علاء الدين زعتري

مراجعة ٠٠:٢٨، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (علاء_الدين_زعتري ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم علاء الدين زعتري‏
الاسم الکامل علاء الدين زعتري‏
تاريخ الولادة 1965م / 1385 ه ق
محل الولادة حلب سوریه
تاريخ الوفاة
المهنة مفكّر إسلامي، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذهب الإسلامية
الأساتید
الآثار أبحاث في الاقتصاد الإسلامي المعاصر، إتمام فتح الخلّاق بمكارم الأخلاق، تاريخ التشريع الإسلامي، تهذيب وتوضيح (مغني المحتاج) المعاملات المالية في فقه السادة الشافعية، الخدمات المصرفية وموقف الشريعة الإسلامية منها، رحم اللَّه من اغتنم حجّة في العمر، فتاوى فقهية معاصرة (الزكاة)، فقه المعاملات المقارن... صياغة جديدة وأمثلة معاصرة، في رحاب ليلة القدر، مذكّرة في السيرة النبوية، مذكّرة في تفسير القرآن... أجزاء مختارة، مصوّرات السيرة النبوية والخلافة الراشدة، المعاملات المالية... فتاوى فقهية معاصرة، معالم اقتصادية في حياة المسلم، النقود: وظائفها الأساسية وأحكامها الشرعية.
المذهب

علاء الدين محمود الزعتري: مفكّر إسلامي، وعضو الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذهب الإسلامية.
ولد في حلب سنة 1965 م، وحصل على إجازة في اللغة العربية والدراسات الإسلامية من كلّية الدعوة الإسلامية بسوريا بتقدير (جيّد جدّاً) عام 1986 م، وعلى دبلوم الدراسات الإسلامية (شعبة القرآن الكريم وعلومه) بكلّية الدعوة الإسلامية، بتقدير (ممتاز) عام 1990 م، وماجستير الدراسات الإسلامية من كلّية الدعوة الإسلامية، بعنوان:
«النقود... وظائفها الأساسية وأحكامها الشرعية»، بتقدير (ممتاز) عام 1993 م، والدكتوراه في الدراسات الإسلامية من كلّية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية، بعنوان «الخدمات المصرفية وموقف الشريعة الإسلامية منها»، بتقدير (امتياز) عام 2000 م.
من مؤلّفاته: أبحاث في الاقتصاد الإسلامي المعاصر، إتمام فتح الخلّاق بمكارم الأخلاق، تاريخ التشريع الإسلامي، تهذيب وتوضيح (مغني المحتاج) المعاملات المالية في فقه السادة الشافعية، الخدمات المصرفية وموقف الشريعة الإسلامية منها، رحم اللَّه من اغتنم حجّة في العمر، فتاوى فقهية معاصرة (الزكاة)، فقه المعاملات المقارن... صياغة جديدة وأمثلة معاصرة، في رحاب ليلة القدر، مذكّرة في السيرة النبوية، مذكّرة في تفسير القرآن... أجزاء مختارة، مصوّرات السيرة النبوية والخلافة الراشدة، المعاملات المالية... فتاوى فقهية معاصرة، معالم اقتصادية في حياة المسلم، النقود: وظائفها الأساسية وأحكامها الشرعية.
وهو أمين الفتوى في إدارة الإفتاء العامّ والتدريس الديني بوزارة الأوقاف بالجمهورية العربية السورية، وعضو الهيئة الاستشارية الشرعية لمجلس النقد والتسليف في مصرف‏
سوريا المركزي وفي أعمال التأمين التكافلي، وعضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأُسرة.
وهو مدرّس لمادّة الفقه المقارن والاقتصاد الإسلامي في كلّيات الشريعة بسوريا ولبنان، وكلّية الدعوة الإسلامية التابعة لليبيا، وكلّية أُصول الدين التابعة للسودان، وكلّية الشريعة التابعة للأزهر.
