محمد عبداللَّه دِراز

مراجعة ٠٠:٣١، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (محمّد_عبداللَّه_دِراز ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم محمّد عبداللَّه دِراز
الاسم الکامل محمّد عبداللَّه دِراز
تاريخ الولادة 1894م/1311ق
محل الولادة محلة دیای (مصر)
تاريخ الوفاة 1958م/1377ق
المهنة عالم دین، فقیه
الأساتید
الآثار تاريخ آداب اللغة العربية، منهل العرفان في تقويم البلدان، في مبادئ علم الأخلاق، تفسير آيات الأحكام (بالاشتراك)، الدين... دراسة تمهيدية لتاريخ الإسلام
المذهب سنی

فقيه متأدّب مصري أزهري، كان من أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.
ولد في قرية محلّة دياي بمصر، وانتسب إلى معهد الإسكندرية الديني، وحصل على الشهادة الثانوية الأزهرية وعلى شهادة العالمية، ثمّ تعلّم اللغة الفرنسية، واختير للتدريس بالقسم العالمي بالأزهر، ثمّ أُرسل في بعثة علمية إلى فرنسا، فحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية عن رسالة له بعنوان «دستور الأخلاق في القرآن الكريم... دراسة مقارنة للأخلاق النظرية في القرآن»، وعاد إلى بلده، فعمل مدرّساً في جامعة القاهرة، وفي دار العلوم، وفي كلّية اللغة العربية، ونال عضوية جماعة كبار العلماء، وأصبح عضواً في اللجنة العليا لسياسة التعليم، وفي مجلس الإذاعة، وفي اللجنة الاستشارية الثقافية في الأزهر. اشترك في المؤتمر العلمي الإسلامي بلاهور (الباكستان). ومن كتبه:
تاريخ آداب اللغة العربية، منهل العرفان في تقويم البلدان، في مبادئ علم الأخلاق، تفسير آيات الأحكام (بالاشتراك)، الدين... دراسة تمهيدية لتاريخ الإسلام.
توفّي سنة 1958 م. وله عدّة مقالات منشورة في مجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية، منها: مبادئ القانون الدولي العامّ في الإسلام، والربا في نظر القانون الإسلامي، وأساس الشعور بالمسؤولية، وغيرها.
يقول ضمن مقال له نشرته مجلّة «رسالة الإسلام» القاهرية: «الإنسان حين يأخذه النوم كيف تساوره الأحلام، وحين تتقلّب عليه المؤثّرات كيف يسرّ ويحزن، ويخاف ويأمن، ويرضى ويغضب؟ لأنّه ذو نفس تسرى عليها أحوال النفوس وأعراضها الجبليّة.
الإنسان في هذه الميادين كلّها أمير طبيعته، وسجين فطرته. لا جرم وضعت عنه فيها كلّ الأحمال والأعباء؛ لأنّه يستوي هو وسائر الأشياء.
لكن له من فوق هذه الميادين ميداناً أعلى، يمتلك فيه حرّيته، ويبرز فيه سلطانه، وتتقرّر فيه مسؤوليته، وذلك حيث تسلس له الطبيعة قيادها، وتملكه زمامها، وتمهّد له سبلها المختلفة ينتقي منها وينتخب، تحليلًا أو تركيباً، تعميراً أو تدميراً، وذلك حيث تأذن له قواه البدنية والنفسية وعلائقه الخاصّة والعامّة أن يتصرّف فيها قبضاً أو بسطاً، رفعاً أو خفضاً، قطعاً أو وصلًا، يؤاسي ويأسي، أو يجرح ويقسو، أو يألف ويؤلف، أو يتجبّر ويتكبّر، يضيع أمانته أو يصونها، يحمي أوطانه أو يخونها، يرفع رأسه إلى السماء طلباً للمثل العليا، أو ينكس بصره إلى الأرض سعياً وراء زخرف الدنيا... الإنسان في هذا كلّه وفي سائر تصرّفاته الاختيارية سيّد مسؤول، ومسؤوليته مشتقّة من سيادته، إنّه سيّد بتسويد اللَّه إيّاه منذ جعله خليفة في الأرض، فمكّنه منها واستعمره فيها، وإنّه مسؤول بموجب هذه السيادة أن يؤدّي حقّها.
