عفاف الحكيم

مراجعة ٠٠:٢٨، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات) (عفاف_الحكيم ایجاد شد)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
الاسم عفاف الحكيم‏
الاسم الکامل عفاف الحكيم‏
تاريخ الولادة
محل الولادة لبنان
تاريخ الوفاة
المهنة : رئيسة جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية، وعضوة الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
الأساتید
الآثار مقاله: دور الثورة فی تنمیة الصحوة،الإعلام الغربی و إحباط مساعی الوحدة بین المسلمین،الشهیدة آمنة الصدر جهاد و شهادة، معلمو البشریة، وحدة الأمة و سبل التخلص من الطائفیة و المذهبیة، ورود و أشواک فی طریق المحجبات، اجتماع: المسلمة: موقعا و دورا،دور الأم و التکریم الإلهی،المرأة بین فرص الخیر و أوقات الفراغ
المذهب

السيّدة عفاف الحكيم: رئيسة جمعية الرابطة اللبنانية الثقافية، وعضوة الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
تقول في مقالة لها نشرتها مجلّة «رسالة التقريب» الطهرانية سنة 1430 ه: «وحدة الأُمّة هي لا شكّ من أهمّ الموضوعات التي نواجهها في عصرنا الحاضر، فعالمنا الإسلامي يمرّ بمرحلة تأريخية محفوفة بالمخاطر الحقيقية، إضافة إلى سيل ضخم من التحدّيات على مختلف الصعد.
وإنّه في هذا الظرف التأريخي الدقيق والحسّاس، وحيث اليد الآثمة للصهيونية وحلفائها على امتداد العالم بلغت من التآمر على كيان الأُمّة ووحدتها ومقدّساتها وقضاياها حدّاً كبيراً فاق كلّ تصوّر، فإنّ الواجب الشرعي والمسؤولية التأريخية تملي على القيّمين من علمائنا الأجلّاء وكلّ الواعين من أبناء الأُمّة إيجاد حالة من النهوض والقيام للَّه‏من أجل إحباط أهداف الأعداء، وتشكيل خطّ دفاع متماسك صلب يشدّ بعضه بعضاً وتتكسّر عليه كلّ المخطّطات والمكائد... فموضوع الوحدة الإسلامية اليوم بلا شكّ هو من أهمّ مستلزمات الوقوف في وجه هذا الصراع باعتباره الأرضية والقاعدة التي تقوم عليها جميع المستلزمات الأُخرى، وهذا الموضوع يزداد أهمّية عندما ننظر إلى الظروف العالمية وطبيعة الصراع القائم على المستوى الحضاري... وإنّه رغم عملية الاجتثاث الكبيرة والتشويه المريع الذي تعرّض له جسد الأُمّة
جغرافياً وسياسياً واقتصادياً، وحيث أفلح الاستعمار في تمزيق عالمنا الإسلامي تمزيقاً لم يسمع بمثله، فبعد أن كانت أُمتنا أُمّة واحدة ودولة واحدة وشعب واحد تمّ تقسيمها إلى أكثر من خمسين دولة صغيرة متناحرة متضادة تقطعها وتقسّمها الحواجز والحدود!
وإنّه رغم ما يظهر من قتامة التمزيق وفعّاليته في الإجهاز على الوحدة الإسلامية وعلى مشروع إحيائها واستعادتها، فإنّ خطره وضرره ربّما لا يصل إلى نفس مستوى الضرر الذي أحدثه ابتلاء الأُمّة بآفتي الجمود والتطرّف؛ لأنّ هذا اللون المدمّر الفتّاك امتدّ إلى تمزيق الروح وقصف الفكر وتغيير الوجدان وتشويه معالمه، وهذا لا شكّ هو الأعظم أثراً والأقوى خطراً من أيّ تمزيق آخر... الشهيد مطهّري رضى الله عنه أجمل خصائص تيّار الجمود والتطرّف وملامحه في نقاط مبيّناً خطورة هذه الظواهر التي أفقدت أصحابها نور البصيرة ونعمة التفكّر والتقدير السليم لأولويات الإسلام، ومنها: الركود الفكري وتعطيل العقل ممّا أوقعهم في مهاوي التخبّط والتقليد الأعمى لسيَر الماضين وطرق تفكيرهم وأساليبهم، وضعف الأُسس والمرتكزات العقائدية، والنظرة السطحية (الضحالة الفكرية)، والتقديس الأجوف الزائف، وضيق الأُفق والنظر، والجهل واعوجاج الفهم، والرجعية وعبادة القديم، والرياء وخداع العوام.