كما أنّه خطيب ومدرّس ديني بمساجد حلب منذ عام 1979 م، والآن هو خطيب بجامع (الصدّيق) بمحلّة الجميلية، بدءاً من 2/ 4/ 2004 م، ومدير مكتب حلب لمجلّة «صدى الإيمان» سابقاً.
يقول: «أرى أنّ هناك تقارباً فيما بين المذاهب الإسلامية؛ لأنّ أصلها ومنبعها واحد، ومنشأها ومصدرها واحد، وهو القرآن وسنة النبي صلى الله عليه و آله، وبالتالي دراسة الفقه المقارن تعطي مرونة في العقل وحكمة في التفكير، وتعطي أثراً طيّباً فيما بين المسلمين، إذا حصل أيّ أمر فإنّك تختار من المذاهب الإسلامية ما يناسب الإنسان والزمان والمكان. فلا يمكن أن نقول: سنلغي المذاهب الإسلامية، ونقول: سنعتمد مذهباً واحداً. إنّ القضية ليست كذلك، فتنوّع الآراء وتعدّد الأفكار هذا أمر فطري فُطر الناس عليه؛ لأنّ هذا التنوّع يشير إلى التوحّد، وهو اللَّه تبارك وتعالى، اللَّهِ أَحَدٌ أعطانا صفة له تبارك وتعالى: وَ مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ‏ بعد توحيد الربوبية وتوحيد الأُلوهية له تبارك وتعالى، فكلّ شي‏ء فيما سواه متعدّد، وبالتالي هذه التعدّدية وهذا التنوّع أمر طبيعي فطري. ومشكلتنا نحن البشر في تقبّل الآخر أو في التعصّب في الذات، أمّا الأصل فتنوّع الأشياء وتعدّد الأصناف وتمازج الآراء أمر لا غبار عليه، بل يحقّق فوائد للبشرية: وَ لَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ (سورة الحجّ: 40).
نعم، عندما نتحدّث في التنوّع، التنوّع الاجتماعي موجود، وكلّ الناس أقرّوا به، والتعدّد الاقتصادي كلّ الناس يرونه بأُمّ أعينهم، فلماذا نأتي إلى مسائل في العقيدة والفقه لنقول: يجب أن يكون هناك رأي واحد؟ لماذا لا يكون هناك هذا التعدّد الجميل الذي‏
يناسب الناس في كلّ الأزمان وفي كلّ الأماكن، حتّى لو أخذنا مثالًا في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هل كان كلّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على قلب رجل واحد وعلى رأي واحد وعلى اجتهاد واحد وفكر واحد وفقه واحد؟ كانوا متعدّدين بتعدّد قبائلهم وبتنوّع بيائتهم، أمثلة كثيرة حصلت في زمن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وكان تشريعاً للناس فيما بعد لمّا يسأله الواحد سؤالًا.
إنّ من أهمّ غايات التقريب تعارف المسلمين على بعضهم، وأوّل ما يجب هذا أن يجب على العلماء من خلال الدراسة والنظر في فكر الآخرين: سعة الأُفق والتسامح الحاضن لكلّ المذاهب الإسلامية.
لا شكّ بأنّ العدوّ يريد اجتثاث الأُمّة الإسلامية جذوراً وتاريخاً وثقافةً: إنّ قذائف العدوّ لا تفرّق بين مسلم وآخر.
إنّ الإسلام بعالميّته لا يعترف بحدود المكان، وإنّ شموليّته لا تقرّ بحدود الزمان، فهو يحمل رحمة اللَّه للعالمين، ويعرض نور اللَّه للبشرية الضامئة المتعطّشة لمنقذ من ضلالاتها، ومخلّص من ترهاتها.
فالحضارة الإنسانية اليوم على موعد مع الإسلام العظيم الذي يحمل الرحمة والانفتاح والتسامح مع غير المسلمين، وهو من باب أولى يحمل هذه المعاني والقيم مع المسلمين أنفسهم، وهذه القيم هي التي تميّز حضارة الإسلام عن غيرها من حضارات حوت مثالب ونقائص، من الضيق بالآخر، وعدم الاعتراف به.