كم من مرّة سمعنا الكلمة المأثورة: «إنّ من نعم اللَّه عليكم حاجة الناس إليكم»، غير أنّنا عند سماع هذه الكلمة كنّا نفهمها على صورة ضيّقة وفي نطاق محدود؛ إذ كان يبدو لنا أنّ صاحب المال أو صاحب الجاه هو الذي ينبغي أن يعدّ نفسه في نعمة؛ لقدرته على قضاء حاجة المحتاجين، أمّا الآن فإنّنا نفهمها في أوسع معانيها، ونستطيع أن نناشد بها الناس جميعاً قائلين: إنّ من نعم اللَّه عليكم حاجة المجتمع، بل حاجة الكون إليكم، ذلك أنّ مطالب الحياة والصحّة والعلم والقوّة والأمن والرخاء والعدل والبرّ والرحمة والإحسان وسائر القيم الكبرى والمثل العليا لا غنى لها طرفة عين عن تضافر القوى البشرية، وتماسك أيديها وسواعدها، وتعاون عقولها وقلوبها، فنحن جميعاً شركاء في المسؤولية، لا فضل لكبير
على صغير، ولا لقوي على ضعيف، كلٌّ على قدر وسعه وفي حدود متناوله مُطالبٌ بنصيب قلّ أو كثر في عمارة هذا الكون بالصلاح والإصلاح، وإنّ كلّ سهم تبخل به عزيمة من العزائم تنقص به لبنة أو لبنات في بناء المجتمع الصالح الذي يُطلب منّا إقامته بمقتضى خلافتنا في الأرض، والذي لولا يد الإنسان ما ارتفع له بنيان، بل لولاها ما تغيّر وجه التاريخ في هذا العالم، فقديماً قال بعض الحكماء: [وهو الفيلسوف بوسويه في كتاب «معرفة اللَّه»]: «أروني ماذا أضافت العجماوات إلى ما وهبته لها الطبيعة منذ نشأة العالم إلى اليوم، بينما نرى الإنسان قد غيّر وجه الأرض ونقّب في أحشائها، واليوم وقد أمضى العقل الإنساني أُلوف السنين في بحث وتنقيب لايزال معينه جارياً لم ينضب، ولا يزال يبتكر الجديد المفيد... إنّه لا شي‏ء يقف أمام العقل الإنساني، ولا شي‏ء يضع حدّاً لكشفه وابتكاره إلّاشي‏ء واحد كسله وتراخيه».
هكذا كلّ شي‏ء في الكون ينادينا منذ نشأتنا بأنّنا مسؤولون، لا بمعنى أنّنا متّهمون محاسبون، بل بمعنى أنّنا مقصودون مأمولون، وإنّ من أكبر دواعي الفخار للإنسانية أن تكون هي محطّ هذا السؤال العالمي ومناط ذلك الأمل الكوني. وهكذا يتبيّن لنا أنّ المسؤولية في أساسها ليست خطاب تعنيف وتخويف، وإنّما هي لقب تشريف وخطاب تكليف؛ وهي تشريف من حيث هي تكليف؛ إذ لا يكلّف بحمل الأعباء إلّامن هو أهل لحملها.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم‏
وتأتي على قدر الكرام المكارم‏


نعم، إنّنا بفطرتنا مسؤولون، لا سؤال اتّهام ومناقشة حساب، بل سؤال التماس ودعاء ورجاء، وليس الإنسان المسؤول هو الذي يلتمس ويرجو، بل هو المدعو المرجو، فالمصالح المادّية والأدبية تلتمس منه أن يقوم بأدائها، والقيم الأخلاقية والاجتماعية والروحية تدعوه أن يتدخّل بإرادته وعزيمته لتحقيقها، ثمّ تناشده مؤهّلاته ومرشّحاته نفسها أن يسرع إلى تلبية هذا النداء السرّي العميق الذي تبسطه الكائنات بلسان حالها قبل أن تبسط الأنبياء والرسل بلسان مقالها: «وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ‏
وَ الْمُؤْمِنُونَ» (سورة التوبة: 105).

المراجع

(انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 6: 246، معجم المؤلّفين 10: 212- 213، النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 2: 239- 256، المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 2: 126).