وأُصولها الثابتة، والدعوة إلى التخلّق بها في أجهزة الإعلام كافّة ومناهج التربية والتعليم عبر القدوات، ولا سيّما في الجيل الأوّل وعهود الإسلام المتتابعة وتاريخه الناصح بالشواهد والبطولات.
إنّ بناء التاريخ الحضاري الإسلامي تمّ بجهود مشتركة من لدن الشعوب الإسلامية كلّها، فالحضارة الإسلامية هي حضارة الأُمّة الإسلامية كلّها بشعوبها المتنوّعة، لا بدّ أن يفتخر بها الجميع بلا استثناء.
ومن المسلّم أنّ الأُمّة الإسلامية كلّها انطلقت في ثقافتها وفقه حياتها وتنمية مجتمعاتها من هذه المنطلقات الربّانية الحكيمة عقيدةً وشريعةً وسلوكاً، فأوجدت نظماً اجتماعية وتنظيمات اقتصادية ومدارس فكرية وصياغات أدبية وفنّية وشعوراً بانتماء الهوية وتجديد الذات، على الرغم ممّا بين شعوبها من خصوصيات جزئيات الحياة اليومية؛ لأنّ تلك الخصوصيات لا تتقاطع مع تلك الوحدة الثقافية التي صنعها الوحي وصقلها التاريخ المشترك.
إنّ العالم يمشي بخطوات مدروسة نحو المنظّمات الوحدوية والتكتّلات الجغرافية على الرغم من الاختلافات العميقة في الدين والثقافة والتاريخ، فكيف تتوقّف المذاهب الإسلامية وشعوبها المنتمية إلى دوحة الإسلام الوارفة عن التقارب والوحدة والتكتّل وبينها رابطة العقيدة الواحدة والشريعة الحاكمة والأخلاق الإنسانية الفاضلة والتاريخ الحضاري المشترك والأُخوّة الإيمانية الراسخة التي فضّلها الإسلام على أُخوّة النسب وعلاقة الصهارة، إن لم تقم على أساس الإسلام؟!
إنّ مسؤولية هذا التقارب تقع على عاتق العلماء والدعاة والحكّام ورجال التربية والتعليم، من أجل ألّا تفتك بها العولمة الظالمة التي تريد أن تفرض الحضارة الرأسمالية الأمريكية على البشرية كلّها، في ضوء صراع الحضارات والقوّات السريعة الانتشار.
إنّ أعداء الإسلام يريدون أن يبقى المسلمون في بطن التأريخ بكلّ صراعاته ومآسيه، ولذلك الهدف عمل المستشرقون المرتبطون بوزارات المستعمرات في الدول الاستعمارية على إحياء دراسة الفرق الإسلامية القديمة بكلّ جزئياتها وإعادة مناهجها إلى سوح الدراسات التأريخية والإسلامية؛ كي يتمزّق المسلمون من جديد. إنّهم كانوا -وما زالوا- يعلمون أنّ المسلمين إذا رجعوا إلى الوحي فربطوه بالعصر، حينئذٍ تبدأ وحدة هذه الأُمّة من جديد، وتدخل في بناء مستقبلها المبني على الفهم الراسخ للإسلام مع الإدراك العميق لحركة العصر».