واليوم في ظلّ المتغيّرات الدولية العالمية، وبدافع من إسلامنا العظيم لاستعادة مكانتنا، فإنّا- نحن المسلمون- مطالبون وبإلحاح بالعمل الإيجابي مع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية والفكرية.
ولمّا كانت العولمة بسلبيّاتها تريد إغراق العالم بمجموعة من التناقضات القيمية والتفلّت الأخلاقي فإنّ المسلمين مطالبون باستحضار ما لديهم من رصيد حضاري وتقديمه من جديد إلى البشرية التي تتطلّع شوقاً إلى تكرار هذا الأُنموذج الحضاري الفريد.
إنّ مثل هذه اللقاءات لهي أفضل السبل في مواجهة تنامي الدعوات الشاذّة الداعية إلى‏
الشقاق والنزاع، كما هو ملاحظ في الفكرة الخبيثة التي يحاول أعداء الإسلام بثّها في العراق على سبيل المثال القريب.
لذا كانت لقاءات التقريب وشفّافية العرض والوضوح في الرؤية هي الخير الأنسب، وهذا مستفاد من تجارة الأمس وآلام اليوم وتوقّعات المستقبل.
حقائق القرآن الناصعة تدعو إلى الوحدة: وحدة المعبود، ووحدة الأصل، ووحدة الأهداف.
شرّع الإسلام أسباب التآلف والتجمّع، ونهى عن أسباب التقاطع والتفرّق، فالتفرّق يوزّع القوّة، أمّا الوحدة فتجمعها، والتفرّق أمارة من علامات عدم النضوج، فإنّ العقل الناضج يلازمه عادةّ حبّ الإنصاف، فالإسلام لا يعتبر رابطة تربط المسلمين إلّارابطة الدين، أمّا الروابط الجنسية والشعوبية ورابطة اللون أو اللغة أو القبيلة فهي انتماءات جزئية قد توصل إلى العصبية البغيضة.
ونهى اللَّه تعالى المؤمنين عن التعالي والتكبّر، كما نهى أن يسخر بعضهم من بعض، أو يلمز بعضهم بعضاً، ولو أنّ متّبعي المذاهب الفكرية وأهل العلم عملوا بهذه القيم السامية الرفيعة لما وصل المسلمون إلى التعصّب الذي تشهده الأُمّة اليوم، ولمّا تراشق المسلمون بتهم وألقاب جاهزة يمنة ويسرة بسهام التجهيل والتكفير والتفسيق والتبديع والتضليل ونحو ذلك ممّا مبعثه الاعتداد بالنفس من جهة والسخرية بالآخرين من جهة أُخرى.
وجعلت بعض الآيات من المسلمين كالنفس، قال تعالى: وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ‏ (سورة الحجرات: 11)، وحين لمزت كلّ طائفة من المسلمين أُختها جرّحت نفسها وأُختها أمام الخصوم والأعداء، والعدوّ يحكم على طوائف المسلمين بما يحكم به بعضهم على بعض، فيحتقرونهم جميعاً.
ونهى القرآن عن التفرّق في الدين، والتشكيك في قضاياه، فكلّ دعوة للتفريق بين المسلمين خيانة للَّه‏ولرسوله ولآله، وخيانة للقرآن الكريم، وللأُمّة الإسلامية.
والمسؤولية في الوحدة تقع على عاتق أولياء الأمر من المسلمين، وهم العلماء وقادة
الفكر، حيث تقع عليهم المسؤولية، وهم محاسبون أمام اللَّه عزّ وجلّ عن تحقيق هذا الهدف الأسمى، فليتّق اللَّه قادة الفكر الإسلامي، فلا يطبعوا بطابع الجمود، ولا يخيّم عليهم الهوى، وتتحكّم فيهم الشهوات السياسية، وإنّ صلاح الأُمّة منوط بصلاح علمائها وقادة الفكر فيها، فهم بمثابة القلب من الجسد، إن صَلَح صَلُحَ الجسد كلّه، وإن فسد فسد الجسد كلّه».