لقد باتت مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية وتوحيد صفوف الأُمّة أمام أعدائها أملًا من الآمال التي يتطلّع إليها جميع المخلصين في الأُمّة على امتداد ساحاتها. فبفضل الإمام الخميني رضى الله عنه وثورته المباركة عادت الأُمّة إلى قوّتها وحيويتها، وترسّخ مفهوم الوحدة بل تجذّر في قلوب أبنائها، وشهدت مجتمعاتنا الإسلامية دفعاً ونهوضاً عظيماً ثقافياً وسياسياً وعسكرياً، تداعت على أثره مشاريع قوى الصهيونية والاستكبار في المنطقة، وحيث كانت الضربة الكبرى التي قصمت ظهورهم هي أنّ تلك الفئة القليلة المتمثّلة بأبناء المقاومة الإسلامية، أبناء حزب اللَّه على أرض الجنوب اللبناني، هزمت الجيش الصهيوني الذي كان يدّعي أنّه لا يقهر ولا يهزم وأركعته ومرّغت أنفه في التراب... وحيث أعقب ذلك تنبّه القوى الشيطانية التي انتفضت مذعورة عاملة على استخدام‏
المكر والانحراف الإسلامي المتمثّل بالتكفيريّين المتطرّفين لإشعال النزاع الطائفي البغيض بين السنّة والشيعة... جناحي الأُمّة، والطرفين اللذين استطاعا بلورة أشجع المواقف ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، ففي لبنان حقّقت المقاومة الإسلامية بقيادة حزب اللَّه أكبر انتصار عسكري عربي ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب في حرب تمّوز 2006 م. وحيث تزامن مع ذلك تعمّق الشعور في الأوساط الفلسطينية بضرورة التصدّي للاحتلال وعدم المساومة مهما بلغت التضحيات... وإنّ الاحداث الهائلة وشلّال الدم الزاكي الذي شهدته غزّة الصامدة والصابرة على جراحها إبّان العدوان الوحشي الهمجي الذي شنّه العدوّ الصهيوني في أوائل العام 2009 م والذي توّج بانتصار الإرادة الثابتة والعزم الكبير للشعب الفلسطيني الأبي بكامل مجاهديه رجالًا ونساءً وشيوخاً وأطفالًا... غير أنّ ما ينبغي الالتفات إليه هو أنّ المقاومة الفلسطينية بكامل فصائلها في غزّة عندما نهضت وصمدت وضحّت لم تفعل ذلك دفاعاً عن طائفة وإنّما دفاعاً عن الأُمّة كلّها عرباً ومسلمين، وإنّ حزب اللَّه في لبنان عندما خاض معركة الكرامة ضدّ إسرائيل لم يفعل ذلك دفاعاً عن طائفة دون أُخرى، وإنّما دفاعاً عن قضايا الأُمّة، وفي مقدّمتها قضية فلسطين، وعندما أصرّت الجمهورية الإسلامية في إيران على رفض أيّ لون من ألوان الاعتراف بالكيان الإسرائيلي الغاصب ودفعت ثمن ذلك غالياً حتّى الآن إنّما كانت تنظر بعين المسؤولية اتّجاه دين اللَّه.
في ذكرى المولد النبوي الشريف علينا أن نجد السبيل إلى وحدة أُمّتنا التي هي مصدر قوّتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية، وأن نعمل جادّين على رفع لواء التقريب، ونعمل على التخطيط لحلّ مشاكلنا ونصرة قضايانا، فقضية القدس الشريف وفلسطين هي قضية الأُمّة، وينبغي أن تتوحّد الأُمّة خلفها وصولًا إلى تحرير الأرض الطاهرة من براثن الصهيونية والاستكبار... وعلينا دائماً وأبداً أن لا ننسى الإخاء الذي أتت به رسالة محمّد صلى الله عليه و آله والنداء الإلهي: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً (سورة آل عمران: 103)».