صِدام الحضارات

صِدام الحضاراتصِدام الحضارات ({L : (Clash of Civilizations L}‏اصطلاح أطلقه ساسة الغرب على الحرب القادمة مع العرب والإسلام كعالم حضاري !
وفي هذا السياق ظهر في فرنسا كتاب الراهب المتزمّت «أوليفييه كارّي» مدير معهد الدراسات الدولية في باريس سنة 1984 م الذي يحمل عنوان «الإسلام حرب على الغرب»، معلناً بدء مرحلة جديدة من الصراع، ما لبث أن رسم حدودها وأهدافها في الولايات المتّحدة «صموئيل ب. هونتينغتون» المنظّر للإدارة الأميركية ومدير معهد «جون م. أولين» للدراسات الاستراتيجية في جامعة «هارفارد»، حيث وضع مقالته الشهيرة عن صِدام الحضارات، أي: صراعاتها وحروبها المقبلة، في إطار مشروع «البيئة المتغيّرة والمصالح الأمريكية القومية»، فاختار الثقافة العربية - الإسلامية أُنموذجاً للخصومة مع الثقافة الأميركية، وسعىٰ تالياً إلى ستر الصراع السياسي - الإيديولوجي والمصالح الاقتصادية التي تحرّكه بقناع الصراع الثقافي !
يصادر هذا الكتاب على أنّ الغرب الأميركي هو الصانع الوحيد والأخير للتاريخ المعاصر، وأنّ على الآخرين بدون استثناء أن يقلّدوه !
والحقيقة أنّ هذا الغرب لا يقود حضارة، بقدر ما يقود مدنية مادّية غير ثقافية، قوامها الاعتقاد بأنّ السلعة هي محرّك السوق، وأنّ السوق هو محرّك التاريخ وحضاراته.
ويرىٰ أحد الكتّاب اللبنانيّين - وهو جيلبر الأشقر في كتابه الذي وضعه بالفرنسية «صِدام الهمجيّات : {L - «Choc des Barbaries L}أنّ ما يحدث في الساحة هو صِدام همجيّات، غذّاها التنّين الأميركي وشركاؤه منذ خمسين عاماً ونيّف، لكن بعضها انقلب عليه، ومهما يكن الساحر ماهراً فلا بدّ من انقلاب سحره عليه في نهاية اللعبة.
ومن هنا يبرز دور الوحدة في مقاومة هكذا تصوّرات فاسدة ونوايا شرّيرة من قبل الغرب وبعض قياداته تجاه الأُمّة الإسلامية.