كما يقول: «العناصر التي تجعل التقريب بين المذاهب ناجحاً على كافّة الأصعدة. فإذا أُريد للتقريب أن يكون مثمراً فلا بدّ من تبنّي الأفكار الآتية:
1- جعل القرآن الكريم دستور الأُمّة، واعتباره العنصر الرئيس في أُسس أيّ لقاء، وجعله الحاكم في القضايا بين المسلمين.
2- إقامة التقريب بين المذاهب على أساس علمي رصين بعيداً عن العواطف أور ردّات الفعل الآنية؛ لأنّ ما يقوم على أُسس علمية يبقى‏ ويستمرّ، وما يقوم على الظروف الزمانية يفنى‏ ويضمحل.
3- جعل التقريب قائماً على أساس التعاون الجماعي والاجتماعي بعيداً عن السياسات المتقلّبة، أو الانحياز إلى نظام سياسي معيّن هنا أو هناك، فالأنظمة السياسية لا تدوم، والعمل الجماعي يدوم.
4- حسن النيّة وسلامة الطوية، وذلك بتبنّي المقاصد لتحقيق الأهداف.
5- الاهتمام بإبراز النقاط المشتركة بين المذاهب، والحديث دائماً عن نقاط التلاقي، وبخاصّة مع العامّة، وتوجيههم إلى أهمية الوحدة الإسلامية كما أرادها القرآن الكريم: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ‏ (سورة الحجّ: 78)، وإشاعة ثقافة التقريب، وتضافر الجهود لذلك، وترك الجدل والمناظرات الفكرية والعقدية والفقهية للمختصّين في المستويات العليا.
6- التأكيد على أنّ الاختلاف بين المذاهب الإسلامية هو اختلاف خطأ وصواب، وليس اختلاف كفر وإيمان.
7- عدم تضخيم مسائل الخلاف وتحويلها إلى منازعات تشاحنية وخصومات‏
تنافرية، تنسي مقوّمات الوحدة وعوامل الوفاق، مع أنّ نقاط التلاقي والاتّفاق أكثر بكثير من نقاط الخصام والتفرّق.
8- عدم الانشغال بمناظرات جانبية وجدالات داخلية، فالأهمّ هو الدعوة إلى الإسلام بعرض جوهره النقي وصفائه الروحي، وبيان رسالته الواضحة، وإبراز جمال الدين وشموله لكلّ مجالات الحياة، وأنّه يُصلح الإنسان والزمان والمكان.
فرسالة الإسلام جاءت لتجعل حياة الإنسان سعيدة، وقد وضّح الإسلام سبل النجاة والأمن والاطمئنان للبشر جميعاً، وللعيش فيما بينهم بسلام ومحبّة وإخاء، قال تعالى:
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ‏ (سورة الأنبياء: 107)، وأهمّ العالمين المسلمون فيما بينهم ليكونوا رحماء برحمة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
9- التخلّص من عقدة كمال الصحّة المطلقة، وعقدة الوصاية على الدين، فما تحمله حقّ وصواب يحتمل الخطأ، وما أحمله حقّ وصواب يحتمل الخطأ، قال تعالى: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‏ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ (سورة سبأ: 24)، وإذا كان هذا في الحوار مع غير المسلمين فهو مع المسلمين من باب أولى‏.
فالمجتهد مهما بلغ لا يستطيع الجزم بأنّ اجتهاده هو الحقّ المطلق، وأنّ اجتهاد غيره هو الخطأ المتيقّن؛ فذلك لا يعلمه إلّااللَّه ورسوله، ولا سبيل إلى ذلك العلم بعد انقطاع الوحي.
10- تجنّب التعصّب المذموم ومحاربته، فإنّه يعمي ويصمّ القلوب والعقول والبصائر، ومنهج القرآن النهي عن التعصّب المقيت، ويدعو إلى التسامح الديني، ومن باب أولى التسامح المذهبي، ويدعو إلى التآخي البشري، فكيف بالتآخي الإيماني؟!
11- الابتعاد عن مواجهة المسلم للمسلم بأشدّ الكلمات، وأغلظ العبارات، وأقسى‏ الأساليب وتجنّب التجريح والتنقيص، وإحصاء الأخطاء والعثرات لدرجة قد تصل إلى الإهانة، فمثل هذا يولِّد مزيداً من الأحقاد والكراهية والبغضاء، وما أروع منهج القرآن:
وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‏ (سورة آل عمران: 159)!
فما أجمل اللقاء إذا كان بألطف الكلام وأرهف العبارات! وما أحسن الحوار إذا كان بأقوى الحجّة وأصدق الدليل!
12- تقدير الرأي والرأي الآخر واحترامهما؛ لضرورتهما وأهمّيتهما عند الحوار وحين تبادل الرأي.
13- أن يكون الحوار الفكري قائماً على تبادل المعرفة، وقبول الحجّة المنطقية المدعمة بالدليل الشرعي الصحيح دون جمود أو تعصّب.
14- أن يكون الجدال بالتي هي أحسن، فلا يتعدّى‏ الإقناع بالدليل إلى إثارة الفرقة والخصام، ومحاولة التفريق بين المسلمين؛ ليضعف أمرهم، ويتمكّن أعداؤهم منهم، فمنهج القرآن مع غير المسلمين رفق ولين، فهو مع المسلمين من باب أولى، قال تعالى: ادْعُ إِلى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ (سورة النحل: 125).
15- مراعاة الشعور والعواطف، واحترام تباين الآراء واختلاف الأفهام، فمثل هذا يولِّد المحبّة والصفاء، قال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ‏ (سورة فصّلت: 34)، وحينها يتحوّل العدوّ إلى صديق، والمبغض إلى محبٍّ، والبعيد إلى قريب.
16- عدم إثارة الطرف الآخر، فالإثارة تولّد الانفعال وتقطع الحبائل المقرّبة، فهذا منهج القرآن مع غير المسلمين: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ‏ (سورة الأنعام: 108)، فالمسلم ليس بالسبّاب ولا اللعّان ولا الفحّاش ولا البذي‏ء، فالكلمة الطيّبة أصل التلاقي، والحوار الهادئ أساس التفاهم.
17- التجرّد عن الأحكام المسبقة المبنية على الظنّ لدى‏ أطراف التقريب، فالعمل لا بدّ أن يكون قائماً على اليقين، وليس على الوهم والظنّ والشكّ.
فقد كان أهل السنّة يتصوّرون الشيعة من الغلاة والرافضة، مع أنّ الشيعة تكفِّر الغلاة وتعدّهم من النجاسات. وعند العامّة من أهل السنّة حكم مسبق أنّ الشيعة يعبدون الأحجار، وذلك بسجودهم على أقراص خاصّة، والحقّ أنّ السجود على جنس الأرض هو
فعل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، كما وصف ذلك الصحابة. وعند بعض العامّة من الشيعة أنّ أهل السنّة يبغضون آل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولا يُظهرون مناقبهم وأخلاقهم، وواقع الحال أنّ محبّة آل البيت لا ينكرها مسلم، بدليل تسمية أبنائهم، تبرّكاً بأسماء آل البيت، ويكاد لا يخلو بيت من اسم أحد أفراده باسم أحد آل البيت،، كعلي وفاطمة والحسن والحسين ورقية وزينب، وما من قصيدة تمدح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إلّاذكرت مناقب آل بيته الكرام.
إنّنا مطالبون بالتعارف والتعاون؛ لتحقيق المصالح المشتركة لشعوب الأُمّة الإسلامية، ونشر القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة بين شعوب الأرض قاطبة».

المراجع

(انظر ترجمته في: المعجم الوسيط فيما يخصّ الوحدة والتقريب 1: 380).